يركز الاحتلال وكذلك الدول الداعمة لعدوانه على قطاع غزة، على حركة المقاومة الإسلامية حماس، حيث جعل القضاء عليها أولوية له، لا سيما الجناح العسكري التابع للحركة المتمثل بكتائب الشهيد عز الدين القسام.

وفي خضم الأحداث المتسارعة وتصدر كتائب القسام أقوى فصائل المقاومة للمشهد في غزة، تغيب حركات مقاومة أخرى تقاتل في القطاع جنبا إلى جنب مع القسام.

فكرة "المقاومة" يصب الاحتلال اهتمامه على حركة حماس، حتى يظن المتابع أنه لو تمكن من القضاء على وجودها في القطاع سينهي المقاومة، إلا أن الواقع على الأرض يبدو مغايرا تماما. تقاتل إلى جانب القسام عدد من فصائل المقاومة الفلسطينية، وهذا يفتح الباب على مصراعيه أمام سؤال جوهري، هل تتعلق المقاومة في غزة بحركة حماس فقط، وإن كانت هي من تقودها وعلى عاتقها الثقل الأكبر؟

تبدو فكرة "المقاومة" متجذرة بالشعب الفلسطيني بشكل كبير، لذا لن تجد عائلة فلسطينية سواء في الضفة أو القطاع إلا ولديها مقاومون أو شهداء وأسرى، ويبدو ذلك تفسيرا منطقيا لفشل الاحتلال بالقضاء على المقاومة رغم الحروب الشعواء التي شنها، وعلى سبيل المثال ما زال مخيم جنين يمثل عقدة لدى الاحتلال بعد عدة حروب قادها ضد المخيم كان آخرها في أيار/مايو الماضي. وأوضح ذلك جليا، وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي في الثامن من الشهر الجاري عندما أكد أن حركة حماس فكرة لا تنتهي، ومن يريد وضعا مغايرا عليه تلبية حقوق الشعب الفلسطيني بالسلام الشامل.

وأضاف الصفدي خلال لقاء مع صحفيين وكتاب، "إذا لم يذهب المجتمع الدولي بهذا الاتجاه وبخطة تحقق السلام والدولة الفلسطينية وحقوق شعبها، فإننا سنعود للحرب كل 5 أو 6 سنوات، ولن يشهد أحد الاستقرار والأمن الذي يطالب به كل العالم".

 فصائل المقاومة في غزة تنتشر في القطاع عدد من فصائل المقاومة الفلسطينية التي تمثل مختلف أطياف الشعب الفلسطيني وعلى الرغم من تباين الأيديولوجية إلا أنها متفقة بشكل واضح على مقاومة الاحتلال، كخيار لا يمكن التنازل عنه.

كتائب القسام تمثل الكتائب، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية حماس، التي تأسست عام 1987، وتعتبر من أقوى الفصائل الفلسطينية المسلحة على الإطلاق، وأكثرها عددا وتسليحا نوعيا.

وتظهر ترسانتها العسكرية في كل مواجهة مع الاحتلال، بصواريخ بعيدة المدى كصاروخ عياش الذي يصل إلى 250 كم، بالإضافة لطائرات مسيرة وطوربيدات وصواريخ مضادة للدروع شديدة التدمير مصنعة داخل القطاع.

 سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، التي تأسست عام 1982، وتعتبر الثانية من حيث القوة والتسليح بعد كتائب القسام.

وفي شهر نيسان/أبريل هذا العام أظهرت السرايا جزءا من ترسانتها خلال عرض عسكري في غزة، شمل صواريخ من طراز "بدر 3" برأس متفجر يزن 400 كيلوغرام، وطائرات مسيرة محلية الصنع، من طراز "سحاب" الاستطلاعية والهجومية، ومسيرة "صيّاد" الهجومية، ومسيرة "هدهد" الاستطلاعية.

وشاركت سرايا القدس في عملية طوفان الأقصى منذ يومها الأول، كما أكدت أنها تقاتل كتفا إلى كتف بجانب كتائب القسام في صد قوات الاحتلال بجميع محاور التوغل في غزة.

 ألوية الناصر صلاح الدين

وتمثل الجناح العسكري للجان المقاومة الشعبية التي تأسست عام 2000.

وأعلنت الألوية بداية العدوان على غزة الجهوزية والنفير العام لكافة مقاتليها للرد ولصد العدوان المستمر والمتصاعد على قطاع غزة.

 كتائب شهداء الأقصى

تمثل الجناح العسكري لحركة فتح، حيث تأسست مع اندلاع انتفاضة الأقصى عام 2000، وكان لها دور مركزي في العمل العسكري الفلسطيني، وقدمت مئات الشهداء والأسرى.

وتشارك الكتائب في صد عدوان الاحتلال على قطاع غزة، حيث نعت عددا من كوادرها الذين استشهدوا خلال العدوان المستمر على القطاع، كما تبنت قصف تحشدات للاحتلال جنوب غزة.

وأعلنت "كتيبة طولكرم" أواخر الشهر الماضي عن نجاحها في إيقاع قوة راجلة تابعة لجيش الاحتلال في كمين محكم في منطقة شويكة في مدينة طولكرم في الضفة الغربية.

كتائب أبو علي مصطفى وتسمى أيضا قوات المقاومة الشعبية وتعد الجناح العسكري للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، التي شكلت عام 2000 حيث كان اسمها "قوات المقاومة الشعبية" وتم تغيير الاسم لكتائب الشهيد أبو علي مصطفى بعد اغتيال الاحتلال للأمين العام للجبهة في رام الله عام 2001.

وتشارك الكتائب في صد العدوان منذ أيامه الأولى وأكدت أن مقاتليها يخوضون اشتباكات عنيفة مع قوات الاحتلال إلى جانب بقية فصائل المقاومة الفلسطينية. ونشرت الكتائب مقاطع مصورة لعمليات قصف استهدفت تجمعات الاحتلال على تخوم قطاع غزة.

 قوات الشهيد عمر القاسم وتمثل الجناح العسكري للجبهة الديمقراطية، وتحمل اسم الأسير الشهيد عمر القاسم الذي يعد من أشهر المناضلين الفلسطينيين ضد الاحتلال حتى توفي في سجونه عام 1989.

وانخرطت القوات في معركة طوفان الأقصى منذ يومها الأول، كما تشارك في المعارك التي تخوضها فصائل المقاومة الفلسطينية في محاور توغل جيش الاحتلال بقطاع غزة.

وأعلن الناطق باسم القوات، أبو خالد، اليوم الجمعة أنها أرغمت العدو الإسرائيلي على التراجع في العديد من محاور القطاع، مؤكدا أن مقاتليها يخوضون قتالا ضاريا ضد دبابات الاحتلال.

غرفة العمليات المشتركة في غزة حرصت فصائل المقاومة في القطاع على تنظيم عمليات المقاومة وعدم ترك الأمر للاجتهادات أو القرارات الفردية، خصوصا أن المعركة ضد الاحتلال طويلة وقاسية وبناء على ذلك شكلت الغرفة المشتركة للفصائل في غزة.

ويبدو أن غرفة العمليات المشتركة للمقاومة في غزة استطاعت تحييد تباين سياسة وأيديولوجية الفصائل المنضوية تحت لوائها لمصلحة الوحدة في مواجهة الاحتلال.

وأعلن عن الغرفة للمرة الأولى في غزة عام 2006، حيث ضمت بداية الأمر الجناحين المسلحين لحركتي حماس والجهاد الإسلامي، وهما كتائب الشهيد عز الدين القسام وسرايا القدس.

وفي تموز/يوليو عام 2018 أعلن عنها رسميا بالتزامن مع انطلاق مسيرات العودة على حدود قطاع غزة.

ويعمل داخل غرفة العمليات 12 جناحا عسكريا، "كتائب الشهيد عز الدين القسام وسرايا القدس وكتائب شهداء الأقصى- لواء العامودي، وكتائب الشهيد عبد القادر الحسيني وألوية الناصر صلاح الدين، وكتائب المقاومة الوطنية الفلسطينية، وكتائب أبو علي مصطفى، وكتائب الشهيد جهاد جبريل، وكتائب الأنصار، وكتائب المجاهدين، ومجموعات الشهيد أيمن جودة، وجيش العاصفة".

وكان الظهور اللافت لعمل الغرفة، خلال مناورات "الركن الشديد" التي نفذتها أواخر عام 2020، وشملت تدريبات برية وبحرية وجوية بالذخيرة الحية تحت غطاء الطائرات المسيرة التي حلقت في أجواء القطاع، وتخللها إطلاق صواريخ تجريبية باتجاه البحر.

وأصدرت غرفة العمليات بيانات مشتركة في عدة مناسبات سياسية أو عسكرية، ما أكد أنها باتت تمثل نواة لجيش متكامل في قطاع غزة، هدفه مقاومة الاحتلال

المصدر: مأرب برس

إقرأ أيضاً:

مسؤولون في جيش الاحتلال: قوة حماس تتعاظم دون إنجاز صفقة تبادل

يمنع وجود الأسرى الإسرائيليين المتبقين على قيد الحياة والموزعين في أرجاء قطاع من "القضاء العسكري" بشكل عملي على حركة حماس، ويعمل على إحباط إمكانية عمل جنود جيش الاحتلال الإسرائيلي، فيما تُسمى "جزر متسعة"، لا تدخل إليها القوات كي لا يتعرضوا للخطر.

وقال المحلل العسكري الإسرائيلي يوآف زيتون، في مقال افتتاحي عبر صحيفة "يديعوت أحرونوت"؛ إن حماس "تنجح بهذا في إعادة تثبيت حكمها الجزئي في القطاع، وبعد ثلاثة أشهر من قتل ستة مخطوفين في النفق في رفح على أيدي حماس، يحرص الجيش على عدم القيام بأي عمل قد يؤذي عشرات الأسرى المتبقين على قيد الحياة".

واعتبر زيتون أنه لهذا السبب: "لا يعمل جنود الجيش بريا ولا يهاجمون أيضا في مناطق واسعة في قطاع غزة، وحماس تستفيد من ذلك وترمم قدراتها العسكرية في هذه المناطق الكبرى الموجودة في شمال القطاع، وذلك بالتوازي مع الأماكن الوحيدة التي يهاجم فيها الجيش الإسرائيلي في هذه الأشهر، وهي جباليا وبيت لاهيا المجاورة لها".

إظهار أخبار متعلقة


وذكر أن "مسألة المخطوفين الإسرائيليين في أسر حماس، أصبحت عاملا مركزيا يؤخر ويضيق إنجازات الجيش في القطاع، بينما يقول مسؤولون كبار في هيئة الأركان في أحاديث مغلقة، ويقصدون أحد أهداف الحرب التي وضعتها الحكومة، تصفية البنى التحتية العسكرية والسلطوية لحماس التي تعاظمت في قطاع غزة، برعاية إسرائيلية وقطرية على مدى الـ 15 سنة التي سبقت 7 أكتوبر".

وذكر أن "وجود المخطوفين في قطاع غزة، يؤثر ويغير أساليب القتال وأماكن العملية البرية والهجمات الجوية، ويقيد جدا القوات في ضرب حماس بشكل أكبر، وذلك بدءا من أوامر فتح النار البسيطة في الميدان، وحتى القرارات إلى أين تُرسل الألوية".

وزعم أن "لدى الجيش الإسرائيلي معلومات استخبارية معقولة عن وضع المخطوفين، تستند أساسا إلى معلومات تنتزع من التحقيق مع المخربين المعتقلين، وحل لغز ما يعثر عليه في الميدان ككاميرات المتابعة وتحليل المعطيات المتجمعة المختلفة، ونوعية المعلومات عن وضع المخطوفين وأماكنهم تتغير باستمرار؛ لأن حماس تحاول نقلهم من مكان إلى مكان، وتوزيعهم في القطاع لتصعيب الأمر على الجيش لإنقاذهم في عمليات خاصة".

وقال؛ إنه "في الجيش، يقدرون أن سياسة حماس في إعدام المخطوفين إذا ما لوحظت حركة قريبة لقوات الجيش لم تتغير، ولهذا فإن الخطر على حياتهم واضح وفوري، وليس فقط بسبب شروط الأسر التي ستتفاقم في الشتاء المقترب".

وأشار إلى "محاولة الجيش توضيح هذا الوضع للمستوى السياسي، بأن عدم التوجه إلى صفقة لتحرير المخطوفين، يمس مباشرة باحتمال الإيفاء بالهدفين اللذين حددتهما الحكومة في بداية الحرب: تقويض سلطة حماس وإعادة المخطوفين، ويقدرون في الجيش أن حماس شددت الحراسة على المخطوفين، ولولا وجودهم لكان كل الأمر بدا مختلفا في قطاع غزة، وعمل الجيش كان سيكون أكثر سحقا ضد حماس دون القيود التي تستفيد منها حماس. وهناك فرق بين تفكيك القدرات العسكرية لحماس، والمس بحكمها المدني الذي ضعف، ولكنه لا يزال قائما في القطاع".

وأكد أن هناك "في الجيش يوجد من يقدر أن حماس تخلت عمليا عن جباليا في أعقاب الاجتياح الطويل لفرقة 162، الذي بدأ قبل نحو شهرين ونصف، وصفي خلاله أو اعتقل أكثر من ألف مخرب من حماس، بينما فقد الجيش الإسرائيلي 28 ضابطا ومقاتلا منذ بداية العملية".

وقال؛ إن "الأغلبية الساحقة من الجمهور الغزي لم ترَ جنود الجيش الإسرائيلي في معظم هذا الهجوم الطويل الممتد لـ 14 شهرا من القتال، ولهذا، فإن حماس لا تزال متجذرة بقوة لدى الغزيين كحكم، لأنه ليس لها أي منافس، وهي مثلا أخذت الحظوة على حملة التطعيم ضد شلل الأطفال، التي سمحت إسرائيل بتنفيذها وهي تعمل على قمع جيوب المقاومة لحكمها، التي تطل بين الغزيين في مظاهرات محلية، كما نشخص أيضا آلية تعويض مالي من جانب حماس لنشطائها وموظفيها: فمؤخرا عادت لتدفع لهم أجرا شهريا، وإن كانت بضع مئات من الشواكل وليس بالآلاف مثلما قبل الحرب، وذلك رغم الضائقة الاقتصادية التي تعيشها".

وأضاف أن "الجمهور في غزة ليس قريبا من الانقلاب على حماس ولم تتراكم بعد الطاقة لذلك؛ لأنه لا ينشأ لها بديل، إضافة إلى ذلك، فإن معظم الجمهور الغزي المتجمع في جنوب القطاع، لم يعد يشعر منذ أشهر طويلة بوقع ذراع الجيش، وهو مشغول أساسا بالبحث عن خيمة أو بطانية للشتاء، وهذا يهمهم أكثر من موت السنوار الذي نسي هكذا، حسب الحوار الذي نلتقطه في الشارع الفلسطيني".

"الحكومة لا تقرر"
ومن ناحية البديل لحكم حماس، قال زيتون؛ إنهم "في الحكومة يواصلون أساسا الرفض ولا يبادرون: يرفضون طلب بعض الوزراء إقامة حكم عسكري إسرائيلي، وبالطبع يرفضون أيضا دخول السلطة الفلسطينية إلى المنطقة حتى ولو على سبيل تجربة محلية. المبادرة التي بحثت في الحكومة قبل أكثر من شهر لإدخال مقاولين أمريكيين يوزعون الغذاء، لا تزال بعيدة عن التنفيذ، وتبدو كعرض إعلامي أكثر من أي شيء آخر".

إظهار أخبار متعلقة


وأضاف أنه "لم تصل إلى قيادة المنطقة الجنوبية أوامر بالبدء بالخطوة، وهذه لا تزال لدى جهات أمنية أخرى مجرد موضع دراسة، وفي الجيش يقولون أيضا؛ إنه إلى شمال القطاع نحن لا نزال ندخل نحو 50 شاحنة مساعدات كل يوم، بل ونقوم بحملات إنسانية خاصة، بمساعدة منظمات إغاثة دولية نحرص على إبقاء الغذاء والماء في مناطق القتال في بيت لاهيا وبيت حانون وجباليا، كي يرى العالم أنه لا يوجد تجويع في غزة حتى في الأماكن التي فصلناها".

وزعم نقلا عن الجيش، أن "الوقود يدخل إلى غزة أسبوعيا وأساسا لتفعيل محولات المياه ولاستخدام المستشفيات، لكن خط الكهرباء الجديد مثلا الذي سمحنا بإقامته، ينتج منذ الآن 20 ألف كيلو واط كل يوم لمئات آلاف النازحين في المواصي. هناك يصل أيضا الماء والغذاء بشكل سريع في غضون عشر دقائق أيضا من معبر كيسوفيم، الذي أقمناه وأعدنا فتحه، مما يقلل ظاهرة سلب الشاحنات".

مقالات مشابهة

  • 35 شهيدا بالقطاع والقسام توقع قتلى وجرحى للاحتلال شرق رفح
  • تعرف على القوانين التي أقرها الكنيست الإسرائيلي.. عنصرية وتعزز الاحتلال
  • كتائب القسام: استهداف مقر قيادة وسيطرة لقوات الاحتلال شمال غزة بقذائف هاون ثقيلة
  • كتائب القسام تعلن مقتل أسيرة إسرائيلية شمال قطاع غزة
  • القسام تعرض مشاهد لاستهداف قوة صهيونية تحصنت داخل منزل غرب جباليا
  • “كتائب القسام” تقصف قاعدة “رعيم” العسكرية برشقة صاروخية
  • "القسام" تبث مشاهد من استهداف قوة إسرائيلية في جباليا
  • كتائب القسام تنشر فيديو استهداف منزل تحصنت فيه قوة من جيش الاحتلال
  • أول بيان من حماس عقب اقتحام بن غفير للحرم الإبراهيمي
  • مسؤولون في جيش الاحتلال: قوة حماس تتعاظم دون إنجاز صفقة تبادل