مسؤول أميركي سابق: كنت أعلم أن المساعدات الأميركية ستقتل المدنيين في غزة ولهذا استقلت
تاريخ النشر: 18th, November 2023 GMT
نشرت صحيفة نيويورك تايمز مقالا لجوش بول -وهو مدير سابق في مكتب الشؤون السياسية والعسكرية في وزارة الخارجية الأميركية- الذي يشرف على عمليات نقل الأسلحة الأميركية، قال فيه إنه استقال من الوزارة في 18 أكتوبر/تشرين الأول لأنه لم يستطع دعم توفير الأسلحة الأميركية لإسرائيل خلال الحرب على غزة، حيث كان يعرف أنها ستُستخدم في قتل آلاف المدنيين.
ولفت بول إلى أن الولايات المتحدة تقدم حاليا لإسرائيل ما لا يقل عن 3.8 مليارات دولار من المساعدة العسكرية السنوية، وهو أكبر مبلغ تقدمه لأي دولة سنويا، باستثناء أوكرانيا مؤخرا.
وذكر أن المستويات العالية من المساعدات تعود إلى سبعينيات القرن الماضي، وتعكس اتفاقا أميركيا طويل الأمد مع إسرائيل بشأن الأمن مقابل السلام. وهي فكرة مفادها أنه كلما شعرت إسرائيل بالأمان، تمكنت من تقديم المزيد من التنازلات للفلسطينيين.
ومنذ منتصف التسعينيات كانت الولايات المتحدة أيضا راعيا رئيسيا لقوات الأمن التابعة للسلطة الفلسطينية في رام الله، حيث قدمت التدريب والمعدات على أساس النظرية القائلة بأنه عندما ينهض الفلسطينيون، يمكن أن يتنحى الإسرائيليون. وفي كلتا الحالتين، كما يقول بول، فإن الأساس المنطقي للمساعدات الأمنية الأميركية معيب بشكل قاتل.
الضمانات الأمنية الأميركيةوأوضح أنه على الجانب الإسرائيلي لم توفر الضمانات الأمنية الأميركية العمياء طريقا للسلام. وبدلا من ذلك زودت إسرائيل بالتطمينات بأنها قادرة على الانخراط في جهود هدامة بشكل متزايد، مثل توسيع المستوطنات غير القانونية في الضفة الغربية، من دون عواقب حقيقية.
وفي الوقت نفسه تفتخر إسرائيل بواحد من أكثر الجيوش تطورا تكنولوجيا في العالم. وبالتالي خلقت كل هذه العوامل شعورا بين صنّاع السياسة الإسرائيليين بأنهم قادرون على احتواء القضية الفلسطينية إلى أجل غير مسمى ماديا وسياسيا.
ولم تتجاهل المساعدة العسكرية الأميركية لإسرائيل في السنوات الأخيرة سياق السياسة الإقليمية فحسب، بل تجاهلت أيضا الإطار الذي تعتمد عليه واشنطن للنظر في مخاوف حقوق الإنسان في كل مكان آخر تقدم فيه هذه المساعدة.
وبموجب قانون "ليهي"، يحظر على الولايات المتحدة تقديم المساعدة الأمنية لأي كيان متهم بشكل موثوق بارتكاب انتهاك جسيم لحقوق الإنسان.
انتهاكات حقوق الإنسانوعلى عكس جميع المستفيدين الآخرين تقريبا، الذين يتم فحصهم على هذا المنوال قبل تلقيهم المساعدة، فإن العملية بالنسبة لإسرائيل معكوسة، وهي أن المساعدة تُقدم، ثم تنتظر واشنطن تلقي تقارير عن الانتهاكات، وتقييم مصداقيتها من خلال عملية معروفة باسم منتدى ليهي إسرائيل للتدقيق، والذي يتضمن التشاور مع حكومة إسرائيل.
وحتى الآن لم يتوصل المنتدى إلى توافق في الآراء على أن أي وحدة أو جندي من قوات الأمن الإسرائيلية قد ارتكب انتهاكا جسميا لحقوق الإنسان، رغم النتائج التي توصلت إليها منظمات حقوق الإنسان الدولية التي تشير إلى خلاف ذلك.
وخلص بول إلى أنه استقال من وظيفته لأنه لا يعتقد أنه ينبغي تقديم الأسلحة الأميركية في موقف نعلم منه أنه من المرجح أن يؤدي، على حد تعبير السياسة التوجيهية لإدارة بايدن، إلى انتهاكات لحقوق الإنسان أو يفاقم خطرها، بما في ذلك إلحاق أضرار واسعة النطاق بالمدنيين والموت. وهذا هو الحال تماما فيما يتعلق بالذخائر الأميركية التي تنهمر حاليا على قطاع غزة.
وختم بأن هذا هو الحال أيضا على نطاق أوسع وسيظل كذلك طالما اتبعت الولايات المتحدة نهجا تجاه إسرائيل يتجاهل عواقب تلك المساعدة، الذي يمكن مع استمرار انتهاكات حقوق الفلسطينيين في جميع أنحاء غزة والضفة الغربية، وعلى المدى الطويل لا يفعل شيئا لتوفير الأمن والسلام الدائمين لإسرائيل الذي يستحقه جمع المدنيين.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: الولایات المتحدة حقوق الإنسان
إقرأ أيضاً:
إسرائيل تكثف استهداف المنظومة الصحية في شمال غزة
نيويورك (الاتحاد)
أخبار ذات صلة «الفارس الشهم 3» تواصل مبادراتها الإنسانية لإغاثة نازحي غزة «أونروا»: طفل يقتل كل ساعة في غزةواصلت قوات الاحتلال الإسرائيلي استهدافها لمستشفيات شمال قطاع غزة المحاصر، مما أدى إلى إصابة عدد من المرضى والجرحى.
وأفادت مصادر طبية فلسطينية بأن قوات الاحتلال الإسرائيلي أجبرت أمس، الجرحى والمرضى على إخلاء المستشفى الإندونيسي شمال القطاع، سيراً على الأقدام، وسط قصف مدفعي وجوي مكثّف طال أقسام المستشفى ومحيطه.
وأشارت المصادر الطبية إلى إصابة نحو 20 شخصاً في مستشفى كمال عدوان، إثر عمليات النسف المستمرة في ساحاته، وسط دعوات فلسطينية بتحرك دولي عاجل لحماية المنظومة الصحية ومستشفيات قطاع غزة من العدوان الإسرائيلي.
وفي سياق متصل، أكدت الأمم المتحدة أن القيود التي تفرضها إسرائيل على دخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة الفلسطيني، ما زالت مستمرة. أفادت بذلك المتحدثة المساعدة باسم الأمم المتحدة ستيفاني تريمبلاي، في مؤتمر صحفي عقدته بمقر المنظمة في ولاية نيويورك الأميركية مساء أمس.
وأوضحت تريمبلاي أن المؤسسات التابعة للأمم المتحدة تحاول بشتى السبل إدخال المساعدات الإنسانية إلى القطاع، مضيفة أن قافلة مساعدات تابعة للأمم المتحدة تمكنت في 20 ديسمبر الجاري من الدخول إلى شمال غزة رغم القيود الإسرائيلية.
في السياق، أعلن وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية توم فليتشر، أمس، أن سلطات الاحتلال الإسرائيلي تواصل منع العاملين الإنسانيين من الوصول بشكل هادف إلى المحتاجين في قطاع غزة، مشيراً إلى أنه تم رفض أكثر من 100 طلب للوصول إلى شمال القطاع منذ 6 أكتوبر الماضي. وأضاف فليتشر، في بيان صحفي عقب زيارته الأولى إلى الشرق الأوسط بصفته أيضاً منسق الإغاثة الطارئة للأمم المتحدة، أن غزة أصبحت حالياً المكان الأخطر لتقديم الدعم الإنساني في عام شهد مقتل أكبر عدد مسجل من العاملين في المجال الإنساني. وأوضح أنه نتيجة لذلك أصبح من المستحيل تقريباً إيصال حتى جزء بسيط من المساعدات المطلوبة على الرغم من الاحتياجات الإنسانية الهائلة.
واعتبر فليتشر أن حصار شمال غزة الذي استمر لأكثر من شهرين «أثار شبح المجاعة» في حين أن جنوب القطاع مكتظ للغاية، ما يخلق ظروفاً معيشية مروعة واحتياجات إنسانية أعظم مع حلول الشتاء. وحذر وكيل الأمين العام من استمرار غارات الاحتلال الجوية على المناطق المكتظة بالسكان في جميع أنحاء غزة، بما في ذلك المناطق التي أمرت قوات الاحتلال بالانتقال إليها، ما تسبب في الدمار والنزوح والموت.
في غضون ذلك، قالت تقارير إعلامية في غزة، أمس، إن إسرائيل تقتل عناصر تأمين المساعدات الإنسانية الواصلة إلى القطاع وتوفر رعاية كاملة لسرقتها، وذلك من أجل تجويع المدنيين.
وأضافت: «الاحتلال الإسرائيلي يوفر رعاية كاملة لسرقة المساعدات، ويقتل عناصر تأمينها لتجويع المدنيين ولخلق بيئة اقتصادية خانقة تؤدي إلى غلاء فاحش في الأسعار وفق خطة ممنهجة».