ما زال لغز قائد حركة حماس في قطاع غزّة، يحيى السنوار، يحيِّر صُناع القرار في إسرائيل، التي تضعه على قائمتها للاغتيالات. فبعد إطلاق سراحه فى صفقة تبادل للأسرى، أوهم خلالها الإسرائيليين بأن "ردع حماس قد تحقق"، خطط لعملية طوفان الاقصى التي هزت صورة إسرائيل و كبدتها خسائر مريرة.

اعلان

شاركت وكالة "بلومبيرغ" الأمريكية تقريراً عن زعيم حركة المقاومة الإسلامية "حماس" في غزة يحيى السنوار، العقل المدبر الذي خدع النظام الإسرائيلي وهز الصورة النمطية وقدرة أجهزته الاستخباراتية والأمنية.

"رجل حماس القوى" الذى تلقبه إسرائيل بوزير دفاع حماس وتضعه على قائمتها للاغتيالات، عاد من السجون بثأره، بعد إطلاق سراحه فى صفقة تبادل عام 2011، صرّح خلالها لصحفي إيطالي: "لا أريد الحرب بعد الآن وأريد وقف إطلاق النار" وأضاف بشأن طموحه بالنسبة للقطاع الساحلي الفلسطيني الفقير: "يمكننا أن نصبح مثل سنغافورة مثل دبي".

بهذه الطريقة خلق السنوار الوهم بأن حركة حماس، التي تُعتبر جماعة إرهابية من قبل إسرائيل والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، تتخلى عن "العنف" لصالح التركيز على الاستقرار وحكم القطاع.

زرع السنوار هذه الفكرة في أذهان الإسرائيليين، فساد شعور بالارتياح، وقالت وكالة بلومبيرغ إن الجيش الإسرائيلي في السنوات الأخيرة قام بتقليص مراقبته للسياج الحدودي مع غزة بشكل كبير، بالاعتماد على أجهزة الاستشعار الإلكترونية ونقل القوات إلى خارج المنطقة لحراسة المستوطنات في الضفة الغربية.

ونقلت بلومبيرغ حديث المحلل الإسرائيلي "تشين أرتزي سرور" لصحيفة يديعوت أحرونوت، قال فيها إن محللي الاستخبارات العسكرية الطموحين فضلوا التركيز على إيران وسوريا لأن العمل على القضايا الفلسطينية لم يكن يعتبر ذا أهمية وجودية.

 لكن زعيم حماس ظهر الآن باعتباره العقل المدبر لهجوم 7 أكتوبر والهدف الرئيسي لرصاص الاغتيال الإسرائيلي، وافترض رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، أن القيادي مختبئ في أعماق نفق في غزة واصفاً إياه "مثل هتلر الصغير في مخبأ".

من هو السنوار؟

ولد  السنوار (61 عاماً) في حي فقير بمدينة خان يونس جنوب قطاع غزة، وساعد في تأسيس الجناح العسكري لحركة حماس في أواخر الثمانينيات مع اندلاع الانتفاضة الفلسطينية الأولى.

وتولى القيادي الفلسطيني فيما بعد مهمة القضاء على المتعاونين الفلسطينيين مع إسرائيل "الجواسيس"، وكان مسؤولاً عن مقتل أربعة منهم، وحكمت عليه السلطات العسكرية الإسرائيلية، التي كانت لا تزال تحتل في ذلك الوقت غزة وتدير شؤونها، بالسجن مدى الحياة في عام 1989.

وفي السجن، أصبح السنوار أحد كبار مسؤولي حماس المسجونين، كما أمضى ساعات في التحدث مع الإسرائيليين، وتعلم ثقافتهم ولغتهم و"كان مدمنا على القنوات الإسرائيلية"، كما يؤكد مسؤول كبير سابق في خدمة السجون الإسرائيلية للصحيفة.

ويصف المسؤولون السنوار بأنه "زعيم جذاب وعنيد بدم بارد وهو رجل قصير ومفتول العضلات تحول شعره ولحيته المقصوصة إلى اللون الأبيض".

وخلال فترة تواجده بالسجن بدأ السنوار يعاني من الصداع وعدم وضوح الرؤية وتم نقله إلى مركز سوروكا الطبي في بئر السبع حيث قام جراح بإزالة ورم في الدماغ أصابه، مما أنقذ حياته.

محاولة  إسرائيل تجنيد السنوار بعد عقدين من السجن

قالت بيتي لاهات، رئيسة مخابرات مصلحة السجون في ذلك الوقت، في فيلم وثائقي تلفزيوني إنها حاولت استخدام هذا الحدث لتجنيده كعميل وقالت: "قلت إن دولة إسرائيل أنقذت حياتك" مضيفة "اعتقدت أن بإمكاني تحويله إلى واحد منا، لكنه لم يكن مهتماً، وظل يتحدث عن اليوم الذي سيتم فيه إطلاق سراحه وحين قلت له إنك لن تخرج أبداً، قال: إن هناك موعداً: الله أعلم به".

وجاء الموعد في 18 أكتوبر 2011، عندما قامت إسرائيل بتبادل أكثر من ألف أسير فلسطيني مقابل الجندي الإسرائيلي الذي تحتجزه حماس، جلعاد شاليط، وكان السنوار من بين المفرج عنهم، ولأنه قتل رفاقه الفلسطينيين وليس الإسرائيليين، ولم يعد شاباً، لم يعترض المسؤولون الإسرائيليون.

موعد الطوفان

‏انضم السنوار مرة أخرى إلى حماس وتولى مكانا رفيعاً، وبحلول عام 2017 تم انتخابه قائداً للحركة في كل قطاع غزة، ليحل محل إسماعيل هنية، الذي غادر إلى قطر.

‏وقال أكرم عطا الله، وهو كاتب عمود مقيم في غزة بصحيفة الأيام بالضفة الغربية، عبر الهاتف مع بلومبيرغ: “لقد ضلل حماس والسنوار إسرائيل وجعلاها تعتقد أن الحرب ليست خيارا بالنسبة لحماس” مضيفا "لقد كانت حملة تضليل متطورة خدعت إسرائيل وجعلتها تعتقد أنها تسعى إلى السلام والعمال والحياة الاقتصادية لسكان غزة”.

شارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية صندوق النقد يحذّر: الحرب على غزة مدمرة اقتصادياً للقطاع حرب غزة في يومها الـ43: الجيش الإسرائيلي يجبر طاقم مجمع الشفاء الطبي والمرضى على الإخلاء القسري بعد ضوء أخضر إسرائيلي.. دخول أول شحنة وقود إلى غزة أسرى قطاع غزة طوفان الأقصى حركة حماس الصراع الإسرائيلي الفلسطيني اعلانالاكثر قراءةمباشر. تغطية مستمرة| عودة الاتصالات جزئيا في غزة.. ومقتل أكثر من 12 ألف فلسطيني بالغارات الإسرائيلية برلمان النرويج يتبنى بالأغلبية مقترحا للاعتراف بدولة فلسطينية مستقلة أسامة بن لادن يعود من جديد عبر "رسالة إلى أمريكا".. فما الحكاية ؟ الجيش الأوكراني يتحدث عن "قتال عنيف" بالجبهة المحتلة لنهر دنيبرو وموسكو ترد الرئيس التركي في ألمانيا.. لقاء إردوغان وشولتس يكشف عمق الانقسام بين أنقرة وبرلين بشأن الحرب على غزة اعلاناخترنا لك يعرض الآن Next عاجل. حرب غزة في يومها الـ43: الجيش الإسرائيلي يجبر طاقم مجمع الشفاء الطبي والمرضى على الإخلاء القسري يعرض الآن Next شاهد: أطفال في مستشفى ناصر بخانيونس يرتجفون من شدة الخوف والألم بعد قصف منازلهم يعرض الآن Next شاهد: طائرة بوينغ 787 تهبط على مدرج متجمد في القارة القطبية الجنوبية لأول مرة بالتاريخ يعرض الآن Next بعد ضوء أخضر إسرائيلي.. دخول أول شحنة وقود إلى غزة يعرض الآن Next شاهد: الفلسطينيون يخلون جباليا قسرا على عربات الدواب وسيراً على الأقدام بعد القصف الإسرائيلي العنيف

LoaderSearchابحث مفاتيح اليوم الصراع الإسرائيلي الفلسطيني غزة طوفان الأقصى حركة حماس إسرائيل قطاع غزة الاتحاد الأوروبي المساعدات الانسانية فلسطين رجب طيب إردوغان قصف Themes My EuropeالعالمBusinessرياضةGreenNextسفرثقافةفيديوبرامج Servicesمباشرنشرة الأخبارالطقسجدول زمنيتابعوناAppsMessaging appsWidgets & ServicesAfricanews Games Job offers from Amply عرض المزيد About EuronewsCommercial Servicesتقارير أوروبيةTerms and ConditionsCookie Policyتعديل خيارات ملفات الارتباطسياسة الخصوصيةContactPress OfficeWork at Euronewsتابعونا النشرة الإخبارية Copyright © euronews 2023 - العربية EnglishFrançaisDeutschItalianoEspañolPortuguêsРусскийTürkçeΕλληνικάMagyarفارسیالعربيةShqipRomânăქართულიбългарскиSrpskiLoaderSearch أهم الأخبار الصراع الإسرائيلي الفلسطيني غزة طوفان الأقصى حركة حماس إسرائيل قطاع غزة My Europe العالم Business رياضة Green Next سفر ثقافة فيديو كل البرامج Here we grow: Spain Discover Türkiye Discover Sharjah From Qatar أزمة المناخ Destination Dubai Explore Azerbaijan مباشرالنشرة الإخباريةAll viewsنشرة الأخبارجدول زمني الطقسGames English Français Deutsch Italiano Español Português Русский Türkçe Ελληνικά Magyar فارسی العربية Shqip Română ქართული български Srpski

المصدر: euronews

كلمات دلالية: أسرى قطاع غزة طوفان الأقصى حركة حماس الصراع الإسرائيلي الفلسطيني الصراع الإسرائيلي الفلسطيني غزة طوفان الأقصى حركة حماس إسرائيل قطاع غزة الاتحاد الأوروبي المساعدات الانسانية فلسطين رجب طيب إردوغان قصف الصراع الإسرائيلي الفلسطيني غزة طوفان الأقصى حركة حماس إسرائيل قطاع غزة طوفان الأقصى یعرض الآن Next حرکة حماس قطاع غزة فی غزة

إقرأ أيضاً:

الجيش الإسرائيلي يسوي رفح بالأرض

القاهرة - رويترز
 قال سكان إن الجيش الإسرائيلي يسوي بالأرض ما تبقى من أنقاض مدينة رفح جنوب قطاع غزة فيما يخشون أن يكون جزءا من خطة لمحاصرة الفلسطينيين في معسكر ضخم على الأرض القاحلة.

ولم تدخل أي إمدادات غذائية أو طبية إلى سكان القطاع البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة منذ ما يقرب من شهرين حين فرضت إسرائيل ما أصبح منذ ذلك الحين أطول حصار شامل لها على الإطلاق على القطاع، في أعقاب انهيار اتفاق وقف إطلاق النار الذي استمر ستة أسابيع.

واستأنفت إسرائيل حملتها العسكرية في منتصف مارس آذار، واستولت منذ ذلك الحين على مساحات واسعة من الأراضي وأمرت السكان بإخلاء ما تطلق عليها "مناطق عازلة" حول أطراف غزة، بما في ذلك مدينة رفح بأكملها والتي تشكل نحو 20 بالمئة من مساحة القطاع.

وذكرت هيئة البث العامة الإسرائيلية (كان) يوم السبت أن الجيش بصدد إنشاء "منطقة إنسانية" جديدة في رفح حيث سيتم نقل المدنيين بعد إجراء تفتيش أمني لمنع مقاتلي حماس من دخولها. وستتولى شركات خاصة توزيع المساعدات.

لم يعلق الجيش الإسرائيلي على التقرير بعد، ولم يستجب حتى الآن لطلب رويترز للتعقيب.

وقال سكان إن دوي انفجارات هائلة يُسمع الآن بلا انقطاع من المنطقة المدمرة التي كان يقطنها سابقا 300 ألف نسمة.

وقال تامر، وهو من سكان مدينة غزة نزح إلى دير البلح شمالا لرويترز عبر رسالة نصية "الانفجارات ما بتتوقفش لا نهار ولا ليل، كل ما الأرض تهز بتعرف أنهم بينسفوا بيوتا في رفح، رفح انمسحت".

وأضاف أنه يتلقى مكالمات هاتفية من أصدقاء في مصر على الحدود مع قطاع غزة، حيث لم يتمكن أطفالهم من النوم بسبب الانفجارات.

وقال أبو محمد، وهو نازح آخر في غزة، لرويترز عبر رسالة نصية "إحنا الخوف عنا إنه يجبرونا ننزح هناك ويسكروا علينا زي القفص أو معسكر نزوح كبير معزولين عن العالم".

وتقول إسرائيل، التي تفرض حصارا مطبقا على غزة منذ الثاني من مارس آذار، إن إمدادات كافية وصلت إلى القطاع خلال فترة وقف إطلاق النار التي استمرت ستة أسابيع، ومن ثم فإنها لا تعتقد أن السكان في خطر. وتؤكد أنها لا يمكنها السماح بدخول الغذاء أو الدواء خشية أن يستغلها مقاتلو حماس.

وتقول وكالات الأمم المتحدة إن سكان غزة على شفا تفش واسع للمجاعة والمرض، وأن الظروف الآن في أسوأ حالاتها منذ اندلاع الحرب في السابع من أكتوبر تشرين الأول 2023 عندما هاجم مقاتلو حماس تجمعات سكنية إسرائيلية.

وأعلن مسؤولو الصحة في غزة اليوم الاثنين مقتل 23 شخصا على الأقل في أحدث الضربات الإسرائيلية على القطاع.

وقُتل ما لا يقل عن عشرة أشخاص بينهم أطفال في غارة جوية إسرائيلية على منزل في جباليا شمال القطاع، إلى جانب ستة آخرين في غارة جوية على مقهى بجنوب القطاع. وأظهرت لقطات متداولة على وسائل التواصل الاجتماعي بعض الضحايا مصابين بجروح خطيرة حول طاولة بالمقهى.

* يأكلون العشب والسلاحف

لم تفلح المحادثات التي توسطت فيها قطر ومصر حتى الآن في تمديد اتفاق وقف إطلاق النار الذي أطلقت حماس خلاله سراح 38 رهينة فيما أفرجت إسرائيل عن مئات المعتقلين.

ولا يزال 59 رهينة إسرائيليا محتجزين في غزة ويُعتقد أن أقل من نصفهم على قيد الحياة. وتقول حماس إنها لن تفرج عنهم إلا في إطار اتفاق ينهي الحرب بينما تقول إسرائيل إنها لن توافق إلا على هدن مؤقتة ما لم يتم نزع سلاح حماس بالكامل، وهو ما يرفضه مقاتلو الحركة.

وفي الدوحة، قال رئيس الوزراء القطري أمس السبت إن الجهود المبذولة للتوصل إلى وقف إطلاق نار جديد في غزة أحرزت بعض التقدم.

وأعلن برنامج الأغذية العالمي يوم الجمعة نفاد مخزوناته الغذائية في غزة بعد أطول حصار يفرض على القطاع على الإطلاق.

وجاب بعض السكان الشوارع بحثا عن الأعشاب التي تنمو طبيعيا على الأرض، بينما جمع آخرون أوراق الأشجار اليابسة. وفي ظل اليأس، لجأ صيادون إلى صيد السلاحف وسلخها وبيع لحومها.

وقالت امرأة من مدينة غزة لرويترز طالبة عدم نشر اسمها خشية الانتقام "المرة الماضية رحت على الدكتور قال لي عندك حصاوي في الكلى ولازم عملية جراحية بتكلف حوالي 300 دولار، أنا أحسن لي آخد مسكنات وأخلي المصاري لأولادي أطعميهم فيهم".

وأضافت "باختصار الوضع في غزة لا أكل ولا غاز للطبخ ولا طحين ولا حياة".

واندلعت حرب غزة بعد هجوم قادته حماس في السابع من أكتوبر تشرين الأول 2023 على إسرائيل، والذي أسفر حسبما تشير الإحصاءات الإسرائيلية عن مقتل 1200 شخص واحتجاز 251 رهينة. ويقول مسؤولو الصحة الفلسطينيون إن الحملة العسكرية الإسرائيلية على القطاع منذ ذلك الحين أدت إلى مقتل أكثر من 51400 فلسطيني.

مقالات مشابهة

  • تقرير إسرائيلي: السنوار خدعنا وأوهمنا دخوله في هدنة طويلة
  • الجيش الإسرائيلي يسوي رفح بالأرض
  • هاكان فيدان يلتقي وفدًا بارزًا من حركة حماس
  • مسير راجل ووقفة مسلحة لخريجي دورات طوفان الأقصى بمدينة عمران
  • مسير راجل لخريجي دورات “طوفان الأقصى” في بلاد الطعام بريمة
  • معلومات... هذا الهدف الذي سيقصفه العدوّ الإسرائيليّ في الضاحية
  • مسير راجل ووقفة لخريجي دورات “طوفان الأقصى” في عمران
  • أول تعليق من حركة حماس على تعيين الشيخ نائبًا للرئيس عباس
  • خطة السنوار لتفجير إسرائيل من الداخل.. وثائق سرّية تكشف ما لم يكن في الحسبان
  • بحماية من قوات الاحتلال الإسرائيلي.. قطعان المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى