تطوُّر تنموي شامل في محافظة الوسطى.. والدقم نقطة ارتكاز رئيسية للنهضة الاقتصادية المُستدامة
تاريخ النشر: 18th, November 2023 GMT
هيماء- العُمانية
يُطل يوم 18 من نوفمبر ليتجدد عيد سلطنة عُمان المجيد الذي يستذكر فيه العُمانيون إنجازات عام مضى ويسعون لتحقيق المزيد منها في أعوامهم القادمة في ظل القيادة الحكيمة لحضرةِ صاحبِ الجلالةِ السُّلطان هيثم بن طارق المعظم- حفظه الله ورعاه.
وتجسيدًا لحرص جلالتهِ- حفظه الله ورعاه- على تطوير وتنمية كل المحافظات تشهد محافظة الوسطى تطورًا تنمويًّا شاملا في عهد النهضة المتجددة؛ حيث حظيت باهتمامٍ في مختلف القطاعات في ولاياتها الأربع (هيماء ومحوت والدقم والجازر).
وتشهد المشروعات الاقتصادية في الدقم استثمارات متنوعة في مختلف القطاعات حيث بلغت استثمارات المجموعة العالمية "أوكيو" وشركائها في الدقم أكثر من 10 مليارات دولار أمريكي، ومشروع "رأس مركز" لتخزين وتصدير النفط باستثمار عُماني بنسبة 100 بالمائة، واستثمار مشروع إمدادات الغاز من فهود إلى الدقم ضمن جهودها لتعزيز الاستفادة من ثروات سلطنة عُمان ودعم خطط الحكومة للتنويع الاقتصادي وجذب الاستثمارات الأجنبية. كما تضم المنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم الحوض الجاف التابع لمجموعة أسياد ويتميز بموقعه الاستراتيجي الواقع على مسار خطوط الشحن البحرية الدولية، ويصنف منطقةً منخفضة الخطورة وفق شركات التأمين العالمية، ما انعكس على رسوم التأمين على السفن القادمة للحوض الجاف بالدقم لتصبح أقل تكلفة مقارنة بالأحواض الإقليمية الأخرى.
ويمثل مطار الدقم الذي بدأ تشغيله في عام 2014م بوابة جوية إلى منطقة ذات إمكانات اقتصادية وصناعية كبيرة من خلال ما يقدمه من خدمات للحركة التجارية فضلًا عن كونه داعمًا أساسيًّا لنمو المنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم. كما يعد المطار مرفقًا استراتيجيًّا لربط المنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم بمطارات سلطنة عمُان والعالم، في إطار شبكة تخدم حركة النقل والشحن الجوي بما يسهم في تطوير المنطقة لتأخذ الدور المنوط بها في التنمية.
وبلغ عدد المسافرين في مطار الدقم خلال الفترة من بداية شهر يناير إلى سبتمبر من العام الجاري 50892 مسافرًا من داخل سلطنة عُمان وخارجها، فيما بلغ عدد الرحلات خلال الفترة ذاتها 595 رحلة.
وتزخر محافظة الوسطى بشواطئ ممتدة؛ حيث تصدرت المحافظة المرتبة الأولى بأعلى نسبة إنتاج للصيد الحرفي في الأشهر السبعة الأولى من العام الجاري في سلطنة عُمان، إذ يسهم 5134 صيادًا وأكثر من 2411 قاربًا وسفينة صيد في تعزيز الإنتاج السمكي بالمحافظة. وتعود الوفرة من الإنتاج السمكي في المحافظة إلى التنوع الكبير لأسماك السطح والقاع والقشريات والرخويات وأسماك القرش وتطل المحافظة على بحر العرب والمحيط الهندي.
وتسعى المديرية العامة للثروة الزراعية والسمكية وموارد المياه بمحافظة الوسطى إلى طرح أراض للانتفاع الزراعي حيث طُرحت خلال عام 2023 أرض زراعية بمساحة (200 فدان) تُعنى بزراعة الأعلاف في إطار الاهتمام بمشروعات الأمن الغذائي ضمن أهداف رؤية عمان 2040.
وقال بخيت بن عامر العمري مدير إدارة التراث والسياحة بمحافظة الوسطى إن محافظة الوسطى تضم عددًا من الخيارات للسياح لممارسة أنشطتهم والاستمتاع والاسترخاء في الطبيعة المتمثلة في الشواطئ الممتدة والوديان والخيران المتنوعة إضافة إلى الجزر التي تضم تنوعا إحيائيًّا فريدا إلى جانب البحيرات الوردية وغيرها من المواقع السياحية. وأضاف أن المحافظة تشهد إقامة العديد من المشروعات السياحية قيد الإنشاء على الأراضي الحكومية السياحية أو الخاصة منها مشروع منتجع ثلاث نجوم بولاية محوت بمنطقة "بنتوت" إلى جانب تطوير شاطئ "شنه" والواحات المصغرة بمنطقة "الجوبة" بولاية محوت ومنطقة " ظهر" بولاية الدقم، بالإضافة إلى مشروعات تطوير الشواطئ العامة والواحات المصغرة التي تقدم خدماتها للسياح خلال مرورهم بالمحافظة.
وفي مجال توسيع شبكة الطرق تنفذ وزارة النقل والاتصالات وتقنية المعلومات ممثلة في دائرة الطرق بمحافظة الوسطى عددًا من المشروعات بالمحافظة حرصًا على سلامة مرتادي الطريق. وقال بخيت بن سالم العوائد مدير دائرة الطرق بمحافظة الوسطى أن الدائرة تنفذ وبشكل مستمر أعمال الصيانة الدورية لكل شبكات الطرق في المحافظة إذ قامت خلال الفترة الماضية من العام الجاري بتركيب وتغيير عددٍ من اللوائح الإرشادية والتوجيهية في كل طرق المحافظة، إلى جانب إدارة وتشغيل تحويلات ولاية هيماء على طريق (أدم – ثمريت)، بالإضافة إلى تركيب الحمايات السلكية على أطراف الطريق.
وأضاف أن الدائرة قامت بتجربة ناجحة للإنارة بالطاقة الشمسية على الجسر رقم "1" الذي يبعد عن ولاية هيماء حوالي 50 كيلومترًا، لافتًا إلى أنه وبعد نجاح التجربة وضعت الدائرة خطة لتغطية كافة جسور محافظة الوسطى بالطاقة الشمسية، بالإضافة إلى تواصل عمليات إزالة الرمال المتحركة من على الطرق بشكل مستمر حفاظًا على سلامة مرتادي الطرق.
من جانبه، قال المهندس راشد بن سعيد الكندي مدير عام بلدية الوسطى أن المحافظة أعدت خطة سنوية لتنفيذ عددٍ من المشروعات التنموية في مختلف ولاياتها بحسب احتياجات كل ولاية على حدة يتم تمويلها من خلال الموازنة الإنمائية المخصصة للمحافظة. وأضاف أن المشروعات المنفذة بمحافظة الوسطى شملت عددًا من الخدمات في الطرق الداخلية بالمخططات السكنية والتجارية والصناعية، إذ يجري تنفيذ (45) كيلومترًا من تلك الطرق على مستوى ولايات المحافظة إلى جانب تنفيذ مشروعات تطوير الواجهات البحرية المقصد السياحي لأربعة مواقع هي رأس صوقرة واللكبي بولاية الجازر ورأس مدركة بولاية الدقم وشنه بولاية محوت بالإضافة إلى الاهتمام بتجميل واجهات مراكز ولايات هيما ومحوت والجازر.
وأشار إلى أن هناك مشروعًا لإنشاء سوق مركزي بولاية الدقم في مرحلة إعداد التصاميم وفق نمط معماري حديث لتحقيق التنمية الاقتصادية وتوفير فرص عمل، وإنشاء عددٍ من الأسواق البلدية متعددة التسوق في كل من العجائز وأبو مضابي بولاية هيماء وإعادة تأهيل السوق البلدي بالكحل بولاية الجازر وتنفيذ عددٍ من مشروعات المسالخ البلدية وقد تم الانتهاء من تنفيذ المرحلة الثانية من مشروع المسلخ البلدي بولاية محوت بالإضافة إلى إنشاء مسلخ بلدي بولاية الدقم.
وتعمل هيئة تنمية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة ممثلة بإداراتها ومديرياتها في مختلف محافظات السلطنة على تنمية عددٍ من المجالات؛ في إطار الاستراتيجية الوطنية الشاملة وتوفير البيئة التنظيمية المشجعة لنمو وتطوير المؤسسات الصغيرة والمتوسطة والصناعات الحرفية بالتنسيق مع الجهات المعنية.
وقال سالم بن علي الشحري مدير إدارة هيئة تنمية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة بمحافظة الوسطى أن عدد رواد الأعمال بالمحافظة المسجلين بالهيئة بلغ 2807، فيما بلغ عدد رواد الأعمال الحاصلين على بطاقة ريادة الأعمال 486. وأضاف أن إجمالي عدد المؤسسات المسجلة بالهيئة بلغ 2115، فيما بلغ إجمالي المؤسسات الحاصلة على بطاقة ريادة الأعمال 405 مؤسسات، مشيرًا إلى تنوع الأنشطة الاقتصادية بالمحافظة منها قطاع التشييد وتجارة الجملة والتجزئة والصناعة التحويلية إلى جانب النقل والتخزين والأنشطة العقارية والتعدين واستغلال المحاجر وإمدادات الكهرباء والغاز.
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
خبير: اكتشاف أول مقبرة من عصر الدولة الوسطى سيغير تاريخ الجبانة
قال الدكتور أحمد عامر، الخبير الأثري، إنه تم اكتشاف أول مقبرة من عصر الدولة الوسطى بجبانة العساسيف التي تتواجد بمحافظة الأقصر، وتعد أول مقبرة من عصر الدولة الوسطى، مشيرًا إلى أن هذا الاكتشاف سيغير تاريخ مكان الجبانة بالكامل، وسيجعلها ضمن الجبانات الموجودة بالدولة الوسطى في طيبة التي توضح الطقوس التي كان يتبعها القدماء للدفن خلال هذه الحقبة.
وأضاف «عامر»، خلال مداخلة هاتفية ببرنامج «هذا الصباح» المذاع عبر قناة «إكسترا نيوز» من تقديم الإعلاميين لمياء حمدين ويارا مجدي، أنه تم العثور داخل المقبرة على 11 دفنة تضم هياكل عظمية لنساء ورجال وأطفال، فضلا عن احتمالية وقوع المقبرة لعائلة في الدولة الوسطى.
ولفت إلى أنه خلال التنقيب في المقبرة، عُثر على عدد من المجوهرات في دفانات النساء، ومجموعة من المجوهرات الأساسية التي يُرجح أن ترجع إلى أوائل الأسرة الـ 12 في عصر الدولة الوسطى.
وتابع: «معظم الدفانات الموجوة بالمقبرة تعرضت لأضرار كبيرة بسبب الفيضانات التي دمرت التوابيت المغلقة، ولكن تم الحفاظ على العديد من محتويات التوابيت، لأنها كانت مصنوعة من مواد أقل تعرضًا للتلف».