شبكة اخبار العراق:
2024-11-17@12:46:09 GMT

عارك يا غرب في غزة

تاريخ النشر: 18th, November 2023 GMT

عارك يا غرب في غزة

آخر تحديث: 18 نونبر 2023 - 9:39 صبقلم:فاروق يوسف أن تكون المستشفيات هدفا معلنا في الحرب فتلك نقطة العار التي لا خلاف عليها.يغض الغرب نظره عن حقيقة أن إسرائيل إنما تشن حربا في غزة على المدنيين بحثا عن عدوّها. وهي بذلك كمن يحرق غابة من أجل أن يصطاد أرنبا. في خلفية تلك الجريمة لا يمكن أن تُعفى إسرائيل من المسؤولية عمّا حدث لها ومن ثم للآخرين.

فقطاع غزة الذي هو اليوم موقع حربها القذرة لا صفة قانونية له. فلا هو محتل ولا هو مستقل. وحماس التي استولت عليه منذ 2007 لا هي دولة ولا هي حكومة. وشعب غزة يموت إن انقطعت عنه المساعدات الدولية بمعنى أنه عاجز عن إعالة نفسه.ما لم يشعر الغرب وبالأخص منه دول الاتحاد الأوروبي بأن إسرائيل صارت تمثل خطرا على السلام العالمي فإن العالم في طريقه إلى الهلاك كل هذا لم يمنع أن غزة كانت مسرحا لسبعة حروب بما فيها الحرب الحالية، شنتها إسرائيل وهي التي يعتبرها الغرب جزءا منه على المدنيين، أطفالا ونساء وشيوخا ومرضى. وهم بشر لا شأن لهم بحماس.لا يختلف اثنان حتى لو كانا من المناصرين لإسرائيل في أن غزة ضحية لما فعلته إسرائيل عبر ثلاثين سنة، هي عمر اتفاق سلام رثّ لم تحترمه إسرائيل ولم تكتف بوضعه على الرف، بل وضعت السلطة الفلسطينية معه في سلة النفايات التي لا يمد إليها أحد من العالم يده إلا تعبيرا عن الإشفاق الذي ينطوي على الكثير من الازدراء. غزة بالنسبة إلى العالم صارت مسألة إنسانية وليست جزءا من دولة تنتظر التصريح بقيامها. تلك مشكلة عصية على الفهم وبالأخص أن إسرائيل كانت قد وضعت صراعها مع حركة حماس على الدرجة الأولى من سلّم اهتمام العالم. ولهذا نُسيت غزة بأهلها حين قررت إسرائيل الرد على ضربة حركة حماس المفاجئة يوم السابع من أكتوبر.يمكننا أن نتفهم موقف الغرب برئاسة الولايات المتحدة، ولكن هل كان لروسيا والصين موقف حازم لوقف العدوان الإسرائيلي على أهل غزة الذين لا حول لهم ولا قوة وهم المجردون منذ سنوات طويلة من معرفة مصيرهم القانوني؟ فلا حماس دولة يحتمون بها ولا هم مواطنون فلسطينيون يجري التعامل معهم من خلال سلطة واضحة المعالم. حين بدأ بنيامين نتنياهو حربه في غزة فإنه كان أولا يدافع عن نفسه وهو المهدد بالسقوط لأسباب داخلية، وثانيا كانت تلك الحرب فرصة له لكي يقول رأيه بالشعب الفلسطيني الذي لا يستحق العيش من وجهة نظره ما دام قد أصر على البقاء على أرضه ولم يهاجر إلى بلاد اللجوء التي ترحب بالفلسطينيين منذ سنوات، انسجاما مع خطة تهجيرهم. وثالثا لأن الغرب والعالم من حوله لم يعد يرى في غزة سوى حماس التي تم حصرها في رواية ما حدث يوم السابع من أكتوبر حين تم قتل المدنيين واقتياد جزء منهم أسرى. لا يختلف اثنان حتى لو كانا من المناصرين لإسرائيل في أن غزة ضحية لما فعلته إسرائيل عبر ثلاثين سنة، هي عمر اتفاق سلام رثّ لم تحترمه إسرائيل كان متوقعا ألاّ يقف جيش الاحتلال الإسرائيلي عند حد بعينه مما سُمّي بـ”الرد الدفاعي”. لقد انتقلت إسرائيل سريعا من خدعة الدفاع عن النفس إلى حقيقة الهجوم المنظم. هناك جيش منظم يقتل المدنيين. أما أن يعثر ذلك الجيش على مقاتلي حماس وهي منظمة مدربة على حرب العصابات فذلك أشبه بلعبة إلكترونية. كل ذلك العبث الإسرائيلي انتهى إلى المستشفيات. كان متوقعا أن يدق ناقوس الخطر بالنسبة إلى الديمقراطيات الغربية. هناك شيء ما يحدث هو أشبه بكارثة في تاريخها. إن صمتت فإنها ستخلق منطقة سوداء لا في فلسطين وحدها، بل في بقاع مختلفة من العالم. وهي منطقة قابلة للتوسع لن يتمكن الغرب من احتوائها في المستقبل والتقليل من عدائها. لقد استخف الغرب بقوانينه حين تعلق الأمر بإسرائيل. ففي أسوأ الحروب كانت المستشفيات خطوطا حمراء. أما أن يُسمح لإسرائيل بتجاوزها فإن الغرب يضع نفسه في مواجهة عار، كانت الولايات المتحدة وحدها قد صنعته وواجهت تداعياته في فيتنام والعراق. وكانت بذلك قد تجاوزت القوانين والمواثيق الدولية. ما لم يشعر الغرب وبالأخص منه دول الاتحاد الأوروبي بأن إسرائيل صارت تمثل خطرا على السلام العالمي فإن العالم في طريقه إلى الهلاك. فحرب تنتهي إلى اقتحام المستشفيات هي ليست مأثرة بطولية وهي لا يمكن أن تسجل في التاريخ إلا باعتبارها عارا. ذلك العار لن يكون عار إسرائيل وحدها، بل هو عار كل الدول التي اصطفت وراء إسرائيل كما لو أنها لا ترى أن هناك شعبا لا ذنب له سوى أنه يعيش في غزة.

المصدر: شبكة اخبار العراق

كلمات دلالية: أن إسرائیل فی غزة

إقرأ أيضاً:

نيويورك تايمز: الكر والفر سمة حرب إسرائيل الدموية بشمال غزة

في تبريرها لقصف الأحياء السكنية والمستشفيات والمدارس التي تحولت إلى ملاجئ، ادعت إسرائيل أن مقاتلين من حركة المقاومة الإسلامية (حماس) كانوا يختبئون هناك بين المدنيين.

ووصفت صحيفة نيويورك تايمز في تقرير من القدس المحتلة أن تلك كانت واحدة من أكثر اللحظات دموية في الحرب التي تدور رحاها في القطاع الفلسطيني المحاصر.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2هل فرنسا ضعيفة أمام إسرائيل؟ ميديا بارت: باريس تدين لكن لا تعاقبlist 2 of 2من أين أتت عبارة "كل الطرق تؤدي إلى روما"؟end of list

وأشارت إلى أنه بعد مرور عام من اندلاع الحرب على قطاع غزة، فإن المشاهد نفسها تتكرر مرة أخرى، حيث بات شمال غزة بؤرة الهجمات الفتاكة المتجددة على مدى أكثر من شهر، التي شنها الجيش الإسرائيلي.

"شعب يُباد"

وفي محاولة لاجتثاث ما يسميه جيش الاحتلال "عودة" حركة حماس إلى الواجهة، دأب جنوده ودباباته وطائراته المسيرة المسلحة على قصف المنطقة بشكل يومي، مما أدى إلى تشريد الآلاف وقتل أكثر من 2000، وفق إحصائيات الأمم المتحدة.

ونقلت الصحيفة عن طبيب محلي وبعض الأهالي قولهم إن هناك الكثير من الجثث ملقاة في الشوارع، وقد بدأت الكلاب الضالة تنهشها.

وقال إسلام أحمد (34 عاما)، وهو صحفي مستقل من شمال غزة شارك في دفن جيرانه في مقبرة جماعية، "إذا كان أن أوجز الحياة خلال الأسابيع الأربعة الماضية في عبارة، فهي أن هناك شعبا يُباد".

وحسب نيويورك تايمز، فإن عودة القتال إلى أقصى شمال قطاع غزة يكشف أن النهج الذي تتبعه إسرائيل أشبه ما يكون بدوامة دموية، حيث يطارد الجيش الإسرائيلي مقاتلي حماس بلا طائل، وغالبا ما يقع المدنيون في مرمى النيران.

ونسبت الصحيفة إلى اثنين من مسؤولي الأجهزة الأمنية الإسرائيلية قولهما إن عمليات الجيش هناك تشبه "قص العشب"، مستخدميْن عبارة ظل يرددها مسؤولون إسرائيليون منذ سنوات، من بينهم رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.

عودة متجددة

وزعم المسؤولان أنه "كلما أطلت خلايا حماس من جديد، تعود القوات الإسرائيلية لقطعها".

وترى الصحيفة أن هذا النوع من القتال "الدوري المتكرر" يعكس إستراتيجية إسرائيل "الغامضة" في حرب دخلت الآن شهرها الــ14، ومع ذلك لم تُظهر أي علامة على التراجع.

وأوردت المرات التي غادرت فيها القوات الإسرائيلية المنطقة بعد دكها العام الماضي، ووفقا لمسؤول أمني إسرائيلي كبير -لم تذكر الصحيفة اسمه- فإن الهدف هذه المرة هو عزل مقاتلي حماس في شمال غزة عن رفاقهم في مدينة غزة.

ووصفت نيويورك تايمز الوضع على الأرض بأنه أسوأ مما كان عليه قبل عام طبقا لبعض المقاييس، مضيفة أن البنية التحتية تتداعى، والمساعدات الإنسانية مقيدة بشدة، وقد غادر العديد من عمال الطوارئ ومجموعات الإغاثة المنطقة.

وعرضت الصحيفة الأميركية أدلة على تدهور الأوضاع في شمال غزة، وأفادت بأن الدفاع المدني الفلسطيني، وهو جهاز الطوارئ التابع لحكومة حماس، أفاد بأنه أوقف رسميا عمليات الإنقاذ في المنطقة الشهر الماضي بسبب الأخطار المحدقة.

ومن جانبه، كشف الهلال الأحمر الفلسطيني -وهو إحدى منظمات الإغاثة القليلة التي لا تزال تعمل هناك- أنه لا توجد سيارات إسعاف يمكنها الوصول إلى المناطق الأكثر تضررا في شمال غزة.

مآسٍ إنسانية

وتأكيدا على ذلك، صرح حسام الشريف، 46 عاما، وهو أب لأربعة أطفال في جباليا، للصحيفة أن عمليات الإنقاذ والطوارئ كانت متاحة في بداية الحصار الأخير، "أما الآن، فإن المصابين بجروح طفيفة ينزفون حتى الموت".

كما أن المستشفيات، هي الأخرى، تشهد ترديا في أوضاعها إذ لم تستطع علاج العديد من المرضى حتى ماتوا.

وفي 30 أكتوبر/تشرين الأول، أصدر الدكتور حسام أبو صفية، مدير مستشفى كمال عدوان في جباليا، نداء عاجلا، قال فيه إن المستشفى يفتقر إلى الجراحين في ظل اكتظاظه بالعديد من الضحايا الذين يحتاجون إلى جراحة.

وأفاد بأن المستشفى تعرض للقصف 3 مرات على مدار الأيام الخمسة التي تلت إصداره النداء العاجل.

وطبقا للأمم المتحدة، لم يبقَ في شمال غزة سوى 95 ألف شخص، أي خُمس عدد سكانه قبل الحرب.

مقالات مشابهة

  • بعد مجزرة بيت لاهيا.. حماس تناشد العالم كسر العجز أمام جرائم إسرائيل
  • حماس: المجزرة التي ارتكبها جيش الاحتلال بقصف بناية سكنية على رؤوس ساكنيها في بيت لاهيا؛ إمعان في حرب الإبادة والانتقام من المدنيين العزل
  • تقرير لـThe Atlantic: إسرائيل تخوض حربًا من نوع آخر الآن
  • طيارون أمريكيون شاركوا بصد الهجوم الإيراني على إسرائيل: كانت ليلة مرهقة وأول اختبار حقيقي لقواتنا
  • مزور: النفايات التي ننتجها غير كافية للصناعة و العالم كيضارب عليها
  • حماس "مستعدة" للتوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة وتدعو ترامب "للضغط" على إسرائيل
  • حماس: مستعدون لوقف إطلاق النار وعلى ترامب الضغط على إسرائيل
  • عودة سياسة ترامب الاقتصادية تثير حماس الأسواق وتُخيف العالم
  • نيويورك تايمز: الكر والفر سمة حرب إسرائيل الدموية بشمال غزة
  • هل وُلد الإرهاب في الغرب الحضاري؟