قالت وسائل إعلامٍ إسرائيليّة إنّ الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله "وضع منطقة شمال إسرائيل على قدمٍ ونصف، كما يُحب أن يقول". كذلك، ذكرت صحيفة "معاريف" إنّ "شعب لبنان في الجنوب يتمتع بالحصانة، بينما أصبح عشرات الآلاف من الإسرائيليين في الشمال من النازحين". واعتبرت الصحيفة أن "حزب الله متى شاء يرفع مستوى النيران عند الحدود، ومتى شاء يخفضها".
وكانت صحيفة "يديعوت أحرونوت" نشرت تقريراً مُطولاً عن وضع الجبهة لبنان وإسرائيل في ظل التوترات القائمة هناك بين "حزب الله" من جهة والجيش الإسرائيلي من جهة أخرى. وقال التقرير الذي ترجمه
"لبنان24" إنّ "حزب الله" وسع نطاق إطلاق النار بشكلٍ كبير، كما استخدم وسائل حربية جديدة، وتمكّن من إلحاق أضرار بالجيش الإسرائيلي الذي ردّ بقصف مدفعي وجوي استهدف بنى تحتية لـ"حزب الله" في جنوب لبنان. وأوضح التقرير أنّ هناك خيبة أمل في أوساط المجتمع الإسرائيلي خصوصاً لدى سكان المستوطنات الإسرائيلية المُحاذية للبنان، مشيراً إلى أن الإسرائيليين يعتبرون أنّ ردود فعل جيشهم ضد هجمات "حزب الله" ضعيفة. وذكر التقرير أن "الجيش الإسرائيليّ لم يتلقّ بعد الأمر بالهجوم على لبنان وإزالة تهديد قوة الرضوان التابعة لحزب الله"، موضحاً أن "الجهات السياسية في إسرائيل تريد التركيز على القتال في غزة والتعامل مع التهديدات عند الحدود مع جنوب لبنان في وقتٍ لاحق، إذا لزم الأمر". وكشفت الصحيفة أنه "خلف الكواليس، يُمارس الأميركيون ضغوطاً شديدة على إسرائيل كي لا تفتح جبهة أخرى، والرسالة الواردة من واشنطن واضحة ولا لُبس فيها ومفادها: لا تخوضوا حرباً مع حزب الله". وقالت "يديعوت أحرونوت" إنه يوم 7 تشرين الأول الماضي، تاريخ بدء عملية "طوفان الأقصى" من قطاع غزة باتجاه المستوطنات الإسرائيلية، شعر سكان المستوطنون الإسرائيليون في المناطق المحاذية للبنان بالخوف من أن ما حدث في قطاع غزة سيحدث لهم عاجلاً أم آجلاً ولكن بدرجة أكثر خطورة، وأضافت: "السؤال الوحيد هو متى سيحدث ذلك. المخاوف هذه تعززت أكثر يوم 8 تشرين الأول حينما بدأ حزب الله بإطلاق النار باتجاه إسرائيل". وذكر التقرير أن المؤسسة الأمنية الإسرائيليّة فهمت أنَّ التقييم الإستخباراتي الذي تمّ تقديمه للحكومة وأشار إلى أن الحرب في غزة ستكون متعددة الأطراف، كما أن الجبهة الأكثر خطورة ستكون ضد حزب الله، قد بدأ يتحقق. وبحسب التقرير، فإنه نتيجة لهذا التقييم، بدأ العديد من رؤساء المجالس في الجليل الأعلى بإخلاء طوعي للسكان، وبعد ذلك تم تنفيذ عملية إخلاء أكبر للمستوطنات بأوامر من الجيش الإسرائيلي. وفي السياق، لفتت الصحيفة إلى أن الحكومة الإسرائيلية والمؤسسة الأمنية في تل أبيب مضطرتان الآن إلى التعامل مع قضيتين: الأولى: ماذا سيحدث إذا حدث تصعيد كبير لسبب ما مع لبنان وبدأت الصواريخ تتساقط على العمق الإسرائيلي - حتى حيفا وما وراءها. أما المسألة الثانية فهي أكثر صعوبة ووجودية: كيف يمكن لإسرائيل أن تخلق واقعاً أمنياً جديداً عند الحدود مع لبنان، واقع يسمح لسكان المستوطنات القريبة من الحدود للحفاظ على نمط حياة طبيعي من دون خوف يومي على حياتهم وممتلكاتهم. وأضافت الصحيفة: "بالنسبة للسيناريو الأول، لدى الجيش الإسرائيلي إجابة جيدة. إذا شن حزب الله حرباً شاملة أو قرر مجلس الوزراء الحربي ذلك، فإن إسرائيل قادرة على تدمير البنية التحتية والمقرات وترسانة حزب الله الضخمة من الصواريخ والطائرات بدون طيار إلى درجة قد تكون خطيرة. كذلك، فإن إسرائيل قادرة بمناورة برية على القضاء على قوة الرضوان والصواريخ قصيرة المدى وقذائف الهاون والطائرات من دون طيار التي تهدد المستوطنات الحدودية بشكل مباشر، بما في ذلك صواريخ بركان المخيفة التي تحتوي رؤوسها الحربية على ما بين 500 و1000 كيلوغرام من المتفجرات". وبحسب الصحيفة، كانت خطط الهجوم هذه على بعد أيام وحتى ساعات من التنفيذ، ففي 11 تشرين الأول، طالب وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت وكبار مسؤولي الجيش الإسرائيلي، بقيادة رئيس الأركان هرتسي هاليفي، بشن هجوم استباقي ومدمر وقوي ومفاجئ على حزب الله في لبنان. وتبعاً لـ"يديعوت أحرونوت"، فإن هذا الإقتراح الذي تم طرحه على الحكومة العادية، استند إلى تقييم مفاده أن حزب الله، بناء على طلب من إيران، سيواصل مضايقة إسرائيل وشن حرب استنزاف ضدها من أجل مساعدة حماس في غزة. ووفقاً للتقديرات، يمكن لعناصر "حزب الله" إطلاق مئات من هذه الصواريخ يوميا في بداية القتال، ويمكن أن تسبب أضراراً جسيمة لسلاح الجو وقواعد المخابرات، ومرافق شركة الكهرباء، ومحطات تحلية المياه وغيرها من الأصول الأساسية. وعلى هذا النحو، سيكون على إسرائيل أن تستثمر كل أنظمتها للدفاع الجوي لحماية هذه الأصول ومواصلة تقديم الخدمات الأساسية لمواطنيها، لكنها ستواجه صعوبة في حماية المواطنين في منازلهم. وفي مقابل تجنب توجيه ضربة استباقية لحزب الله، عرض الأميركيون، بحسب "يديعوت أحرونوت"، المساعدات المختلفة التي تتلقاها إسرائيل الآن بيد سخية من إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن. ويشمل ذلك، من بين أمور أخرى، الالتزام بمساعدة إسرائيل في اعتراض وابل الصواريخ من لبنان، إذا كان حزب الله هو من يبدأ الحرب. كذلك، فإن هذا الالتزام بالاعتراض ينطبق أيضاً على الصواريخ والطائرات من دون طيار التي توقعت الاستخبارات الأميركية والإسرائيلية، وهي محقة في ذلك، أن تأتي من اليمن وسوريا، وربما العراق. وفي الوقت الحالي، أثبتت إسرائيل أنها قادرة على التعامل مع تحدي الاعتراض بشكل جيد على أراضيها، لكن هذا قد يتغير بشكل كبير إذا قام حزب الله بتفعيل كامل الترسانة الموجودة تحت تصرفه، وفق الصحيفة الإسرائيلية.
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية:
الجیش الإسرائیلی
یدیعوت أحرونوت
حزب الله
إقرأ أيضاً:
تقرير إسرائيلي يكشف عن قيام الاحتلال بإفراغ شمال القطاع عن طريق التهجير
في تطوّر جديد بشمال قطاع غزة، يقوم جيش الاحتلال الإسرائيلي بتحويل الشوارع الرئيسية إلى طرق واسعة، وإنشاء بؤر عسكرية واستيطانية وُصفت بـ"الكبيرة"، بالإضافة إلى إقامة بنية تحتية طويلة الأمد، حتى على الطرق المؤدية للمواقع التي كانت تضمّ مستوطنات سابقة. وذلك بحسب تقرير، لصحيفة هآرتس العبرية.
ووفقًا لتقديرات ضابط في جيش الاحتلال الإسرائيلي يخدم في القطاع، فإن قوات الاحتلال الإسرائيلية لا تعتزم مغادرة المنطقة "قبل حلول عام 2026".
2/
בכירים בדרג המדיני ובמע' הביטחון שבים וטוענים שפינוי צפון הרצועה אינו חלק מ"תוכנית האלופים" אלא שמקורות ביטחוניים בכירים מאשרים שצה"ל נדרש לרוקן כפרים וערים מתושביהם. אשתקד גרו שם יותר מחצי מיליון עזתים, כיום נותרו פחות מ–20 אלף
Planet Labs PBC 11-24OCThttps://t.co/qL7GRjEkHv pic.twitter.com/ciAASuydex — avi scharf (@avischarf) November 13, 2024
ورغم تصريحات مسؤولين في حكومة ووزارة دفاع الاحتلال الإسرائيلية، بأن إخلاء شمال قطاع غزة ليس جزءًا من "خطّة الجنرالات"، إلاّ أن مصادر أمنية قد أكدت أن جيش الاحتلال الإسرائيلي تلقّى أوامر بإخلاء القرى والمدن في المنطقة من سكانها.
وتشير البيانات التي نشرتها الصحيفة العبرية، إلى أنه خلال العام الماضي، كان شمال قطاع غزة يضم أكثر من نصف مليون نسمة، بينما تقلص العدد حاليًا إلى أقل من 20 ألفًا فقط.
ويذكر أن العديد من سكان شمال قطاع غزة، قد فرّوا قسرا، نحو مناطق أخرى داخل القطاع المحاصر، لكن الكثيرين منهم، عادوا مرّة أخرى إلى الشمال، رغم الظروف المعيشية القاسية. وذلك بسبب الصعوبات التي واجهوها خلال التنقل مع عائلاتهم والمصابين، ما دفعهم للعودة.
ورغم المخاطر القائمة ونقص الاستقرار، إلاّ أن الغزّيين يفضّلون البقاء في مأوى غير آمن، في مواجهة فصل الشتاء على مغادرة أراضيهم، نحو مستقبل مجهول.
وفي إطار خطة الجنرالات التي يتمّ تنفيذها حالياً، يعمل جيش الاحتلال الإسرائيلي على السيطرة على أربع مناطق واسعة في شمال قطاع غزة، من أبرزها محور الخوص.
وبعد عمليات التجريف المكثفة، تمّ تحويل المنطقة إلى مساحة واسعة خالية من المباني، حيث استُبدلت الأحياء السكنية بشبكة من الطرق، وتحوّلت المنطقة من حي مأهول إلى منطقة شبه صحراوية، مزودة بالعديد من المحطات الجديدة، ضمن بنية تحتية موسعة تخدم جيش الاحتلال الإسرائيلي فقط.
وتشير الخريطة الإسرائيلية الجديدة، إلى أن محور فيلادلفيا، الفاصل بين الحدود المصرية مع قطاع غزة٬ يتمركز فيه جيش الاحتلال الإسرائيلي كمنطقة رئيسية أخرى ضمن العمليات الجارية على قطاع غزة.
إلى ذلك، شهدت المنطقة تدمير أحياء سكنية بأكملها، خلال الأسبوعين الماضيين، ممّا كشف عن مساحات واسعة على طول الحدود مع مصر، وصل عرضها في بعض المواقع إلى كيلومتر واحد، وفي مواقع أخرى إلى مساحات أكبر من ذلك.
كذلك، تم نشر البنى التحتية المتقدمة في القواعد المنشأة حديثًا. حيث بات يمكن رؤية الخطوط الفاصلة على الطريق المعبدة من الفضاء. وذلك بحسب التقرير نفسه المنشور في الصحيفة العبرية.
واختتمت الصحيفة العبرية. بحديث لأحد الضباط في غزة٬ حيث قال إنه يتوقع استمرار الوجود العسكري الإسرائيلي في غزة حتى عام 2026، وأشار إلى أن البنية التحتية التي يُعاد تأهيلها هناك ليست فقط لأغراض العمليات العسكرية المؤقتة.
وأوضح الضابط، الذي يخدم في أحد الألوية المشاركة في القتال، أنّ: "الطرق الواسعة والمعبدة الجديدة في القطاع لا تبدو معدة لتحركات قصيرة الأمد، بل تمتد إلى مناطق كانت تضم مستوطنات إسرائيلية تم إخلاؤها سابقًا".
واستدرك: "لم تُعطَ لنا أي تعليمات بإعادة إقامة هذه المستوطنات، لكن يبدو أن التطورات تشير إلى توجّه طويل الأمد".