سوق العملات الرقمية في تركيا بين الحظر والتقنين
تاريخ النشر: 18th, November 2023 GMT
القاهرة (زمان التركية)- تلفت القوانين المزمع إصدارها في تركيا لتنظيم سوق العملات الرقمية الانتباه، خاصة وأنه في الآونة الأخيرة تحاول تركيا أن تخرج من القائمة الرمادية التي تضم الدول التي يتنشر فيها غسيل الأموال والجرائم المالية الأخرى.
تنظيم العملات المشفرة في تركيا
وقد أوضح المختصون في قطاع العملات الرقمية أن القواعد الجديدة التي ستصدرها تركيا لتنظيم سوق العملات المشفرة من المرجح أن تركز على الترخيص والضرائب، حيث تسعى رابع أكبر دولة في العالم لتجارة العملات المشفرة إلى الخروج من “القائمة الرمادية” الصادرة عن هيئة مراقبة الجرائم المالية الدولية، وقد وعدت أنقرة بتطبيق اللوائح الشهر الماضي وسط طفرة استمرت لسنوات في تداول العملات المشفرة، حيث أدى ارتفاع التضخم النقدي وانخفاض قيمة الليرة إلى زيادة الطلب على الأصول البديلة.
كما أن تركيا تسعى إلى معالجة المخاوف التي أثارتها هيئة الرقابة المالية ومقرها باريس (FATF) والتي وضعت البلاد بما يسمى بالقائمة الرمادية للبلدان التي يكثر فيها غسل الأموال والجرائم المالية الأخرى في عام 2021، وقد صرح بورا إردامار، مدير مركز BlockchainIST، وهو مركز بحث وتطوير لتكنولوجيا blockchain إن معايير الترخيص المحددة ستكون واحدة من الأولويات القصوى في اللائحة الجديدة، مضيفًا أنها “ستمنع إساءة استخدام النظام” . وأضاف إردامار أن اللوائح يمكن أن تشمل أيضًا متطلبات كفاية رأس المال، وتدابير لتحسين الأمن الرقمي، وخدمات الحفظ وإثبات الاحتياطيات.
والحقيقة التي يجب التركيز عليها أيضا أن تركيا احتلت المرتبة الرابعة عالميًا من حيث حجم معاملات العملات المشفرة الخام، بحوالي 170 مليار دولار خلال العام الماضي حيث جاءت في المرتبة الرابعة بعد الولايات المتحدة والهند والمملكة المتحدة، و وفقًا لتقرير صادر عن شركة تحليلات blockchain Chainalogy فإنه من المتوقع أن تحتل تركيا المركز الثاني عشر في مؤشر اعتماد العملات المشفرة ، وهو ما يعكس رغبة الأتراك في مواجهة انخفاض قيمة العملة واهتمام الشباب بالتكنولوجيا الجديدة. ففي أكتوبر الماضي صرح وزير المالية التركي محمد شيمشك بأن أنقرة ستقدم تشريعًا جديدًا يغطي الأصول المشفرة في أقرب وقت ممكن للامتثال للتوصية الأخيرة المتبقية من مجموعة العمل المالي، والتي من شأنها أن تسمح لتركيا بالخروج من القائمة الرمادية، الأمر الذي سيكون له تأثير إيجابي على تصنيفات الاستثمار في تركيا.
من جهة أخرى ولكي نفهم ما هي القائمة الرمادية فهي تلك الدول التي لا تفعل سوى القليل جدًا من القوانين والإجراءات القانونية لمكافحة غسل الأموال والجرائم المالية الأخرى، وتحتاج إلى العمل بنشاط مع مجموعة العمل المالي الدولية لتصحيح أوجه القصور.
وفي تقرير صدر في شهر يوليو الماضي صرحت مجموعة العمل المالي بأن تركيا قد لا تكون قادرة على تنظيم وتحديد مقدمي خدمات الأصول الافتراضية والمساهمين بشكل صحيح لأنها لا تتطلب منهم الحصول على ترخيص وتسجيل، وتعد هذه التوصية التي يجب على تركيا القيام بها من بين 40 توصية ورددت في التقرير يتعين على تركيا معالجتها للخروج من القائمة الرمادية.
وكما صرح موكاهيت دونميز، الرئيس التنفيذي لبورصة العملات المشفرة Binance تركيا: “هناك حاليًا نقص في التنظيم في هذا المجال”وأضاف بقوله “نعتقد أن ضمان أمن أصول المستخدمين ووضع معايير معينة فيما يتعلق بالحد الأدنى من متطلبات رأس المال والإدراج والحفظ ومتطلبات المنصات للحصول على تراخيص التشغيل سوف يسهم بشكل إيجابي في هذا القطاع ” مضيفا بقوله
“لقد لاحظنا أن الاهتمام بالأصول المشفرة في تركيا في ارتفاع مستمر. ” ولقد كان ازدهار العملات الرقمية في تركيا مدفوعًا بسنوات من التضخم ، والذي وصل إلى 85% العام الماضي وبلغ 61% الشهر الماضي، وانخفاض أكثر من 80% في الليرة مقابل الدولار على مدى خمس سنوات.
وفقًا لدراسة أجرتها Binance Research دخل غالبية المستثمرين الأتراك سوق العملات المشفرة منذ حوالي عامين، وقرابة 27% منهم دخل سوق العملات الرقمية خلال العام الماضي ، مما يدل على الاهتمام المستمر بالقطاع، وهو ما دعى الحكومة التركية للتصريح بأن العمل على تنظيم مقدمي خدمات الأصول المشفرة وفرض الضرائب على الأصول الافتراضية الرقمية سيكون على جدول أعمال عام 2024.
وكما علق إردامار من مركز BlockchainIST: “تتمتع تركيا بإمكانات كبيرة في مجال تكنولوجيا blockchain والأصول المشفرة… وإن سياسة الضرائب المعقولة، التي لن تخيف المستثمرين، ستعزز الثقة في هذا القطاع” الجدير بالذكر أيضا أنه وفي عام 2021 حظرت السلطات استخدام الأصول المشفرة للمدفوعات بعد التحقيق في بعض البورصات المحلية بتهمة الاحتيال، كما واجه مستخدمو بعض منصات تداول العملات المشفرة الأصغر حجمًا مشكلات في الوصول إلى حساباتهم وسحب الأموال، حيث انهارت أنظمة الشركات وقدم المستثمرون آلاف الشكاوى الجنائية إلى المحاكم. ولكن وكما أشار أونور ألتين تان عضو مجلس الإدارة في منصة العملات المشفرة Futurance Finance Tech & Fexobit فإنهم يتوقعون أن توضح اللائحة الجديدة معايير الترخيص للمنصات وتفرض الضرائب على المستخدمين، مضيفا قوله “لقد تم إنجاز أكثر من عامين من العمل بشأن هذه اللائحة، بما في ذلك اجتماعات تشاورية مع شركات تبادل العملات المشفرة، لذا يجب أن تكون مذكرة القانون جاهزة ليتم عرضها على البرلمان التركي”.
_____
المصدر: موقع “فاينانشال إكسبرس” المتخصص في متابعة الأسواق المالية عالميا.
Tags: الاقتصاد التركيالعملات المشفرة في تركياالقائمة الرماديةتركيا
المصدر: جريدة زمان التركية
كلمات دلالية: الاقتصاد التركي تركيا العملات الرقمیة العملات المشفرة الأصول المشفرة سوق العملات المشفرة فی فی ترکیا
إقرأ أيضاً:
هذا جديد استيراد السيارات الأقل من 3 سنوات والبطاقات الرمادية الخاصة بها
كشفت وزارة المالية أنه لم يتم تجميد استيراد السيارات المستعملة الأقل من 3 سنوات.
وأوضحت الوزارة في ردها على السؤال الكتابي للنائب طاهر بن علي حول جمركة السيارات المستوردة من الخارج الأقل من ثلاث سنوات والموجهة للاستعمال الشخصي أن العملية متوصلة وفقا لأحكام المرسوم التنفيذي رقم 23-74.
وأكدت الوزارة ان مصالح الجمارك تواصل عملية جمركة السيارات المستعملة المستوردة وفقا لأحكام هذا المرسوم التنفيذي الذي يحدد شروط وكيفيات جمركة ومراقبة مطابقة السيارات السياحية والنفعية المستعملة المقتنية من طرف الأفراد المقيمين.
واضافت الوزارة أنه يتم القبول المؤقت للسيارات المستعملة المستوردة على التراب الوطني عن طريق إصدار سند عبور لدى الجمارك صالح لمدة شهر واحد غير قابل للتجديد.
كما يتم إيداع ملف جمركة السيارة على مستوى مكتب الجمارك للدخول أومكتب الجمارك المختص إقليميا بالنسبة لإقامة الفرد المقيم بحيث يسمح هذا الإجراء بالتسهيل على الفرد المقيم المستورد للسيارة إتمام إجراءات جمركتها.
واستحدثت المادة 208 من قانون المالية لسنة 2025 ، المعدلة والمتممة للمادة 110 من قانون المالية لسنة 2020، المتعلقة بجمركة السيارات الأقل من 3 سنوات، إدراج شرط عدم التنازل عن السيارات المستعملة التي يتم استيرادها من طرف الأفراد المقيمين بالجزائر، لمدة 36 شهرا ابتداء من تاريخ جمركتها.
السيارات التي تم استيرادها سنة 2024 أي قبل صدور قانون المالية لسنة 2025 وتمت جمركتها لا تخضع لأحكام المادة سالفة الذكر.
وبخصوص رفع التجميد عن إصدار البطاقات الرمادية للسيارات المستوردة أقل من ثلاث سنوات كشف وزير الداخلية والجماعات المحلية والتهيئة العمرانية إبراهيم مراد أن هذا التجميد المطبق من 01 أكتوبر 2024 مؤقت بغرض تقييم الإجراءات الإدارية المعتمدة لإستصدارها ولتعزيز آليات الرقابة.
وسيتم رفع التجميد عن إستصدارها فور نهاية عملية التقييم التي تقوم بها الوزارة المعنية.