المسلة:
2025-01-05@09:12:19 GMT

‏السقوط الأخير للحلبوسي

تاريخ النشر: 18th, November 2023 GMT

‏السقوط الأخير للحلبوسي

18 نوفمبر، 2023

بغداد/المسلة الحدث:

قاسم الغراوي

كثيرة هي الدروس المستخلصة في حياة الناس على مختلف مشاربهم وتوجهاتهم ومناصبهم وثقافاتهم نفعتهم سابقا او تضرروا منها لاحقا .

ومن المؤكد ان بعض تجارب الآخرين التي يقرأ عنها الإنسان او يعرفها عن قرب مفترض ان تمنحه التامل والحذر وان تضفي على سلوكه الاتزان حتى لايقع في مطبات او مواقف هو في غنى عنها وحتى يكون في السليم بعيدا عن كل ما يجعله في دائرة الشبهات ويسقط في الضربة القاضية .

إن المال الفاسد مهما تضخم لا يوفر الحماية دائماً للسياسي مهما على شأنه وموقعه وتقلد المناصب ومهما بالغ في إسكات الأصوات واشترى الذمم لاستمرار سلطته فالقانون فوق الجميع وهو الفيصل في الإدانة الجرمية بتوفر الدليل وإصدار الحكم لتنهار بعدها كل أحلام هذا السياسي.

ان الغرور وحده ليس كافياً لإنتاج زعامة سياسية ولا الانتساب العشائري ولا الإرث الأبوي إنما الأخلاق والقيم والمبادىء والإنسانية هي من تفرض ذات السياسي بين اقرانه في المجتمع ونجاحه في اجواء السياسة.

إن السياسة الحقيقية المطلوبة اليوم لاتعني مهنة السرقة والتزوير والاستهتار وفرض الأمر الواقع على من هم دون منك ولا هي تغيير في القيم الأخلاقية بل هي مهنة الالتزام بالدستور وتوفير الخدمة للناس لأنهم وحدهم من يتحكم بمصيرك من خلال منحك الثقة من عدمها أثناء الانتخابات.

اما الرهان على اللوبيات الخارجية فهي خسارة مؤكدة لاتقبل القسمة على اثنين ، وإن العمالة لأنظمة معادية للعراق ومحور الم.قا.ومة وداعمة للإرهاب لا تجدي نفعاً، لأن هذه الأنظمة لا تتعامل مع العملاء كحلفاء بل كمرتزقة يتم التخلي عنهم حين يسقطون كما فعلت مع الحلبوسي.

الحلبوسي تعامل بفوقية مع أبناء جلدته وعقيدته حتى صار يهدد على الملا بكلمات تذكرنا بحكم البعث وصار يرى حجمه اكبر مما كان يتصور حيث اقصى قيادات سنية مهمة وزملاء له من خلال الايحاء الوهمي ان لديه نفوذا في كل مكان وبالقضاء وإذ به بشرب من ذات الكاس وادين بقرار قضائي!

الحلبوسي رمى بثقله الى العامل الخارجي واستمد منه القوة بدلا من استمدادها من مجتمعه وها هو اليوم يعاتب وربما يتهم العامل الخارجي وراء انهاء عضويته في البرلمان.

والحلبوسي استغل السلطة لضرب منافسيه من ابناء جلدته ، دون ان يكترث لاحد او يسمع من احد حتى كثر اعداءه واليوم بات وحيدا بلا ناصرا!

ومحمد الحلبوسي تضخمت ثروته بطريقة سريعة ونعتقد ان القضاء معني بفتح ملفات هذه الثروة وتوهم الحلبوسي ان المال يوفر الحماية، وبعد سقوطه المدوي تحولت ثروته الى عبئ تحتاج الى اثبات مصادره!

المبالغة ببناء القصور لنفسه وتقديم التسهيلات لحاشيته بدلا من مأوى لاهله النازحين، اليوم الحلبوسي اصبح نازحا سياسيا! يبحث عن ماوى هنا وهناك ويتصل هنا وهناك لمحاولة ايجاد حل لقضيته التي حسمتها المحكمة والى الأبد.

ان استعراضه القوة بحماياته ومواكبه، ورتل سياراته أنسته قيمته الحقيقية وجعلته لاينظر إلا لما يعجبه وتناسى ان القوة الحقيقية تاتي من محبة الناس له ومن الايمان بالله..

نصيحة :

العمل لخدمة بلدك وشعبك ومحافظتك ومن اي موقع، دليل وعيك ومحبتك وإخلاصك ولتكن تجربتك غنية بالدروس الموضوعية والإيجابية يستفيد منها الاخرون ويستذكرون فيك التضحية والقيم الإنسانية النبيلة.

كلمة اخيرة :
تعلم من اخطائك ولابد ان تؤمن بأن الحياة سلف ودين وكل إنسان يحصد مازرعت يداه
خير بخير وشر بشر وعسى ان تكون تجربتك وسقوطك الأخير درسا لمن بعدك.

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

المصدر: المسلة

إقرأ أيضاً:

هروب بشار الأسد.. سقوط الطغاة بين زيف القوة وحتمية الانهيار

مدخل.. الطغاة وأوهام الخلود

لطالما اعتقد الطغاة أن سلطتهم لا تُهزم، وأن شعوبهم، مهما انتفضت، ستظل أسيرة الخوف والولاء الزائف. لكن التاريخ أثبت مرارًا أن هذه الأنظمة، مهما بدت قوية، تحمل في داخلها بذور ضعفها. هروب بشار الأسد، كما في هذا السيناريو المتخيل، لم يكن مجرد قرار أناني أو لحظة فرار من مواجهة محتومة؛ بل كان تجسيدًا لانهيار مشروع سلطوي قائم على الخداع والتهديد. هروبه كشف زيف القوة التي حكم بها، وألقى الضوء على العلاقة المعقدة بين السلطة والطائفة، وبين الطاغية والشعب، وبين الوهم والواقع.

الطغاة والهويات المسلوبة.. تحطيم أسطورة "حامي الطائفة"

لطالما قدّم بشار الأسد نفسه كحامٍ للطائفة العلوية، ضامنٍ لوجودها، وحاميها من المخاطر المزعومة. هذا الدور لم يكن مبنيًا على حماية حقيقية، بل على استغلالٍ متقن لسيكولوجية الخوف. نجح الأسد في ربط مصير الطائفة بمصيره، زارعًا في نفوس أبناء الطائفة شعورًا بأن سقوطه يعني نهايتهم.

هروب الأسد لم يكن مجرد فصل في كتاب الأزمة السورية، بل كان لحظة فاصلة قلبت موازين اللعبة. هذا الهروب أعاد تعريف السلطة في سوريا، ليس فقط من حيث سقوط الأسد، ولكن من حيث تفكيك بنية الخوف التي كان يعتمد عليها. الشعب السوري، الذي عاش لعقود تحت ظل الطغيان، وجد نفسه فجأة أمام فرصة لإعادة تعريف هويته ومستقبله. لكن الهروب الذي اختاره الأسد أفرغ هذه الرواية من مضمونها. لم يكن الأسد في لحظة اتخاذ القرار يملك الوقت للتفكير في الطائفة التي طالما ادّعى حمايتها. كان قراره فرديًا بحتًا، هدفه الوحيد هو إنقاذ نفسه. هذه اللحظة كشفت أن الطائفة العلوية لم تكن يومًا أكثر من أداة استخدمها لتعزيز قبضته على السلطة، وحين حانت لحظة الحقيقة، تركها تواجه مصيرها دون أدنى تردد.

الهروب بهذا الشكل كان بمثابة الصفعة التي أعادت للطائفة إدراكًا غاب عنها لعقود: أنها ليست أكثر من وقود استُخدم لإبقاء النظام حيًا. ولعلّ هذا الإدراك، رغم قسوته، كان بداية لتحرر الطائفة من عبء الولاء القسري وإعادة صياغة موقعها في المشهد السوري.

الهروب كفعل يفضح زيف القوة

من منظور أعمق، يمكن النظر إلى هروب الأسد كفعل يتجاوز السياسة ليصل إلى جوهر السلطة نفسها. السلطة ليست فقط سيطرة مادية على الناس، بل هي شبكة معقدة من الرموز والمفاهيم التي تمنح الحاكم شرعية ظاهرية. الأسد، الذي قضى سنوات يعتمد على هذه الشبكة لإبقاء قبضته على سوريا، وجد نفسه في لحظة حاسمة عاجزًا عن الاستمرار في لعب دوره كقائد.

الهروب كان بمثابة اعتراف ضمني بفشله في الحفاظ على وهم القوة. فالقوة التي لا تحمي أصحابها عند الأزمات ليست قوة حقيقية، بل قناع هش يسقط عند أول اختبار. الأسد، في لحظة هروبه، لم يهرب فقط من غضب الشعب أو ضغط المعارضة، بل هرب من عبء الدور الذي حاول أن يلعبه طوال حياته. لم يعد قائدًا، بل أصبح إنسانًا عاديًا محاصرًا بخوفه، ومن هنا، يمكن القول إن لحظة الهروب كانت لحظة سقوطه الإنساني قبل السياسي.

الأبعاد السياسية للهروب.. سيناريوهات الفشل والنجاة

إن أهمية هذا السيناريو لا تكمن فقط في فعل الهروب ذاته، بل في الخيارات الأخرى التي كان يمكن أن يتخذها الأسد، والتي كانت جميعها كارثية على سوريا:

1 ـ البقاء والموت.. أسطورة القائد الشهيد

لو قرر الأسد البقاء حتى اللحظة الأخيرة وقُتل، لكان موته قد خدم الطائفة كرمز للتضحية، ولكان ذلك سيعزز من انغلاقها على نفسها، متحولة إلى قوة رافضة لأي مشروع وطني جامع. هذا السيناريو كان سيؤدي إلى مزيد من الانقسام والتشدد داخل سوريا، مما يجعل تحقيق المصالحة الوطنية أكثر صعوبة.

2 ـ التنازل السلمي عن السلطة.. انقسام داخلي قاتل

التنازل عن السلطة، رغم أنه قد يبدو خيارًا عقلانيًا، كان ليؤدي إلى انشقاقات حادة داخل الطائفة نفسها. الانقسام بين مؤيدي الأسد ومعارضيه داخل الطائفة كان سيُضعف موقفها السياسي، مما يؤدي إلى تصاعد الصراعات الداخلية، ليس فقط داخل الطائفة، ولكن على المستوى الوطني أيضًا.

3 ـ الهروب.. النهاية التي تكسر السلاسل

الهروب، رغم أنه قرار أناني في ظاهره، كان الأكثر تأثيرًا إيجابيًا على مستقبل سوريا. فهو لم يكسر فقط صورة الأسد كقائد قوي، بل حرّر الطائفة العلوية من أسر الولاء له. كما أن غيابه المفاجئ أتاح للشعب السوري فرصة للتفكير في مستقبلهم دون قيوده، ودون الأساطير التي حاول ترسيخها حول نفسه.

الأثر العميق.. بداية لكتابة تاريخ جديد

هروب الأسد لم يكن مجرد فصل في كتاب الأزمة السورية، بل كان لحظة فاصلة قلبت موازين اللعبة. هذا الهروب أعاد تعريف السلطة في سوريا، ليس فقط من حيث سقوط الأسد، ولكن من حيث تفكيك بنية الخوف التي كان يعتمد عليها. الشعب السوري، الذي عاش لعقود تحت ظل الطغيان، وجد نفسه فجأة أمام فرصة لإعادة تعريف هويته ومستقبله.

بالنسبة لسوريا، كان هذا الهروب بمثابة لحظة ميلاد جديدة. لم تعد البلاد رهينة لطاغية، بل أصبحت أمام فرصة نادرة لإعادة بناء نفسها على أسس جديدة. أما بالنسبة للعالم، فإن هذا الحدث يبقى شاهدًا على حقيقة أزلية: الطغاة يسقطون دائمًا، ليس على يد أعدائهم فقط، بل تحت ثقل أوهامهم. غياب الأسد لم يُنهِ كل مشاكل سوريا، لكنه أزاح العائق الأكبر أمام بناء وطن جديد. فمع سقوط الرمز، بدأ الشعب يُدرك أن الوطن لا يُختزل في شخص أو طائفة، بل هو مشروع جماعي يقوم على العدالة والمساواة.

خاتمة.. هروب الطاغية وعودة الشعب

إن هروب بشار الأسد، رغم أنه جاء نتيجة لجبن فردي، كان يحمل في طياته دلالات أعمق بكثير. لقد كشف عن هشاشة الطغاة مهما بدوا أقوياء، وأظهر أن الشعوب، مهما طالت معاناتها، قادرة على الصمود والانتصار في النهاية.

بالنسبة لسوريا، كان هذا الهروب بمثابة لحظة ميلاد جديدة. لم تعد البلاد رهينة لطاغية، بل أصبحت أمام فرصة نادرة لإعادة بناء نفسها على أسس جديدة. أما بالنسبة للعالم، فإن هذا الحدث يبقى شاهدًا على حقيقة أزلية: الطغاة يسقطون دائمًا، ليس على يد أعدائهم فقط، بل تحت ثقل أوهامهم.

* عضو الهيئة العليا للمفاوضات السورية
@shamsieyad

مقالات مشابهة

  • معلومات خطيرة..الأسد لم يتمكن من التواصل ببوتين قبل السقوط
  • الخروج من فقه “إدخار القوة”؟!
  • هروب بشار الأسد.. سقوط الطغاة بين زيف القوة وحتمية الانهيار
  • أشرف إمام: جروس بدأ يتعرف على نقاط القوة والضعف للفريق
  • نجوم العراق.. القوة الجوية يتعرض للخسارة الاولى على يد الزوراء
  • الزوراء يتغلب على القوة الجوية في كلاسيكو العراق
  • صلاح: هذا هو عامي الأخير مع ليفربول
  • ‏زيف القوة أمام صمود الشعوب وإرادة الحق
  • الكشف عن الدوافع الحقيقية لمنفذ عملية الدهس في أمريكا.. معلومات جديدة
  • صيدنايا.. كان أملي الأخير للقاء والدي