التشديد الأمني يفرغ الجامع الأزهر من المصلين خوفا من التظاهر نصرة لغزة (شاهد)
تاريخ النشر: 18th, November 2023 GMT
خلت قاعة وصحن الجامع الأزهر بالعاصمة المصرية القاهرة من المصلين في صلاة يوم الجمعة إلا من أعداد قليلة؛ بسبب الإجراءات الأمنية المشددة التي حالت دون دخول المسجد بعد نحو 4 أسابيع من واحدة من أكبر التظاهرات التي شهدها الجامع دعما للشعب الفلسطيني ضد العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة في أعقاب عملية طوفان الأقصى.
وقال شهود عيان في تصريحات لـ"عربي21"، إن محيط منطقة الجامع الأزهر تحول إلى ثكنات عسكرية، وانتشرت عناصر الأمن بزيها المدني والعسكري في كل مكان وامتدت إلى الجوامع المجاورة بما فيها مسجد الإمام الحسين القريب.
وقالوا إن قوات الأمن ورجال الشرطة كانوا يمنعون الراغبين في الصلاة من الدخول لصلاة الجمعة، ومن يصل يجد عددا قليلا جدا من المصلين الذين استطاعوا الدخول مبكرا، مشيرين إلى أن عدد المصلين كان أقل من 3 صفوف، وكانت الأعداد هزيلة.
وأظهر مقطع مصور، خلو الباحة الرئيسية للجامع الأزهر من أي مصليين، كما أظهر خلو معظم صفوف قاعة الصلاة الرئيسية من المصلين، وكانت الأعداد محدودة بشكل لافت وغير معتاد بسبب تكثيف التواجد الأمني على بوابات الجامع الأزهر وفي المنطقة لمنع أي تجمعات تحسبا من اندلاع تظاهرات منددة للانتهاكات الإسرائيلية في قطاع غزة على غرار مظاهرات 20 أكتوبر الماضي.
وشكل رجال الأمن المركزي، بحسب الشهود، سورا بشريا أمام أبواب الجامع الأزهر بحيث لا يفكر أحد من الدخول.
وبشأن موضوع الخطبة، أوضحوا أنها كانت عن العمل والأمل، ولكنها تطرقت إلى الأوضاع في فلسطين حيث تحدث خطيب الجامع الأزهر عن الظروف الصعبة التي تمر بها الأمة الإسلامية وما يجري في فلسطين من قتل وتخريب ووصفها بأنها محنة وابتلاء تحتجان الصبر والإيمان.
وفي مقطع مصور آخر، ظهرت حشود كبيرة من قوات الأمن المركزي وعناصر الشرطة التي انتشرت بشكل مكثف منذ التظاهرات الأولى التي اندلعت دعما ومساندة للشعب الفلسطيني في القاهرة ومختلف المدن المصرية وامتدت حينها المظاهرات على غير المخطط لها إلى ميدان التحرير بوسط القاهرة والذي يرمز إلى ثورة 25 يناير 2011.
كما انتشرت سيارات الأمن المركزي الكبيرة في محيط جامع الأزهر أحد أشهر الجوامع في مصر والعالم الإسلامي، وله رمزية دينية وتاريخية ونضالية كبيرة تمتد إلى أكثر من ألف سنة، ما يعد ثاني أقدم جامعة بعد جامعة القرويين بتونس.
وشهدت مصر في 20 أكتوبر/ تشرين الأول تظاهر مئات الآلاف عقب صلاة الجمعة في الجامع الأزهر بالقاهرة ومختلف المحافظات والمدن المصرية، تضامنا مع الشعب الفلسطيني ورفضا للعدوان الإسرائيلي، ورددوا هتافات مؤيدة للمقاومة، رافعين أعلاما فلسطينية ولافتات تندد بانتهاكات الجيش الإسرائيلي في غزة، وتمكن عدد كبير من المشاركين فيها من الوصول إلى ميدان التحرير في قلب القاهرة، قبل أن تتمكن الشرطة من إخلاء الميدان.
وردد المتظاهرون حينها شعارات داعمة للفلسطينيين مستوحاة من هتافات ثورة 25 يناير منها "عيش، حرية فلسطين عربية". وهتفوا "بالروح بالدم نفديك يا أقصى"، و"إسرائيل هي الإرهاب" و"واحد اثنين، الجيش العربي فين؟!".
ردود فعل
وقال موقع المنصة المحلي الإخباري (مستقل) إن "قوات الأمن المواطنين منعت، الجمعة، من الدخول إلى الجامع الأزهر ومسجد الحسين بعد الساعة التاسعة صباحًا، وأجبرت مرتادي المسجدين على الانتقال إلى المساجد الأخرى المتواجدة في نطاق الحي، "علشان فيه قلق" بحسب أحد القائمين على منع المصلين من الدخول إلى الحسين".
لتالت اسبوع علي التوالي مانعين صلاة الجمعه ف مسجد الازهر والحسين وحاطين امن مركزي في الشوارع كلها مش طبيعيه
مش بس كده دا كمان وانت معدي بتقف وتتفتش ورايح فين وجاي منين وشغال اي
مش غزه لوحدها اللي متحاصره???? — حسن الفرجاني H elforgany (@hassansaber_) November 17, 2023
وأشار الموقع إلى أن المصلين افترشوا الشوارع الجانبية للحسين للاستماع إلى خطبة الجمعة القادمة من المسجد المغلق على من فيه منذ الصباح، فيما شهد محيط الجامع الأزهر تكثيفات أمنية من قوات الأمن المركزي والتدخل السريع، ورغم ذلك أقيمت شعائر الصلاة في كلا المسجدين.
وكان خطيب صلاة الجمعة الماضية، الدكتور عبد الفتاح العواري، عميد كلية أصول الدين سابقا، قد أفرد الخطبة عن الانتهاكات الإسرائيلية في قطاع غزة وردود أفعال العالم، وتساءل: أين منظمات حقوق الإنسان والمجتمع الدولي تجاه ما يحدث من إبادة جماعية وحرب همجية على شعب أعزل، ودعا العالم العربى والإسلامي إلى الانتباه لمخططات الأعداء نحو دولتهم المزعومة من النيل إلى الفرات
#صلاة_الجمعه_في_الازهر
منطقه مسجد الأزهر الشريف
ومسجد الحسين
وميدان الاربعين في السويس
بقيت ثكنة عسكرية
عربيات أمن مركزي دخلت جراج الدراسة ومعسكرين
تقربيا كدة في حد قلقان علي نفسه ???? — mohamed (@mohamad92709074) October 13, 2023
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية الأزهر المصرية غزة مصر احتلال غزة الأزهر طوفان الاقصي سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الأمن المرکزی الجامع الأزهر من المصلین قوات الأمن من الدخول
إقرأ أيضاً:
اختبار حاسم للعودة لغزة.. السلطة الفلسطينية تكافح لطرد المسلحين من مخيم جنين
(CNN)-- على مدى أكثر من أسبوع، كان مخيم جنين للاجئين المترامي الأطراف في الضفة الغربية المحتلة يُسمع منه صدى إطلاق نار كثيف- حيث كان القناصة الملثمون يقفون على أسطح المنازل وسط انفجارات داخل أزقته الضيقة.
ولكن الجيش الإسرائيلي لم يشارك في القتال، بينما كان شن مداهمات لا حصر لها في السنوات الأخيرة ضد ما يسميه "الإرهابيين" في المخيم، معقل المقاومة للجيش الإسرائيلي.
هذه المعركة بين الفلسطينيين: قوات الأمن التابعة للسلطة الفلسطينية والجماعات المسلحة المتحالفة مع حماس التي تقول إن السلطة الفلسطينية تنفذ سياسة إسرائيل.
وشنت السلطة الفلسطينية، التي يدعمها الغرب، أكبر عملية أمنية لها منذ سنوات لإبعاد الجماعات المسلحة في محاولة لإظهار قدرتها على التعامل مع الوضع الأمني في الضفة الغربية، بينما تتطلع إلى السيطرة على غزة بعد الحرب.
ولكن يبدو أن العملية لم تؤد إلا إلى تقوية المقاومة وإبعاد العديد من الآلاف من المدنيين الذين يعيشون هناك. ولم تسيطر السلطة سوى على القليل من الأرض، فيما لا يزال المسلحون يسيطرون على معظم المخيم.
وحاولت قوات الأمن التابعة للسلطة الفلسطينية اعتقال العشرات من الرجال ووصفتهم بأنهم خارجون عن القانون يحاولون "اختطاف" المخيم، الذي أُقيم للفلسطينيين الذين طُردوا من ديارهم بعد قيام إسرائيل في عام 1948، وهو الآن منطقة مبنية يقطنه حوالي 25 ألف شخص.
وتصف حماس المقاتلين في المخيم بأنهم "مقاومة"- وهي تحالف من الجماعات المسلحة التي ترى أن السلطة وقواتها الأمنية تعمل بناء على أوامر إسرائيل.
وتشمل الفصائل المسلحة كلا من كتائب شهداء الأقصى، والجهاد الإسلامي الفلسطيني، وكتائب القسام، التي تقاتل تحت راية كتيبة جنين.
وتقول السلطة الفلسطينية إن قواتها "تقدمت على طرقات مهمة للغاية" في المخيم. لكنها لديها القليل من التكنولوجيا والأسلحة التي لدى الجيش الإسرائيلي، وقُتل أحد أفراد الحرس الرئاسي الفلسطيني بنيران مسلحين، الأحد.
كما قُتل أحد قادة المسلحين، وثلاثة مراهقين، أصغرهم 14 عاما. وألقى كل جانب باللوم على الآخر في وفاتهم.
ويختتم اندلاع العنف عاما مميتا في المخيم. حيث نفذت إسرائيل مداهمات استمرت لأيام في جنين وطولكرم وطوباس، بشمال الضفة الغربية، في سبتمبر/أيلول الماضي، مما أسفر عن مقتل 39 شخصا على الأقل، وخلفت دمارا واسعا، بحسب وزارة الصحة التابعة للسلطة الفلسطينية والأمم المتحدة. وكان من بين القتلى تسعة مسلحين على الأقل، وفقما لحماس والجهاد الإسلامي الفلسطيني.
اختبار حاسم لغزة
السلطة الفلسطينية مسؤولة اسميا عن الأمن في معظم أنحاء الضفة الغربية بموجب اتفاقيات أوسلو، التي تم توقيعها في تسعينيات القرن العشرين بهدف إقامة دولة فلسطينية. ولكن في السنوات التي تلت ذلك، وسعت إسرائيل سيطرتها على الأراضي المحتلة، ووسعت المستوطنات، ونفذت مداهمات متكررة ضد الجماعات الفلسطينية المسلحة.
وما يحدث في جنين يشكل اختبارا حقيقيا للسلطة الفلسطينية. فإذا كانت السلطة تريد القيام بدور أوسع في إدارة المناطق الفلسطينية، أو تسعى إلى العودة إلى غزة ـ وهو أمر أصرت الحكومة الإسرائيلية على استبعاده- فإن جنين اختبار حقيقي.
وقال قيس السعدي أحد قادة المسلحين، لشبكة CNN في مقابلة معه من داخل المخيم: "إسرائيل تمنح السلطة فرصة في جنين، وهي تقول في الأساس: إذا تمكنتم من إثبات قدرتكم على السيطرة على جنين، وهي مدينة صغيرة، فإننا سنفكر في تسليمكم غزة".
كما أن الأحداث في جنين تشكل أيضا مؤشرا على النفوذ الإيراني بين المسلحين. فقد اعترف السعدي بأن المساعدة تأتي من إيران، وهو ما يشكل مصدر قلق متزايد لأجهزة الأمن الإسرائيلية.
وأضاف: "نتلقى الدعم من إيران ومن أي جهة مستعدة لمساعدتنا، ولكننا لا ننتمي إلى إيران أو إلى أي كيان خارجي خارج المناطق الفلسطينية".
ومن الصعب تقييم مدى ونوع الدعم الإيراني للمسلحين. ولكن قوات الأمن الإسرائيلية قالت في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي إنها صادرت كميات كبيرة من الأسلحة التي زودتها بها إيران قرب جنين.
وقال وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في زيارة مؤخرا إلى الضفة الغربية، إن "إيران لن تنجح في إنشاء ذراع (أخطبوط) لإيران في مخيمات اللاجئين"، وإن السياج الجديد على الحدود مع الأردن من شأنه أن "يمنع الخطط الإيرانية لتهريب الأسلحة إلى إسرائيل عبر الأردن".
وقال المتحدث باسم قوات الأمن الفلسطينية، العميد أنور رجب، لشبكة CNN إنه من خلال تمويل المسلحين تسعى إيران إلى نشر "الفوضى والفساد" وإضعاف السلطة الفلسطينية، وهو ما يخدم مصالح مشاريعها في المنطقة.
وتتحصن كتيبة جنين في المخيم، المركز العصبي لموجة جديدة من المواجهات الفلسطينية المسلحة في الأراضي المحتلة.
وقد أدى الاستخدام المتزايد من جانب الجماعة المسلحة للعبوات الناسفة البدائية إلى إضافة طبقة من التعقيد لجهود إسرائيل والسلطة الفلسطينية لمكافحتها.
وقال قيس السعدي لشبكة CNN إن العبوات الناسفة ألحقت أضراراً بالغة بالمركبات العسكرية الإسرائيلية، وحذر قوات الأمن: "إذا دخلتم منطقتنا، فسوف تواجهون نفس المصير". وأضاف: "الحرب في المناطق الحضرية من تخصصنا، وهي تغير قواعد اللعبة". وتؤكد قوات الأمن أن المسلحين يعرضون حياة الأبرياء للخطر عبر زرع الألغام المتفجرة في الشوارع وفي المساكن.
وقد أسفرت المواجهة في جنين عن استقطاب بالرأي العام الفلسطيني. وقال أسعد عقل، وهو مقاتل يبلغ من العمر 27 عاما أُصيب بجروح خطيرة في هجوم بطائرة بدون طيار إسرائيلية العام الماضي، لشبكة CNN إن سكان المخيم بحاجة إلى حماية من الجيش الإسرائيلي- وهو ما لم تقدمه السلطة الفلسطينية.
وقال عقل وسكان آخرون في جنين إن العملية الأمنية التي نفذتها السلطة جعلت الحياة أكثر صعوبة - وخطورة في المخيم، حيث أشار بعضهم إلى أنها ترقى إلى مستوى العقاب الجماعي. وبنهاية الأسبوع الماضي، كان جزء كبير من المخيم بدون ماء وكهرباء. وتراكمت القمامة ولم يتمكن الأطفال من الذهاب لمدارسهم.
وقالت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) الأسبوع الماضي إنها أوقفت خدماتها في المخيم، وتشمل التعليم والرعاية الصحية، وسط القتال. وأدانت الوكالة قيام "مسلحين فلسطينيين" باحتلال مركزها الصحي في مخيم جنين الأسبوع الماضي.
وألقى سكان المخيم الذين تحدثوا إلى شبكة CNN باللوم على قوات الأمن في أعمال العنف الأخيرة.
فيما حث إيهاب سعدي أحد السكان المحليين على حوار جديد بين السلطة الفلسطينية والمسلحين.
وقال رجب، المتحدث باسم قوات الأمن، إن السلطة الفلسطينية حاولت التفاوض مع الفصائل - لكن جهودها قوبلت بالتجاهل. وقال إن ما يقوم به المسلحون "ينشر الفوضى في الضفة الغربية ويساعد الاحتلال الإسرائيلي"، على حد قوله.
وفي خضم القتال وإغلاق مخارج المخيم، أصبح المزاج بين السكان أكثر يأسا.
وقال محمود الغول إن منزله لم يصله الماء لمدة ثلاثة أسابيع وكان واحدًا من العديد من السكان الذين زعموا أن قوات الأمن أطلقت النار على خزانات المياه. وقد تواصلت شبكة CNN مع السلطة الفلسطينية بشأن هذا الادعاء.
وقال: "نحن لا نشعر بالأمان هنا، لا يمكننا المشي في الشارع، ولا يمكننا الصعود إلى سطح المنزل. الحياة مشلولة تقريبًا".
وقال أحمد طوباسي لشبكة CNN إن أطفاله كانوا في حالة يرثى لها.