ليبيا.. برغم فائض الميزانية الدين العام في ارتفاع
تاريخ النشر: 18th, November 2023 GMT
نقلت وسائل صحفية وإعلامية عن وزير الاقتصاد في حكومة الوحدة الوطنية قوله إن الدين العام بلغ 200 مليار دينار ليبي، ومع التحفظ على القيمة، إلا إن الدين العام في ارتفاع مستمر حتى مع تحقيق فوائض في الميزانية خلال الأعوام الماضية.
لم يفصح الوزير عن مصادره بخصوص الرقم الذي أدلى به، وبالنظر إلى تطور الدين العام خلال العقد الماضي يظهر أن المديونية العامة للدولة شهدت زيادة كبير منذ العام 2014م، خاصة خلال الأعوام التي تم فيها إغلاق حقول وموانئ النفط، حتى بلغ الدين العام نهاية 2020م نحو 85 مليار دينار ليبي (نحو 17 مليار دولار).
الرقم الحقيقي كان أكبر مما أعلن عنه المصرف المركزي الليبي العام 2020م، ذلك أن إنفاقا موزايا قامت به حكومة الشرق خلال الأعوام 2014 ـ 2020م بلغ نحو 55 مليار دينار تم اعتباره دينا عاما وحمِّل على الخزانة العامة ليبلغ الدين في نفس السنة نحو 140 مليار دينار.
عاد المصرف المركزي ليعلن أن مديونية الدولة بلغت نحو 155 مليار مع نهاية العام 2022م، وبالعودة إلى تصريح وزير الاقتصاد الذي ذكر أن الدين بلغ 200 مليار بعد سنة فقط من بيان المركزي الليبي، فإن زيادة في الدين بلغت نحو 45 مليار وقعت خلال العام 2023م، وهذا ما لا يمكن القطع به.
الميزانية العامة لحكومة الوحدة الوطنية خلال الأعوام الثلاث الماضية حققت فائضا يمكن أن يقترب من 30 مليار دينار، فقد بلغ الفائض نحو 20 مليار لميزانية العام 2021م، وما يزيد عن 6 مليار العام 2022م، وقد لا يكون الفائض خلال ميزانية 2023م بعيدا عن هذا الرقم، فهل يصل العجز في ميزانية الحكومة الموازية في الشرق إلى 45 مليار دينار، هذا ما لا يمكن الجزم به، وبالتالي فإن كلام وزير الاقتصاد عن حجم الدين العام يحتاج إلى تدقيق ومراجعة، مع التأكيد أن الرقم يمكن أن يكون في حدود 170 مليار دينار.
الغالبية العظمى تقريبا ينظرون إلى الخزانة العامة كثدي الأم للرضيع، يأخذ حاجته منه دون مقابل، ويعزز من هذا الخلل الهيكلي حالة التخبط في الإدارة والهدر في المال العام والفساد الذي يولد إحباطا لدى الجميع يفقدهم الحرص والجدية والمسؤولية.تقرير البنك الدولي الصادر في نيسان / أبريل من العام الجاري يشير إلى أن أرقام المالية العامة الليبية مقلقة، فقد أكد التقرير أن الإنفاق العام شهد زيادة بلغت 41%، وأن الزيادة في بند واحد وهو المرتبات بلغت 53%.
التحدي والذي يأخذ شكل أزمة مستحكمة هو أن الإنفاق في معظمه استهلاكي ولا مردود حقيقي له، إذ تشكل المرتبات ونفقات تسيير الجهاز الحكومي والدعم أكثر من 80% من الإنفاق العام، وهو إنفاق عائده محدود، وبالنظر إلى تدني الخدمات الحكومية، يظهر أن الخزانة العامة تتحمل عبء كادر حكومي كبير وجهاز بيروقراطي مترهل يستنزفان الموارد المالية في مقابل أداء وإنتاجية ضعيفة جدا.
يشكل الدين العام الليبي حسب تقارير دولية أكثر من 70% من الناتج المحلي الإجمالي، وهو مستوى آمن للدول التي تفتقر إلى الموارد الطبيعية واقتصاداتها محدودة الإنتاجية، غير أنه ليس أمنا لدولة تمتلك موارد طبيعية كبيرة ومحدودة عدد السكان، مع التنبيه إلى أن الدين العام ينشأ من عجز الموازنات السنوية لأسباب سياسية وأمنية.
بؤرة التأزيم ناشئة من الثقافة السائدة والتي تعم النخبويين قبل العوام والتي تتأسس على تحسين مستوى عيشهم وزيادة دخولهم التي مصدرها الدولة بغض النظر عن الواجبات والمسؤوليات، وزاد من وطأة التأزيم عجز النظام الرسمي قبل وبعد العام 2011م في معالجة الخلل الكبير في تركيبة الاقتصاد ووضع الدولة الذي ينعكس في شكل إنفاق استهلاكي ضخم مقابل مردود إنتاجي متدني جدا.
الغالبية العظمى تقريبا ينظرون إلى الخزانة العامة كثدي الأم للرضيع، يأخذ حاجته منه دون مقابل، ويعزز من هذا الخلل الهيكلي حالة التخبط في الإدارة والهدر في المال العام والفساد الذي يولد إحباطا لدى الجميع يفقدهم الحرص والجدية والمسؤولية.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه الاقتصاد الميزانية ليبيا اقتصاد ميزانية رأي توجهات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة مقالات سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الخزانة العامة خلال الأعوام الدین العام ملیار دینار
إقرأ أيضاً:
14 مليار دولار.. «الكويت الوطني» يتوقع انخفاض استحقاقات الدين الخارجي لمصر
يتوقع تقرير صادر من بنك الكويت الوطني أن تنخفض على مصر استحقاقات الدين الخارجي طويلة الأجل إلى 14 مليار دولار بالعام المالي 2027/2026 مقابل 21 مليار دولار بالعام المالي المقبل 2026/2025، ومقارنة بأقل من 30 مليار دولار في العام المالي الحالي.
ويري المحللون في بنك الكويت الوطني أن مستحقات الدين الخارجي طويلة الأجل لمصر ستنخفض حتي 10 أو 11 مليار دولار خلال السنة المالية 2027 - 2028، ذلك قبل أن تنزل لأدنى 10 مليارات دولار في السنوات التالية لها.
وقالت تقرير بنك الكويت الوطني، إن الانخفاض القادم في الدين الخارجي لمصر سيساعد في تخفيف الضغوط التمويلية الكبيرة التي أثقلت كاهل البلاد خلال السنوات الماضية، حين بلغ متوسط الدين الخارجي المستحق نحو 30 مليار دولار سنوياً.
وأرجع بنك الكويت توقعاته بانخفاض الدين الخارجي لمصر إلى تجهيز دولة قطر لحزمة استثمارات قادمة إلى مصر بقيمة 7.5 مليار دولار منها ودائع بقيمة 4 مليارات دولار لدى المركزي المصري، بالإضافة إلى عزم دولة الكويت تحويل ودائعها الحالية والبالغة 4 مليارات دولار بالبنك المركزي المصري إلى استثمارات بالعملة المحلية، ما يساهم معها في تعزيز صافي الأصول الأجنبية للقطاع المصرفي المصري.
شهد الدين الخارجي لمصر تراجعًا كبيرًا خلال عام 2024، حيث سجل انخفاضًا بقيمة 12.9 مليار دولار على أساس سنوي ليصل إلى 155.093 مليار دولار بنهاية ديسمبر الماضي.
كان الدين الخارجي لمصر شهد تراجعًا كبيرًا بالعام الماضي، حيث تقلص بنحو 12.94 مليار دولار على أساس سنوي، ليسجل بنهاية ديسمبر الماضي حوالي 155.093 مليار دولار، مقارنة بـ 168.03 مليار دولار بنهاية الشهر نفسه من عام 2023، وفقاً لبيانات وزارة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولي.
يعزا أغلب الانخفاض في الدين الخارجي على مصر إلى قيام دولة الإمارات بإسقاط وديعة بقيمة 11 مليار دولار لدى البنك المركزي المصري من إجمالي الدين، ذلك بعدما حولتها إلى استثمار محلي بالجنيه ضمن مشروع تطوير رأس الحكمة على البحر المتوسط.
وكشف رئيس الوزراء مصطفي مدبولي في مؤتمر صحفي سابق، أن إجمالي ما سددته مصر من دين خارجي بالعام 2024 بلغ حوالي 38.7 مليار دولار أمريكي، منها 7 مليارات دولار خلال آخر شهرين فقط.
اقرأ أيضاًبنحو 2 مليار دولار سنويًا.. المالية تستهدف النزول بالدين الخارجي لأجهزة الموازنة
المركزي: انخفاض نصيب الفرد من الدين الخارجي لـ 1275 دولارا بنهاية يونيو 2024
وزير المالية: انخفاض الدين الخارجي للعام المالي الجاري بواقع 3 مليارات دولار