الجارديان: التوترات تتصاعد بين أمريكا وإسرائيل.. والغرب يضغط لإنهاء حرب غزة
تاريخ النشر: 18th, November 2023 GMT
تتصاعد التوترات خلف الكواليس بين الولايات المتحدة ودولة الاحتلال الإسرائيلي على خلفية طول أمد الحرب في قطاع غزة، وعدم تحقيق جيش الاحتلال انتصارا حاسما على حركة "حماس"، بالتزامن مع ضغوط دبلوماسية غربية على تل أبيب، على وقع تغير الرأي العام الغربي مما يحدث، وهناك أيضا الاختلاف حول مصير غزة بعد الحرب.
ما سبق كان خلاصة تحليل نشرته صحيفة "الجارديان" وترجمه "الخليج الجديد"، قال إن بايدن، رغم أنه لا يزال يعطي – ظاهريا – الضوء الأخضر لإسرائيل في كل ما تفعله، بما فيه اقتحام مجمع الشفاء الطبي، إلا أن خلف الكواليس يحمل تصاعدا للتوترات مع تل أبيب، بسبب استراتيجية الأخيرة في غزة، وتصورها لمرجلة ما بعد الحرب.
اقرأ أيضاً
رايتس ووتش: إسرائيل لم تقدم أدلة على ادعاءاتها بشأن مستشفى الشفاء
ضغوط متسارعةويضيف التحليل الذي كتبه المحرر الدبلوماسي بالصحيفة باتريك وينتور: "الواقع أن الاعتراف الصريح من جانب إيلي كوهين، وزير الخارجية الإسرائيلي، يوم الاثنين بأن إسرائيل أمامها أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع قبل أن تواجه ضغوطاً دبلوماسية كبيرة لوقف إطلاق النار قد يكون متفائلاً.
ويقال إن جيش الاحتلال الإسرائيلي أعد خطط حملة قصيرة وطويلة المدى، تعتمد على البيئة السياسية التي يعمل فيها.
ويرى التحليل أن دلائل بدأت تظهر على السطح تشير إلى أن إسرائيل بدأت بالفعل تتعرض لضغوط كبيرة.
وقال أحد الدبلوماسيين البريطانيين: "إن فكرة المناطق الآمنة [للمدنيين في غزة] تجعلنا قلقين للغاية. عليك أن تتأكد من عدم تعريض الأشخاص للخطر عن طريق وضعهم في مكان ما.
ولا تزال الأمم المتحدة تنظر بعين الريبة والحذر لفكرة المناطق الآمنة التي تروج لها تل أبيب، وهم على حق بنسبة 100% لأنهم جميعًا يتذكرون ما حدث في سربرينيتسا وشمال العراق ورواندا.
اقرأ أيضاً
تزايد ضغوط الديمقراطيين على الكونجرس لوقف إطلاق النار في غزة
اقتحام "الشفاء"ويقول التحليل إن اقتحام جيش الاحتلال لمجمع الشفاء الطبي في شمالي غزة كان أمرا عالي المخاطر لكن كان ينطوي على مكافأة كبيرة محتملة لإسرائيل، التي ما فتأت تؤكد وجود مقر قيادة "حماس" الرئيسي تحت المستشفى، لكن الجميع شاهد تبخر أكثر من 2000 من مقاتلي وقيادات "حماس" من المكان، وفقا للمزاعم الإسرائيلية.
ولا تزال إسرائيل تجادل بحاجتها إلى المزيد من الوقت للبحث في مجمع ضخم والحفر عميقاً تحت المبنى، لكن الأمر بدا شبيها بما فعله مفتشي الأسلحة الأمميين في العراق عام 2003، ولم يتوصلوا إلى نتيجة، لكن الغزو الأمريكي حدث، رغم ذلك.
اقرأ أيضاً
لا أنفاق أسفل مستشفى الشفاء.. شهادة مراسل أمريكي اصطحبه الإسرائيليون
خطط ما بعد الحربكما تبدو الولايات المتحدة غير راضية عما تسمعه عن خطط إسرائيل لمرحلة ما بعد الحرب، كما يقول الكاتب.
وفي مقابلة مع صحيفة "فايننشال تايمز"، أصر الرئيس الإسرائيلي، إسحاق هرتسوج، على أن إسرائيل لا تستطيع ترك فراغ في غزة وأن ذلك سيتطلب وجودًا إسرائيليًا قويًا للغاية.
وبينما كان يقول هذا، كان بايدن يكرر أن إعادة احتلال إسرائيل لغزة سيكون خطأً كبيراً جداً.
وفي نيويورك، قالت مبعوثة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة، ليندا توماس جرينفيلد، إن السلام المستدام يجب أن يضع "أصوات الشعب الفلسطيني وتطلعاته في قلب الحكم بعد الأزمة في غزة".
وأضافت: "يجب أن يشمل الحكم بقيادة فلسطينية، وتوحيد غزة مع الضفة الغربية تحت قيادة السلطة الفلسطينية، ويجب أن تتضمن آلية مستدامة لإعادة إعمار غزة، ويجب عليها أن تضمن عدم استخدام غزة كمنصة للإرهاب أو الهجمات العنيفة. ويجب أن يتضمن مسارًا لحل الدولتين".
وهذا يترك الولايات المتحدة وإسرائيل متباعدتين إلى حد ما.
وفي هذا السياق، يقول الكاتب إنه من الممكن أن نرى أهمية قرار الولايات المتحدة بالامتناع عن التصويت بدلاً من استخدام حق النقض على قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة الذي يدعو إلى وقف إنساني طويل الأمد يوم الأربعاء.
وكانت هذه المحاولة الخامسة للأمم المتحدة للتوصل إلى موقف مشترك.
اقرأ أيضاً
مع تصاعد عملياتها العسكرية.. ضغوط دولية على إسرائيل لحماية مدنيي غزة
القلق على أوكرانياهناك قلق من نوع آخر يرصده التحليل، حيث بدأت العواصم الغربية تقلق من تراجع دعم دول الجنوب العالمي للعقوبات ضد روسيا بسبب غزو أوكرانيا، على خلفية ازدواجية الغرب مما يحدث في غزة وتكلفته الإنسانية الضخمة.
ويقول أحد كبار الدبلوماسيين البريطانيين: "القلق يتزايد، لذلك كلما أسرعنا في الانتهاء من غزة كلما كان ذلك أفضل، ولكنني سأفاجأ إذا لم تكن هناك ندوب كبيرة".
وفي الختام، يقول الكاتب إن بايدن، صديق حميم لإسرائيل ولديه "أسبابه الخاصة لاستمرار دعم تل أبيب"، لكنه يؤثر على قوة الولايات المتحدة في المنطقة، وجعل إيران تمارس لعبة دبلوماسية ماكرة وتوسع من صداقاتها في الشرق الأوسط، ودفع قادة غير موالين لـ"حماس"، مثل السعودية والإمارات الأردن ومصر إلى إبداء غضبهم من عدم إنهاء الحرب.
والأمر الأكثر إثارة للقلق بالنسبة لجو بايدن هو الشعب الأمريكي أيضًا، حيث أظهر استطلاع أجرته "رويترز-إبسوس" أن 68% من الأمريكيين يؤيدون وقف إطلاق النار.
المصدر | باتريك وينتور / الجارديان - ترجمة وتحرير الخليج الجديدالمصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: العلاقات الأمريكية الإسرائيلية غزة ضغوط دبلوماسية مستشفى الشفاء حماس الولایات المتحدة بعد الحرب اقرأ أیضا تل أبیب فی غزة
إقرأ أيضاً:
عائلات الأسرى الإسرائيليين تطالب بعودة فورية للرهائن في غزة وتدعو لإنهاء الحرب
توجهت عائلات الأسرى الإسرائيليين إلى العاصمة الأمريكية واشنطن مطالبين بإعادة جميع المختطفين إلى الوطن بشكل فوري، مشددة على ضرورة إنهاء المعاناة المستمرة التي يواجهها الرهائن في قطاع غزة.
وقالت العائلات في بيان لها، إنها جاءت إلى واشنطن لشكْر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على الدور الكبير الذي قام به في التوسط من أجل التوصل إلى صفقة تبادل مع حركة حماس، معربة عن أملها في أن تواصل الإدارة الأمريكية الضغط على الحكومة الإسرائيلية لاستكمال الصفقة وضمان إعادة جميع الأسرى والمختطفين.
وأضافت العائلات أن الوقت قد حان للتركيز على إنهاء الحرب وتحقيق السلام بين الشعبين الإسرائيلي والفلسطيني، مشيرة إلى أن استمرار الحرب لن يؤدي سوى إلى مزيد من المعاناة والألم لجميع الأطراف، وطالبت بأن لا يُترك أي من الأسرى في غزة أو أي مكان آخر، وأن يتم العمل على إطلاق سراحهم بأسرع وقت ممكن.
وتأتي هذه التصريحات في وقت حساس، حيث تواصل الجهود الدولية السعي إلى التوصل إلى هدنة طويلة الأمد في المنطقة، بينما تؤكد العائلات على أن الأولوية يجب أن تكون لعودة المختطفين إلى وطنهم وعائلاتهم.
وتؤكد العائلات على أن هذه المطالب ليست مجرد دعوة للتفاوض، بل هي نداء إنساني يتطلب التفاعل السريع من جميع الأطراف المعنية لوضع حد لمعاناة الأسرى وإعادة لم شملهم مع أسرهم.
آدم بوهلر يشيد بدور الوسطاء في تسهيل اتفاق وقف إطلاق النار وضمان الاستقرار
أكد مبعوث الرئيس الأمريكي لشؤون الرهائن، آدم بوهلر، أن اتفاق وقف إطلاق النار الأخير كان نقطة تحول حاسمة في المفاوضات حول عودة الرهائن، مشيدًا بالدور الكبير الذي لعبته دولة قطر في تسهيل هذه العملية.
وقال بوهلر في تصريحات صحفية: "اتفاق وقف إطلاق النار أتاح عودة الرهائن، وقد لعبت قطر دورًا أساسيًا في تحقيق ذلك، دورها حيوي جدا وحاسم في هذه المفاوضات، وما تفعله الدوحة في هذه القضية يعتبر تاريخيًا"، وأكد أن الهدف الأسمى الآن هو ضمان خروج جميع الرهائن وضمان الاستقرار الطويل الأمد في المنطقة.
وأضاف بوهلر: "الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، قوي ومختلف عن غيره من القادة، ولا يكتفي بالكلام فقط، لقد أظهر التزامًا حقيقيًا لتحقيق السلام، ونحن نعمل لتسهيل عودة الرهائن، ولكن الأهم هو إيجاد حل طويل الأمد للصراع في المنطقة".
وتطرق بوهلر إلى الوضع في الضفة الغربية، مؤكدًا أن "الناس في الضفة ينبغي أن يسمعوا كلمتهم"، مشيرًا إلى أن "الشعب الفلسطيني يريد حكومة تمثله وتدعمه".
وفيما يتعلق بحركة حماس، قال بوهلر: "ما فعلته حماس كان شنيعا ونحن ضد الإرهاب ولا يمكننا أن ندعم أي فعل كهذا، يجب ألا تمثل حماس سكان غزة أو الضفة الغربية، نحن بحاجة إلى شركاء حقيقيين مثل قطر للتعامل معهم".
وأوضح بوهلر أن قطر تتمتع بالشرعية اللازمة للقيام بدور الوساطة، مشيرًا إلى أن "قطر يمكنها فعل الكثير في هذه الوساطة الممتدة للصراع"، وأكد أن قطر أثبتت أنها شريك رئيسي في هذه المفاوضات وتستطيع أن تساهم بشكل كبير في إيجاد حلول دائمة للصراع.