تحليل: إسرائيل لن تستطيع القضاء على حماس
تاريخ النشر: 18th, November 2023 GMT
رأى الباحث في معهد دول الخليج العربية في واشنطن حسين إبيش أن إسرائيل لن تستطيع القضاء على حركة حماس، دون تعزيز موقفها مع حركة فتح والسلطة الفلسطينية في الضفة الغربية.
وقال الباحث حسين إبيش، في تحليل لشبكة سي إن إن الأمريكية، إنه من دون تعزيز هذه الجماعات الفلسطينية، التي لا تزال تمثل التيار الرئيسي للحركة الوطنية، فمن شبه المؤكد أن حماس والجماعات الأكثر تطرفاً سوف تستمر في النمو والازدهار بين الشعب الفلسطيني.
زاوية أخرى تحدث عنها الباحث حسين أبيش، وهي "إذا كانت إسرائيل جادة الآن بشأن القضاء على قوة حماس العسكرية والسياسية، فإن هذا لا يمكن أن يتم فقط عن طريق قتل قادة الحركة وأعضائها، وتفجير معداتها وبنيتها التحتية. فيمكن لأشخاص جدد أن يملأوا هذا الفراغ، ويمكن للحركات الأخرى أن تعمل بنجاح بميزانية محدودة، وفي ظل ظروف مرهقة للغاية".
وأشار إبيش إلى أن الشعب الفلسطيني وقضيته وحركته الوطنية لن يختفيا، وإن الطريقة الوحيدة لتهميش حماس فعلياً على المدى الطويل هي التخلي عن سياسة تعزيز وإضعاف كلا الفصيلين الفلسطينيين في نفس الوقت لإبقائهما على خلاف مع بعضهما البعض، وبالتالي ستكون حماس غير فعالة كحركة وطنية.
Pro Hamas rally in the heart of Brentwood,CA
This is home to the liberal elite of America.
This is what they are supporting. #Israel @StopAntisemites pic.twitter.com/7gygM3mIYv
وقال الباحث "في واحدة من أكثر السياسات المتهورة والمدمرة للذات، سعت إسرائيل منذ البداية إلى دعم حماس واستخدامها لتقسيم الحركة الوطنية الفلسطينية، حيث تشكلت حركة حماس على يد جماعة الإخوان في غزة أثناء ذروة الانتفاضة الفلسطينية الأولى ضد الاحتلال الإسرائيلي في عام 1987. وعلى الفور اعتقدت سلطات الاحتلال الإسرائيلي أنها عثرت على فرصة رائعة لتقسيم الفلسطينيين بين القوميين العلمانيين والإسلاميين تماماً كما بدأت. للنهوض على الأرض في الأراضي المحتلة".
وتابع "لقد مُنحت حماس فسحة كبيرة لتنظيم وتشكيل نفسها، مع غض إسرائيل الطرف عن الجهود المبكرة التي بذلتها المنظمة من أجل هيكلة نفسها وإيجاد نفسها، وهي الأنشطة التي كان من الممكن قمعها بلا رحمة".
وأشار الباحث إبيش إلى أن قوة حماس وصلت إلى ذروتها الناجحة في عام 2007، عندما انهارت الحكومة المنقسمة بين الفلسطينيين - مع رئاسة حركة فتح تحت قيادة محمود عباس ومجلس تشريعي تهيمن عليه حماس، وتحول الأمر إلى صراع مفتوح، وطردت حماس فتح والسلطة الفلسطينية من غزة بالعنف.
???????????? ISRAEL now admits some 200 of the bodies they said were Israelis turned out to be "so badly burned" bodies of "Hamas terrorists!”
Who burned them AND were they also responsible for burning ISRAELI CITIZENS TO DEATH?!
pic.twitter.com/1lW8b3ypxZ
نهج "فرق تسد"
وأشار الباحث إلى أنه بالنسبة لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو وزملائه، كان هذا الانقسام مثالياً، وإن التزام حماس الذي لا يتزعزع بالكفاح المسلح والعنف سمح لليمين الإسرائيلي بتصوير الحركة الوطنية الفلسطينية برمتها على أنها متطرفة.
كما أن الانقسام بين غزة والضفة الغربية قدّم للإسرائيليين، الذين لا يريدون المشاركة في أي مفاوضات إضافية مع الفلسطينيين والتي يمكن أن تؤدي إلى حل الدولتين، ذريعة مثالية لعدم الجلوس مع منظمة التحرير الفلسطينية.
وأشار إلى أنه على مدى ما يقرب من 20 عاماً، كانت سياسة إسرائيل هي الإبقاء على حماس في السلطة في غزة، وإن كانت محاصرة، وتقليص حجمها من خلال حروب توصف بشكل ساخر بأنها "قص العشب"، مع ضمان في الوقت نفسه أن السلطة الفلسطينية لا تستطيع أن تتخلى عن السلطة، واستمرت إسرائيل في السيطرة على الإدارة الذاتية في الضفة الغربية.
كما أكد أن الهدف الأساسي هو ضمان أن الانقسام الفلسطيني يمنع أي تحرك إضافي نحو إنشاء دولة فلسطينية، أو وضع أي قيود أخرى على النشاط الاستيطاني الإسرائيلي.
وقال إبيش "إن الخيار العقلاني الوحيد المتبقي أمام إسرائيل في أعقاب هجوم السابع من أكتوبر(تشرين الأول) يتلخص في اختيار التعامل بجدية وبنّاءة مع الفلسطينيين الملتزمين بالتحدث مع الإسرائيليين، بدلاً من دعم أولئك الذين يريدون قتل الإسرائيليين، وإن الهدف الواضح بشكل خاص في السنوات المقبلة، أن يتم التعاون الأمني بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل، والتزام منظمة التحرير الفلسطينية الثابت بتأمين الاستقلال، من خلال اتفاق الدولتين مع إسرائيل.
وتابع "قد يتعارض هذا مع كل غرائز العديد من المتطرفين الإسرائيليين في الحكومة الإسرائيلية الحالية، بما في ذلك نتانياهو، ولكن إذا لم يبدأوا في التعامل بجدية وبنّاءة وتعاون مع السلطة الفلسطينية ومنظمة التحرير الفلسطينية، فإن حماس والجماعات الأكثر تطرفاً سوف تستمر في الازدهار".
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان سلطان النيادي مانشستر سيتي غزة وإسرائيل الحرب الأوكرانية عام الاستدامة غزة وإسرائيل السلطة الفلسطینیة إلى أن
إقرأ أيضاً:
الاتحاد الأوروبي يعقد محادثات مع السلطة الفلسطينية وإسرائيل
أعلنت المفوضية الأوروبية، الخميس، أن الاتحاد الأوروبي سيعقد في الأسابيع المقبلة محادثات منفصلة مع إسرائيل والسلطة الفلسطينية، مع استمرار وقف إطلاق النار في غزة.
وقالت المفوضية إن وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر سيلتقي في 24 فبراير (شباط) في بروكسل بنظرائه من الدول السبع والعشرين الأعضاء في الاتحاد الأوروبي وبكبيرة الدبلوماسيين في الاتحاد كايا كالاس.وقال المتحدث باسم المفوضية أنور العوني: "سنناقش مجموعة كاملة من القضايا مع إسرائيل، بما في ذلك الحرب في غزة، والقضايا الإقليمية، والقضايا العالمية، والعلاقات الثنائية بين الاتحاد الأوروبي وإسرائيل". اقتراح ترامب "لإعادة توطين" سكان غزة يثير عاصفة دبلوماسية - موقع 24قوبل اقتراح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي يدعو مصر والأردن لاستقبال فلسطينيين من قطاع غزة الذي أنهكته الحرب، برفض حاسم من الحليفين الإقليميين والفلسطينيين، وأعرب الفلسطينيون عن مخاوفهم من أن يؤدي هذا إلى منع إسرائيل عودتهم إلى أراضيهم نهائياً. وسيُعقد الاجتماع على هامش مجلس الشؤون الخارجية بالاتحاد الأوروبي.
بدورها، ستترأس كالاس مع رئيس الوزراء الفلسطيني محمد مصطفى "أول حوار فلسطيني رفيع المستوى على الإطلاق بين الاتحاد الأوروبي والفلسطينيين" على هامش مجلس الشؤون الخارجية التالي -- اجتماع لكبار الدبلوماسيين في الاتحاد الأوروبي -- في 17 مارس (آذار).
وقال العوني: "ستكون هذه فرصة لمناقشة دعم الاتحاد الأوروبي للفلسطينيين ومجموعة كاملة من القضايا الإقليمية والثنائية أيضاً".
وبحسب المفوضية فإنّ "الاتحاد الأوروبي ملتزم بشكل كامل بتحقيق السلام العادل والشامل والدائم على أساس حلّ الدولتين، حيث تعيش إسرائيل وفلسطين جنباً إلى جنب في سلام وأمن".