فيتامين ب 12.. هذا دوره في تجديد الأنسجة وعلاج التهاب القولون التقرحي
تاريخ النشر: 18th, November 2023 GMT
توصلت دراسة حديثة إلى دور مهم يلعبه فيتامين "ب 12" في إعادة برمجة الخلايا وتجديد الأنسجة.
وأجرى الدراسة باحثون بقيادة الدكتور مانويل سيرانو في معهد البحوث في الطب الحيوي في برشلونة، ونُشرت في مجلة نيتشر ميتابوليزم.
وفيتامين "ب 12" هو أحد المغذيات المعروفة التي لها دور أساسي في الحفاظ على وظيفة الأعصاب ودعم إنتاج خلايا الدم الحمراء وتسهيل تخليق الحمض النووي، وجميع العمليات الحيوية للصحة العامة.
لكن في البحث الجديد ركز العلماء على عملية تعرف باسم "إعادة البرمجة الخلوية" التي يعتقد أنها تحاكي المراحل الأولى لإصلاح الأنسجة.
ووجد الباحثون أن إعادة البرمجة الخلوية في الفئران تستهلك كميات كبيرة من فيتامين "ب 12". في الواقع، يصبح استنفاد فيتامين "ب 12" عاملا مقيدا يؤخر ويضعف بعض جوانب عملية إعادة البرمجة.
وبالنظر إلى وفرة فيتامين "ب 12" في النظام الغذائي الطبيعي للفئران، فوجئ الباحثون بملاحظة أن المكملات البسيطة من فيتامين "ب 12" عززت بشكل كبير كفاءة إعادة البرمجة.
الإمكانات العلاجية في التهاب القولون التقرحيوأثبت الباحثون صحة النتائج التي توصلوا إليها في نموذج لالتهاب القولون التقرحي، مما يدل على أن خلايا الأمعاء التي تبدأ في الإصلاح تخضع لعملية مشابهة لإعادة البرمجة الخلوية وتستفيد أيضا من مكملات فيتامين "ب 12".
ويمكن للمرضى الذين يعانون من أمراض الأمعاء أن يستفيدوا من مكملات فيتامين "ب 12".
وقال الدكتور مانويل سيرانو إن "بحثنا يكشف عن الدور الحاسم لفيتامين ب 12 في إعادة برمجة الخلايا وإصلاح الأنسجة.. تبشر هذه النتائج بالطب التجديدي، مع إمكانية إفادة المرضى من خلال تحسين التغذية".
والتهاب القولون التقرحي هو مرض مزمن يحدث فيه التهاب في الأمعاء الغليظة (القولون) والمستقيم (الجزء الأخير من الأمعاء والذي يتم تخزين البراز فيه قبل تفريغه).
وفي المرض تتطور تقرحات صغيرة في بطانة القولون، ويمكن أن تنزف وتفرز القيح، وفقا لخدمات الصحة الوطنية في المملكة المتحدة.
والتهاب القولون التقرحي هو نوع من أمراض المناعة الذاتية، وفيه يهاجم جهاز المناعة أنسجة الجسم.
ويعتقد أنه خلال المرض يتعرف جهاز المناعة بشكل خاطئ على البكتيريا غير المضرة في الأمعاء كمصدر خطر، ويهاجم أنسجة القولون مما يؤدي لالتهابها.
فهم دور فيتامين "ب 12" في إعادة البرمجة الخلويةفي هذه الدراسة، وجد الباحثون أن فيتامين "ب 12" هو عامل مقيد لفرع معين من عملية التمثيل الغذائي يشارك في تفاعل يعرف باسم المثيلة.
على وجه التحديد، يتطلب الحمض النووي للخلايا التي تبدأ إعادة البرمجة أو إصلاح الأنسجة مستويات عالية جدا من تفاعل المثيلة هذا، وبالتالي من فيتامين "ب 12".
واكتشف الباحثون أن نقص فيتامين "ب 12" في أثناء إعادة البرمجة أو إصلاح الأنسجة أدى إلى تغيرات جينية كبيرة، مما أدى إلى أخطاء في وظيفة جينات متعددة.
وتؤكد الباحثة الدكتورة مارتا كوفاتشيفا أن "مكملات فيتامين ب 12 صححت هذا الخلل، مما أدى إلى تعزيز دقة وظيفة الجينات وتحسين كفاءة إعادة البرمجة بشكل عام".
دراسة منفصلة تربط فيتامين "ب 12" بانخفاض الالتهاب
ونشرت المجموعة التي يقودها الدكتور سيرانو مؤخرا دراسة أخرى -بالتعاون مع مختبر الدكتورة روزا لامويلا رافينتوس في جامعة برشلونة والدكتور رامون إستروش في مستشفى كلينيك في برشلونة- خلصت فيها إلى أن الأشخاص الذين لديهم مستويات أعلى من فيتامين "ب 12" في الدم لديهم مستويات أقل من علامات الالتهاب.
وتشير هذه الملاحظات إلى أن فيتامين "ب 12" يمارس عملا مضادا للالتهابات عن طريق تقليل هذه العلامات في الجسم، كما أنها توفر نظرة حول الفوائد الصحية المحتملة لفيتامين "ب 12".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: من فیتامین
إقرأ أيضاً:
مدرس روماتيزم يكشف خطورة تناول فيتامين «د» دون استشارة الطبيب
تناول الحقن أو المكملات الغذائية مثل فيتامين «د» أو فيتامين «ب» من دون استشارة الطبيب، من العادات الخاطئة التي يلجأ إليها البعض، وفقا لما أكده الدكتور محمد العدل، مدرس الروماتيزم بكلية طب الأزهر.
من الخطأ أن يتناول الأشخاص أدوية أو مكملات غذائية بناءً على مشاهدات أو نصائح من الإنترنت دون استشارة الطبيب، ولا يمكن تعميم العلاج على الجميع، فكل شخص لديه حالته الصحية الخاصة، بحسب مدرس الروماتيزم بكلية طب الأزهر، خلال حوار مع الإعلامية مروة شتلة، بحلقة برنامج «البيت»، المذاع على قناة «الناس»، اليوم الخميس.
وأوضح «العدل»، أن فيتامين «د» يعد من الفيتامينات المهمة التي قد يحتاجها البعض، ولكن هذا لا يعني أن كل من يعاني من آلام الظهر أو مشاكل أخرى يجب أن يتناول فيتامين «د» بشكل عشوائي، مضيفا: «حتى إذا كان لديك نقص في فيتامين «د»، فإن الجرعات التي تحتاجها تعتمد على حالتك الصحية وأهداف العلاج، وفي بعض الحالات، قد يحتاج المريض إلى مكملات مثل الكالسيوم والمغنيسيوم إلى جانب فيتامين «د»، ولكن تحديد الجرعة والمحتوى يعتمد على التشخيص الطبي».
وأشار إلى أن هناك فرقًا بين المكملات التكميلية، التي تساعد في دعم الصحة بشكل عام، وبين العلاجات الطبية التي تعالج مشاكل صحية معينة، وبالتالى لا بد من استشارة الطبيب لتحديد إذا كنت بحاجة لهذه المكملات أم لا، وأي الجرعات هي الأنسب لك.