بعدما باع مع فرقة "ابا" السويدية الشهيرة مئات ملايين الأسطوانات حول العالم، عقد الموسيقي بيورن أولفايوس تعاوناً مع الأمم المتحدة لرفع مستوى الوعي لدى العاملين في القطاعات الإبداعية بحقوق الطبع والنشر في العصر الرقمي والذكاء الاصطناعي.

وقد أُطلقت منصة CLIP (وهي اختصار لعبارة "Creators Learn Intellectual Property" أي "المبدعون يتعلمون الملكية الفكرية")، الجمعة في جنيف.

وترمي هذه المنصة المجانية التي ستصبح متاحة بست لغات بحلول بداية عام 2024، إلى زيادة وعي الفنانين بمسألة حقوق الطبع والنشر لمساعدتهم على تحسين أدائهم والدفاع عن أنفسهم والحصول على تعويض عادل عن عملهم.

وقال بيورن أولفايوس إن القطاع الفني لديه "حاجة كبيرة" إلى منصات مماثلة، فيما يهدد الذكاء الاصطناعي بإغراق السوق بأغنيات تم إنشاؤها بواسطة الذكاء الاصطناعي بناءً على أعمال فنية موجودة مسبقاً.
وأوضح أيضاً خلال مؤتمر صحافي في جنيف في مقر المنظمة العالمية للملكية الفكرية، وهي وكالة متخصصة تابعة للأمم المتحدة، "علينا أن نفصل بين ما يأتي من البشر وما يأتي من الذكاء الاصطناعي وإلا فسيُقضى على قطاع الموسيقى".
وقد ضرب مثالاً على ذلك عبر أغنية أُنشئت بواسطة الذكاء الاصطناعي استُخدم فيها صوت فرانك سيناترا على لحن شبيه بأعمال فرقة "ابا" السويدية.
وأضاف "في النهاية، سيكون من المستحيل تتبع" التأثيرات الكامنة وراء أي مقطوعة فنية.

????GREAT NEWS for creators????

WIPO and the Music Rights Awareness Foundation today launched ???????????????? (Creators Learn Intellectual Property) – a new online platform to raise creators’ awareness of intellectual property rights.

Learn more: https://t.co/PJ6KnwgIUQ#goCLIPnow pic.twitter.com/X3xnYQnn2K

— World Intellectual Property Organization (WIPO) (@WIPO) November 17, 2023

وشدد أولفايوس على ضرورة "أن يكون هناك حل لتوفير إيرادات لأولئك الذين يستخدم الذكاء الاصطناعي أعمالهم".
في كل أنحاء العالم، يُنتج المبدعون الموسيقى والفن والمحتويات الأخرى بمستويات غير مسبوقة ويزدهر التوزيع الرقمي.
ولكن في كثير من الأحيان، لا يعرف هؤلاء طريقة الحصول على اعتراف بعملهم، خصوصا عندما يستخدم عبر الإنترنت، حسبما أشارت المنظمة العالمية للملكية الفكرية في بيان.
وتهدف المنصة الجديدة التي أطلقتها المنظمة العالمية للملكية الفكرية ونجم "ابا"، وهو أيضاً رئيس الاتحاد الدولي لجمعيات المؤلفين والملحنين (CISAC)، إلى تحسين هذا الوضع.

وقال الفنان السويدي في البيان "أدرك مدى أهمية معرفة المبدعين لحقوق الملكية الفكرية وإدارتها. وفي هذه الأيام، يُعدّ هذا الجانب أساسياً للنجاح في قطاع الموسيقى".
وأضاف المؤسس المشارك لمؤسسة التوعية بحقوق الموسيقى Music Rights Awareness Foundation، والبالغ 78 عاماً أنه من خلال مساعدة المبدعين "على فهم طريقة عمل الصناعات الإبداعية، فإننا نمكّنهم من الترويج لإبداعاتهم على أفضل وجه".
وأكد بيورن أولفايوس رداً على سؤال لوكالة فرانس برس أن "صناعة الموسيقى أصبحت أكثر تعقيدا اليوم".

وشدد المغني على أن تطور خدمات البث التدفقي أدى إلى إبطاء وتيرة القرصنة الفنية، لكن إذا لم يسجل الموسيقيون أغانيهم لتأكيد حقوق الطبع والنشر، فإن خدمات البث ستواجه صعوبة في تحديد الجهات التي يجب أن تدفع لها.
وسيركز الإصدار الأول من منصة CLIP على صناعة الموسيقى وسيسمح للمستخدمين باكتشاف مختلف اللاعبين المشاركين في تسويق الأغنية والتعرف على حقوق منشئي الموسيقى.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان سلطان النيادي مانشستر سيتي غزة وإسرائيل الحرب الأوكرانية عام الاستدامة الأمم المتحدة الأمم المتحدة الذكاء الاصطناعي السويد الذکاء الاصطناعی

إقرأ أيضاً:

مخاطر الذكاء الاصطناعي على التعليم والبحث العلمي

يحظى موضوع الذكاء الاصطناعي باهتمام واسع عبر العالم في المناقشات والمنتديات والمجادلات حول الموضوع. ولقد سبق أن تناولت هذا الموضوع في مقالين بهذه الجريدة الرصينة: أحدهما عن الذكاء الاصطناعي والإبداع، والآخر عن الذكاء الاصطناعي والترجمة. ولكن هذا الموضوع يحتمل المزيد من التأملات دائمًا، إذ إن له أبعادًا كثيرةً لا حصر لها؛ ولذلك فإنني أريد في هذا المقال التنويه إلى تأثير الذكاء الاصطناعي على العملية التعليمية والبحث العلمي.

وقد يبدو أن استخدام كلمة «تأثير» أفضل من استخدام كلمة «مخاطر» الواردة في عنوان هذا المقال؛ لأن هذه الكلمة الأخيرة قد لا تبدو محايدة، وإنما تنطوي على حكم مسبق يتخذ موقفًا متحيزًا ضد تقنيات الذكاء الاصطناعي. وهذا تفسير غير صحيح؛ لأن كلمة «مخاطر» تعني أن هناك طريقًا نسير عليه -أو ينبغي أن نسير فيه- ولكنه يكون محفوفًا بالمخاطر التي ينبغي أن ندركها لكي يمكن اجتنابها. فلا مراء في أن الذكاء الاصطناعي يمثل ثورة كبرى في المعرفة البشرية.

هذه الثورة المعرفية تتمثل في القدرة الهائلة للآلة على توفير بيانات ضخمة في أي مجال معرفي، بل يمكن لبرامج هذه الآلة أن تؤلف نصوصًا أو موضوعات بحثية أو تصمم ابتكارات ومخترعات باستخدام هذه البيانات.

ولقد أثمرت هذه الثورة المعرفية بوجه خاص في مجال تطبيقات العلوم الدقيقة، وعلى رأسها الرياضيات البحتة التي تمتد جذورها في النهاية في المنطق الرياضي، كما لاحظ ذلك برتراند رسل بشكل مدهش في مرحلة مبكرة للغاية في كتابه أصول الرياضيات!

ولا شك أيضًا في أن الذكاء الاصطناعي له استخدامات مثمرة في مجال العملية التعليمية، إذ إنه يسهِّل على المعلم والطالب معًا بلوغ المعلومات المهمة والحديثة في مجال الدراسة، ويقدِّم المعلومات للطلبة بطريقة شيقة ويشجعهم على البحث والاستكشاف بأنفسهم.

وهنا على وجه التحديد مكمن المشكلة، فعندما نقول: «إن الذكاء الاصطناعي يشجع الطلبة على البحث والاستكشاف بأنفسهم»، فإننا ينبغي أن نأخذ هذه العبارة بمعناها الدقيق، وهو أن الذكاء الاصطناعي هو ذكاء الآلة، والآلة دائمًا هي أداة للاستخدام، وبالتالي فإنها لا يمكن أن تكون بديلًا لدور المستخدِم الذي يجب أن يقوم بنفسه بالبحث والاستكشاف. وهذا يعني أن سوء استخدام الذكاء الاصطناعي والتعويل عليه في عملية التعلم، سيؤدي إلى القضاء على روح المبادرة والاكتشاف، وسيحول دون تعلم مهارات التفكير الناقد critical thinking وتنميتها من خلال عملية التفاعل المباشر بين الطلبة والمعلم. وتلك كلها مخاطر حقيقية على التعليم.

ولا تقل عن ذلك مخاطر الذكاء الاصطناعي في البحث العلمي الذي يصبح تكريسًا لسوء استخدام هذا الذكاء في مراحل التعليم المختلفة. بل إن المخاطر هنا تصبح أشد وأكثر ضررًا؛ لأنها تتعلق بتكوين باحثين وأساتذة يُرَاد لهم أو يُرجى منهم أن يكونوا علماء حقيقيين في مجالاتهم البحثية المتنوعة. ولعل أشد هذه المخاطر هو شيوع السرقات العلمية من خلال برامج الذكاء الاصطناعي التي تقوم بعملية التأليف من خلال كتابات ودراسات وبحوث منشورة؛ وهو ما قد يشجع الباحث على استخدام المادة المُقدّمة له باعتبارها من تأليفه ودون ذكر للمصادر الأصلية التي استُمدت منها هذه المادة.

حقًّا أن الذكاء الاصطناعي نفسه قد ابتكر برامج لاكتشاف السرقات العلمية (لعل أشهرها برنامج Turnitin)؛ ولكن هذا لا يمنع الباحثين الذين يفتقرون إلى أخلاقيات البحث العلمي من التحايل على مثل هذه البرامج من خلال التمويه، وذلك بتطعيم البحث بمادة موثقة من مصادرها، بحيث يبدو البحث مقبولًا في الحد الأدنى من نسبة الاقتباسات المشروعة! وهذا أمر لا ينتمي إلى البحث العلمي ولا إلى الإبداع والابتكار.

وبصرف النظر عن مسألة السرقات العلمية، فإن الاعتماد على الذكاء الاصطناعي في البحث العلمي له مخاطر أخرى تتمثل في أن المادة المقتبَسة كثيرًا ما تكون مشوهة أو غير دقيقة، وهذا يتبدى -على سبيل المثال- في حالة النصوص المقتبسة المترجَمة التي تقع في أخطاء فادحة وتقدم نصًا مشوهًا لا يفهم مقاصد المؤلف الأصلي، وهذا ما فصلت القول فيه في مقال سابق. وفضلًا عن ذلك، فإن برامج الذكاء الاصطناعي لا تخلو من التحيز (بما في ذلك التحيز السياسي)؛ ببساطة لأنها مبرمَجة من خلال البشر الذين لا يخلون من التحيز في معتقداتهم، وهذا ما يُعرف باسم «الخوارزميات المتحيزة» biased algorithms.

ما يُستفاد من هذا كله هو أن الذكاء الاصطناعي ينبغي الاستعانة به في إطار الوعي بمخاطره؛ ومن ثم بما ينبغي اجتنابه، ولعل هذا ما يمكن تسميته «بأخلاقيات الذكاء الاصطناعي»، وهي أخلاقيات ينبغي أن تَحكم برامج هذا الذكاء مثلما تَحكم المستخدم نفسه.

مقالات مشابهة

  • الاحتلال يواصل عمليات الإبادة في غزة.. والأمم المتحدة: الوضع تجاوز حدود التصور
  • خبراء يحذِّرون: الذكاء الاصطناعي يجعل البشر أغبياء
  • اشتعلت حرب الذكاء الاصطناعي بين الصين وأميركا: من يكسب المعركة؟
  • مخاطر الذكاء الاصطناعي على التعليم والبحث العلمي
  • الأونروا تطالب برفع الحصار عن غزة والأمم المتحدة: الوضع يفوق التصور
  • الأونروا: ما يحدث في غزة "حُكم بالإعدام".. والأمم المتحدة تحذر من أيام حرجة
  • كِتابة جِنيّ المصباح تجارب روائية ولَّدها الذكاء الاصطناعي
  • كتَّاب عرب: لن نترك الذكاء الاصطناعي يأخذ مكاننا!
  • حول حقوق المؤلف والملكية الفكرية لما ينتجه الذكاء الاصطناعي
  • الذكاء الاصطناعي والرقمنة في العمل