مبابي: «بيت الوطن» ليس المكان المناسب للحديث عن المستقبل!
تاريخ النشر: 18th, November 2023 GMT
أنور إبراهيم (القاهرة)
للمرة الأولى، بعد غياب طويل عن حضور المؤتمرات الصحفية لمنتخب فرنسا، منذ يونيو الماضي، باعتباره «كابتن» منتخب «الديوك»، عاد النجم الشاب كيليان مبابي «24 عاماً» ليتحدث مجدداً، بمناسبة لقاء المنتخب أمام جبل طارق، في الجولة التاسعة، وقبل الأخيرة للتصفيات الأوروبية المؤهلة إلى «يورو2024»، وتناول موضوعات عدة، ولكنه رفض الحديث عن مستقبله مع باريس سان جيرمان، مشيراً إلى أنه لا المكان ولا الزمان مناسبان للحديث في هذا الأمر.
وبسؤاله عن احتمالات مشاركته في دورة الألعاب الأولمبية التي تقام بباريس في صيف 2024، قال مبابي: لا أعرف بعد ما إذا كنت سأوجَد فيها أم لا، وإذا كانت الجماهير الفرنسية ترغب بشدة في مشاهدته في الدورة التي تقام في فرنسا، فإن بطل العالم المتوج بمونديال روسيا 2018، أبدى بدوره رغبة أكيدة في المشاركة، ولكنه أدلى بتصريح فاجأ به الصحفيين الموجودين، إذ قال: القرار ليس بيدي، وإنما يعود إلى النادي الذي ألعب له «سان جيرمان»، وسأكون سعيداً لو شاركت فيها، ولكن إذا كان النادي لا يرغب في ذلك، سأمتثل لقراره.
ولم يشأ مبابي هداف كأس العالم الأخيرة 2022، أن يطمئن الفرنسيين إلى مشاركته، رغم رغبته الشديدة في المشاركة، وعلق قائلاً: التفكير في هذا الأمر لن يستغرق وقتاً طويلاً، فإذا كان الجواب بالموافقة من جانب النادي، أشارك في الدورة الأولمبية، وإن لم يكن كذلك، لن أشارك فيها رغم رغبتي الشديدة، والفرنسيين كلهم في أن أنال هذا الشرف.
وذكر موقع «ياهو سبورت» أن إجابة مبابي على هذا السؤال السابق لم تكن مفاجئة فقط، وإنما من الممكن أن يُستشف منها إنه باقٍ في «حديقة الأمراء» الصيف المقبل، ولن يرحل إلى أي مكان آخر.
وعندما سأله أحد الصحفيين الحاضرين سؤالاً مباشراً يتعلق بمستقبله، وما إذا كان سيجدد عقده مع سان جيرمان، أبدى «فتى بوندي المدلل» غضبه لإثارة هذا الموضوع في هذا التوقيت، خلال تجمع للمنتخب، وفضل عدم الرد، واكتفى بأن قال: إذا كنتم تريدون إجابة عن هذا السؤال، عليكم أن تأتوا إلى سان جيرمان، وسوف أجيب عنه، أما هنا نحن في «كليرفونتين» معقل المنتخب، والوطن قبل أي شيء آخر.
وشدد مبابي على أن الشائعات التي تتردد كثيراً حول مستقبله في سان جيرمان لا تؤثر فيه إطلاقاً، ولا تضغط عليه داخل «المستطيل الأخضر» ولا يفكر فيها أبداً في أثناء اللعب، إنما يكون شغله الشاغل أن يسجل الكثير من الأهداف من أجل فوز فريقه ومنتخب بلاده.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: فرنسا كليان مبابي باريس سان جيرمان ريال مدريد
إقرأ أيضاً:
كوبا وثائق فوتوغرافية.. سفر ضوئي يكشف واقع حياة الناس وثقافة المكان
"العُمانية": تعكس أعمال معرض الصور الضوئية "كوبا وثائق فوتوغرافية" للمصورين الضوئيين العُمانيين: معالي السيد إبراهيم بن سعيد البوسعيدي محافظ مسندم، وأحمد بن سالم البوسعيدي وخميس بن أحمد الريامي، ببيت الزبير، التوثيق البصري الذي يمثل الحياة بكافة تفاصيلها لهذه الدولة الواقعة في البحر الكاريبي في قارة أمريكا الشمالية.
يضم المعرض الذي سيستمر حتى 30 من يناير الجاري، 55 صورة ضوئية، فهو يشكل سفرًا ضوئيًّا يكشف واقع حياة الناس وثقافة المكان، بالإضافة إلى تفاصيل تحكي حياة الكوبين بين الشوارع والمباني والطرقات، والطبيعة، فالصور تنقل حياة الناس وحياتهم وبساطة العيش وحب الحياة.
لقد عمل المصورون على إظهار تفاصيل مهمة من العادات والتقاليد الكوبية التي تمثل حياة الشارع في الأسواق والمقاهي والممرات، مع صور تظهر الوجوه بتفاصيلها المنفردة وبالألوان الزاهية التي تعبر عن طبيعة الحياة في هذه الجزيرة التي تتميز بشواطئها المتميزة، ومناخها الاستوائي، وجمالها الطبيعي.
الزائر للمعرض سيجد رحلة فنية تمتزج فيها الثقافات وتتلاقى العوالم، فهو يقدم مدنًا تنبض بالحياة، وتتحدث التفاصيل بلغة الجمال، فعدسات المصورين رصدت مشاهد لا تنسى خلال مشاركتهم في الملتقى الدولي الخامس للمصورين في هافانا عام 2015.
المعرض ليس مجرد توثيق لحظات عابرة، بل هو دعوة للتأمل في جوهر الحياة الكوبية، بما تحمله من تنوع ثقافي وروح إنسانية نابضة. وفي هذا المعرض سعى المصورون العمانيون إلى إيجاد حوار بصري يجمع بين الشرق والغرب، مُعبِّرين عن جماليات غير مرئية تُجسد قوة الصورة الضوئية كوسيلة لنقل المشاعر والقصص.
بين الأبيض والأسود الذي يعكس بساطة الزمن وحنينه، والألوان التي تجسد الحياة في شوارع كوبا المفعمة بالحركة، ثمة رؤية فنية عميقة. فقد ركزت الصور على وجوه البشر كنافذة للروح، وعلى تفاصيل الحياة اليومية التي تروي قصصًا لا حصر لها. كل صورة في هذا المعرض تحمل طابعًا مختلفًا، وكأنها فصل من رواية بصرية تسرد تجربة إنسانية عالمية.
وفق رؤية المصورين في هذا المعرض أوضحوا أنه ليس مجرد حدث ثقافي، بل هو جسر يربط التجربة العمانية بتجارب عالمية، ويُثري مسيرة الفن البصري المحلي، وفرصة للمصورين العمانيين لاستلهام طرق جديدة للتعبير، وللجمهور العماني لاكتشاف زوايا مختلفة من الجمال الإنساني.
تكمن قيمة هذا المعرض في قدرته على جلب تجارب من خارج الحدود، ليصبح العمل الفني شهادة حية على عمق الإنسانية وجمال تنوعها. هذه التجارب تُغني الفهم الثقافي، وتجعل من التصوير الضوئي وسيلة للتواصل تتجاوز الكلمات والحدود.
إن تداخل الألوان في شوارع كوبا وطرقاتها التي تقرّب زائرها لاكتشافها م قرب، جعلت عدسات المصورين الثلاثة تقترب من الحياة اليومية الفريدة. فهناك العادات والتقاليد والموسيقى التي تحولت ظواهر أكثر من كونها محلية لتسافر إلى العالمية، ما يعكس قدرة الشعب الكوبي على الحفاظ على التراث والهوية والاعتناء بالثقافة كما أن تلك المفردات هي وسائل ذاتية للتعبير عن الآمال والأحلام.
صور المعرض المتعددة تقود الزائر لاكتشاف عيون الناس المليئة بالشغف، والحياة، والحكايات اليومية عن الواقع المعاش، حيث النوافذ التي تكشف عن طموح كوبي اُفتخر بثقافته، على الرغم من التعدد الذي تفرزه الصور الضوئية فيما يتعلق ملامح الوجوه وهو ما يعكس الثراء الإنساني للمجتمع الكوبي.
في كلمة لبيت الزبير حول المعرض الضوئي، أوضحت أن المصورين جابوا بكاميراتهم وأرواحهم أزقة كوبا النابضة بالحياة، ليحضروا حكاياتها في صور تنبض بالجمال والتفرد، وأن هذا المعرض ليس مجرد انعكاس لمهارة المصورين الثلاثة فحسب، بل هو شهادة على قدرة العدسة العمانية على السفر بعيدًا، واستكشاف الثقافات المختلفة، وتقديمها بعيون تنبض بالإبداع والإنسانية. فكل صورة في المعرض ليست مجرد مشهد جامد، بل هي نافذة تفتح على عالم مليء بالألوان والتفاصيل، عالم يروي قصص البشر، ويحتفي بالاختلافات التي تجعل هذا الكون غنيًا وفريدًا.
الزائر للمعرض سيقف كثيرا من خلال الصور مع الروابط الإنسانية التي تفرز العادات والتقاليد وهي تقتنص اللحظات المتنوعة في حياتهم. إنها مساحة الثقافة في صور شتى حيث امتزاج الألوان بالعواطف والأصوات التي توجد تجربة ضوئية غنية.