(هل أنا عبد أم حر) ؟! ... بمعني (هل أنا عبد لله اطيع أوامره واجتنب نواهيه أم انا حر افعل مايحلو لي من الموبقات والفساد دون النظر في عاقبة الأمور) ؟!
مر رجل صالح ببيت كبير تنبعث من جنباته اصوات الفجور وعدم البراءة والصخب الذي لا يهدأ ليلا ونهارا ومجون تفوح رائحته غير المستحبة بالداخل ويتسرب منها الكثير الي الخارج في غير ما اكتراث وغيبة تامة عن الفكر والفضيلة والتبصر في العاقبة .
اقترب الرجل الصالح من الحاجب عند البوابة وسأله:
( هل صاحب هذا المنزل عبد أم حر ) ؟!
طبعا الحاجب لم يفهم السؤال واصابته الحيرة ومضي الرجل الصالح في حال سبيله ...
دخل الحاجب الي مخدمه الذي كان كالعادة غارقا في لهوه غير البرئ وحكي له ما جري أمام البوابة واعاد عليه التساؤل الذي طرق أذنه قبل قليل :
( هل صاحب هذا المنزل عبد أم حر ) ؟!
ظل سيد الدار يقلب هذا السؤال في ذهنه مرات ومرات ولم يصل لشيء وجاءه احساس عميق بالخطر فترك كل شيء وانطلق حافيا الي الخارج يبحث بجنون عن الرجل الذي أشار إليه مخدمه صاحب السؤال الذي يبدو أنه قد زلزل كيانه !!..
وهكذا برز للوجود انسان سموه بشر الحافي عرف بالزهد والعلم والصلاح وقد تحول من انسان ساهي لاهي غائبا تماما عن الوعي الي هذه المرتبة الجديدة التي ارتفع بها الي مقام الصالحين الزهاد العباد الذين طلقوا الدنيا وخافوا الفتنا ..
وهذا السؤال ينبغي أن يوجهه كل فرد منا لنفسه ويحاول أن يجد الإجابة قبل فوات الاوان:
( هل أنا عبد أم حر ) ؟!
حمد النيل فضل المولي عبد الرحمن قرشي .
معلم مخضرم بمصر .
ghamedalneil@gmail.com
//////////////////
المصدر: سودانايل
إقرأ أيضاً:
البدوي الذي يشتم رائحة الثلج ..!
روى الزميل ماهر ابوطير قصة البدوي والثلج الطريفة عبر صفحته الفيسبوكية وجاء فيها:
ذات مرة قبل سنوات طويلة كنت في مهمة صحفية في البادية الشمالية مع ثلة من الصحفيين ووصلنا الى منطقة ام القطين المجاورة تماما للصحراء السورية.. كان الطقس عاديا والشمس ساطعة والسماء صافية ولا غيم في الافق.
يومها اقترب مني رجل ثمانيني حفرت الدنيا على وجهه قصتها صبرا وكرما ونبلا.. تحادثنا معا عن هموم العيش في تلك المنطقة النائية.
قبل مغادرتنا نظر الرجل الى السماء مرتين وكأنه يتحدث معها.. ثم قال لي بكل ثقة بلهجة بدوية جميلة.. “يا ابني جاية ثلجة قوية ع البلد”.
سألته متأدبا ومشككا في الوقت ذاته ..اين هو الثلج وكيف عرفت وانت هنا في الصحراء…؟
رد علي وقال.. نحن اهل الصحراء نشم الهواء ونعرف الغيم القادم خلفه ونحس برطوبته قبل ان يصبح مطرا وثلجا.. فتذكر!
مر يومان واكتسى كل الاردن بالثلج!..
وكالة عمون الإخبارية
إنضم لقناة النيلين على واتساب