تتصاعد التوترات خلف الكواليس بين الولايات المتحدة ودولة الاحتلال الإسرائيلي على خلفية طول أمد الحرب في قطاع غزة، وعدم تحقيق جيش الاحتلال انتصارا حاسما على حركة "حماس"، بالتزامن مع ضغوط دبلوماسية غربية على تل أبيب، على وقع تغير الرأي العام الغربي مما يحدث، وهناك أيضا الاختلاف حول مصير غزة بعد الحرب.

ما سبق كان خلاصة تحليل نشرته صحيفة "الجارديان" وترجمه "الخليج الجديد"، قال إن بايدن، رغم أنه لا يزال يعطي – ظاهريا – الضوء الأخضر لإسرائيل في كل ما تفعله، بما فيه اقتحام مجمع الشفاء الطبي، إلا أن خلف الكواليس يحمل تصاعدا للتوترات مع تل أبيب، بسبب استراتيجية الأخيرة في غزة، وتصورها لمرجلة ما بعد الحرب.

اقرأ أيضاً

رايتس ووتش: إسرائيل لم تقدم أدلة على ادعاءاتها بشأن مستشفى الشفاء

ضغوط متسارعة

ويضيف التحليل الذي كتبه المحرر الدبلوماسي بالصحيفة باتريك وينتور: "الواقع أن الاعتراف الصريح من جانب إيلي كوهين، وزير الخارجية الإسرائيلي، يوم الاثنين بأن إسرائيل أمامها أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع قبل أن تواجه ضغوطاً دبلوماسية كبيرة لوقف إطلاق النار قد يكون متفائلاً.

ويقال إن جيش الاحتلال الإسرائيلي أعد خطط حملة قصيرة وطويلة المدى، تعتمد على البيئة السياسية التي يعمل فيها.

ويرى التحليل أن دلائل بدأت تظهر على السطح تشير إلى أن إسرائيل بدأت بالفعل تتعرض لضغوط كبيرة.

وقال أحد الدبلوماسيين البريطانيين: "إن فكرة المناطق الآمنة [للمدنيين في غزة] تجعلنا قلقين للغاية. عليك أن تتأكد من عدم تعريض الأشخاص للخطر عن طريق وضعهم في مكان ما.

ولا تزال الأمم المتحدة تنظر بعين الريبة والحذر لفكرة المناطق الآمنة التي تروج لها تل أبيب، وهم على حق بنسبة 100% لأنهم جميعًا يتذكرون ما حدث في سربرينيتسا وشمال العراق ورواندا.

اقرأ أيضاً

تزايد ضغوط الديمقراطيين على الكونجرس لوقف إطلاق النار في غزة

اقتحام "الشفاء"

ويقول التحليل إن اقتحام جيش الاحتلال لمجمع الشفاء الطبي في شمالي غزة كان أمرا عالي المخاطر لكن كان ينطوي على مكافأة كبيرة محتملة لإسرائيل، التي ما فتأت تؤكد وجود مقر قيادة "حماس" الرئيسي تحت المستشفى، لكن الجميع شاهد تبخر أكثر من 2000 من مقاتلي وقيادات "حماس" من المكان، وفقا للمزاعم الإسرائيلية.

ولا تزال إسرائيل تجادل بحاجتها إلى المزيد من الوقت  للبحث في مجمع ضخم والحفر عميقاً تحت المبنى، لكن الأمر بدا شبيها بما فعله مفتشي الأسلحة الأمميين في العراق عام 2003، ولم يتوصلوا إلى نتيجة، لكن الغزو الأمريكي حدث، رغم ذلك.

اقرأ أيضاً

لا أنفاق أسفل مستشفى الشفاء.. شهادة مراسل أمريكي اصطحبه الإسرائيليون

خطط ما بعد الحرب

كما تبدو الولايات المتحدة غير راضية عما تسمعه عن خطط إسرائيل لمرحلة ما بعد الحرب، كما يقول الكاتب.

وفي مقابلة مع صحيفة "فايننشال تايمز"، أصر الرئيس الإسرائيلي، إسحاق هرتسوج، على أن إسرائيل لا تستطيع ترك فراغ في غزة وأن ذلك سيتطلب وجودًا إسرائيليًا قويًا للغاية.

وبينما كان يقول هذا، كان بايدن يكرر أن إعادة احتلال إسرائيل لغزة سيكون خطأً كبيراً جداً.

وفي نيويورك، قالت مبعوثة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة، ليندا توماس جرينفيلد، إن السلام المستدام يجب أن يضع "أصوات الشعب الفلسطيني وتطلعاته في قلب الحكم بعد الأزمة في غزة".

وأضافت: "يجب أن يشمل الحكم بقيادة فلسطينية، وتوحيد غزة مع الضفة الغربية تحت قيادة السلطة الفلسطينية، ويجب أن تتضمن آلية مستدامة لإعادة إعمار غزة، ويجب عليها أن تضمن عدم استخدام غزة كمنصة للإرهاب أو الهجمات العنيفة. ويجب أن يتضمن مسارًا لحل الدولتين".

وهذا يترك الولايات المتحدة وإسرائيل متباعدتين إلى حد ما.

وفي هذا السياق، يقول الكاتب إنه من الممكن أن نرى أهمية قرار الولايات المتحدة بالامتناع عن التصويت بدلاً من استخدام حق النقض على قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة الذي يدعو إلى وقف إنساني طويل الأمد يوم الأربعاء.

وكانت هذه المحاولة الخامسة للأمم المتحدة للتوصل إلى موقف مشترك.

اقرأ أيضاً

مع تصاعد عملياتها العسكرية.. ضغوط دولية على إسرائيل لحماية مدنيي غزة

القلق على أوكرانيا

هناك قلق من نوع آخر يرصده التحليل، حيث بدأت العواصم الغربية تقلق من تراجع دعم دول الجنوب العالمي للعقوبات ضد روسيا بسبب غزو أوكرانيا، على خلفية ازدواجية الغرب مما يحدث في غزة وتكلفته الإنسانية الضخمة.

ويقول أحد كبار الدبلوماسيين البريطانيين: "القلق يتزايد، لذلك كلما أسرعنا في الانتهاء من غزة كلما كان ذلك أفضل، ولكنني سأفاجأ إذا لم تكن هناك ندوب كبيرة".

وفي الختام، يقول الكاتب إن بايدن، صديق حميم لإسرائيل ولديه "أسبابه الخاصة لاستمرار دعم تل أبيب"، لكنه يؤثر على قوة الولايات المتحدة في المنطقة، وجعل إيران تمارس لعبة دبلوماسية ماكرة وتوسع من صداقاتها في الشرق الأوسط، ودفع قادة غير موالين لـ"حماس"، مثل السعودية والإمارات الأردن ومصر إلى إبداء غضبهم من عدم إنهاء الحرب.

والأمر الأكثر إثارة للقلق بالنسبة لجو بايدن هو الشعب الأمريكي أيضًا، حيث أظهر استطلاع أجرته "رويترز-إبسوس" أن 68% من الأمريكيين يؤيدون وقف إطلاق النار.

المصدر | باتريك وينتور / الجارديان - ترجمة وتحرير الخليج الجديد

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: العلاقات الأمريكية الإسرائيلية غزة ضغوط دبلوماسية مستشفى الشفاء حماس الولایات المتحدة بعد الحرب اقرأ أیضا تل أبیب فی غزة

إقرأ أيضاً:

هل ستندلع الحرب من جديد بين حماس وإسرائيل؟.. أستاذ علوم سياسية يكشف لـ «الأسبوع» مصير مفاوضات

أكد اللواء الدكتور رضا فرحات، نائب رئيس حزب المؤتمر، أستاذ العلوم السياسية، إن مفاوضات المرحلة الثانية بين إسرائيل وحماس تمر بلحظة فارقة وتواجه تعقيدات متزايدة، خاصة مع تصاعد الانتهاكات الإسرائيلية في الفترة الأخيرة، والتي تعكس نوايا الاحتلال الحقيقية تجاه أي تهدئة محتملة مما يضع المنطقة أمام سيناريوهات مختلفة قد تؤدي إلى تهدئة مشروطة أو عودة المواجهات العسكرية من جديد.

وأوضح «فرحات» في تصريحات خاصة لـ «الأسبوع» أن السيناريو الأكثر تفاؤلا يتمثل في نجاح المفاوضات واستمرار التهدئة، وهذا الأمر يتطلب التزاما إسرائيليا بوقف العمليات العسكرية وإدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة، إضافة إلى التعامل بجدية مع ملف الأسرى و لكن هذا السيناريو يحتاج إلى ضغوط دولية مكثفة، خاصة من مصر التي تلعب دورًا رئيسيًا في الوساطة.

وأضاف أستاذ العلوم السياسية السيناريو الثاني يتمثل في استمرار المراوغة الإسرائيلية والمماطلة في تنفيذ أي اتفاق حقيقي، وهو ما قد يؤدي إلى تصاعد الاشتباكات بشكل متقطع دون الوصول إلى مواجهة شاملة مشيرا إلى أن إسرائيل قد تلجأ إلى فرض مزيد من العقوبات الجماعية على غزة، مثل تشديد الحصار ومنع دخول الإمدادات الإنسانية، لإجبار حماس على تقديم تنازلات بالإضافة إلي احتمالية انهيار المفاوضات وعودة المواجهات العسكرية، وهو السيناريو الأخطر.

وبين «فرحات» أن استمرار الانتهاكات الإسرائيلية، مثل عمليات القصف والاعتقالات في الضفة الغربية، قد يدفع المقاومة الفلسطينية إلى استئناف عملياتها العسكرية، مما قد يؤدي إلى تصعيد جديد في قطاع غزة و هذا السيناريو قد يستدعي تدخلات إقليمية ودولية لمحاولة احتواء الأزمة قبل خروجها عن السيطرة و قد يكون هناك تصعيدا أوسع يشمل أطرافا إقليمية أخرى مما قد يؤدي إلى حرب إقليمية محدودة و هذا الوضع بالطبع سيؤثر على استقرار المنطقة بأكملها، مما سيدفع القوى الكبرى إلى التدخل بقوة لمنع تفاقم الأوضاع.

وأضاف أستاذ العلوم السياسية أن أحد العوامل الحاسمة في تحديد المسار المستقبلي هو الدور المصري، الذي يعد المحرك الأساسي لأي تفاوض جاد، حيث تسعى القاهرة إلى تحقيق تهدئة مستدامة تحمي المدنيين وتفتح المجال لحل سياسي أكثر شمولا كما أن الموقف الأمريكي والأوروبي سيكون مؤثرا، خصوصا في ظل الضغوط الداخلية والخارجية التي تواجهها إسرائيل بسبب انتهاكاتها المستمرة.

وأكد «فرحات» أن احتمال تجدد الحرب قائم، خاصة إذا استمرت إسرائيل في استفزازاتها وعرقلتها للمفاوضات، مشيرا إلى أن التصعيد لا يخدم أي طرف، بل يعمق الأزمة الإنسانية في غزة ويزيد من حالة الاحتقان في المنطقة مشددا على ضرورة تكثيف الجهود الدبلوماسية لمنع العودة إلى مربع العنف، وتحقيق حل عادل يضمن حقوق الفلسطينيين، ويوقف دوامة الحروب المتكررة داعيا إلى تحركات دبلوماسية عاجلة لوقف التصعيد، وتوفير ضمانات دولية لتحقيق تهدئة حقيقية ومستدامة في المنطقة.

اقرأ أيضاًاللواء رضا فرحات: كلمة الرئيس السيسي بالقمة العربية عكست بوضوح موقف مصر الثابت تجاه القضية الفلسطينية

فرحات: رسائل الرئيس السيسي في افتتاح مجمع الأسمدة الأزوتية رسمت شرايين التنمية في مصر

«أستاذ علوم سياسية» يكشف عن رسائل الرئيس السيسي في الأكاديمية العسكرية

مقالات مشابهة

  • الصين تستعد لحرب أمريكا
  • أمريكا وإيران.. تصاعد حدّة التوترات والتهديدات!
  • زيلينسكي: أوكرانيا ملتزمة بالسلام .. وتسعى لإنهاء الحرب بسرعة
  • زيلينسكي: أوكرانيا عازمة على فعل كل شيء لإنهاء الحرب
  • هل ستندلع الحرب من جديد بين حماس وإسرائيل؟.. أستاذ علوم سياسية يكشف لـ «الأسبوع» مصير مفاوضات
  • استشهاد 3 فلسطينيين في رفح.. وإسرائيل تستعد للعودة إلى الحرب
  • ترامب يدرس خطوة من شأنها زيادة توتر العلاقات بين الولايات المتحدة وأوروبا
  • أكسيوس: إسرائيل ترفض مفاوضات مباشرة بين أمريكا وحماس
  • صراع خفي في الدوحة.. إسرائيل تفشل محادثات سرية مباشرة بين أمريكا و”حماس”
  • إسرائيل تُعلن اعتراضها على المحادثات بين الولايات المتحدة وحماس