كيفية التخلص من كثرة الوسوسة في الصلاة؟.. الإفتاء: النبي أوصى بـ5 أمور
تاريخ النشر: 18th, November 2023 GMT
يبحث كثير من الناس عن كيفية التخلص من كثرة الوسوسة في الصلاة والتي تعد من الأمور المنغصة على المسلم صلاته بدءًا من الوضوء وحتى الشك في عدد ركعات الصلاة وسجدة السهو وما نحوها، خاصة وقد صارت كثرة الوسوسة في الصلاة سمة شائعة ومنتشرة بين الكثير من الناس، وحيث إن الصلاة هي عماد الدين وثاني أركان الإسلام الخمسة ، ومن ثم لا يمكن تضييعها بأي حال من الأحوال، لذا يكثر البحث عن كيفية التخلص من كثرة الوسوسة في الصلاة ؟، وقد أصبحت الوسوسة في الصلاة مشكلة عامة تؤرق الكثيرون وتحتاج إلى علاج ، والذي نجده بالبحث في نصوص الأثر عن كيفية التخلص من كثرة الوسوسة في الصلاة ؟، باعتبارها مشكلة موجودة منذ عهد رسول الله –صلى الله عليه وسلم- ، والذي أخبرنا عن علاج الوسوسة في الصلاة والوضوء وكذلك كيفية التخلص من كثرة الوسوسة في الصلاة ، وجاء ذلك في عدة أحاديث نبوية.
ورد عن كيفية التخلص من كثرة الوسوسة في الصلاة والوضوء بعدما اتعبت الكثيرين ونغصت عليهم طاعاتهم، قال الشيخ عويضة عثمان، مدير إدارة الفتوى الشفوية وأمين الفتوى بدار الإفتاء، إن العبد الذي يريد الخشوع والاطمئنان في الصلاة، ويريد إبعاد وساوس الشيطان عنه، ينبغي أن يصلي صلاة مودع، بأن يستحضر أنها آخر صلاة له في حياته، فبذلك يتحقق له كيفية التخلص من كثرة الوسوسة في الصلاة والوضوء .
و أضاف «عثمان» في إجابته عن سؤال: « كيفية التخلص من كثرة الوسوسة في الصلاة والوضوء؟»، أن هذا الأمر النبوي ورد عن أبي أيوب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «إذا قمت في صلاتك فصلِّ صلاة مودع، ولا تكلم بكلام تعتذر منه واجمع الإياس مما في أيدي الناس». رواه ابن ماجه وصححه الشيخ الألباني في " السلسلة الصحيحة "، منوهًا بأن كيفية التخلص من كثرة الوسوسة في الصلاة والوضوء يكون باستحضار العبد لهذا المعنى، فإنه سوف يركز فيما يقرأ ويستحضر بين يدي من يقف، وسيترك كل ما يشغله عن الله العظيم الذي ينظر إليه، ولا بد أن يجاهد نفسه وهواه والشيطان؛ لأن الشيطان إذا رأى منه ذلك، سيتركه وييأس منه.
علاج الوسوسة في الصلاة والوضوءورد عن علاج الوسوسة في الصلاة والوضوء فعنه ينبغي العلم بأن الشيطان خنزب مُهمته الأساسية زرع الوساوس لمنع المُسلم عن الصلاة، فإن لم يستطع ذلك وقام المُسلم ليُصلي يبدأ في محاولات لإلهاء المسلم عن صلاته، وبالتالي فقد يُخطئ المُسلم أو ينسى القيام بأحد أركان الصلاة بفعل هذه الوساوس، لذا فإن علاج الوسوسة في الصلاة والوضوء فيه أوّل ما يجب القيام به في هذه الحالة هو التعوُّذ من الشيطان، وأمور أخرى سوف تُساعد المُصلّي على أداء صلاته بشكل سليم، ودحض الأهداف التي يسعى الشيطان لتحقيقها، ويمكن علاج الوسوسة في الصلاة والوضوء من خلال هذه الأمور:
• النيّة الخالصة لله تعالى، بحيث ينوي المُصلي الصلاة لأداء فريضة تُقربه من الله عز وجل.
• الاستعاذة من الشيطان قبل الصلاة.
• التأمُّل قليلًا في عظمة الخالق.
• الثقة بالله والتوكل عليه قبل أداء الصلاة ، وبأن الله لن يخذل عبده ويجعله يستطيع تأدية صلاته على أكمل وجه.
• الصلاة في مكان هادئ بعيدًا عن أي مصدر للإزعاج.
• الدعاء والرجاء من الله أن يُبعد وساوس الشيطان وأن يُزيلها من قلب المُصلي، ويُمكن عمل هذا أثناء الصلاة في رُكن السجود، والدعاء بعد الصلاة أيضًا.
• الجهر في الصلوات المسموح بها الجهر، فعندما يسمع المُصلي صوته وهو يُردد آيات الله سوف ينشغل تفكيره فيما يقول وبهذا يُبعد وسوسة الشيطان عنه.
• في السيرة النبوية نجد حلولًا لمُعظم الوساوس التي نواجهها، فقد وردنا عن النبي صلّى الله عليه وسلّم أنَّ عثمان بن أبي العاص أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله إن الشيطان قد حال بيني وبين صلاتي وقراءتي يلبسها علي، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ذاك شيطان يقال له خنزب، فإذا أحسسته فتعوذ بالله منه واتفل على يسارك ثلاثًا، قال: ففعلت ذلك فأذهبه الله عني.(رواه مُسلم).
• تجاهل الوسواس ، حيث إن اقتناع المُصلي بأنه لا يستطيع تأدية صلاته كما يجب؛ بسبب وساوس الشيطان هي من أهم الأسباب التي يجب مقاومتها، وهذا لن يتحقق إلا بقُوة الإرادة، فالله عز وجل كرّم المُسلم وأعطاه فُرصة للسعي نحو الخير في الدّنيا، وهو أقوى من أي شيطان قد يُحاول إبعاده عن عبادته.
علامات الوسواس في الصلاة حيث إن الوسوسة في الوضوء وكذلك الوسوسة في الصلاة لها علامات يشعر بها صاحبها، ومنها:
• الشعور بالضيق عند التكبير "تكبيرة الإحرام، وكذلك عند قراءة القُرآن في الصلاة، وينتهي هذا الشعور بانتهاء الصلاة.
• شعور المُصلي دائمًا بأنه قد نسي رُكنًا أو ركعة، مما يضطره لأداء سجود السهو بعد كُل صلاة، أو إعادة الصلاة من جديد.
تعد كثرة الوسوسة في الصلاة هي محاولة من الشيطان لكسر يقين المسلم أثناء أداء الطاعات، وتشكيكه في صحتها عن طريق زرع الوساوس في نفسه حول تلك الطاعة التي يؤديها، فتظهر في كثرة الوسوسة في الصلاة من حيث التشكيك في عدد الركعات أو قراءة الفاتحة أو عدد السجدات أو حتى سجود السهو وكذلك تبدو أيضًا في الوسوسة في الوضوء حيث التشكيك في عدد مرات الغسل والمضمضة وما نحوها، مما يكدر الإنسان عند أداء الطاعات، وعن كثرة الوسوسة في الصلاة قال مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، إن الوسوسة في الصلاة والوضوءِ من الشيطان، والواجبُ عدمُ الالتفاتِ إليها وإكمالُ الوضوء والصلاة.
تجاهل الوسواس في الصلاةورد أنه قبل البحث عن حكم تجاهل الوسواس في الصلاة ينبغي الالتفات إلى أنه قد يتعرض الإنسان لوساوس الشيطان خلال صلاته، فإبليس يُحب إلهاء العبد عن ربِّه بشتى الوسائل، والشيطان المسئول عن إدخال الوساوس إلى قلب المُسلم خلال صلاته يُسمى خنزب، فعن حكم تجاهل الوسواس في الصلاة ، أوضح «الأزهر»، عبر صفحته بموقع التواصل الاجتماعي فيس بوك، أن رسول الله –صلى الله عليه وسلم- قد أرشدنا إلى ما ينبغي علينا فعله، حتى لا نقع فريسة لوساوس الشيطان التي تكثر عند أداء الطاعات، خاصة الوضوء والصلاة، فتشككنا في صحة الوضوء، وعدد ركعات الصلاة، وهو تجاهل الوسواس في الصلاة ما لم يسمع صوتا أو يجد ريحا.
و استشهد بما ثبتَ عن النبيِ صلّى الله عليه وسلّم أنه "شُكِيَ إِلَيهِ الرَّجُلُ، يُخَيَّلُ إِلَيْهِ أَنَّهُ يَجِدُ الشَّيْءَ فِي الصَّلاَةِ؟ قَالَ: «لاَ يَنْصَرِفُ حَتَّى يَسْمَعَ صَوْتًا، أَوْ يَجِد رِيحًا» (متفق عليه)"، وفي تجاهل الوسواس في الصلاة ورد كذلك عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إذا وجد أحدكم في بطنه شيئًا فأشكل عليه أخرج منه شيء أم لا؟ فلا يخرُجَنَّ مِن المسجدِ حتى يسمعَ صوتًا أو يجد ريحًا» رواه مسلم.
من شك في قراءة الفاتحةقال الدكتور محمود شلبي أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، إن الدخول في الصلاة يكون بالتكبير ( بقول الله أكبر) ثم دعاء الاستفتاح وبعده قراءة سورة الفاتحة مباشرة.
وأوضح “شلبي” في فيديو بالصفحة الرسمية لدار الإفتاء بموقع اليوتيوب في إجابته عن سؤال: (من شك في قراءة الفاتحة أثناء الصلاة ، ماذا يفعل ؟، حيث دائمًا أتحير أثناء الصلاة هل قرأت الفاتحة بعد دعاء الاستفتاح أم لا فماذا أفعل؟)، أن دعاء الاستفتاح هو أول الصلاة ومن المفترض ألا يكون هناك حيرة أو توهة في بداية الصلاة.
وأضاف أن الدخول في الصلاة يكون بالتكبير ( بقول الله أكبر) ثم دعاء الاستفتاح وبعده قراءة الفاتحة مباشرة، فإذا حدث أن تحير المُصلي ما إذا كا قرأ سورة الفاتحة بعد دعاء الاستفتاح أم لا في بداية الصلاة وتاه، فلا داعي من ترديد دعاء الاستفتاح أصلاً، حيث إن دعاء الاستفتاح هو هيئة من هيئات الصلاة وليس ركنًا كالفاتحة.
وتابع: فإذا كان المُصلي لديه تركيز فهذا خير وبركة ويردد دعاء الاستفتاح ، أما إذا كان هذا الدعاء سيتسبب في تيه المُصلي وشكه فيما إذا كان يقرأ الفاتحة أم لا فلا داعي لقوله، وعلى المصلي حينئذ أن يشرع في الصلاة بقول الله أكبر ثم يبدأ في قراءة الفاتحة مباشرة دون الحاجة لدعاء الاستفتاح، إذن فدعاء الاستفتاح يقال أولاً في بداية الصلاة ثم تُقرأ الفاتحة ، وإذا تسبب في إشكال للمُصلي فعليه بقراءة الفاتحة فقط.
وأكد أنه لا تقبل الصلاة إلا بقراءة سورة الفاتحة فقد فرض الله على كلّ مسلمٍ قراءة سورة الفاتحة في كلّ ركعةٍ يؤدّيها، وجُعلت ركنًا من أركان الصلاة لا تُقبل الصلاة إلّا بها، يكرّرها العبد على الأقل سبعة عشرة مرة كل يومٍ، وذلك مصداقًا لقول رسول الله- صلّى الله عليه وسلّم-: (لا صَلاةَ لِمَن لَمْ يَقْرَأْ بفاتِحَةِ الكِتابِ)، وقال رسول الله: (كلُّ صلاةٍ لا يُقرَأُ فيها بفاتحةِ الكِتابِ فهي خِداجٌ كلُّ صَلاةٍ لا يُقرَأُ فيها بفاتحةِ الكِتابِ فهي خِداجٌ كلُّ صلاةٍ لا يُقرَأُ فيها بفاتحةِ الكِتابِ فهي خداجٌ)، ويُقصد بلفظ خِداج الفساد، قراءة سورة الفاتحة في الصلاة تتحقّق فيها المناجاة بين العبد وربه، وعلى المصلّي أن يستحضر المعاني السابقة؛ ليحقّق الصلة بينه وبين ربه.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: قراءة سورة الفاتحة صلى الله علیه وسلم قراءة الفاتحة من الشیطان رسول الله الم سلم الک تاب حیث إن
إقرأ أيضاً:
حكم قراءة سورة الفاتحة وأول سورة البقرة بعد ختم القرآن
اجابت دار الافتاء المصرية عن سؤال ورد اليها عبر موقعها الرسمي مضمونة:"ما حكم قراءة سورة الفاتحة وأول خمس آيات من سورة البقرة بعد ختم القرآن الكريم؟".
لترد دار الافتاء موضحة: انه يستحب للقارئ إذا فرغ من ختم القرآن الكريم أن يقرأ سورة الفاتحة وأول سورة البقرة؛ لأن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أخبرنا أن قراءتهما من أحب الأعمال إلى الله سبحانه وتعالى، وعلى ذلك جرى عمل المسلمين في كافة الأمصار.
أخبرنا سيدنا النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنَّ قراءة سورة الفاتحة وأول سورة البقرة بعد ختم القرآن الكريم من أحب الأعمال إلى الله سبحانه وتعالى؛ قال الحافظ جلال الدين السيوطي في "الإتقان" (2/ 714-715، ط. مجمع الملك فهد): [يُسَنُّ إذا فرغ من الختمة أن يشرع في أخرى عقب الختم؛ لحديث الترمذي وغيره: «أَحَبُّ الْأَعْمَالِ إِلَى اللهِ الْحَالُّ الْمُرْتَحِلُ؛ الَّذِي يَضْرِبُ مِنْ أَوَّلِ الْقُرْآنِ إِلَى آخِرِهِ كُلَّمَا حَلَّ ارْتَحَلَ»، وأخرج الدانيُّ بسند حسن عن ابن عباس عن أبيّ بن كعب أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان إذا قرأ: ﴿قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ﴾ افتتح من الحمد، ثم قرأ من البقرة إلى: ﴿وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ﴾، ثم دعا بدعاء الختمة، ثم قام] اهـ.
وقد جرى على ذلك عمل الناس، وصح ذلك من قراءة ابن كثير رحمه الله تعالى:
قال الإمام القرطبي في تفسيره "الجامع لأحكام القرآن" (1/ 30، ط. دار عالم الكتب): [ومن حرمته: أن يفتتحه كلما ختمه؛ حتى لا يكون كهيئة المهجور، ولذلك كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إذا ختم يقرأ من أول القرآن قدر خمس آيات؛ لئلا يكون في هيئة المهجور، وروى ابن عباس رضي الله عنهما قال: «جَاءَ رَجُلٌ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ أَيُّ الْعَمَلِ أَفْضَلُ؟ قَالَ: عَلَيْكَ بِالْحَالِّ الْمُرْتَحِلِ، قَالَ: وَمَا الْحَالُّ الْمُرْتَحِلُ؟ قَالَ: صَاحِبُ الْقُرْآنِ؛ يَضْرِبُ مِنْ أَوَّلِهِ حَتَّى يَبْلُغَ آخِرَهُ، ثُمَّ يَضْرِبُ فِي أَوَّلِهِ؛ كُلَّمَا حَلَّ ارْتَحَلَ»] اهـ.
وقال الإمام ابن الجزري في "النشر في القراءات العشر" (2/ 411، ط. المطبعة التجارية الكبرى): [قال الحافظ أبو عمرو الداني في كتابه "جامع البيان": كان ابن كثير من طيق القواس والبزي وغيرهما يكبر في الصلاة والعرض من آخر سورة ﴿وَالضُّحَى﴾ مع فراغه من كل سورة إلى آخر ﴿قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ﴾، فإذا كبر في (الناس) قرأ فاتحة الكتاب وخمس آيات من أول سورة البقرة على عدد الكوفيين إلى قوله: ﴿وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ﴾، ثم دعا بدعاء الختمة، قال: وهذا يُسَمَّى (الحال المرتحل)، وله في فعله هذا دلائل مستفيضة؛ جاءت من آثار مروية ورد التوقيف بها عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وأخبار مشهورة مستفيضة جاءت عن الصحابة والتابعين والخالفين] اهـ.
ثم قال ابن الجزري (2/ 444): [وصار العمل على هذا في أمصار المسلمين؛ في قراءة ابن كثير وغيرها، وقراءة العرض وغيرها، حتى لا يكاد أحد يختم إلا ويشرع في الأخرى؛ سواء ختم ما شرع فيه أو لم يختمه، نوى ختمها أو لم ينوه، بل جعل ذلك عندهم من سنة الختم، ويسمون مَن يفعل هذا (الحال المرتحل)؛ أي الذي حلّ في قراءته آخر الختمة وارتحل إلى ختمة أخرى] اهـ.
وعند الحنابلة: يستحب للقارئ إذا فرغ من الختمة أن يشرع في أخرى، لكنهم نقلوا عن الإمام أحمد المنع من قراءة الفاتحة وأول البقرة، مع نصهم على أنَّ القارئ إن فعل ذلك فلا بأس:
قال الشيخ الرحيباني الحنبلي في "مطالب أولي النهى" (1/ 605، ط. المكتب الإسلامي): [ويستحب إذا فرغ من الختمة أن يشرع في أخرى؛ لحديث أنس رضي الله عنه: «خَيْرُ الْأَعْمَالِ: الْحِلُّ وَالرِّحْلَةُ»، قيل وما هما؟ قال: «افْتِتَاحُ الْقُرْآنِ وَخَتْمُهُ».. (ولا يقرأ الفاتحة وخمسًا) أي: خمس آيات (من) أول (البقرة عقب الختم نصًّا)؛ لأنه لم يبلغه فيه أثر صحيح، (فإن فعل) ذلك (فلا بأس)، لكن تركه أولى] اهـ.
وقال الإمام ابن الجزري في "النشر" (2/ 449-450): [لا نقول إن ذلك لازم لكل قارئ، بل نقول كما قال أئمتنا فارس بن أحمد وغيره: من فعله فحسن، ومن لم يفعله فلا حرج عليه] اهـ.
وقد ذكر الإمام موفق الدين أبو محمد عبد الله بن قدامة المقدسي الحنبلي رحمه الله في كتابه "المغني" (2/ 126، ط. مكتبة القاهرة) أن أبا طالب صاحب الإمام أحمد قال: [سألت أحمد: إذا قرأ: ﴿قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ﴾ يقرأ من البقرة شيئًا؟ قال: لا. فلم يستحب أن يصل ختمة بقراءة شيء. انتهى. فحمله الشيخ موفق الدين على عدم الاستحباب، وقال: لعله لم يثبت عنده فيه أثر صحيح يصير إليه. انتهى.
وفيه نظر؛ إذ يحتمل أن يكون فهم من السائل أن ذلك لازم، فقال: لا، ويحتمل أنه أراد قبل أن يدعو؛ ففي كتاب "الفروع" للإمام الفقيه شمس الدين محمد بن مفلح الحنبلي: ولا يقرأ الفاتحة وخمسًا من البقرة، نص عليه، قال الآمدي: يعني قبل الدعاء، وقيل: يُستَحَبُّ. فحمل نص أحمد بقوله (لا) على أن يكون قبل الدعاء، بل ينبغي أن يكون دعاؤه عقيب قراءة سورة الناس كما سيأتي نص أحمد رحمه الله، وذكر قولًا آخر له بالاستحباب. والله أعلم] اهـ.
وقال العلّامة إسماعيل حقي البروسوي في "روح البيان" (10/ 425، ط. دار إحياء التراث العربي): [رُويَ عن ابن كثير رحمه الله أنه كان إذا انتهى في آخر الختمة إلى: ﴿قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ﴾ قرأ سورة ﴿الْحَمْدُ للهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾ وخمس آيات من أول سورة البقرة على عدد الكوفي، وهو إلى: ﴿وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ﴾؛ لأن هذا يُسَمَّى (الحالَّ المُرْتَحِلَ)، ومعناه: أنه حلَّ في قراءته آخر الختمة وارتحل إلى ختمة أخرى؛ إرغامًا للشيطان، وصار العمل على هذا في أمصار المسلمين، في قراءة ابن كثير وغيرها، وورد النص عن الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله أن مَن قرأ سورة الناس يدعو عقب ذلك؛ فلم يَسْتَحِبَّ أن يصل ختمه بقراءة شيء، ورُوِيَ عنه قولٌ آخرُ بالاستحباب] اهـ.