شبكة اخبار العراق:
2024-07-02@09:15:06 GMT

معقول الصدر في فوضاه

تاريخ النشر: 18th, November 2023 GMT

معقول الصدر في فوضاه

آخر تحديث: 18 نونبر 2023 - 9:46 صبقلم: علي الصراف لا تعرف لماذا يبقى مقتدى الصدر يدلي بتصريحات عن فاسدين كان هو الذي سلّمهم السلطة. شيء لا يبدو معقولا. ولكن السؤال الذي لا يني يطفو على السطح هو: ما هو المعقول أصلا في عراق الميليشيات؟ ما هو الشيء الذي إذا سمعته، جاز لك أن تصدقه؟العراق حالة من الاضطراب العقلي.

إنه بلد مصاب بنوع جديد من أوبئة تصيب الدماغ، حتى أصبح الهذيان هو الشيء المتداول ليس بين السياسيين وحدهم، بل بين الناس. يجعلهم يقولون شيئا ويقصدون آخر. في خضم الفوضى الذهنية العامة، دعا الصدر أنصاره إلى الامتناع عن المشاركة في انتخابات المجالس المحلية الشهر المقبل. قال لهم “مشاركتكم للفاسدين تحزنني كثيراً… ومقاطعتكم للانتخابات أمر يفرحني ويغيظ العدا… ويقلل من شرعية الانتخابات دولياً وداخلياً ويقلص من هيمنة الفاسدين والتبعيين على عراقنا الحبيب”. وهو:ـ شارك الفاسدين دهرا. العراق كله هو الذي يتقيأ دماً. وهو الذي يصيبه الهزال. وهو الذي إذا أراد أن يبحث عن سبيل للخروج من الفوضى سقط تحت وطأة التهديد بحرب أهلية، في بئر أعمق من الخسران ـ وتنافس في انتخابات، وأفرح العدا. ـ واعتبرها شرعية يوم أراد السلطة من ورائها. ـ ودفع أنصاره لطعن المطالبين بالتغيير وأجهض احتجاجاتهم. ـ وعندما حوصر من قبل الفاسدين والتبعيين ليشاركوه الحصة، سلّمهم المفتاح. وما من مرة، قدّم الصدر تفسيرا لتقلباته واضطراباته الذهنية. وظل الرجل يبدو وكأنه “طبيعي”. إنما لأن محيطه، والعراق كله، لم يعد طبيعيا. حتى أصبح من المعقول، في عالم اللامعقول، أن يبدو حكيما أكثر من سواه. ويحظى الصدر بدعم نوعين من الناس. الأول يتخذ منه ستارا لمعارضة، لو أنها لم تتستر به لكان نصيبها الاتهام بالانتساب إلى النظام السابق، وتاليا القتل والملاحقات والترويع. والثاني مصاب بوباء الجهل الطائفي ممّن يعتبرون ولاءهم لإحدى الميليشيات امتدادا لولائهم لـ”آل البيت”، ولو كانت المسافة بين هذا وذاك أبعد من المريخ. وكان من الممكن للتيار الصدري أن يكون طرفا من أطراف التغيير. إلا أن طائفيته غلبت عليه. وكان من الأيسر للصدر أن يمنح السلطة لـ”الفاسدين والتبعيين” من فصيلته الطائفية، على أن يتحالف مع قوى التغيير الأخرى. وهو سيظل يفعل الشيء نفسه، حتى جاز التساؤل عمّا إذا كانت وطنيته وولاؤه لمصالح العراق مجرد غطاء لغطاء، أو حجة للادعاء على غيره من أصحاب الولاء لإيران. أو بكلمة أخرى، مجرد أداة للتمايز عن غيره من الأقران، في إطار طائفية هي الأساس، وليس العراق. وهذا ما يجعل “التمايز” غطاء، والوطنية غطاء آخر. والأصل في ذلك أنه يقول شيئا ويقصد آخر. ولم يعد من المهم أن يشارك التيار الصدري في الانتخابات أو لا يشارك، طالما أن النتيجة هي نفسها. إذا خسر، تكسّرت شوكته، وإذا فاز كسر شوكته بنفسه.ويبدو في الظاهر، أن عداءه الشخصي لحاكم العراق الفعلي، ومؤسس نظامه الطائفي، نوري المالكي هو السبب الرئيسي لنفور الصدر من المشاركة في عملية سياسية تملي عليه أن يقابل وجه المالكي بين حين وحين مما قد يدفعه إلى الغثيان. وجه الغثيان الحقيقي هو أن المالكي صمّم نظاما محكما للمحاصصة، قد يمكن نسفه، إلا أنه غير قابل للإصلاح. هذا النظام، على بساطته، كان قادرا على أن يجمع كل فئات اللصوص حول مائدة العراق، فيكون لكل عصابة منها حصتها من أعمال النهب. وهو ما أصبح يعني شيئين، من الناحية “الدستورية”: الأول أن العراق هو دولة “مكوّنات” يحكمها “المكوّن الشيعي”. والثاني أنه يمكن لعصابة شيعية أن تتفوق على غيرها من الأخوات، إلا أنها يجب أن تأخذ مصالح وحصص أولئك الأخوات. الصدر يؤمن بالجزء الأول، ولا يؤمن بالثاني، ما يجعل عجزه عن الخروج من هذه الدائرة المحكمة هو سبب الغثيان.لا تستغرب الفوضى في بلد يدّعي اللاعبون فيه كل ادّعاء، ويقصدون شيئا آخر. ها هنا منبت الوباء. وللوباء اسم يعرفه الطائفيون. ويعرفون أنه يصيب العقول ويرسم أنماط السلوك  والمالكي خبير مؤامرات أيضا. وهي كفاءة تعلمها ببطء شديد من أيام الجوع والحرمان، وأصبحت من الإتقان إلى درجة أنها تستطيع أن تنتظر طويلا. بينما الصدر مثل فوران القهوة، انفعالي، وتتضارب أفعاله حسب المزاج. ولئن بدا في لحظة من اللحظات أن المالكي يخاف من انتقام الصدر (لأنه يعرفه جيدا)، فالحقيقة هي أن الصدر هو الذي يخاف. هذا الوضع الشاذ، بمثابة لعبة، إما أن تلعبها بشروط صانعها، وإما أن تنسفها نسفا. والصدر ليس على تلك الشجاعة ليأخذ مثل هذا الخيار. أهون عليه أن ينأى بنفسه عنها ويتركها تمضي إلى حيثما تشاء، على أن يكون قوة تغيير.حالة الفوضى الذهنية سرعان ما تكشف عن سياق يبدو “معقولا” لأصحابه على نحو مفاجئ. وهو أن المحاصصة الطائفية هي النظام، وأن الصدر جزء منه، ولو نأى بنفسه عنه. وهو واحد من حرّاسه الأمناء. شارك أم لم يشارك في الانتخابات. جماعته (الأكبر) ستظل هي الفائز باستمرار. تلك الحالة من الفوضى الذهنية تبدو في هذا السياق عملا عقلانيا تجعل من السهل للمرء أن يفهم لماذا شارك الصدر الفاسدين دهرا، ولماذا تنافس معهم وانقلب عليهم، ولماذا أخلى لهم المكان، وجعله فسيحا، مما صار مثيرا للغثيان له ومنه.وإذ أنه لم يمتلك الكفاءة لكي يصنع لعبة أخرى، فقد آثر أن يجاريها عن بُعد، ويُجريها إلى حيثما تشاء. شيء آخر، مثير للغثيان، ولكن ليس هو الذي يتقيأ.العراق كله هو الذي يتقيأ دماً. وهو الذي يصيبه الهزال. وهو الذي إذا أراد أن يبحث عن سبيل للخروج من الفوضى سقط تحت وطأة التهديد بحرب أهلية، في بئر أعمق من الخسران.لا الوطنيون قادرون على نسف النظام. ولا المتحلقون حول المائدة يكتفون بما نهبوا. وكيف تشبع إيران؟ لا تستغرب الفوضى في بلد يدّعي اللاعبون فيه كل ادّعاء، ويقصدون شيئا آخر. ها هنا منبت الوباء. وللوباء اسم يعرفه الطائفيون. ويعرفون أنه يصيب العقول ويرسم أنماط السلوك. وهو ما يجعل أعتى عصابات الولاء لإيران تدّعي انتماءً للعراق. والصدر واحد منهم، وإن بدا على بعض اختلاف.

المصدر: شبكة اخبار العراق

كلمات دلالية: وهو الذی هو الذی

إقرأ أيضاً:

من العراق إلى غزة.. كيف يتعامل مسلمو بريطانيا مع الانتخابات؟

لندن– تواجه الأقلية المسلمة في بريطانيا تحديا صعبا في التعامل مع الانتخابات العامة المقررة في الرابع من يوليو/تموز المقبل، وذلك بعد أن وجدت نفسها أمام أحزاب سياسية تصم آذانها عن مطالبها؛ وفي القلب منها المناداة بمواقف قوية ضد الإبادة التي يتعرض لها سكان قطاع غزة على يد جيش الاحتلال الإسرائيلي.

ولا يختلف السياق الحالي الموسوم بالتوتر بين الأقلية المسلمة وبين الأحزاب البريطانية خصوصا حزبي العمال والمحافظين، بسبب الموقف من الحرب على غزة، عن سياق غزو العراق سنة 2003 الذي شاركت فيه بريطانيا، وخرجت حينها الأقلية المسلمة رفقة الرافضين للحرب في مظاهرات تاريخية للمطالبة بانسحاب بريطانيا من هذا الغزو بدون أن تجد أي صدى لاحتجاجاتها.

وخلفت حرب العراق إرثا من انعدام ثقة الجالية المسلمة في العملية الانتخابية، وفضّل جزء من هذه الأقلية الانسحاب ومقاطعة الانتخابات التي أعقبت غزو العراق، في المقابل قرر جزء آخر التصويت العقابي ضد حزب العمال الذي كان يقود الحكومة حينها. فهل يتكرر نفس السيناريو مع الانتخابات المقبلة التي تتزامن مع العدوان على غزة؟

البريطاني من أصول فلسطينية سامح حبيب استقال من حزب العمال احتجاجا على سياساته في الملف الفلسطيني (الجزيرة) الانسحاب أو العقاب

وتظهر أرقام الانتخابات التي جرت سنة 2005 مباشرة بعد غزو العراق، كيف تراجع تصويت الجالية المسلمة لصالح حزب العمال بأكثر من 25%، وحينها كان الصوت المسلم قادرا على حسم 10 مقاعد فقط، أما حاليا فالصوت المسلم قادر على حسم أكثر من 42 مقعدا، ومن بينها مقعد مدينة بيرمنغهام التي تسكنها جالية مسلمة كبيرة، حيث تراجع التصويت للعمال بنسبة 21%، ومقعد "بيثنال غرين" الذي تراجع فيه التصويت للعمال بنسبة 16%.

ومن أوجه الشبه بين ما حدث في انتخابات 2005 وما يحدث حاليا، هو أن الجالية المسلمة كانت خلف صعود النائب البرلماني جورج غلاوي إلى البرلمان بسبب موقفه الرافض لغزو العراق، وكذلك فعلت الجالية المسلمة مع النائب نفسه خلال الانتخابات الجزئية بالبرلمان البريطاني مطلع مارس/آذار الماضي، بسبب موقفه الرافض للحرب على قطاع غزة.

وخلال تلك الانتخابات أظهرت دراسة لمركز "إيبسوس" للأبحاث أن 52% من الأقليات قالوا إنهم لم يصوتوا في الانتخابات لـ3 أسباب رئيسية، وهي:

عدم الاهتمام بالسياسة والنقاشات السياسية. وكذلك عدم الثقة في السياسيين. وأخيرا، الإحباط من أن التصويت لا يُحدث أي فرق في تحديد من يحكم البلاد.

موقف غير موحد

واعترف مسعود أحمد، الكاتب العام لمجلس مسلمي بريطانيا، الذي يعتبر أكبر مظلة للمؤسسات الإسلامية في البلاد، بصعوبة توحيد الموقف في صفوف الجالية المسلمة، لأن موقف المرشحين مما يجري في غزة غير موحد، "فقد نجد نوابا في العمال يناصرون فلسطين وكذلك قد نجد نوابا مسلمين فضلوا الصمت عما يقع في غزة".

وحسب اللقاءات والاستطلاعات التي قام بها المجلس، يقول مسعود أحمد للجزيرة نت: "تبين لنا أن هناك من سيواصل دعم الأحزاب التقليدية التي تحظى بدعم الجالية المسلمة كحزب العمال، وهناك آخرون سيبحثون عن بدائل للتعبير عن غضبهم وتحفظهم من الموقف الحزبي تجاه حرب غزة".

ولا يقوم المجلس بعملية الحشد أو الدعم لأي مرشح، وفق تأكيد أحمد، وهذا راجع لطبيعة المجلس الذي تنضوي تحته مئات المؤسسات الإسلامية "ولكن كل جهدنا ينصب على الدعوة للمشاركة في العملية الانتخابية وضرورة اتخاذ قرار واعٍ يخدم مصالحهم في مناطقهم ومصالح القضايا التي يدافعون عنها".

وتوقع الناشط السياسي البريطاني أن نسبة المشاركة في صفوف الجالية المسلمة "ستكون جيدة ولن نشهد انسحابا من العملية السياسية، لأن الناس لديها رغبة في تغيير المعادلة السياسية والاحتجاج على السياسات التي تراها مجحفة في حقها".

وأوضح أنه يجب عدم إغفال "شريحة مهمة يمكن أن تكون صامتة ولكن أيضا ذات وزن معتبر، وقد لا تذهب لصناديق الاقتراع لأنها ترى أن صوتها لن يسمع، وأن بنية النظام السياسي يصعب اختراقها أو تغيير موقفها من القضايا الأساسية".

مشاركة مكثفة

ويتفق رئيس مجلس أمناء مسجد "فينسبري بارك" في لندن محمد كزبر، مع مسعود أحمد في توقع مشاركة مكثفة للجالية المسلمة في الانتخابات المقبلة. ويؤكد أن هؤلاء "لن يكتفوا فقط بالذهاب للتصويت في يوم الاقتراع، ولكن من الواضح أنهم منخرطون بشكل فاعل في الحشد للمرشحين سواء المستقلين أو من حتى المنضوين تحت لواء الأحزاب ولكنهم داعمون للقضية الفلسطينية".

وكشف كزبر في حديث مع الجزيرة نت، عن وجود "عمل دؤوب من خلال المؤسسات الإسلامية لتأطير الناخبين وتوعيتهم أيضا بأهمية هذه الانتخابات في صناعة الفَرق، والتأكيد على أهمية الصوت المسلم ودعم القضايا التي تهمهم، وهذا يؤسس لمرحلة مهمة في تاريخ انخراط الجاليات المسلمة في الشأن السياسي البريطاني ككتلة انتخابية يجب أن تكون موحدة من أجل الضغط وفرض قضايا على أجندة السياسة البريطانية" كما قال.

ومن خلال العمل الذي قامت به الجالية المسلمة وانخراطها في النقاش السياسي منذ اندلاع الحرب على غزة، يقول كزبر إن الأحزاب بدأت تشعر بالضغط "ولاحظنا على الأقل تململا في موقفها الداعم لإسرائيل مع بداية الحرب، والذي بدأت تعدله مع إدراكها أنها قد تخسر أصوات خزانها الانتخابي التقليدي في مناطق يكون فيها الصوت العربي والمسلم حاسما في ترجيح كفة مرشح دون آخر، وهذا واضح مثلا في موقف حزب العمال".

وفي الوقت نفسه، يقول كزبر إن هناك أحزابا تعاملت بمبدئية مع القضية الفلسطينية كحزب "الخضر" الذي أيد حق الفلسطينيين في دولة مستقلة وندد بالحرب الإسرائيلية على أهالي قطاع غزة.

مقالات مشابهة

  • انتحار طالب شنقاً في مدينة الصدر ببغداد
  • وماذا بعد تلك التصريحات؟
  • عضو بالشيوخ: ثورة 30 يونيو نبراسًا للتقدم الذي ينشده المصريون بعد الفوضى والإرهاب
  • إليسا تكشف حقيقة زواجها
  • مختص: هذه الأعراض تدل على احتمالية الإصابة بأزمة قلبية بسبب الحرارة
  • امرأة تفجر خلافاً عائلياً في مدينة الصدر
  • إليسا تكشف حقيقة زواجها في إيطاليا
  • علامات مبكرة للذبحة الصدرية.. لا تتجاهلها واذهب للطبيب فورا
  • إليسا تكشف حقيقة زواجها.. “معقول وين وصلت العالم!”
  • من العراق إلى غزة.. كيف يتعامل مسلمو بريطانيا مع الانتخابات؟