تهتم مصر في الآونة الأخيرة بتعزيز وزيادة التجارة البينية مع الدول الإفريقية والتي تهدف إلى الربط بين الأسواق الإفريقية وتحقق اندماجًا كبيرًا مع دول القارة السمراء.

وتمثل التجارة البينية في إفريقيا نسبة قليلة تبلغ نحو 16% من إجمالي التجارة الأفريقية، ويُعزى هذا الأمر جزئيًا إلى صعوبة الوصول إلى معلومات التجارة والسوق في القارة، ولمعالجة هذه التحديات، اتخذ البنك الأفريقي للتصدير والاستيراد، بالإضافة إلى مبادرات أخرى، قرارًا بتنظيم المعرض الأفريقي للتجارة البينية كل عامين.

وصل حجم التبادل التجارى بينها وبين مصر نحو 4 مليارات دولار، وهو مبلغ كبير بالنسبة لحجم التجارة البينية لدول المنظمة، كما أن إعلان إفريقيا منطقة تجارة حرة سيؤدى إلى الكثير من زيادة الصادرات المصرية والواردات البينية بين الدول الإفريقية.

خلف فرص تجارية

ومن جانبها، قالت الدكتورة جيهان عبد السلام عباس، أستاذ الاقتصاد المساعد بكلية الدراسات الإفريقية العليا بجامعة القاهرة، والمحاضر بأكاديمية ناصر العسكرية العليا، إن استضافة مصر لهذه التجمعات الإفريقية يدعم موقفها في إيمانها الراسخ بأهمية القارة الإفريقية وأهمية القضايا الإفريقية ويوضح السياسة الخارجية لمصر.

وأشارت "عبد السلام"، في تصريحات لـ "الفجر"، إلى أن حضور هذه المعارض والتجمعات الإفريقية يقوم بدعم وترويج السلع نظرا لحضورعدد كبير من الشركات المحلية والأجنبية إلى جانب المؤسسات المالية الحاضرة مما يؤدي إلى خلق فرص تجارية كبرى للشركات الوطنية العاملة في مصر مع باقي الدول.

وأضافت، أن التواجد ضمن هذه الفاعليات يتيح  توقيع العديد من الإتفاقيات ورسم العديد من الخطط التجارية بين الشركات المحلية المصرية والدول الإفريقية المصدرة والمستوردة لمنتج معين خاصة السلع القائمة على التعدين والزراعة غير الموجودة في مصر مثل التبغ والبن.

الرسوم الجمركية

ولفتت، إلى أهمية التكتلات الاقتصادية داخل القارة، قائلة: "تحتوى القارة السمراء على ٨ تكتلات اقتصادية يعترف بهم الاتحاد الإفريقي منها تكتل الكوميسا والتى تشارك به مصر منذ عام ١٩٩٨ والذى يضم ٢١ دولة والذى يطبق منطقة التجارة الحرة الذى يسمح بتداول السلع دون تعريفات جمركية بين الدول الأعضاء مما يسمح إلى السلع المصرية بالنفاذ إلى هذه الأسواق دون رسوم جمركية.

 وأكدت، على ضرورة استغلال حضور هذه المعارض والتجمعات الإفريقية والترويج للمنتج المصرى بالعرض على ٥٤ دولة إفريقية مما يسمح بنفاذ المنتج المصرى إلى ٥٤ سوق إفريقى بتعداد سكانى يبلغ ١.٥ مليار نسمة وهو سوق استهلاكى ضخم.

مراحل رفع التجارة

وتابعت: "القيادة السياسية المصرية بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي منذ توليها رئاسة الاتحاد الإفريقي في عام ٢٠١٩ ورئاسة تكتل الكوميسا ٢٠٢١ كانت تأكد على دعم العلاقات الإفريقية داخل القارة وتدعيم العلاقات الاقتصادية البينية الإفريقية على الجانب التجاري والاستثماري من أجل اعتماد القارة على ثروتها في ظل احتوائها على العديد من الموارد منها النفط والغاز."

واستطردت: "تم تنفيذ جميع المراحل الخاصة بها مما يرفع حجم التجارة البينية داخل القارة من ١٥٪ إلى ٥٠ ٪ ويدفع النمو الاقتصادى في الدول الإفريقية ورفع معدل العمالة ودفع النمو بالقطاعات الإنتاجية المختلفة".

تعديل النسبة

وفي نفس السياق، أوضح السعيد حجاج أمين الجمعية الإفريقية سابقا، أن مصر قامت باستضافة عددًا من المؤتمرات والمعارض الإفريقية للترويج للتجارة البينية بين الدول الإفريقية.

وعبر حجاج في تصريحات خاصة لـ "الفجر"، عن أسفة لقلة التجارة بين الدول الإفريقية بنسبة تتراوح بين من ١٠ إلى ١٥ ٪ وتذهب باقى النسبة إلى الدول الاقتصادية الكبرى، متمنيًا تعديل النسبة من خلال الفاعليات الجارية.

وأضاف، أن الترويج للمنتجات الإفريقية محدود ويجب التعريف بالمنتجات الإفريقية وما تنتجة القارة حتى يستطيع المصدرين والمستوردين التعرف على أماكن السلع المطلوبة ومواصفاتها.

إنشاء خطوط ملاحية

ولفت، إلى ضروره بذل مجهود أكبر للترويج للمنتج المصري من خلال إقامة معارض دائمة للسلع المصرية في الدول الإفريقية للتعريف بالمنتج المصري وإعلام المستهلك بمواصفات وسعر وكيفية صيانه المنتج المصري لتوسيع نطاق ترويجة.

وطالب حجاج بالتعاون بين القطاعات الخاصة تحت الإشراف الحكومى مع إنشاء خطوط ملاحية بين مصر ودول شرق وغرب إفريقيا وتواصل المصدرين والمستوردين من خلال السفارات ومن خلال الإنترنت لعرض منتجاتهم وخاصة بعد دخول مصر إلى منطقة التجارة الحرة الإفريقية.

تبادل المعلومات

وأشار، إلى أن مصر تستضيف بنك الاستيراد والتصدير الإفريقى ومقر اتحاد الغرف التجارية الإفريقية وعلى من يريد التعامل مع إفريقيا أن يذهب إلى هذا البنك مع وجود منطقة التجارة الحرة التى دشنت تحت رعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي والتى تسمح بتبادل السلع دون رسوم جمركية أوعوائق إدارية لتسهيل تبادل السلع، قائلًا: مصر استطاعت زيادة صادراتها من خلال انضمامها إلى أكبر تجمع اقتصادى داخل القارة وهو الكوميسا وزيادة الواردات المستخدمة فى الصناعات المصرية.

وأكد حجاج، على أهمية وجود كوادر مصرية للتواصل مع الدول الإفريقية للتعريف بالمنتج المصري وتبادل المعلومات حولة لتسهيل عملية الاستيراد والتصدير.

 

 

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: التجارة البينية الدول الافريقية القارة السمراء التجارة الافريقية بین الدول الإفریقیة التجارة البینیة داخل القارة من خلال

إقرأ أيضاً:

جون أفريك: درنة.. إعادة إعمار بنكهة الفساد

كشفت مجلة جون أفريك الفرنسية أن مشروع إعادة إعمار مدينة درنة، كان مُنغمسًا في شبكة فساد واسعة، وذلك حتى قبل كارثة الفيضانات المدمرة عام 2023.

واستندت الصحيفة في تقريرها إلى نتائج تحقيق أجرته وكالة التحقيق الأمريكية “سنتري”.

ونقلت “جون أفريك” عن خبراء تأكيدهم على استغلال شبكات فساد للصراعات والاضطرابات السياسية في ليبيا لفرض ما يُشبه “حكم اللصوص”.

ورأى هؤلاء الخبراء أن هذا الواقع يدفع إلى المقارنة مع مستويات الفساد التي كانت سائدة في عهد القذافي.

وأوضحت المجلة أن تكاليف مشاريع إعادة الإعمار أرهقت ميزانية الدولة الليبية بشكل كبير، مما أدى إلى أزمة غير مسبوقة طالت حتى البنك المركزي.

وأضافت “جون أفريك” أن مشاريع البناء تكاثرت بشكل لافت في عهد بلقاسم حفتر، الذي يعتمد بشكل رئيسي على عائدات النفط لتغطية النفقات، وذلك في ظل غياب تام للشفافية في آليات منح العقود العامة.

وأشارت المجلة، بناءً على تحليل خبراء “سنتري”، إلى أن صندوق إعادة الإعمار، الذي يُديره بلقاسم حفتر، يمنح العقود عبر آلية مبهمة وانفرادية، متجاوزًا بذلك الإجراءات المُتعارف عليها كالدعوة لتقديم العطاءات.

مقالات مشابهة

  • بيان توضيحي من نقابة الخبراء المحلفين الشماليين
  • تعزيز التعاون مع «منظمة خبراء فرنسا»
  • ليبيا تختتم مشاركتها باجتماعات «الاتحاد الإفريقي» في تونس
  • مصر تتصدر الدول الإفريقية في تنظيم الأدوية واللقاحات
  • أفريقيا ولعبة التوازنات الدولية
  • وزير التعليم العالي يفتتح المنتدى الاقتصادي لجامعة النهضة
  • جون أفريك: درنة.. إعادة إعمار بنكهة الفساد
  • مصر ضمن 10 دول أفريقية تمتلك أضخم أساطيل للطائرات التجارية
  • التموين تعلن استعدادات رمضان 2025.. أحمد كمال: عدالة توزيع الدعم واستقرار السوق أهداف رئيسية في العام الجديد
  • خبير اقتصادي: دول قمة الثماني تمتلك موارد ضخمة وفرصًا تجارية هائلة