خبير عسكري: عمليات القسام تعكس تدريبات متقدمة وتأثيرها على الاحتلال مرعب
تاريخ النشر: 18th, November 2023 GMT
قال الخبير العسكري اللواء فايز الدويري إن المشاهد التي بثتها كتائب عز الدين القسام الجناح المسلح لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) لاستهداف جنود الاحتلال الإسرائيلي بمنطقة بيت حانون في قطاع غزة تعكس خضوع منفذيها لتدريبات متقدمة، مؤكدا أن تأثيرها سيكون "مرعبا" على الشعب الإسرائيلي.
وكانت كتائب القسام بثت مقاطع فيديو لاستهداف جنود إسرائيليين في منطقة بيت حانون أظهر أحدها استهداف قوة من جنود الاحتلال متحصنة في أحد المنازل بقذيفة الياسين المضادة للتحصينات، وآخر يظهر مقاتلي القسام يتمكنون من قنص جنديين إسرائيليين ومحاولة 4 جنود آخرين سحبهما بعد إصابتهما المؤكدة.
وتوقع الدويري في تحليل للجزيرة أن تكون القوة الإسرائيلية التي استهدفتها القسام في أحد المنازل قد تم القضاء عليها بشكل كامل، حيث أظهر المقطع انفجار قذيفة الياسين داخل المبنى الذي ظهر فيه الجنود.
ولفت إلى أن هذه المشاهد تظهر بشكل واضح أن صاحب الأرض له اليد العليا في المعركة، لما يمتلكه من مزية معرفة تفاصيل المنطقة، وقدرته على التموضع في أماكن يستطيع منها مفاجأة الطرف الآخر الذي بدوره يجهل المنطقة وتفاصيلها المختلفة.
لكن الخبير العسكري أشار في الوقت ذاته إلى أن مقاتل المقاومة هو "صاحب الفرصة الواحدة"، فهو في عداد القتلى إذا لم تصب قذيفته هدفها من المرة الأولى، لوجود قوات مساندة من الاحتلال سترصد مكانه سريعا وتستهدفه.
وأوضح الدويري أن هذه المقاطع أظهرت كذلك كفاءة كتائب القسام في العمل الجماعي المتناغم، واعتمادها على قذائف الـ"آر بي جي" بأشكالها وتصنيفاتها المختلفة التي أُجريت على بعضها تحسينات محلية من خلال الهندسة العكسية.
وأضاف أن هذه العمليات النوعية لم تأت من فراغ، وإنما تدل على خضوع العناصر المنفذة لتدريبات متقدمة ومتطورة استمرت لسنوات، وتم خلالها المزج بين مهارات متعددة، كما أجروا تجارب مسبقة لكي يتمكنوا من تنفيذ هذه العمليات الاحترافية.
وأكد الدويري أن تأثير نشر هذه المقاطع النفسي على الشعب الإسرائيلي سيكون "مرعبا" لما هو معروف عنه من أنه شعب عاش 70 عاما من الرفاهية والأمان المطلق، إضافة إلى حبه الكبير للحياة في مقابل عقيدة مقاتلي المقاومة القائمة على اعتبار "الشهادة" أسمى الأماني.
وبشأن العملية التي كشف عنها أبو عبيدة الناطق باسم كتائب القسام -والتي تضمنت الإجهاز على قوة خاصة متمركزة في مبنى ببيت حانون- توقع الدويري أن تكون تمت من خلال عملية مشتركة لأكثر من مجموعة، لطبيعتها التي شملت إطلاق 12 قذيفة واستهدافا للجنود بالرشاشات.
وأضاف أنه من المتوقع كذلك أن تكون العملية بنيت على عمل استخباراتي دقيق قامت فيه مجموعة بالمراقبة والرصد، ثم تسلل مجموعات أخرى إلى الموقع الذي توجد فيه تلك القوة الخاصة، وبعدها جرت عملية الاستهداف بصورة مفاجئة ومربكة للعدو.
ويشدد الخبير العسكري على أن المفاجأة هي سر نجاح مثل هذه العمليات في ظل شعور بالأريحية والاطمئنان من قبل جنود الاحتلال بعد إعلان فرض السيطرة على المناطق التي تتم فيها تلك العمليات، مثل منطقة بيت حانون.
ورغم ما نشره الإعلام العسكري للقسام من مقاطع لعمليات مختلفة فإن الدويري يؤكد أنها بمثابة صورة مصغرة لما يجري ولا تشمل كل العمليات، حيث لا يتصور القدرة على تصوير جميع العمليات التي تتم في مختلف المناطق بقطاع غزة.
وأشار في هذا السياق إلى أن ما تم عرضه مؤخرا جرى أغلبه في المناطق التي يزعم جيش الاحتلال الإسرائيلي السيطرة الكاملة عليها، وبالتالي هي مناطق اشتباك منخفض، فيما لم تعرض "القسام" مقاطع مصورة من مناطق الاشتباكات الحقيقية، وهو ما يؤكد أن هذه المقاطع لا تشمل كل العمليات.
ولفت الدويري إلى أنه مع إعلان أبو عبيدة تدمير 62 آلية خلال الأيام الأربعة الأخيرة فإن ذلك يعني وصول عدد الآليات الخارجة من الخدمة إلى 222، وهو ما يعني تدمير أكثر من لواء إسرائيلي وتجاوز عدد القتلى والجرحى في صفوف الاحتلال 1100 ضابط ومجند.
وأضاف الخبير العسكري "لو توقفت الحرب الآن فإن حماس ستكون هي المنتصرة، ولن يجرؤ بنيامين نتنياهو على إعلان خلاف ذلك، وسيقاد إلى السجن، وبالتالي هو حريص على إطالة أمد القتال أطول فترة ممكنة رغم مخاطر ذلك والضغط المتزايد أمام ذلك".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: الخبیر العسکری أن هذه إلى أن
إقرأ أيضاً:
القسام تعلن طعن 3 جنود إسرائيليين في جباليا.. ورسالة مصورة
أعلنت كتائب الشهيد عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية حماس، مساء السبت، تنفيذ عملية طعن بالسكاكين جديدة في مخيم جباليا شمال قطاع غزة.
وأوضحت كتائب القسام في تدوينة عبر قناة "تيلغرام"، أن مقاتليها تمكنوا من تنفيذ عملية مركبة، وقاموا بالإجهاز على 3 جنود إسرائيليين طعنا بالسكاكين، واغتنموا سلاحهم الشخصي، ثم اقتحموا منزلا تحصنت به قوة راجلة، وأجهزوا على جنديين من أفرادها عند بوابة المنزل.
وأشارت الكتائب إلى أن مقاتليها اشتبكوا أيضا مع جنود إسرائيليين آخرين من مسافة صفر، وسط مخيم جباليا شمال قطاع غزة.
وفي سياق متصل، نشرت كتائب القسام للمستوطنين وعائلات أسرى الاحتلال، وقالت فيها: "يائير في ميامي بعيداً عن الخطر، فما الذي يجبر نتنياهو على عقد صفقة شاملة؟".
كتائب القسام توجه رسالة للمستوطنين وعائلات أسرى الاحتلال
"يائير نتنياهو" في ميامي بعيداً عن الخطر، فما الذي يُجبر نتنياهو على عقد صفقة شاملة؟ pic.twitter.com/fWBleP4OD8
وفي وقت سابق، كشفت كتائب القسام، عن تنفيذ عملية أمنية معقدة في مخيم جباليا، تمثلت بتفجير أحد المقاتلين نفسه بقوة للاحتلال.
وقالت إن "أحد مقاتليها، تمكن من الإجهاز على قناص للاحتلال، ومساعده، بعد ظهر اليوم الجمعة، من مسافة صفر، في مخيم جباليا".
وأضافت: "وبعد ساعة من الحدث، تنكر المجاهد بلباس جنود الاحتلال، واستطاع الوصول إلى قوة للاحتلال مكونة من 6 جنود، وتفجير نفسه بواسطة حزام ناسف، وإيقاعها بين قتيل وجريح".
وتعد هذه العملية الأولى التي تنفذها كتائب القسام، والمقاومة في غزة، ضد جنود الاحتلال في القطاع، منذ بدء العدوان البري قبل أكثر من عام.
وخلال الأيام القليلة الماضية، كشفت القسام، وفصائل المقاومة، عن توجيه العديد من الضربات والاستهدافات لجنود الاحتلال، وإيقاعهم بكمائن في مناطق متعددة من مخيم جباليا، أبرزها منطقة مسجد الخلفاء ومنطقة عماد عقل، والتي قام الاحتلال بتدمير مبانيها وبالكامل وتسويتها بالأرض.
وأشارت القسام، إلى أنها نفذت أول عملية طعن ضد جنود الاحتلال، تمكن خلالها أحد المقاتلين من طعن ضابط و3 جنود، والاستيلاء على أسلحتهم قبل الانسحاب من المكان في مخيم جباليا.
وتواجه المقاومة بمناطق جباليا وشمال قطاع غزة، قوات الاحتلال، لأكثر من شهرين بعمليات وكمائن شبه يومية، كبدتها خسائر كبيرة، فيما أشارت مواقع عبرية، إلى أنه رغم القوة الكبيرة التي تعمل بها شمال القطاع، لكن حجم الخسائر في صفوف الضباط والجنود كان كبيرا، وأبرزهم قائد اللواء 401 الذي جرى قتله بتفجير عبوة ناسفة بعد رصده في المخيم.