بتر الأطراف وفقدان الأحبة.. أطفال غزة امام صدمات طويلة ومعقدة
تاريخ النشر: 18th, November 2023 GMT
بغداد اليوم – متابعة
حملت الحرب الدائرة في قطاع غزة للكثير من الأطفال تغييرًا قاسيًا في حياتهم المقبلة، كفقدان بعض الأهل أو بعض أطراف الجسم؛ ما يعني حاجتهم لعملية تأهيل للاعتماد أكثر على النفس.
هذا القلق بشأن المستقبل لدى هؤلاء الأطفال، بجانب المعايشة اليومية لمستجدات الحرب الدائرة منذ 7 أكتوبر / تشرين الأول الماضي، سيولدان بداخلهم صدمات نفسية عميقة، ويقول متخصّص في علم النفس الاجتماعي إنها ستكون "طويلة ومعقّدة".
وسبق أن لفت المتحدّث الإقليمي باسم منظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسيف"، سليم عويس، في 14 نوفمبر/ تشرين الثاني، إلى أن أكثر من 50 بالمئة من الأطفال في قطاع غزة بحاجة للرعاية النفسية.
وشدد عويس، على أن الحل الفوري لإبعاد هؤلاء الأطفال عن الصدمات النفسية هو وقف العنف الدائر في القطاع.
ما بعد الصدمة
ويذكر أستاذ علم النفس الاجتماعي آزاد علي إسماعيل، أن صدمات الحروب تؤثّر حتى على بعض الجنود المقاتلين، إذًا فتأثيرها على الأطفال أشد.
ويضرب أمثلة لعدة تجارب:
بعد الحروب، يُصاب جنود بما يسمّى بـ"كرب ما بعد الصدمة" أو "شدة ما بعد الصدمة"، وظهرت بشكل واضح على جنود أميركيين بعد عودتهم من حرب فيتنام.
ومِن المتوقّع أن يعاني سكان قطاع غزة، رجالا ونساء، كبارا وصغارا، مِن سلسلة صدمات نفسية متواصلة وليست صدمة واحدة؛ حيث تمر أمامهم سلسلة أحداث في اليوم، منها القصف ورؤية أجساد الموتى، والمصابون، والتعرض أحيانا لبتر أطراف.
ويوضح ان "الأطفال سيكونون الأكثر عرْضة لهذه الصدمات، بحكم أنهم ما زالوا في مرحلة النمو الجسدي والانفعالي والمعرفي"، وتشير دراسات إلى أن بعض الأطفال في هذه الظروف تأثَّر نموّهم المعرفي وقدراتهم العقلية، وحتى نمو المخ، بهذه الصدمات.
ويشير الى أن "مَن يتعرّض من الأطفال لبتر أطراف تُضاف له معاناة أخرى، لأنها تعني مشكلة جسيمة دائمة، ومطلوب منه أن يتعايش معها طوال حياته؛ ما يسبّب لبعضهم مشاكل نفسية في الطفولة وعند الكبر".
3 مراحل
التعرّض لهذه الصدمات ليس نهاية المطاف، فتوجد أشكال من العلاج للتخلّص من تأثيراتها، أو على الأقل التخفيف منها، وفي هذا، يقول أستاذ علم النفس الاجتماعي، إن الطفل الذي يتعرّض بشكل خاص لبتر الأطراف، يحتاج إلى عملية معقدة تستغرق وقتا طويلا، قد يصل لـ10 سنوات، تتماشى مع مراحل نموه؛ حتى يصل إلى مرحلة الرشد.
وتشمل أشكال العلاج خلال هذه المراحل (الطفولة، المراهقة، الرشد) وفق إسماعيل: "بعد تعويض الطفل بأطراف اصطناعية، يحتاج إلى مساعدته على التأقلم مع هذا العضو الجديد، وبجانب العلاج النفسي، يحتاج إلى دعم اجتماعي أسري، يساعده على القيام بأدواره بشكل طبيعي، ونفس الأمر بالنسبة إلى الطفل الذي يفقد بعض الأهل والأقارب، يحتاج إلى دعم مَن حوله ليتكيّف، ويتعلّم كيف يواجه مستجدات حياته، وهي عملية تستغرق وقتا طويلا أيضا".
المصدر: سكاي نيوز
المصدر: وكالة بغداد اليوم
كلمات دلالية: یحتاج إلى
إقرأ أيضاً:
“يونيسيف”: أطفال فلسطين يواجهون أوضاعا مقلقة للغاية
وجهت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف)، اليوم الأحد، تحذيرا من أن الأطفال في فلسطين يواجهون أوضاعا “مقلقة للغاية”، حيث يعيشون في “خوف وقلق شديدين”، ويعانون من تداعيات حرمانهم من المساعدة الإنسانية والحماية.
جاء ذلك في بيان صادر عن المدير الإقليمي ليونيسف في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، إدوارد بيجبيدر، عقب زيارة ميدانية استغرقت اربعة أيام إلى الضفة الغربية وقطاع غزة.
وقال بيجبيدر في البيان، إن الوضع في غزة والضفة، بما في ذلك القدس الشرقية، “مقلق للغاية، حيث يتأثر جميع الأطفال تقريبا، البالغ عددهم 2.4 مليون، بشكل أو بآخر”.
وأضاف: “يعيش بعض الأطفال في خوف وقلق شديدين، فيما يواجه آخرون عواقب حقيقية لحرمانهم من المساعدة الإنسانية والحماية، أو النزوح، أو الدمار، أو حتى الموت، ويجب حمايتهم”.
وأشار إلى أن حوالي مليون طفل في قطاع غزة يفتقدون الضروريات الأساسية للبقاء على قيد الحياة، نتيجة القيود المفروضة على دخول المساعدات الإنسانية.
وشدد على أن “الأطفال يجب ألا يقتلوا أو يصابوا أو يشردوا، ويجب على جميع الأطراف احترام التزاماتها بموجب القانون الدولي”.
وتابع “يجب تلبية احتياجات المدنيين الأساسية والمتعلقة بالحماية، والسماح بتدفق المساعدات الإنسانية بسرعة وعلى نطاق واسع”.