نكبة جديدة.. ضغط إسرائيلي أمريكي لإنشاء منطقة آمنة في غزة
تاريخ النشر: 18th, November 2023 GMT
تضغط إسرائيل والولايات المتحدة من أجل إنشاء منطقة آمنة في قطاع غزة، ما يمثل "نكبة جديدة"، وسط توقعات بألا يسمح الإسرائيليون للنازحين من شمال غزة بالعودة إلى مناطقهم.
ونقلت صحيفة "فايننشال تايمز"، في تقرير ترجمه "الخليج الجديد"، عن مسؤول كبير في الأمم المتحدة، قوله إن واشنطن "تطرح الاقتراح كحل إنساني"، لأن مدارس الأمم المتحدة التي تعمل كملاجئ للفلسطينيين النازحين كانت مكتظة، وكان الناس ينامون في العراء حتى مع هطول الأمطار.
وأضاف المسؤول الأممي: "في المناقشات مع الولايات المتحدة حذرنا من النكبة الثانية"، في إشارة إلى المصطلح العربي الذي يستخدمه الفلسطينيون لوصف نزوحهم الجماعي خلال حرب عام 1948 التي أعقبت قيام دولة الاحتلال الإسرائيلي.
وقال المسؤول: "لا نعتقد أن الإسرائيليين سيسمحون للنازحين من الشمال بالعودة.. الآن يقولون إنهم يبحثون عن قادة حماس في الجنوب، لذا يريدون طرد الناس".
وتابع المسؤول، إن المقترحات تجعل مصر "متوترة للغاية" لأن الظروف في أي منطقة آمنة من المرجح أن تتدهور على المدى المتوسط، مما يدفع "أولئك الذين يستطيعون تحمل تكاليفها" إلى السعي للدخول إلى مصر.
وتصر القاهرة على أنها ليست مستعدة لاستضافة تدفق اللاجئين الفلسطينيين الذين طردوا من غزة.
اقرأ أيضاً
وزير إسرائيلي يصف نزوح سكان غزة بـ"نكبة 2023"
يأتي ذلك في وقت قال رئيس أركان الجيش الإسرائيلي هيرتسي هاليفي، إنه مستعد لتوسيع عمليته البرية إلى ما هو أبعد من شمال غزة.
ولفت إلى أن إسرائيل "قريبة من تفكيك" القدرات العسكرية لحماس في شمال غزة، وأنها مستعدة لتنفيذ عمليات في أجزاء أخرى من القطاع.
وقال هاليفي في تصريحات نشرت الجمعة: "رغم أنه لا يزال هناك عمل يتعين إنجازه (في شمال غزة)، فإننا نقترب منه بنجاح.. سيواصل جيش الدفاع الإسرائيلي عملياته داخل القطاع، وبقدر ما يعنينا، سيتم استهداف المزيد والمزيد من المناطق".
وجاءت تصريحات هاليفي بعد يوم من قيام الجيش الإسرائيلي بإلقاء آلاف المنشورات على بعض أحياء خان يونس في جنوب غزة لحث الناس على إخلاء منازلهم، وبينما كان جنوده يفتشون مجمع الشفاء بحثا عن أدلة تدعم مزاعمهم، بأن المستشفى يقع شبكة أنفاق تحت الأرض تضم مراكز قيادة حماس.
ونفت حماس هذه المزاعم ووصفتها بأنها ذريعة إسرائيلية للاستيلاء على المستشفى، وهو أكبر منشأة للرعاية الصحية في غزة.
وقبيل اجتياحها البري لغزة الشهر الماضي، حثت إسرائيل أكثر من مليون شخص يعيشون في شمال القطاع الساحلي على الانتقال جنوبا "حفاظا على سلامتهم"، وقالت إنها ستقيم "منطقة آمنة" في المواصي، التي تقع على بعد 14 كيلومترا من الحدود.
اقرأ أيضاً
إجبار آلاف الفلسطينيين على مغادرة غزة.. نكبة جديدة؟
لكن مجموعة من وكالات الأمم المتحدة قالت الخميس، إنها لن تشارك في أي مناطق آمنة يتم إنشاؤها دون موافقة جميع الأطراف، محذرة من أنها قد تؤدي إلى تفاقم المخاطر الإنسانية على المدنيين.
وقال رؤساء حوالي 20 وكالة تابعة للأمم المتحدة وغيرها من الوكالات الإنسانية في بيان مشترك: "في ظل الظروف السائدة، فإن المقترحات الخاصة بإنشاء منطقة آمنة من جانب واحد في غزة تخاطر بإلحاق الأذى بالمدنيين وخسائر كبيرة في الأرواح ويجب رفضها".
وأضافوا أن "تركيز المدنيين في مثل هذه المناطق في سياق الأعمال العدائية الفعلية، يمكن أن يزيد من خطر الهجوم وإلحاق أضرار إضافية".
ونزح أكثر من 1.5 مليون من سكان غزة البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة قسراً من منازلهم منذ بداية الحرب، وحذرت الأمم المتحدة من أن 813 ألفاً منهم يقيمون في ملاجئ مكتظة، وهو ما قالت إنه يؤدي إلى انتشار الأمراض، بما في ذلك الأمراض الحادة. أمراض الجهاز التنفسي والإسهال.
ومنذ 43 يوما يشن الجيش الإسرائيلي حربا مدمرة على غزة، خلفت أكثر من 12 ألف شهيد، بينهم 5 آلاف طفل و3 آلاف و300 امرأة، فضلا عن أكثر من 30 ألف مصاب، 75% منهم أطفال ونساء، وفق أحدث إحصاء رسمي فلسطيني، صدر مساء الجمعة.
اقرأ أيضاً
شبح النكبة الثانية.. الفلسطينيون في غزة يخشون "الممر البشري" مع مصر
المصدر | الخليج الجديدالمصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: نكبة فلسطين غزة إسرائيل أمريكا الأمم المتحدة منطقة آمنة شمال غزة أکثر من فی غزة
إقرأ أيضاً:
الأقمار الصناعية ترصد إنشاء الاحتلال منطقة عازلة بالجولان.. والأمم المتحدة تعدّه انتهاكا
اتّهمت الأمم المتحدة، دولة الاحتلال الإسرائيلي، بارتكاب "انتهاكات جسيمة" للاتفاق الذي وقّعته مع سوريا منذ خمسين عامًا، مشيرة إلى أن "إسرائيل قامت بأنشطة هندسية أساسية تتعدى على منطقة عازلة حيوية في مرتفعات الجولان".
وتكشف صور الأقمار الصناعية، التي أصدرتها شركة Planet Labs ووكالة الفضاء الأوروبية، عن قيام جيش الاحتلال الإسرائيلي بنشاط تنقيب، بالقرب من جباتا الخشب في سوريا، منذ منتصف آب/ أغسطس الماضي، حيث يتم حفر ساتر ترابي بعرض نحو 12 مترًا.
Israel has begun a construction project along the so-called Alpha Line that separates the Israeli-occupied Golan Heights from Syria, show satellite photos analysed by The Associated Press.
???? LIVE updates: https://t.co/vGurFqsy3c pic.twitter.com/Cptdc9saT7 — Al Jazeera English (@AJEnglish) November 11, 2024
ويصل طول الخندق إلى حوالي 8 كيلومترات، فيما يستمر العمل على توسيع الخندق، وذلك وفقًا للصور الأخيرة التي نشرتها Planet Labs، بتاريخ 5 تشرين الثاني/ نوفمبر الجاري. وتظهر الصور حفارات ومركبات أخرى تعمل في المنطقة.
وفي السياق نفسه، أفادت قوة الأمم المتحدة لمراقبة فض الاشتباك، بأن "الأنشطة الهندسية واسعة النطاق" تجري على طول خط ألفا، وهو الذي يفصل بين سوريا ومرتفعات الجولان المحتلة من قبل الاحتلال.
إلى ذلك، أوضحت قوة الأمم المتحدة، أن أعمال البناء قد بدأت في تموز/ يوليو الماضي، وتشمل استخدام حفارات ومعدات تحريك التربة، مع وجود حماية من المركبات المدرعة والجنود.
كذلك، تم رصد دبابات إسرائيلية في بعض الأحيان في المنطقة منزوعة السلاح، وهو ما يعدّ انتهاكًا للاتفاق الموقع خلال عام 1974.
وأفادت بعثة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة، بأنها "تعاونت بشكل متكرر مع الجيش الإسرائيلي للاحتجاج على أعمال البناء"، ما أثار قلق السلطات السورية، التي "أعربت عن احتجاجها الشديد" أيضًا.
"منطقة الفصل"
بموجب اتفاقية لوقف إطلاق النار بين الاحتلال الإسرائيلي وسوريا خلال عام 1974، تم تحديد "منطقة الفصل"، عقب احتلال إسرائيل لمرتفعات الجولان.
ونصّت الاتفاقية على بقاء قوات الاحتلال إلى الغرب من "خط ألفا"، بينما تبقى القوات السورية إلى الشرق من "خط برافو"، الذي يمتد بمحاذاة منطقة الفصل.
وفي خطوة منفردة، ضمت دولة الاحتلال الإسرائيلي، الجولان، في عام 1981، وهو قرار لم يعترف به المجتمع الدولي، رغم اعتراف الولايات المتحدة به بشكل منفرد في عام 2019.
ويعيش في هضبة الجولان، عدد من المستوطنين الإسرائيليين، إلى جانب نحو 20 ألف سوري، معظمهم من الدروز، الذين ظلوا في المنطقة بعد سيطرة الاحتلال عليها.
وعلى جبهات أخرى، قام جيش الاحتلال الإسرائيلي بشق عدّة طرق، وأيضا إنشاء منطقة عازلة على طول الحدود مع قطاع غزة المحاصرة؛ كما بدأ في هدم عدّة قرى متواجدة في جنوب لبنان، حيث تعرضت قوات الأمم المتحدة هناك لإطلاق نار.