إن التعامل مع ما يجري حاليا بالضفة الغربية من قتل وتهجير للفلسطينين بواسطة المستوطنين المدعومين من جيش الاحتلال الإسرائيلي على أنه منفصل عن الحرب في غزة أمر خاطئ وينطوي على خطورة، و"وحدة الساحات" ستظل حاضرة بين الفلسطينيين بالضفة والقطاع، لأنهم في النهاية شعب واحد.

ما سبق كان خلاصة تحليل كتبته الصحفية الإسرائيلية – الأمريكية ميراف زونسزين ونشره موقع "ذا إنترسبت"، وتؤكد فيه أن الحرب في غزة ليست منفصلة عن الضفة، رغم أن تكتيكاتها مختلفة.

وتشير الكاتبة إلى تصاعد أعمال العنف التي ترتكبها قوات الإسرائيلية والمستوطنون بشكل حاد خلال الأسابيع الستة الماضية، ليضبح هذا العام هو الأكثر دموية بالنسبة للفلسطينيين في الضفة الغربية منذ 20 عامًا.

اقرأ أيضاً

الضفة الغربية.. 6 شهداء فلسطينيين في قصف لمخيم بلاطة واقتحام طوباس

كيان واحد

وبينما تتجه كل الأنظار نحو غزة، حيث قتلت إسرائيل ما يزيد على 11 ألف فلسطيني، نصفهم تقريباً من الأطفال، فإن الصحفيين وصناع القرار السياسي والمحللين، وإسرائيل ذاتها، يتعاملون مع الضفة الغربية باعتبارها جبهة منفصلة ومتميزة، وكأنها مجزأة، كما تقول الكاتبة.

وحذر رئيس الشاباك، (جهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي)، من أن عنف المستوطنين يمكن أن يساهم في "انفجار" الضفة الغربية، مما يضر بالحرب الإسرائيلية في غزة.

وقد حثت الولايات المتحدة إسرائيل مراراً وتكراراً على كبح جماح عنف المستوطنين في الضفة الغربية، محذرة من أنها قد تصبح جبهة أخرى في هذه الحرب. وقال الرئيس جو بايدن: "إنهم يهاجمون الفلسطينيين في الأماكن التي يحق لهم التواجد فيها".

لكن الكاتبة تعتبر أن هذه التوجهات التي تفصل بين الضفة وغزة غير منضبطة، وتقول إن الضفة الغربية أصبحت بالفعل واجهة وجزء من نفس الحرب الدائرة حاليا في غزة.

ورغم الاختلافات الديموغرافية بين الضفة الغربية وغزة، والبيئة السياسية المختلفة ونظم الحكم، فإن معاناة الفلسطينيين من ممارسات المستوطنين وحصار الاحتلال تتشابه.

اقرأ أيضاً

صحفي إسرائيلي يحذر: الانفجار التالي سيكون من الضفة الغربية.. أوقفوا هياج المستوطنين

"حماس" تتبنى المقاربة

وتقول الكاتبة إن مقاربة ارتباط الضفة وغزة تبنتها حركة "حماس" بقوة لتؤكد على معنى وحدة الساحات الفلسطينية، حيث أطلقت الحركة صواريخ على القدس المحتلة وتل أبيب في مايو/أيار 2021، احتجاجا الإجراءات القمعية والتصعيدية التي اتخذتها إسرائيل ضد الفلسطينيين في القدس.

هذه المعركة شهدت اندلاع أعمال عنف واسعة بالضفة الغربية والداخل المحتل، ما دلل على عدم صحة التفريق بين الساحات الفلسطينية.

وللمفارقة، حمل هجوم "حماس" في السابع من أكتوبر/تشرين الأول اسم "طوفان الأقصى" وجعلت القدس مرة أخرى مركزا للمعركة.

ورغم أن المعركة الحالية لم تؤد حتى الآن إلى جولة أخرى من العنف بين اليهود والعرب في إسرائيل، إلا أن المواطنين الفلسطينيين في دولة الاحتلال يشعرون بآثارها، كما تقول الكاتبة، في حملة قمع شاملة لحرية التعبير في جميع أنحاء إسرائيل، يتم اعتقال الفلسطينيين وإيقافهم عن العمل لمحاولتهم الاحتجاج على الحرب أو بسبب منشورات على وسائل التواصل الاجتماعي، والتي يعبر الكثير منها عن التعاطف مع الشعب الفلسطيني والقومية، لكن إسرائيل تدعي أنها تدعم "حماس".

وتشبه الكاتبة ما يحدث بوضع أشياء ساخنة في نظام مغلق ومضغوط، وتقول: حتما سيؤدي الأمر إلى الانفجار.

اقرأ أيضاً

بعد لبنان.. أمريكا تحذر إسرائيل من خطر اشتعال جبهة جديدة في الضفة

المعادلة واحدة

ولعقود من الزمن، ظلت المعادلة هي نفسها: الحصار والقصف في غزة؛ والتوسع الاستيطاني والقمع والتهجير في الضفة الغربية؛ والحرمان من الحقوق في القدس الشرقية؛ وانتهاك الوضع الراهن الحساس في المسجد الأقصى؛ وإغلاق المجال العام أمام أي معارضة ذات معنى في إسرائيل.

وتختم الكاتبة الإسرائيلية بالقول: وبغض النظر عما سيحدث في هذه الحرب، فإننا يجب أن نعلم أن كل الناس وكل الأراضي الواقعة بين نهر الأردن والبحر الأبيض المتوسط ستبقى مرتبطة.

المصدر | ميراف زونسزين / ذا إنترسبت - ترجمة وتحرير الخليج الجديد

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: الضفة الغربية غزة طوفان الأقصى قمع إسرائيل الضفة الغربیة فی الضفة فی غزة

إقرأ أيضاً:

صحف عالمية: شهادة طبيب توثق مأساة الغزيين وضم الضفة بات أمرا واقعا

تناولت صحف ومواقع عالمية تداعيات الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، فقد نقلت إحداها شهادة طبيب بريطاني قال إن المأساة الإنسانية في غزة تفوق الوصف، واعتبرت أخرى أن "ضم الضفة الغربية أصبح أمرا واقعا".

وجاء في شهادة الطبيب محمد مصطفى -الذي يعيش في أستراليا وعمل متطوعا في المستشفى المعمداني في غزة قبل أن يدمره الجيش الإسرائيلي- لصحيفة "غارديان" البريطانية، أن ما شاهده خلال وجوده في غزة يفوق الوصف، وتحدث عن إصابات الأطفال والنساء البليغة، لافتا إلى أنه سيبدأ نشر تجربته في القطاع لدفع الأستراليين إلى التحرك والضغط على الحكومة الأسترالية.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2هل تندلع حرب جديدة بين باكستان والهند؟list 2 of 2اتهام نتنياهو بخيانة قسمه لطلبه الانصياع له وليس للقانونend of list

وتناولت صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية قتل الجيش الإسرائيلي الصحفية الفلسطينية فاطمة حسونة التي ظهرت في فيلم وثائقي عُرض في مهرجان كان السينمائي، ولفتت الصحيفة إلى أن فاطمة كانت تدرك مخاطر الحياة في غزة، وكتبت قبل قتلها أنها تريد موتا مدويا وأثرا لا ينمحي.

وفي موضوع الضفة الغربية، جاء في افتتاحية صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية أن "ضم إسرائيل للضفة لم يعد مجرد تفكير، بل أصبح أمرا واقعا يسير بخطا سريعة منذ تبني اليمين الإسرائيلي رؤية الرئيس الأميركي دونالد ترامب لغزة وتهجير سكانها".

إعلان

وعدّدت الافتتاحية ممارسات المستوطنين والسياسيين اليمينيين في الضفة، وقالت إنها كلها تقود إلى ضمها، وإن كل شيء يجري بعلم السلطات الإسرائيلية لأن تلك الخطوات تمر عبر قنوات رسمية.

وأشار موقع "ميديا بارت" الفرنسي إلى تنامي الغضب الشعبي في المغرب والجزائر وتونس من الحرب الإسرائيلية على غزة، حيث شهدت العواصم الثلاث مظاهرات كبيرة في الأيام الماضية وصفها الموقع بأنها أكبر من المألوف وأشد غضبا.

وقال الموقع إن تنامي الغضب يفسره أن القضية الفلسطينية تسكن وجدان المجتمعات المغاربية وتوحد كل أطيافها، مشيرا إلى أن العلاقة الوثيقة بالقضية الفلسطينية تعود إلى بدايات الصراع منتصف القرن الماضي.

وعن تداعيات الحرب الإسرائيلية على غزة، كشفت صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية أن مجلس أمناء "نواب يهود بريطانيا" اتخذ إجراءات تأديبية بحق أحد نواب رئيسه والتحقيق مع أكثر من 30 عضوا، على خلفية الاعتراض على استئناف إسرائيل للحرب على غزة.

وأشارت الصحيفة إلى حالة الغضب داخل المجلس -وهو ثاني أكبر وأقدم هيئة تمثل يهود بريطانيا- إثر رسالة وقّعها عشرات الأعضاء قبل أسبوعين تنتقد بشدة عودة إسرائيل إلى الحرب في غزة وتُحذّر من أن الحرب خطر على إسرائيل وسمعتها وديمقراطيتها.

فشل في تحقيق الأهداف

وفي موضوع آخر، يرى مقال نشرته مجلة "فورين بوليسي" الأميركية أن الحرب الأميركية على جماعة أنصار الله (الحوثيين) لا تُجدي نفعا، معتبرا أن "الغارات فشلت في تحقيق أي من هدفيها المُعلنين، وهما تأمين حرية الملاحة في البحر الأحمر، واستعادة الردع".

ويَعتبر المقال أن العملية الأميركية اتسمت بغياب صارخ للشفافية من وزارة الدفاع التي اكتفت بنشر مقاطع فيديو مُبهرجة على وسائل التواصل الاجتماعي.

مقالات مشابهة

  • التأكيد على وحدة الأرض والدفاع عن حقوق الفلسطينيين.. رسائل الرئيس السيسي في الذكرى 43 لتحرير سيناء
  • صحيفة عبرية: المخطط الإسرائيلي لضم الضفة الغربية أصبح واقعا
  •   «إسرائيل» تُدمر 90% من مباني غزة وتنفذ 6 آلاف عملية هدم في الضفة
  • اقتحامات من قوات العدو الصهيوني لمخيمات وقرى في الضفة الغربية
  • 16 عملاً للمقاومة الفلسطينية في الضفة الغربية خلال 48 ساعة الماضية
  • عشرات القتلى الفلسطينيين في غارات إسرائيلية على غزة
  •  جيش الاحتلال يواصل حملة اعتقالات في الضفة الغربية والقدس المحتلة
  • قريبون للغاية.. ترامب يتفاءل بإنهاء الحرب في أوكرانيا وينتقد زيلينسكي
  • ترامب: نحن قريبون للغاية من التوصل إلى اتفاق بشأن الحرب في أوكرانيا
  • صحف عالمية: شهادة طبيب توثق مأساة الغزيين وضم الضفة بات أمرا واقعا