شبكة اخبار العراق:
2025-02-24@13:24:31 GMT

معقول الصدر في فوضاه

تاريخ النشر: 18th, November 2023 GMT

معقول الصدر في فوضاه

آخر تحديث: 18 نونبر 2023 - 9:46 صبقلم: علي الصراف لا تعرف لماذا يبقى مقتدى الصدر يدلي بتصريحات عن فاسدين كان هو الذي سلّمهم السلطة. شيء لا يبدو معقولا. ولكن السؤال الذي لا يني يطفو على السطح هو: ما هو المعقول أصلا في عراق الميليشيات؟ ما هو الشيء الذي إذا سمعته، جاز لك أن تصدقه؟العراق حالة من الاضطراب العقلي.

إنه بلد مصاب بنوع جديد من أوبئة تصيب الدماغ، حتى أصبح الهذيان هو الشيء المتداول ليس بين السياسيين وحدهم، بل بين الناس. يجعلهم يقولون شيئا ويقصدون آخر. في خضم الفوضى الذهنية العامة، دعا الصدر أنصاره إلى الامتناع عن المشاركة في انتخابات المجالس المحلية الشهر المقبل. قال لهم “مشاركتكم للفاسدين تحزنني كثيراً… ومقاطعتكم للانتخابات أمر يفرحني ويغيظ العدا… ويقلل من شرعية الانتخابات دولياً وداخلياً ويقلص من هيمنة الفاسدين والتبعيين على عراقنا الحبيب”. وهو:ـ شارك الفاسدين دهرا. العراق كله هو الذي يتقيأ دماً. وهو الذي يصيبه الهزال. وهو الذي إذا أراد أن يبحث عن سبيل للخروج من الفوضى سقط تحت وطأة التهديد بحرب أهلية، في بئر أعمق من الخسران ـ وتنافس في انتخابات، وأفرح العدا. ـ واعتبرها شرعية يوم أراد السلطة من ورائها. ـ ودفع أنصاره لطعن المطالبين بالتغيير وأجهض احتجاجاتهم. ـ وعندما حوصر من قبل الفاسدين والتبعيين ليشاركوه الحصة، سلّمهم المفتاح. وما من مرة، قدّم الصدر تفسيرا لتقلباته واضطراباته الذهنية. وظل الرجل يبدو وكأنه “طبيعي”. إنما لأن محيطه، والعراق كله، لم يعد طبيعيا. حتى أصبح من المعقول، في عالم اللامعقول، أن يبدو حكيما أكثر من سواه. ويحظى الصدر بدعم نوعين من الناس. الأول يتخذ منه ستارا لمعارضة، لو أنها لم تتستر به لكان نصيبها الاتهام بالانتساب إلى النظام السابق، وتاليا القتل والملاحقات والترويع. والثاني مصاب بوباء الجهل الطائفي ممّن يعتبرون ولاءهم لإحدى الميليشيات امتدادا لولائهم لـ”آل البيت”، ولو كانت المسافة بين هذا وذاك أبعد من المريخ. وكان من الممكن للتيار الصدري أن يكون طرفا من أطراف التغيير. إلا أن طائفيته غلبت عليه. وكان من الأيسر للصدر أن يمنح السلطة لـ”الفاسدين والتبعيين” من فصيلته الطائفية، على أن يتحالف مع قوى التغيير الأخرى. وهو سيظل يفعل الشيء نفسه، حتى جاز التساؤل عمّا إذا كانت وطنيته وولاؤه لمصالح العراق مجرد غطاء لغطاء، أو حجة للادعاء على غيره من أصحاب الولاء لإيران. أو بكلمة أخرى، مجرد أداة للتمايز عن غيره من الأقران، في إطار طائفية هي الأساس، وليس العراق. وهذا ما يجعل “التمايز” غطاء، والوطنية غطاء آخر. والأصل في ذلك أنه يقول شيئا ويقصد آخر. ولم يعد من المهم أن يشارك التيار الصدري في الانتخابات أو لا يشارك، طالما أن النتيجة هي نفسها. إذا خسر، تكسّرت شوكته، وإذا فاز كسر شوكته بنفسه.ويبدو في الظاهر، أن عداءه الشخصي لحاكم العراق الفعلي، ومؤسس نظامه الطائفي، نوري المالكي هو السبب الرئيسي لنفور الصدر من المشاركة في عملية سياسية تملي عليه أن يقابل وجه المالكي بين حين وحين مما قد يدفعه إلى الغثيان. وجه الغثيان الحقيقي هو أن المالكي صمّم نظاما محكما للمحاصصة، قد يمكن نسفه، إلا أنه غير قابل للإصلاح. هذا النظام، على بساطته، كان قادرا على أن يجمع كل فئات اللصوص حول مائدة العراق، فيكون لكل عصابة منها حصتها من أعمال النهب. وهو ما أصبح يعني شيئين، من الناحية “الدستورية”: الأول أن العراق هو دولة “مكوّنات” يحكمها “المكوّن الشيعي”. والثاني أنه يمكن لعصابة شيعية أن تتفوق على غيرها من الأخوات، إلا أنها يجب أن تأخذ مصالح وحصص أولئك الأخوات. الصدر يؤمن بالجزء الأول، ولا يؤمن بالثاني، ما يجعل عجزه عن الخروج من هذه الدائرة المحكمة هو سبب الغثيان.لا تستغرب الفوضى في بلد يدّعي اللاعبون فيه كل ادّعاء، ويقصدون شيئا آخر. ها هنا منبت الوباء. وللوباء اسم يعرفه الطائفيون. ويعرفون أنه يصيب العقول ويرسم أنماط السلوك  والمالكي خبير مؤامرات أيضا. وهي كفاءة تعلمها ببطء شديد من أيام الجوع والحرمان، وأصبحت من الإتقان إلى درجة أنها تستطيع أن تنتظر طويلا. بينما الصدر مثل فوران القهوة، انفعالي، وتتضارب أفعاله حسب المزاج. ولئن بدا في لحظة من اللحظات أن المالكي يخاف من انتقام الصدر (لأنه يعرفه جيدا)، فالحقيقة هي أن الصدر هو الذي يخاف. هذا الوضع الشاذ، بمثابة لعبة، إما أن تلعبها بشروط صانعها، وإما أن تنسفها نسفا. والصدر ليس على تلك الشجاعة ليأخذ مثل هذا الخيار. أهون عليه أن ينأى بنفسه عنها ويتركها تمضي إلى حيثما تشاء، على أن يكون قوة تغيير.حالة الفوضى الذهنية سرعان ما تكشف عن سياق يبدو “معقولا” لأصحابه على نحو مفاجئ. وهو أن المحاصصة الطائفية هي النظام، وأن الصدر جزء منه، ولو نأى بنفسه عنه. وهو واحد من حرّاسه الأمناء. شارك أم لم يشارك في الانتخابات. جماعته (الأكبر) ستظل هي الفائز باستمرار. تلك الحالة من الفوضى الذهنية تبدو في هذا السياق عملا عقلانيا تجعل من السهل للمرء أن يفهم لماذا شارك الصدر الفاسدين دهرا، ولماذا تنافس معهم وانقلب عليهم، ولماذا أخلى لهم المكان، وجعله فسيحا، مما صار مثيرا للغثيان له ومنه.وإذ أنه لم يمتلك الكفاءة لكي يصنع لعبة أخرى، فقد آثر أن يجاريها عن بُعد، ويُجريها إلى حيثما تشاء. شيء آخر، مثير للغثيان، ولكن ليس هو الذي يتقيأ.العراق كله هو الذي يتقيأ دماً. وهو الذي يصيبه الهزال. وهو الذي إذا أراد أن يبحث عن سبيل للخروج من الفوضى سقط تحت وطأة التهديد بحرب أهلية، في بئر أعمق من الخسران.لا الوطنيون قادرون على نسف النظام. ولا المتحلقون حول المائدة يكتفون بما نهبوا. وكيف تشبع إيران؟ لا تستغرب الفوضى في بلد يدّعي اللاعبون فيه كل ادّعاء، ويقصدون شيئا آخر. ها هنا منبت الوباء. وللوباء اسم يعرفه الطائفيون. ويعرفون أنه يصيب العقول ويرسم أنماط السلوك. وهو ما يجعل أعتى عصابات الولاء لإيران تدّعي انتماءً للعراق. والصدر واحد منهم، وإن بدا على بعض اختلاف.

المصدر: شبكة اخبار العراق

كلمات دلالية: وهو الذی هو الذی

إقرأ أيضاً:

الصدر على وشك تفجير قنبلة العودة.. هل يسقط عرش الإطار؟

22 فبراير، 2025

بغداد/المسلة: باتت عودة التيار الصدري إلى المشهد السياسي العراقي أمراً مرجحاً بعد دعوة زعيمهم، مقتدى الصدر، أنصاره لتحديث بطاقاتهم الانتخابية قبيل انتخابات مجلس النواب المقررة في نوفمبر 2025.

جاءت هذه الخطوة كمؤشر قوي على نية التيار العودة بقوة إلى الساحة السياسية، بعد انسحابه من الدورة البرلمانية الخامسة في يونيو 2022، مما أثار تساؤلات حول تأثير ذلك على التوازنات السياسية في البلاد.

وكشفت مصادر مطلعة عن بدء التيار الوطني الشيعي، الذي كان يُعرف سابقاً بالتيار الصدري، ترتيب أوراقه للمرحلة المقبلة.

و أفادت المصادر بأن تحركات مكثفة تجري خلف الكواليس للاستعداد لخوض الانتخابات، مع انباء عن مشاورات تجري مع أطراف سياسية مختلفة، بما في ذلك قوى داخل الإطار التنسيقي الذي يضم أحزاباً شيعية موالية لإيران.

و أشارت هذه المصادر إلى أن عودة التيار قد تعيد خلط الأوراق في المشهد السياسي، خاصة مع قاعدته الشعبية الواسعة التي أثبتت قدرتها على التأثير في الانتخابات السابقة.

و أكد الباحث السياسي مجاشع التميمي أن عودة التيار الوطني الشيعي تبدو حتمية.

وأوضح أن انسحاب الصدر من البرلمان عام 2022 كان خطوة تكتيكية لمنح الإطار التنسيقي فرصة تشكيل الحكومة، لكنه لاحظ أن التحركات الأخيرة تشير إلى نية واضحة للعودة.

وتبدو الخلافات داخل الإطار التنسيقي، التي برزت خلال السنوات الأخيرة، عاملاً قد يدفع باتجاه توحيد صفوفه لمواجهة التيار الصدري.

وشهد الإطار انشقاقات وتوترات، خاصة بعد الانتخابات المحلية في ديسمبر 2023، حيث تنافست قواه على قوائم منفصلة في محافظات مثل البصرة وكربلاء، مما أضعف موقفه.

و يرى مراقبون أن عودة الصدريين سوف تجبر هذه القوى على تجاوز خلافاتها للحفاظ على نفوذها في مواجهة منافس قوي.

وتظل خطط التيار الوطني الشيعي غامضة حتى الآن فيما يخص التحالفات أو شكل القوائم الانتخابية. يتوقع محللون أن يسعى التيار إلى تشكيل حكومة أغلبية وطنية، كما حاول في 2021،

لكن ذلك يعتمد على قدرته على بناء تحالفات مع قوى سنية وكردية ومدنية.

والمرتقب ديناميكية جديدة في السياسة العراقية، حيث تبرز عودة التيار الصدري كعامل سوف يعيد تشكيل المشهد السياسي بشكل جذري.

 

 

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author زين

See author's posts

مقالات مشابهة

  • رمضان..مبادرة “الحوت بثمن معقول” توفر 4000 طن من الأسماك بأسعار تفضيلية في 1000 نقطة بيع عبر المملكة
  • علامات تحذيرية تشير إلى انسداد أوردة القلب
  • نجوم الفوضى.. من مقاهي الفشل إلى منصات التحريض
  • بعد الصدر.. الوقف السني يدعو الناخبين لتحديث بياناتهم
  • تيار الصدر يرد على المالكي: لن نشارك بأي حكومة فيها إطار
  • وثيقة .. سرايا الصدر بصدد حسم أكثر من 200 دعوى ضمن قانون العفو العام
  • هوغو بال والدادية: فن الفوضى أم فلسفة الحرية
  • مقتدى الاصفهاني: محاربة أمريكا بوجود ترامب مستمر غير قابل للهدنة
  • الصدر على وشك تفجير قنبلة العودة.. هل يسقط عرش الإطار؟
  • حور محب.. القائد الذي أنقذ مصر من الفوضى وأعاد مجد الفراعنة| شاهد