نقلت صحيفة تلغراف البريطانية شهادة طبيب عايش الوضع المأساوي بسبب الحرب الدائرة حاليا في السودان منذ 7 أشهر.

وقال الدكتور مهاد يوسف للصحيفة عبر الهاتف من أم درمان حيث يعيش إنه واجه القصف والجوع والقوات الغازية المفترسة واختفاء شقيقه، ولأسابيع متواصلة كان يخشى مغادرة منزله والمغامرة بالخروج إلى الشوارع، في حين أن الحي الذي يسكن فيه لا يزال ساحة معركة بين الحين والآخر.

وقالت الصحيفة إن المستشفيات أُغلقت وتوقفت إمدادات المياه، وكذلك توقفت البنوك وارتفع التضخم إلى أرقام من 3 خانات.

وضع إنساني رهيب

وأضاف الدكتور أن "واقع الوضع الإنساني رهيب للغاية"، وذكرت تلغراف أن الحرب -التي اندلعت لأول مرة في السودان في منتصف أبريل/نيسان الماضي بين الجيش السوداني ومجموعة شبه عسكرية تسمى قوات الدعم السريع– قد غابت عن اهتمام العالم منذ ذلك الحين، لكنها لا تظهر أي علامة على نهايتها، مشيرة إلى أن العديد من السيناريوهات المرسومة لكيفية تطور الصراع تظهر أنه يزداد سوءا.

وقالت الصحيفة إن أكثر من 10 آلاف و400 شخص قتلوا حتى الآن، وفقا لأحد تقديرات مشروع بيانات مواقع النزاع المسلح وبيانات الأحداث، ومع توقف المستشفيات عن العمل إلى حد كبير ودفن العديد من القتلى في منازلهم دون إحصاء يُعتقد أن العدد الحقيقي أكبر بكثير إن لم يكن أعلى بمرات عدة.

وتشير تقديرات الأمم المتحدة إلى أن عدد النازحين في السودان الآن أكبر من أي أزمة عالمية أخرى، إذ فر نحو 6 ملايين شخص من منازلهم، كثير منهم إلى تشاد وجمهورية أفريقيا الوسطى المجاورتين، في حين يعتقد أن ما يقارب نصف السكان البالغ عددهم نحو 50 مليون نسمة يحتاجون إلى مساعدات غذائية.

أزمة لا مثيل لها

وقالت الصحيفة إن الجمعيات الخيرية العاملة هناك حذرت من أن الفظائع التي ارتكبت -خاصة في غرب دارفور- هي صدى قاتم للمذابح التي شهدتها المنطقة خلال ما سمتها الإبادة الجماعية قبل 20 عاما.

وقالت منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في السودان كليمنتين نكويتا سلامي الأسبوع الماضي "إن ما يحدث يقترب من الشر المطلق".

وحذرت سلامي من أن "الوضع مروع وكئيب، وبصراحة لا نملك الكلمات لوصف فظاعة ما يحدث"، مشددة على أن "أزمة السودان ليس لها مثيل".


وأشارت الصحيفة إلى العواقب الإنسانية المروعة للحرب، وقالت إنها تهدد أيضا بتداعيات جيوسياسية رهيبة كما يخشى المراقبون.

ونقلت تلغراف عن كاميرون هدسون من مركز الدراسات الإستراتيجية والدولية قوله هذا الأسبوع إن احتمالات التوصل إلى نهاية للصراع "تبدو غير موجودة".

وأضاف هدسون أنه بينما حققت قوات الدعم السريع بعض الانتصارات الأخيرة حيث استولت على مدن في دارفور فإن أيا من الجانبين "لم يظهر القدرة على تسديد الضربة القاضية في هذه الحرب المستمرة التي لها عواقب مدمرة على المدنيين".

قد ينقسم السودان إلى إقطاعيات

وذكرت تلغراف أن البلاد قد تنقسم إلى إقطاعيات تابعة للأطراف المتحاربة مع توقع البعض انهيارا مماثلا للفوضى التي تحدثت التقارير عنها في ليبيا الجارة الشمالية للسودان، ونقلت الصحيفة تحذير هدسون من أن مساحة السودان من شأنها أن تجعل مثل هذا الانهيار أسوأ.

وقال هدسون إن مثل هذا السيناريو يمكن أن يجذب الجماعات الإسلامية المتطرفة والمرتزقة الروس بسبب المشهد الفوضوي في السودان، ولا يزال القتال عنيفا في الخرطوم وغرب دارفور وأجزاء من كردفان.

تجدد الصراع العرقي

وفي إقليم دارفور -الذي مزقته الحرب منذ 20 عاما- أدى القتال الحالي إلى تجدد الصراع العرقي.

وقد اتُهمت قوات الدعم السريع والمليشيات العربية المتحالفة معها باستهداف غير العرب مثل جماعة المساليت العرقية الأفريقية، وفي واحدة من أحدث الهجمات تم الإبلاغ في وقت سابق من نوفمبر/تشرين الثاني الجاري عن مقتل نحو 800 شخص عندما اجتاحت قوات الدعم السريع والمليشيات منطقة أرداماتا غربي دارفور، وهاجمت اللاجئين المساليت بعد الاستيلاء على حاميتها العسكرية.

وقال مكتب حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة إن الناجين والشهود قالوا إن المدنيين المساليت "عانوا 6 أيام من الرعب" مع حرق بعض الضحايا وهم أحياء.

وقالت ليتيسيا بدر مديرة قسم القرن الأفريقي في هيومن رايتس ووتش "كان هناك هياج وقتل طال الرجال والنساء، كما قُتل أطفال، وفي كل مرة يكون هناك نهب واسع النطاق ونهب للممتلكات، وهذا يجبر الناس على الفرار مرة أخرى".

ولم تحقق محاولات محادثات السلام في جدة تقدما يذكر، وسرعان ما تم انتهاك هدن عدة، واشتكى دبلوماسيون من أن أيا من الطرفين لا يبدو صادقا بشأن رغبته في وقف القتال.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: قوات الدعم السریع فی السودان

إقرأ أيضاً:

والي جنوب دافور: مستعدون وننتظر ساعة الصفر لكسر شوكة مليشيا الدعم السريع 

أعلن والي جنوب دارفور بشير بخيت مرسال، عن ترتيبات شارفت على الانتهاء لكسر شوكة مليشيا الدعم السريع بدارفور قائلاً “نحن مستعدون وننتظر ساعة الصفر بالتنسيق مع ولايات كردفان ودارفور لخوض المعركة الفاصلة والانقضاض على المليشيا وتخليص دارفور والسودان من سرطان المليشيا المتمردة” .

 

وقال والي جنوب دارفور في تصريح ل(سونا)عقب لقاء مشترك مع وزير الحكم الإتحادي و والي غرب دارفور ببورتسودان اليوم “في إطار معركة الكرامة اعددنا المستنفرين ووقفنا عليهم ميدانيا بالمعسكرات في القضارف والدبة ووقفنا على الجرعات التدريبية المتقدمة التي تلقوها” ، مشيرا إلى تخريج كتائب كفاءة بمعسكرات القوات المشتركة بالقضارف وبعدد من المناطق لدحر المليشيا.

 

و اضاف انه تم التنسيق مع وزير الحكم الإتحادي لزيارة الدبة خلال الفترة المقبلة للوقوف على تفويج المزيد من المستنفرين إلى مناطق دارفور، فضلا عن التنسيق لزيارة معسكرات إعداد المقاتلين في النهود بولاية غرب كردفان وفي كوستي بولاية النيل الأبيض للمساهمة الفعالة في معركة الكرامة .

لدعم معركة الكرامة

وقال ان هناك تنسيق قوي الآن مع تنسيقيات ولاية جنوب دارفور لدعم معركة الكرامة وكيفية استنفار الشباب والمقاتلين للمشاركة إلى جانب الجيش ، فضلا عن التنسيق لتحريك القواعد لرتق النسيج الاجتماعي وتفكيك المليشيا من الداخل بتحييد أبناء النظارات والسلاطين والشراتي التي تدعم المليشيا .

 

 

مقالات مشابهة

  • الدعم السريع يستعد لهجوم كبير على شمال دارفور
  • السودان: قيادي أهلي يكشف عن «هجوم ضخم» من الدعم السريع على الفاشر
  • اتهامات للدعم السريع بالتحضير لهجوم على شمال دارفور
  • مصطفى بكري: الشعب المصري يتصدى لقوى الشر التي تريد النيل من مصر
  • كشف تفاصيل كارثية في الجزيرة على يد قوات الدعم السريع.. 1000قتيل وإحتجاز مواطنين رهائن وتهجير قسري وحصار
  • والي جنوب دافور: مستعدون وننتظر ساعة الصفر لكسر شوكة مليشيا الدعم السريع 
  • ممثل والى القضارف يشهد حفل تخريج الدفعه الثانية من قوات حركة تحرير السودان جناح تمبور
  • السودان: قوات الدعم السريع تصفي 11 مواطناً في سنجة وتمنع الأهالي من المغادرة
  • الدعم السريع يدمر حاضر السودانيين وقادة الجيش والإسلاميون يدمرون مستقبلهم
  • مقتل 18 مدنيا في هجوم لقوات الدعم السريع في ولاية الجزيرة