تضغط إسرائيل والولايات المتحدة من أجل إنشاء منطقة آمنة في قطاع غزة، ما يمثل "نكبة جديدة"، وسط توقعات بألا يسمح الإسرائيليون للنازحين من شمال غزة بالعودة إلى مناطقهم.

ونقلت صحيفة "فايننشال تايمز"، في تقرير ترجمه "الخليج الجديد"، عن مسؤول كبير في الأمم المتحدة، قوله إن واشنطن "تطرح الاقتراح كحل إنساني"، لأن مدارس الأمم المتحدة التي تعمل كملاجئ للفلسطينيين النازحين كانت مكتظة، وكان الناس ينامون في العراء حتى مع هطول الأمطار.

وأضاف المسؤول الأممي: "في المناقشات مع الولايات المتحدة حذرنا من النكبة الثانية"، في إشارة إلى المصطلح العربي الذي يستخدمه الفلسطينيون لوصف نزوحهم الجماعي خلال حرب عام 1948 التي أعقبت قيام دولة الاحتلال الإسرائيلي.

وقال المسؤول: "لا نعتقد أن الإسرائيليين سيسمحون للنازحين من الشمال بالعودة.. الآن يقولون إنهم يبحثون عن قادة حماس في الجنوب، لذا يريدون طرد الناس".

وتابع المسؤول، إن المقترحات تجعل مصر "متوترة للغاية" لأن الظروف في أي منطقة آمنة من المرجح أن تتدهور على المدى المتوسط، مما يدفع "أولئك الذين يستطيعون تحمل تكاليفها" إلى السعي للدخول إلى مصر.

وتصر القاهرة على أنها ليست مستعدة لاستضافة تدفق اللاجئين الفلسطينيين الذين طردوا من غزة.

اقرأ أيضاً

وزير إسرائيلي يصف نزوح سكان غزة بـ"نكبة 2023"

يأتي ذلك في وقت قال رئيس أركان الجيش الإسرائيلي هيرتسي هاليفي، إنه مستعد لتوسيع عمليته البرية إلى ما هو أبعد من شمال غزة.

ولفت إلى أن إسرائيل "قريبة من تفكيك" القدرات العسكرية لحماس في شمال غزة، وأنها مستعدة لتنفيذ عمليات في أجزاء أخرى من القطاع.

وقال هاليفي في تصريحات نشرت الجمعة: "رغم أنه لا يزال هناك عمل يتعين إنجازه (في شمال غزة)، فإننا نقترب منه بنجاح.. سيواصل جيش الدفاع الإسرائيلي عملياته داخل القطاع، وبقدر ما يعنينا، سيتم استهداف المزيد والمزيد من المناطق".

وجاءت تصريحات هاليفي بعد يوم من قيام الجيش الإسرائيلي بإلقاء آلاف المنشورات على بعض أحياء خان يونس في جنوب غزة لحث الناس على إخلاء منازلهم، وبينما كان جنوده يفتشون مجمع الشفاء بحثا عن أدلة تدعم مزاعمهم، بأن المستشفى يقع شبكة أنفاق تحت الأرض تضم مراكز قيادة حماس.

ونفت حماس هذه المزاعم ووصفتها بأنها ذريعة إسرائيلية للاستيلاء على المستشفى، وهو أكبر منشأة للرعاية الصحية في غزة.

وقبيل اجتياحها البري لغزة الشهر الماضي، حثت إسرائيل أكثر من مليون شخص يعيشون في شمال القطاع الساحلي على الانتقال جنوبا "حفاظا على سلامتهم"، وقالت إنها ستقيم "منطقة آمنة" في المواصي، التي تقع على بعد 14 كيلومترا من الحدود.

اقرأ أيضاً

إجبار آلاف الفلسطينيين على مغادرة غزة.. نكبة جديدة؟

لكن مجموعة من وكالات الأمم المتحدة قالت الخميس، إنها لن تشارك في أي مناطق آمنة يتم إنشاؤها دون موافقة جميع الأطراف، محذرة من أنها قد تؤدي إلى تفاقم المخاطر الإنسانية على المدنيين.

وقال رؤساء حوالي 20 وكالة تابعة للأمم المتحدة وغيرها من الوكالات الإنسانية في بيان مشترك: "في ظل الظروف السائدة، فإن المقترحات الخاصة بإنشاء منطقة آمنة من جانب واحد في غزة تخاطر بإلحاق الأذى بالمدنيين وخسائر كبيرة في الأرواح ويجب رفضها".

وأضافوا أن "تركيز المدنيين في مثل هذه المناطق في سياق الأعمال العدائية الفعلية، يمكن أن يزيد من خطر الهجوم وإلحاق أضرار إضافية".

ونزح أكثر من 1.5 مليون من سكان غزة البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة قسراً من منازلهم منذ بداية الحرب، وحذرت الأمم المتحدة من أن 813 ألفاً منهم يقيمون في ملاجئ مكتظة، وهو ما قالت إنه يؤدي إلى انتشار الأمراض، بما في ذلك الأمراض الحادة. أمراض الجهاز التنفسي والإسهال.

ومنذ 43 يوما يشن الجيش الإسرائيلي حربا مدمرة على غزة، خلفت أكثر من 12 ألف شهيد، بينهم 5 آلاف طفل و3 آلاف و300 امرأة، فضلا عن أكثر من 30 ألف مصاب، 75% منهم أطفال ونساء، وفق أحدث إحصاء رسمي فلسطيني، صدر مساء الجمعة.

اقرأ أيضاً

شبح النكبة الثانية.. الفلسطينيون في غزة يخشون "الممر البشري" مع مصر

المصدر | الخليج الجديد

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: نكبة فلسطين غزة إسرائيل أمريكا الأمم المتحدة منطقة آمنة شمال غزة أکثر من فی غزة

إقرأ أيضاً:

الاحتلال الإسرائيلي يعترف بقتل موظف أممي بنيران دبابة في غزة

أقرّ جيش الاحتلال الإسرائيلي، الخميس، بقتل موظف في منظمة الأمم المتحدة، خلال عملية عسكرية نفذها في وسط قطاع غزة الشهر الماضي، وذلك وفقًا لنتائج التحقيق الأولية.

وذكر الجيش في بيان رسمي أنه "في 19 آذار/ مارس الماضي٬ تلقينا بلاغًا من ممثلي الأمم المتحدة حول مقتل أحد موظفيها أثناء تواجده داخل منشأة تابعة للمنظمة في منطقة دير البلح، وقد أُحيلت الحادثة إلى آلية التحقيق التابعة لهيئة الأركان العامة لمراجعتها بشكل دقيق".

وأضاف البيان أن التحقيقات الأولية تشير إلى أن "النيران أُطلقت من دبابة إسرائيلية كانت تنفذ عملية في المنطقة، واستهدفت المبنى عن طريق الخطأ بعد الاشتباه بوجود عناصر معادية داخله، في ظل عدم تمكّن القوات من التعرف على الموقع كمرفق تابع للأمم المتحدة".

وأوضح الجيش أن رئيس الأركان، إيال زامير، اطلع على مجريات التحقيق حتى الآن، ووجّه بضرورة استكماله وتسليم نتائجه الكاملة إلى ممثلي المنظمة الأممية فور الانتهاء من كافة المراجعات والملاحق.

وادّعى جيش الاحتلال أنه يعمل على "استخلاص العِبر" واتخاذ إجراءات احترازية لمنع تكرار مثل هذه الحوادث مستقبلاً، مشيرًا إلى أن الأمم المتحدة أُبلغت بنتائج التحقيقات الأولية.


وكان مكتب الأمم المتحدة لخدمات المشاريع قد أعلن، الشهر الماضي، عن مقتل أحد موظفيه وإصابة خمسة آخرين، إثر سقوط قذيفة على مجمع تابع للمنظمة في دير البلح.

ولفت المكتب إلى أن طبيعة المقذوف توحي بأنه أُسقط مباشرة على الموقع، وليس نتيجة انفجار عرضي لذخيرة غير منفجرة.

وفي وقت سابق أعرب الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، عن صدمته وحزنه البالغين إزاء مقتل الموظفين الأمميين، مؤكداً أن مواقع جميع مقار الأمم المتحدة معلنة ومُعترف بها من قِبل جميع أطراف النزاع، الذين تقع على عاتقهم مسؤولية قانونية لحمايتها.

وقال المتحدث باسم غوتيريش، فرحان حق، إن الحصيلة الإجمالية لضحايا الأمم المتحدة في غزة منذ بدء العدوان الإسرائيلي في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023 قد ارتفعت إلى أكثر من 280 موظفًا، بينهم 11 قُتلوا منذ انهيار وقف إطلاق النار الأخير.

مقالات مشابهة

  • الجيش الإسرائيلي يعمل على إقامة منطقة إنسانية جديدة جنوب غزة
  • الأمم المتحدة: أكثر من 480 قتيلا شمال دارفور منذ 10 نيسان
  • الأونروا: أوامر التهجير لا تترك للفلسطينيين سوى مساحة غير آمنة في غزة
  • الجيش الإسرائيلي يعترف بمسؤوليته عن مقتل موظف أممي
  • الاحتلال الإسرائيلي يعترف بقتل موظف أممي بنيران دبابة في غزة
  • تفاصيل جديدة حول مقتل قائد دبابة (إسرائيلي) في شمال غزة
  • الجيش الإسرائيلي يقر بمقتل موظف بالأمم المتحدة بدير البلح
  • أنباء عن مقتل جندي إسرائيلي وإصابة آخرين بمعارك مع المقاومة في غزة
  • تحقيق للجيش الإسرائيلي يكشف ملابسات "حادثة 19 مارس"
  • تحقيق للجيش الإسرائيلي يكشف ملابسات "حادثة 19 مارس"