بغداد اليوم - متابعة

جددت القاهرة رفضها لما يجري تداوله في الأوساط الإسرائيلية، بشأن دور مصر لإدارة قطاع غزة في مرحلة ما بعد الحرب التي يشنها الجيش الإسرائيلي على حركة حماس، في الوقت الذي شدد دبلوماسيون على أن "الشعب الفلسطيني هو من يقرر مصيره".

يأتي ذلك في الوقت الذي دعا فيه السفير الإسرائيلي السابق لدى القاهرة، يتسحاق ليفانون، في مقال نشرته صحيفة "معاريف" العبرية، مصر "إلى تحمل المسؤولية في قطاع غزة بعد الانتهاء من الحرب مؤقتا"، على غرار "الانتداب البريطاني والفرنسي" في القرن الماضي.

وكرر الدبلوماسي الإسرائيلي السابق أفكارا طرحت خلال الأسابيع الأخيرة، بشأن إدارة قطاع غزة بعد انتهاء الحرب عليه، مثل إدارة مصرللقطاع، لكن مع إضافة تعديل يتمثل في فكرة "الانتداب". 

من جهته، قال مصدر مصري، إن "هذا الحديث مُكرر، لكن موقف القاهرة ثابت ومُعلن وأكثر وضوحًا، وجرى التعبير عنه في الكثير من المواقف، برفض مثل هذه الأمور بشكل قاطع، مع السعي بشكل عاجل لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، وإدخال المزيد من المساعدات الإنسانية". 

ويتسق ذلك مع ما ذكره الأمين العام للمجلس المصري للشؤون الخارجية، السفير علي الحفني، في تصريحات خاصة لموقع "سكاي نيوز عربية"، أن "مصر لا تتعاطى مع أي أطروحات متداولة في بعض الأوساط الإسرائيلية والغربية بشأن مرحلة ما بعد الحرب في قطاع غزة وأن يكون لمصر دور"، واصفا الحديث عن هذه القضية بـ"الدعوات الخبيثة".

كيف تفكر إسرائيل؟

مع استمرار القصف وتصاعد حدة المعارك على الأرض في غزة، يدور في أروقة السياسة الحديث عن مستقبل القطاع بعد انتهاء الحرب، ففي الوقت الذي أعلنت إسرائيل أنها ستتولى "المسؤولية الأمنية الشاملة" لأجل غير مسمى بعد الحرب، أكدت واشنطن رفضها لهذا المقترح.

يرى سفير إسرائيل السابق لدى القاهرة، أن "الوجود العسكري لبلاده في غزة بعد الحرب يشكل مشكلة لها"، معتبرا أن "الحل هو وجود مؤقت لمصر، لضبط النظام في قطاع غزة والإشراف على إعادة إعماره".

يأتي ذلك على غرار انتداب الدول الكبرى الذي فُرض على فلسطين وسوريا ولبنان والعراق وشرق الأردن، بعد الحرب العالمية الأولى وسقوط الدولة العثمانية، بصورة مؤقتة كما قالت الدول الكبرى آنذاك، "من أجل الأخذ بيدها في سبيل استكمال عناصر استقلالها".

يخلص يتسحاق ليفانون إلى أن مصر هي الحل، ويقول: "دعونا لا نبقي تواصل بيننا (الإسرائيليون) وبين مع غزة، وهنا تدخل مصر في الصورة بحصولها على انتداب على القطاع، على غرار الانتدابين البريطاني والفرنسي الذي كان في منطقتنا في القرن الماضي، وليس الهدف إعادة غزة إلى مصر، بل إعطاء مصر تفويضا مؤقتا للوجود في غزة، حيث تشرف مصر خلال هذه الفترة على بناء غزة بمساعدة مالية دولية لتكون مختلفة عما هي عليه اليوم".

مواقف مصرية ثابتة 

حدد الأمين العام للمجلس المصري للشؤون الخارجية، علي الحفني، موقف القاهرة من تلك الأطروحات، في عدد من النقاط، قائلا: 

مصر لديها ثوابت في سياساتها الخارجية خاصة القضية الفلسطينية التي تعتبرها القضية المركزية بالمنطقة، ولن يتحقق سلام إلا بحل القضية بشكل عادل ومُنصف يقوم على مبدأ حل الدولتين.

كان على الدولة المصرية عبء كبير منذ السابع من أكتوبر، في التصدي لمحاولات الكثير من القوى الدولية أن تُغير هذا الواقع وتتحلل من مواقفها الداعمة لإنشاء الدولة الفلسطينية، وبالتالي ترفض بشكل قاطع محاولات تصفية القضية الفلسطينية بأي شكل من الأشكال.

أي أطروحات متداولة في إسرائيل أو بعض الأوساط في العالم الغربي بشأن موقف إدارة قطاع غزة "لا نتعاطى معها"، ومواقفنا ثابتة ونرى أن هذه الأرض محتلة، على إسرائيل التزامات ومسؤليات بموجب القوانين الدولية ويجب أن تضطلع بها.

الشعب الفلسطيني له ممثلون وحكومة، وإدارة قطاع غزة تخص الفلسطينيين وحدهم، وعليهم أن يضطلعوا بها ويجب ألا نحرمهم من تقرير مصيرهم، ونرى أن مثل هذه الأطروحات التي تتداولها إسرائيل لها خلفيات وأغراض لا نتفق معها؛ لأنها ليست المسار الذي يحقق الأمن الإقليمي والسلام في المنطقة خاصة للشعبين الفلسطيني والإسرائيلي.

يجب أن يعي الجميع أن ما حدث في 7 أكتوبر كانت له خلفيات وجذور وممارسات يومية من قِبل إسرائيل ضد الفلسطينيين، وهذا ما يرفضه المجتمع الدولي والقوانين والأعراف الدولية.


المصدر : سكاي نيوز

 

 

 

 


المصدر: وكالة بغداد اليوم

كلمات دلالية: فی قطاع غزة بعد الحرب

إقرأ أيضاً:

غارات جوية إسرائيلية تقتل 31 شخصاً في لبنان

أضاءت انفجارات ضخمة سماء لبنان بوميض برتقالي، فيما تصاعدت أعمدة الدخان الكثيفة جراء الغارات الجوية الإسرائيلية التي استهدفت الضاحية الجنوبية للعاصمة بيروت.

وألحقت الانفجارات أضراراً بالمباني، وخلفت زجاجاً محطماً وركاماً متناثراً في الشوارع المجاورة.

مقتل 45 جندياً لبنانياً جراء الغارات الإسرائيلية خلال الحرب - موقع 24نددت قوة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في لبنان، بالهجمات التي شنتها إسرائيل على الجيش اللبناني خلال حربها المستمرة على حزب الله.

واستهدفت بعض الضربات مناطق قريبة من وسط بيروت، وأخرى قرب أحياء مسيحية ومناطق أخرى أصدرت إسرائيل تحذيرات بإخلائها، بما في ذلك مدينة صور ومحافظة النبطية. كما شملت الغارات مناطق في شمال شرق بعلبك الهرمل دون سابق إنذار.

وذكرت وزارة الصحة اللبنانية أن 26 شخصاً قتلوا في جنوب لبنان، و 4 في محافظة بعلبك الهرمل شرق البلاد، وشخصاً واحداً في منطقة الشويفات، وهي حي في الضاحية الجنوبية لبيروت لم تصدر تحذيرات بإخلائه يوم الإثنين.

وبهذا ترتفع حصيلة القتلى في لبنان إلى 3768 شخصاً خلال 13 شهراً من الحرب بين إسرائيل وحزب الله ونحو شهرين منذ أن أطلقت إسرائيل عمليتها البرية.

اتفاق لوقف إطلاق النار بين لبنان وإسرائيل خلال ساعات - موقع 24قال مسؤول أمريكي كبير الإثنين، إن إسرائيل ولبنان اتفقتا على شروط اتفاق وقف إطلاق النار لإنهاء الصراع بين إسرائيل وحزب الله، ولم يعلن الطرفان بعد عن اتفاق.

وسقط العديد من المدنيين اللبنانيين قتلى منذ بدء الحرب بين إسرائيل وحزب الله، وقال مسؤولون صحيون إن بعض الجثث التي تم انتشالها كانت مصابة بجروح بالغة لدرجة أن إجراء اختبارات الحمض النووي كان ضرورياً للتحقق من هوياتهم.

وتقول إسرائيل إنها قتلت أكثر من 2000 من عناصر حزب الله. وتقول وزارة الصحة اللبنانية إن الحرب أدت إلى نزوح 1.2 مليون شخص.

مقالات مشابهة

  • لبنان.. إسرائيل تواصل استهداف القيادات الميدانية وسعي أمريكي إماراتي لوقف الحرب
  • مسؤول فلسطيني يعقب على دعوة سموتريتش لتهجير نصف سكان قطاع غزة
  • الكشف عن مبادرةٌ مصريّةٌ لإعادة فتح معبر رفح وسلطة عبّاس تشترط الاتفاق مع (حماس) بنزع سلاحها
  • غارات جوية إسرائيلية تقتل 31 شخصاً في لبنان
  • دعوة إنسانية لدعم اللاجئين السودانيين في ليبيا وسط تدهور الأوضاع مع الشتاء
  • انتعاش صناعة الفخار في غزة لتعويض نقص الأواني جراء حرب إسرائيل
  • وزير الخارجية المصري يؤكد رفض القاهرة لأي مساع لتصفية القضية الفلسطينية
  • من هو محمد حيدر الذي تدعي إسرائيل استهدافه بغارة بيروت؟
  • القضية الفلسطينية محور رئيسي في محطات العلاقات العربية الأمريكية
  • «القاهرة الإخبارية»: القضية الفلسطينية محور رئيسي في العلاقات العربية الأمريكية