جبهة الجنوب نحو التصعيد.. اسرائيل في مأزق حقيقي
تاريخ النشر: 18th, November 2023 GMT
يستمر "حزب الله" بالتعامل مع الجبهة الجنوبية بصفتها جبهة استنراف للجيش الاسرائيلي ومن الواضح انه وضع أولويات جدية تقوم على قتل اكبر عدد من الجنود الاسرائيليين، ولعل استهداف تجمعات جنود الجيش الاسرائيلي خير دليل على التوجه الجديد لعناصر الحزب، اذ يصر هؤلاء في استهدافاتهم العسكرية على ايقاع قتلى وجرحى بشكل مؤكد، حتى ان الحزب بدأ استخدام منظومات صواريخ مضادة للدروع أكثر فاعلية.
وبحسب المؤشرات العملية، يبدو أن الحزب يصعّد بشكل يومي عملياته من الجنوب وهذا ما سيستمر، ويؤكد أن التصعيد هو خيار لا مفر منه سيظهر بشكل علني خلال الايام المقبلة، وعندها ستصبح الجبهة الجنوبية خطيرة على تل ابيب بقدر خطورة جبهة غزة، خصوصا وأن الجيش الاسرائيلي لم يستطع التأقلم مع طبيعة الحرب الهجينة مع "حزب الله" وبالتالي فإن تحقيقه نتائج ايجابية بات امراً مستحيلاً.
تقول مصادر مطلعة ان اسرائيل باتت عاجزة بشكل لافت عن ايجاد أهداف عسكرية لـ "حزب الله" وهذا ما يظهر من خلال التراجع الكبير في اعداد شهداء الحزب، وفي المقابل فإن الجيش الاسرائيلي غير قادر على الإختباء والتخفي لتجنب الصواريخ الموجهة، وهذا بسبب طبيعته التكتيكية بوصفه جيشاً نظامياً، وعليه فإن اللا توازن بدأ يتكرس بشكل كبير ما سيزيد الجرأة من الجانب اللبناني على ضرب الاهداف الاسرائيلية وتحلل قدرات الردع.
امس، طالب المتحدث الرسمي بإسم كتائب عز الدين القسام ابو عبيدة "مقاتلي الامة" الذين يساندون جبهة غزة بالتصعيد، وهذا الامر، لم يتم من دون تنسيق مسبق في ظل تفعيل غرفة العمليات المشتركة بين "حزب الله" والفصائل الفلسطينية، وعليه فإن التطورات المقبلة ستكون بمثابة تدحرج مقصود على الجبهات بالتوازي ، إما مع عملية التفاوض الحاصلة او مع مسار الاستنزاف الميداني في غزة، وفي الحالتين، تجد قوى المقاومة ان هناك فرصة جدية لتوجيه ضربات عميقة للجيش الاسرائيلي.
وترى المصادر ان تراجع احتمالات الحرب الكبرى، وتراجع امكانية تدخل الولايات المتحدة الأميركية بشكل مباشر في المعركة، يزيد من قدرة "حزب الله" على إدخال الجيش الاسرائيلي في معركة استنزاف طويلة وشاقة بالتوازي مع عملية الاستنزاف الذي تتعرض له القوات الاسرائيلية داخل قطاع غزة، كل ذلك يؤدي الى تعقيد المشهد الميداني وجعل امكانية الوصول الى تسوية أكثر صعوبة، لان دخول تل ابيب في مستنقعين في الشمال والجنوب يجعلها لا تتحمل الإقرار بالتعب او الهزيمة.
وعليه، ستكون الاضواء موجهة في الايام المقبلة على جبهة جنوب لبنان، خصوصا أن الحزب بات يحاول التأثير على أصل الحياة في المستوطنات الشمالية، ويكرس نوعا من المعادلة بين التصعيد الميداني البري في غزة، وبين التصعيد تجاه اجهزة "الدولة" في شمال فلسطين المحتلة، فقد بدأ تصعيد "حزب الله" يؤثر على سبيل المثال على شبكة المياه والكهرباء وحتى على الاتصالات الخلوية، وهذا ما لا تستطيع تل ابيب تحمّله لوقت طويل..
المصدر: خاص "لبنان 24"
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: الجیش الاسرائیلی حزب الله
إقرأ أيضاً:
اليونيسف : اسرائيل قتلت أكثر من 200 طفل لبناني في أقل من شهرين
جنيف"وكالات":
أعلنت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) اليوم أن أكثر من 200 طفل قتلوا في لبنان، في غضون شهرين تقريبا منذ بدء التصعيد بين إسرائيل وحزب الله، بمعدل "أكثر من ثلاثة" أطفال في اليوم.
وقال المتحدث باسم المنظمة جيمس إلدر في تصريح صحافي في جنيف "رغم مقتل أكثر من 200 طفل في لبنان في أقل من شهرين، إلا أن اتجاها مقلقا يبرز ويظهر أنه يجري التعامل بلا مبالاة مع هذه الوفيات من جانب هؤلاء القادرين على وقف هذا العنف".
وأضاف "يجب أن نأمل ألا تشهد الإنسانية مرة أخرى مثل هذه المذبحة للأطفال كما حدث في غزة، لكن هناك أوجه تشابه مخيفة مع أطفال لبنان".
وتابع "في لبنان، كما هو الحال في غزة، يتحول ما لا يمكن تقبله، بهدوء الى أمر مقبول" منددا "بتطبيع صامت للرعب".
وفي الثامن من أكتوبر 2023، غداة هجوم حركة حماس غير المسبوق على جنوب إسرائيل، فتح حزب الله جبهة "إسناد" لغزة، وجرت منذ ذلك الحين عمليات تبادل إطلاق نار شبه يومية عبر الحدود.
وبعد عام، كثفت اسرائيل اعتبارا من 23 سبتمبر غاراتها على معاقل الحزب في جنوب لبنان وشرقه وضاحية بيروت الجنوبية. وأعلنت في 30 منه بدء عمليات برية "محدودة".
وتابع إلدر أن "رقم أكثر من 200 (طفل قتلوا) سجل في الشهرين الماضيين" و"هناك ما لا يقل عن 231" قتلوا في لبنان منذ بدء الحرب على غزة في أكتوبر 2023.
وأضاف المتحدث أن اليونيسف "لا تذكر أسماء" المسؤولين لكن "أي شخص يتابع وسائل الإعلام تتكون لديه فكرة واضحة إلى حد ما عن الطريقة التي قتل فيها هؤلاء الأطفال، من المكان الذي أطلقت منه الصواريخ والمكان الذي كان يتواجد فيه هؤلاء الأطفال والمكان الذي كانوا يفرون منه ..الأمر نفسه كما حصل في غزة".
ومنذ بدء تبادل القصف بين حزب الله وإسرائيل في الثامن من أكتوبر 2023، قُتل أكثر من 3516 شخص في لبنان، وفق وزارة الصحة اللبنانية.