أين شجاعة الغرب الأخلاقية تجاه إسرائيل؟.. حمل هوارد دبليو فرينش، كاتب عمود في مجلة "فورين بوليسي" هذا التساؤل، مشيرا إلى مسألة اقتحام جيش الاحتلال الإسرائيلي لمجمع الشفاء الطبي في قطاع غزة، قبل أيام، بزعم وجود بنية تحتية لقيادة حركة "حماس" بداخله، وهو ما لم ينجح بإثباته حتى الآن.

ويشير التقرير إلى أن أقصى ما فعله جيش الاحتلال بعد اقتحام المستشفى وترويع المرضى والتسبب في وفاة البعض هو تقديم أكياس قماشية بها أسلحة فردية بجوار أجهزة الرنين المغناطيسي، في مقطع فيديو حذفه الجيش لإجراء تعديلات عليه، ودفع هيئة الإذاعة البريطانية "bbc" لإصدار تقرير يظهر التناقض بين الفيديو وما شاهده فريق مراسليها الذي كان بصحبة جيش الاحتلال وهو يقتحم المستشفى.

اقرأ أيضاً

خلال ساعة واحدة.. إسرائيل تطالب بإخلاء مجمع الشفاء بشكل كامل

لا أدلة

ويقول التقرير إنه بقدر إصرار إسرائيل والولايات المتحدة على الإصرار على ادعاءات بأن مستشفى الشفاء قد تم استخدامه كقاعدة رئيسية لعمليات "حماس"، فقد نفت الحركة - وكذلك العاملون في المستشفى - ذلك.

ويبدو أن النتيجة المبكرة للأدلة المتاحة للجمهور، مثل مقطع الفيديو الخاص بمخبأ الأسلحة المزعوم، لا ترقى إلى مستوى فكرة أن المستشفى يشبه أي شيء قاعدة عسكرية.

ولم تقدم إسرائيل أي دليل حتى الآن على مركز القيادة تحت الأرض والأنفاق التي قالت إن "حماس" أنشأته تحت المستشفى.

وقد نددت المؤسسات الدولية مثل منظمة الصحة العالمية ومنظمات المجتمع المدني مثل "هيومن رايتس ووتش" بالحصار الإسرائيلي للمستشفى باعتباره دليلاً على الاستهتار المتعمد بحياة الأبرياء، وهو أمر يستحق فتح تحقيق في ارتكاب جرائم حرب، كما يقول التقرير.

ويقول الكاتب إن حرمان المرضى المصابين بأمراض خطيرة من الكهرباء، أو الأطفال المبتسرين من الحاضنات، أو مرضى العمليات الجراحية من التخدير والإضاءة المناسبة هي أشياء لا ينبغي التسامح معها من قبل واشنطن.

ويرى الكاتب أنه سواء ثبت أن مستشفى الشفاء كان قاعدة عملياتية رئيسية لـ"حماس" أم لا، فإن هذه الحملة الإسرائيلية الأوسع اتخذت طابع العقاب الجماعي والعشوائي تقريباً على نطاق نادر في الحروب الأخيرة.

وكما كتب الصحفي عاموس هاريل مؤخراً في صحيفة "هآرتس"، فإن "معظم ساحات القتال في شمال غزة ستكون غير صالحة للسكن البشري لأشهر، إن لم يكن لسنوات، حيث تم تدمير أحياء بأكملها في مدينة غزة وضواحيها، ناهيك عن كمية الذخائر التي ستبقى في المنطقة.

اقرأ أيضاً

اتهامات لإسرائيل بتعريض مجمع الشفاء للإبادة وسرقة الجثث

غزو أوكرانيا

ويشير الكاتب لازدواجية أمريكا والغرب حيال ما يحدث في غزة، مذكرا بتصريحات سابقة لوزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن أمام الأمم المتحدة إبان الغزو الروسي لأوكرانيا قال فيها: "لا يمكننا أبداً أن نسمح للجرائم التي ترتكبها روسيا بأن تصبح أمراً طبيعياً جديداً لدينا. … قصف المدارس والمستشفيات والمباني السكنية وتحويلها إلى أنقاض ليس أمراً طبيعياً".

ويضيف الكاتب: المفارقة أن كل ذلك حدث في غزة على مدى الأسابيع الستة الماضية، وأصبحت الأمور طبيعية، كما أصبحت موجة من الخطاب الإسرائيلي الذي يعلن صراحة عن الرغبة في تسوية غزة بالأرض مقبولة في الولايات المتحدة.

إن مثل هذه اللغة اللاإنسانية والتكتيكات العسكرية هي التي دفعت الخبراء في شؤون المحرقة والإبادة الجماعية إلى التحذير من الخطر الحقيقي المتمثل في احتمال انزلاق الحملة التي تشنها إسرائيل ضد "حماس" في غزة إلى إبادة جماعية.

اقرأ أيضاً

رايتس ووتش: إسرائيل لم تقدم أدلة على ادعاءاتها بشأن مستشفى الشفاء

ابتهاج الانتقام

ويختم الكاتب بالقول: السبيل الوحيد لمنع ذلك يتلخص في التوقف عن تبرير أي عمل عنيف تتخذه المؤسسة العسكرية الإسرائيلية في غزة باعتباره مشروعاً، لأن هدفها النهائي يتلخص في القضاء على "حماس".

ولا ينبغي للإسرائيليين، الذين يقولون إن مجتمعهم كان ضحية لهجمات "حماس" في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، أن يسمحوا لأنفسهم بالابتهاج بانتقام أكثر فجاجة، ويتعين على الغرب، الذي سارع إلى دعم إسرائيل في أعقاب هجمات "حماس"، أن يتحلى بالشجاعة الأخلاقية لمنع تفاقم هذه الأحداث.

المصدر | هوارد دبليو فرينش / فورين بوليسي - ترجمة وتحرير الخليج الجديد

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: غزة مستشفى الشفاء جرائم حرب حماس فی غزة

إقرأ أيضاً:

حماس: المجازر الصهيونية التي تدعمها أمريكا لن تضعف عزيمة وصمود ‏شعبنا

أفادت حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية حماس، بأن جيش الاحتلال الإسرائيلي الإرهابي ارتكب فجر اليوم الأربعاء، مجازر مروعة في أنحاء متفرقة من قطاع غزة، منها القصف الهمجي العشوائي على منازل للمواطنين في شرق خانيونس جنوب قطاع غزة.

وأضافت حماس، في بيان لها، اليوم الأربعاء 2 أكتوبر، عبر المنصة الإلكترونية «تيليجرام»: «الغارات الهمجية على مدرسة مسقط ومركز الأمل للأيتام، اللذين يؤويان نازحين في مدينة غزة، مما أدى لارتقاء حوالي 80 شهيداً، هو استمرارٌ لنهج جيش الاحتلال الإجرامي الذي يستهدف قتل أكبر عدد من أبناء شعب فلسطين، ضمن جريمة الإبادة المتواصلة ضد أهل القطاع منذ قرابة العام».

وتابعت: «المجازر الإسرائيلية الصهيونية المتواصلة، التي ترتكب بتواطؤ ودعم من الإدارة الأمريكية، لن تضعف من عزيمة وصمود الشعب الفلسطيني، أو تفلح في إخضاع مقاومته».

وواصلت: «جرائم الاحتلال لن تزيد شعب فلسطين إلا إصراراً على المقاومة، ومواصلة التصدي لهذا الجيش الفاشي ودحر عدوانه، على طريق تحقيق آمال الشعب في التحرير وتقرير المصير».

واختتم: «التحرّك العاجل لحماية المدنيين الفلسطينيين العزل، ولجم آلة الإرهاب الصهيونية، ووقف عدوانها الفاشي على شعوب المنطقة، وسعيِها لتوسيع دائرة الدمار، والنار التي تسعى حكومة الاحتلال لإشعالها في المنطقة لن تحرق سوى هذا الكيان الغاصب المحتلّ».

اقرأ أيضاًتعليقًا على قصف إيران أهدافا إسرائيلية.. حماس: رسالة قوية للعدو الصهيوني وحكومته الفاشية

وفد حركة فتح يزور القاهرة للقاء قيادات حماس الأربعاء المقبل

بيان عاجل من حماس عن استهداف الاحتلال لـ حسن نصر الله

مقالات مشابهة

  • إسرائيل تجازف بوجودها.. في مهبّ عُدوانيتها
  • بايدن يطالب إسرائيل بالتفكير قبل الانتقام من إيران
  • 180 صاروخا من لبنان تجاه شمال إسرائيل
  • خامنئي: هدف امريكا تصدير الطاقة منطقة عبر إسرائيل الى الغرب
  • حزب الله: أطلقنا عشرات الصواريخ تجاه إسرائيل
  • تزايد الكلفة اليومية لحرب إسرائيل على غزة مع توسع الجبهات
  • إسرائيل غُده سرطانية لخدمة مصالح الاستعمار
  • حماس: النار التي تشعلها إسرائيل ستحرقها
  • حماس: المجازر الصهيونية التي تدعمها أمريكا لن تضعف عزيمة وصمود ‏شعبنا
  • حزب الله لا يزال قادرا على الانتقام من إسرائيل.. تقرير لـForeign Policy يكشف