لماذا حرم الله العمل يوم السبت على بني إسرائيل؟، لاشك أنه أحد أسرار قصص القرآن الكريم التي تعظنا وترشدنا إلى الصواب والفلاح في الدنيا والآخرة، فإذا كانت قصة أصحاب السبت معروفة للبعض فلايزال السبب وراء لماذا حرم الله العمل يوم السبت على بني إسرائيل من الخفايا ، التي لا يعرفها كثيرون والتي فيها من الدروس والعبر النافعة ، وحيث نشهد اليوم السبت فلابد لنا من معرفة لماذا حرم الله العمل يوم السبت على بني إسرائيل؟ لعلنا نتعلم ونستقيم، إما طمعًا في رحمة الله عز وجل أو هربًا من العقوبة.

دعاء على إسرائيل.. الإفتاء تزلزلها بـ5 كلمات وتنصر أهل فلسطين وغزة بـ6 أدعية هل نهاية إسرائيل من علامات الساعة؟.. علي جمعة يروي تفاصيل زوالها من فلسطين لماذا حرم الله العمل يوم السبت على بني إسرائيل

ورد عن سبب لماذا حرم الله العمل يوم السبت على بني إسرائيل ؟،  أن الله تعالى أمر أصحاب القرية بأن يتَّخِذوا من يوم السبت عيداً لهم، يذكرون الله فيه ويتفرغون لعبادته ولا يمارسون فيه أي عملٍ دنيوي، وكان أهل القرية يعملون في صيد السمك، وبذلك كان الصيد مُحرماً عليهم يوم السبت.

قد ذكرت حرمة يوم السبت فى القرآن الكريم، فى الآية الكريمة التى جاءت فى سياق الحديث عن بنى إسرائيل: "وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ الَّذِينَ اعْتَدَوْا مِنْكُمْ فِى السَّبْتِ فَقُلْنَا لَهُمْ كُونُوا قِرَدَةً خَاسِئِينَ * فَجَعَلْنَاهَا نَكَالاً لِمَا بَيْنَ يَدَيْهَا وَمَا خَلْفَهَا وَمَوْعِظَةً لِلْمُتَّقِينَ".

وقصة اعتداء بنى إسرائيل فى يوم السبت أن الله عز وجل أمر موسى بيوم الجمعة وعرفه فضله، كما أمر بذلك سائر الأنبياء، فذكر ذلك موسى لبنى إسرائيل وأمرهم بالعبادة والخشوع فيه، فتعدوه إلى يوم السبت، فأوحى الله إلى موسى أن يدعهم وما اختاروا، فامتحنهم فيه بترك العمل وحرم عليهم الصيد فيه.

فكانت الحيتان تخرج يوم السبت ولا تخرج الأيام الأخرى، فاحتالوا لها أول الأمر فحبسوها يوم السبت وأخذوها يوم الأحد، فاهمتهم فرقة منهم عن هذا العمل فتمادوا، ومع مرور الوقت اصطادوها يوم السبت علانية فنهاهم المتقون منهم، لكنهم رفضوا، وقالت فرقة أخرى "لم تنتهك الحرام" لم تعظون قوماً الله مهلكهم، فلما فعلوا المنكر علانية عاقبهم الله تعالى بالمسخ، فتحولوا إلى قردة خاسئين أذلة صاغرين.

ويقول المفسرون: ونجى الله تعالى الذين كانوا يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر، وأهلك بقيتهم بما فيهم الذين لم يرتكبوا المنكر، لكنهم يبعثون يوم القيامة على نياتهم، كما فى حديث زينب بنت جحش فى الصحيحين: أنهلك وفينا الصالحون؟ قال: "نعم إذا كثر الخبث".

وقال ابن عطية: كانت قرية يقال لها أيلية على شاطئ البحر، وقيل كان ذلك زمن داود، وقصة أهل القرية ذكرت مفصلة فى سورة الأعراف، حيث يقول الله تعالى: "وَاسْأَلْهُمْ عَنِ الْقَرْيَةِ الَّتِى كَانَتْ حَاضِرَةَ الْبَحْرِ إِذْ يَعْدُونَ فِى السَّبْتِ إِذْ تَأْتِيهِمْ حِيتَانُهُمْ يَوْمَ سَبْتِهِمْ شُرَّعاً وَيَوْمَ لا يَسْبِتُونَ لا تَأْتِيهِمْ كَذَلِكَ نَبْلُوهُمْ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ وَإِذْ قَالَتْ أُمَّةٌ مِنْهُمْ لِمَ تَعِظُونَ قَوْماً اللَّهُ مُهْلِكُهُمْ أَوْ مُعَذِّبُهُمْ عَذَاباً شَدِيداً قَالُوا مَعْذِرَةً إِلَى رَبِّكُمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ أَنْجَيْنَا الَّذِينَ يَنْهَوْنَ عَنِ السُّوءِ وَأَخَذْنَا الَّذِينَ ظَلَمُوا بِعَذَابٍ بَئِيسٍ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ، فَلَمَّا عَتَوْا عَنْ مَا نُهُوا عَنْهُ قُلْنَا لَهُمْ كُونُوا قِرَدَةً خَاسِئِينَ".

قصة أصحاب السبت

ورد في آيات الله -تعالى عن أصحاب السبت أنها قرية من قرى بني إسرائيل كان يعمل أهلها في صيد السمك، امتحنهم الله -تعالى- فلا تخرج الحيتان لشاطئ البحر على نظر الرائي طيلة أيام الأسبوع، أما يوم السبت يمتلئ شاطئ البحر بالحيتان، حتى أنه يُمسك مسك اليد، وكان الله قد حرّم عليهم العمل في يوم السبت. واحتال بعضهم فقاموا بوضع الشباك في البحر لتحمل الأسماك في يوم السبت، فيقوموا بجمع ما أخذته الشباك من الحيتان في يوم الأحد؛ فاستنكر عليهم فريق من القرية، وحرّموا ما فعلوه، وفريق آخر لم ينه العصاة ولم يوافقوهم، ولما أصروا على موقفهم، خرج من كره ذلك من القرية، وأنزل الله العذاب على أهل القرية من خلال مسخ شبانهم إلى قردة، وشيوخهم إلى خنازير.

وردت قصة أصحاب السبت في عدة سور من القرآن الكريم؛ كسورة البقرة والنساء، وكان التفصيل في القصة في سورة الأعراف التي ذكرت القصة من بدايتها إلى نهايتها، مع موقف أهل السبت، مما فعلوا والعاقبة التي حلت بهم. قال الله -تعالى-: (وَاسأَلهُم عَنِ القَريَةِ الَّتي كانَت حاضِرَةَ البَحرِ إِذ يَعدونَ فِي السَّبتِ إِذ تَأتيهِم حيتانُهُم يَومَ سَبتِهِم شُرَّعًا وَيَومَ لا يَسبِتونَ لا تَأتيهِم كَذلِكَ نَبلوهُم بِما كانوا يَفسُقونَ* وَإِذ قالَت أُمَّةٌ مِنهُم لِمَ تَعِظونَ قَومًا اللَّـهُ مُهلِكُهُم أَو مُعَذِّبُهُم عَذابًا شَديدًا قالوا مَعذِرَةً إِلى رَبِّكُم وَلَعَلَّهُم يَتَّقونَ* فَلَمّا نَسوا ما ذُكِّروا بِهِ أَنجَينَا الَّذينَ يَنهَونَ عَنِ السّوءِ وَأَخَذنَا الَّذينَ ظَلَموا بِعَذابٍ بَئيسٍ بِما كانوا يَفسُقونَ* فَلَمّا عَتَوا عَن ما نُهوا عَنهُ قُلنا لَهُم كونوا قِرَدَةً خاسِئينَ).

سبب إيراد القصة

ذكرت الآيات الكريمة أصل سبب إيراد القصة؛ وهو قوله -تعالى-: (واسألهم)، أي يا محمد -صلى الله عليه وسلم- أسأل اليهود عن أهل هذه القرية، وماذا حل بهم؟، ولماذا يسألهم النبي -عليه السلام-!؛ فقد ذكر ابن كثير في تفسيره الجواب، إذ قال: "أَيْ وَاسْأَلْ هَؤُلَاءِ الْيَهُودَ الَّذِينَ بِحَضْرَتِكَ؛ عَنْ قِصَّةِ أَصْحَابِهِمُ الَّذِينَ خَالَفُوا أَمْرَ اللَّهِ، فَفَاجَأَتْهُمْ نِقْمَتُهُ عَلَى صَنِيعِهِمْ، وَاعْتِدَائِهِمْ وَاحْتِيَالِهِمْ فِي الْمُخَالَفَةِ، وَحَذِّرْ هَؤُلَاءِ مِنْ كِتْمَانِ صِفَتِكَ الَّتِي يَجِدُونَهَا فِي كُتُبِهِمْ؛ لِئَلَّا يَحِلَّ بِهِمْ مَا حَلَّ بِإِخْوَانِهِمْ وَسَلَفِهِمْ".

تفسير الآيات

طلبت الآية الأولى من النبي -صلى الله عليه وسلم- أن يسأل اليهود؛ وفي هذا تعريض لهم للاعتبار بما حصل ببعض أهل دينهم، لما تنكروا وتحايلوا على الشرع، حيث إن هذه القرية الساحلية، والتي كانت على دين اليهود؛ الذي يُحَرِم الصيَد يوم السبت، فكانت القرية ملتزمة ذلك الأمر، ثم إن الله -تعالى- ابتلاهم بكون الأسماك أصبحت لا تأتي إلا يوم السبت، ولا تأتي في بقية أيام الأسبوع.

وهنا في لحظة الابتلاء؛ يظهر التسليم لأمر الله -تعالى-، والصبر واللجوء إلى الله -تعالى-؛ فبدلاً من أن يلجأ أهل القرية إلى الله -تعالى- لجؤوا إلى الحيلة؛ ليحللوا ما حرم الله، فاحتالوا لانتهاك حرمات الله بما تعاطوا من الأسباب الظاهرة، التي معناها ففي الباطن تعاطي الحرام، كما ذكر ذلك ابن كثير في تفسيره.

ونصبوا الشباك وحفروا البِرك؛ وربطوا الحيتان قبل يوم السبت، فتجيء الحيتان يوم السبت وتقع في البرك، والشباك والأربطة، فإذا انقضى السبت أخذوها بكونهم لم يصطادوها يوم السبت كما زعموا؛ فلما انتشرت هذه الحيلة في أهل القرية، كان لأهل القرية منها مواقف.

موقف أهل القرية

انقسم أهل القرية إلى ثلاثة أقسم، وهذه عادة الناس عند فُشُوِ السوء، وهي كما يأتي:

قسم منكر وهؤلاء أنكروا على المحتالين فعلهم؛ بأن يقدموا العذر إلى الله -تعالى-، أنهم لا يرضون بهذه المعصية والحيلة، ولعل المحتالين أن يتوبوا ويتقوا الله -تعالى-.

قسم متوقف يستفسرون من القسم الأول؛ لماذا تعظون وتنكرون على المحتالين؟! .

قسم المحتالين وهم الفَسَقة الذين احتالوا على أمر الله -تعالى-.

العقاب تذكر الآيات الكريمة أن المحتالين لمَّا لم ينتهوا عن غيِّهم، ولَمَّا لم يمتثلوا أمر الله -تعالى-، ولم ينتهوا إذ نهاهم المنكرون الصالحون من أهل الحق؛ فالمنكرون نجاهم الله، والمحتالون عُذِبوا ومُسخوا قردةً ذليلةً حقيرةً مهانةً.

العبرة من القصة

ورد أن قصة أصحاب السبت لها عبر عظيمة جليلة، ونذكر بعضها فيما يأتي: الصبر على البلاء هو أهم ابتلاء، وآخر ابتلاء. أهمية الأمر بالمعروف والنهي فيه استمرار شرائع الدين، وفيه النجاة من العذاب الأليم. أن يبقى المؤمن مستمراً التذكر لوظيفته في الأرض؛ وهي إقامة دين الله -تعالى-. قدرة الله -تعالى- ورحمته بأهل الحق، وشدة غضبه وأليم عقابه على أهل الباطل.

فوائد من قصة أصحاب السبت

قصّ الله -تعالى في القرآن الكريم قصة أصحاب السبت، وما فعلوه من التحايل والأفعال السيئة، وذلك ليأخذ المسلمون العبرة والعظة من هذه القصة، وسنذكر بعض الدروس والعبر المستفادة من قصة أصحاب السبت فيما يأتي:

جاءت الآيات القرآنية كإجابة لبعض ادّعاءات اليهود فقد زعموا لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- بأنه لم يكن في اليهود من قبل عصيان ولا فسوق، فأنزل الله -تعالى- من الآيات الكريمة ما يبطل دعواهم.

يحرص المسلم على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وتجنّب أن يكون موقف المسلم الإعراض عن المفسدين فقط، كما كان موقف فرقة من بني إسرائيل من أصحاب السبت، قال -تعالى-: (لِمَ تَعِظُونَ قَوْماً اللَّهُ مُهْلِكُهُمْ أَوْ مُعَذِّبُهُمْ عَذَاباً شَدِيداً).

كثرة المعاصي موجبة لعقاب الله -تعالى- يدرك المسلم بأن كثرة معصية الله -تعالى- يعرضه لوقوع عذاب الله -تعالى-؛ لذا يحرص المسلم على الهجرة من الأماكن التي يجاهر فيها بمعصية الله -تعالى-.

يدرك المسلم بعض الصفات التي جبل عليها اليهود ومنها التلوّن والتحايل على الشرائع الربانية، فحلّت عليهم سنة الله -تعالى-، قال -تعالى-: (قُلْ هَلْ أُنَبِّئُكُمْ بِشَرٍّ مِنْ ذَلِكَ مَثُوبَةً عِنْدَ اللَّهِ مَنْ لَعَنَهُ اللَّهُ وَغَضِبَ عَلَيْهِ وَجَعَلَ مِنْهُمْ الْقِرَدَةَ وَالْخَنَازِيرَ وَعَبَدَ الطَّاغُوتَ أُوْلَئِكَ شَرٌّ مَكَاناً وَأَضَلُّ عَنْ سَوَاءِ السَّبِيلِ).

الآيات الكريمة الواردة فيها القصة قال -تعالى-: (وَاسْأَلْهُمْ عَنْ الْقَرْيَةِ الَّتِي كَانَتْ حَاضِرَةَ الْبَحْرِ إِذْ يَعْدُونَ فِي السَّبْتِ إِذْ تَأْتِيهِمْ حِيتَانُهُمْ يَوْمَ سَبْتِهِمْ شُرَّعاً وَيَوْمَ لا يَسْبِتُونَ لا تَأْتِيهِمْ كَذَلِكَ نَبْلُوهُمْ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ* وَإِذْ قَالَتْ أُمَّةٌ مِنْهُمْ لِمَ تَعِظُونَ قَوْماً اللَّهُ مُهْلِكُهُمْ أَوْ مُعَذِّبُهُمْ عَذَاباً شَدِيداً قَالُوا مَعْذِرَةً إِلَى رَبِّكُمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ).

وقد كانت عاقبتهم الهلاك، قال -تعالى- في سورة الأعراف: (فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ أَنْجَيْنَا الَّذِينَ يَنْهَوْنَ عَنْ السُّوءِ وَأَخَذْنَا الَّذِينَ ظَلَمُوا بِعَذَابٍ بَئِيسٍ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ * فَلَمَّا عَتَوْا عَنْ مَا نُهُوا عَنْهُ قُلْنَا لَهُمْ كُونُوا قِرَدَةً خَاسِئِينَ).

أصحاب السبت

قد قصَّ علينا القرآن الكريم قصصاً كثيرة من الأمم السابقة بشقيها؛ قصص الأنبياء، أو من هم من أتباعهم كقصة أصحاب السبت، وقصص غيرهم كقصة أصحاب الجنة، وكما قص علينا بعضا من الأحداث التي حصلت في زمن النبي -صلى الله عليه وسلم-؛ مثل قصة الثلاثة الذين تخلفوا عن غزوة تبوك.

وقصتنا عن أصحاب السبت؛ فقد ذكر غير واحد من أهل السير والتفسير، وذكروا في التعريف بهم أنهم قوم من بني إسرائيل، وكانوا يسكنون في منطقة أيلة؛ وهي بين المدينة ومكة، وكانوا من الأقوام المتمسكة بدين التوراة؛ في أن يوم السبت محرم في ذلك الزمان، وكان يحرم فيه الاصطياد في البحر، وكذلك كانت محرمة في جميع الصناعات والتجارة والكسب.

ومكان أيلة منطقة العقبة الآن، كما ذكر ذلك ياقوت الحموي أيلة مدينة على ساحل بحر القلزم -وهو البحر الأحمر الآن-؛ مما يلي الشام وقيل هي آخر الحجاز وأول الشام، وهي المنطقة التي وقعت بها أحدث هذه القصة.
 

 

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: العمل يوم السبت يوم السبت صلى الله علیه وسلم القرآن الکریم أهل القریة الله تعالى وا ق ر د ة ت أ ت یه م

إقرأ أيضاً:

أكبر ذنب في شهر رجب.. علي جمعة يحذر من فعل شائع يقع فيه كثيرون

لاشك أنه ينبغي علينا الانتباه إلى أكبر ذنب في رجب وتجنبه ، خاصة أنه يودعنا شهر رجب مسرعًا كعادة الأزمنة المباركة ، حيث نشهد الآن أيامه الأخيرة ، وهو الأمر الذي يستوجب الانتباه وتجنب المعاصي وفي صدارتها أكبر ذنب في رجب ، فكما يتضاعف الأجر فإنه كذلك تغلظ فيه عقوبات المعاصي، لأنه من الأشهر الحُرم، لذا ينبغي تجنب أكبر ذنب في رجب دون تهاون به أو بأي معصية مهما كانت صغيرة في ما تبقى من هذا الشهر  ، ولأننا نعرف فضل هذا الشهر العظيم، من هنا ينبغي تجنب أكبر ذنب في رجب ، وقد توعد الله تعالى فاعله بالعذاب الأليم إذا ما ارتكبه في شهر رجب والأشهر الحرم على وجه الخصوص، من هنا ينبغي معرفة أكبر ذنب في رجب الذي أمرنا الله تعالى بتجنبه في شهر رجب وفي غيره من الأشهر الحرم.

هل التسبيحة في رجب تعادل ألفا في غيره؟.. انتبه لـ5 حقائقبـ 3 أعمال آخر ساعة قبل الظهر في رجب.. تفتح لك أبواب السماءأكبر ذنب في رجب

قال الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، إن هناك فعلاً ينبغي تجنبه في شهر رجب وعلى وجه الخصوص في الأشهر الحرم، حيث إنه أكبر ذنبًا وأشد وزرًا في شهر رجب والأشهر الحرم عنه في بقية الشهور .

وأوضح “ جمعة ” عن أكبر ذنب في شهر رجب ، أن الظلم في الشهر الحرام أعظم خطيئة ووزراً من الظلم فيما سواه ، وإن كان الظلم على كل حال عظيماً ولكن الله يعظم من أمره ما شاء.

واستشهد بما قال قتادة –رحمه الله- في قوله {فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ} : إن الله اصطفى صفايا من خلقه ، اصطفى من الملائكة رسلاً ومن الناس رسلاً ، واصطفى من الكلام ذكره ، واصطفى من الأرض المساجد ، واصطفى من الشهور رمضان ، واصطفى من الأيام يوم الجمعة ، واصطفى من الليالي ليلة القدر ، فعظموا ما عظم الله فإنما تعظم الأمور لما عظمها الله تعالى به عند أهل الفهم والعقل [الدر المنثور-السيوطي].

وأضاف أن شهر رجب هو الشهر السابع من شهور السنة الهجرية ، وأحد الأشهر الحُرم، التي نهى الله تعالى عن الظلم فيها، فقال الله تعالى: «إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِندَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ۚ ذَٰلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ ۚ فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنفُسَكُمْ ۚ وَقَاتِلُوا الْمُشْرِكِينَ كَافَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَافَّةً ۚ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ» الآية 36 من سورة التوبة.

وأشار إلى أن فضل شهر رجب ثابت، بغض النظر عن درجة الأحاديث الواردة فى فضائله، سواء كانت صحيحة أو ضعيفة أو موضوعة، وذلك لكون شهر رجب أحد الأشهر الحرم، التي عظمها الله تعالى في قوله: ( إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِندَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ۚ ذَٰلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ ۚ فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنفُسَكُمْ ۚ وَقَاتِلُوا الْمُشْرِكِينَ كَافَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَافَّةً ۚ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ ).

وتابع: وعينها حديث "الصحيحين" في حجة الوداع بأنها ثلاثة سرد -أي متتالية-: ذو القعدة، وذو الحجة، والمحرم، وواحد فرد: وهو رجب مضر الذى بين جمادى الآخرة وشعبان، شهر رجب فرد لأنه ليس متتالي مع محرم وذي القعدة وذي الحجة، ويسمى بالأصم، وغيرها من الأسماء التي تدل على أنه وقت فضيل يتهيأ فيه الإنسان لرمضان.

شهر رجب

يعد شهر رجب هو الشهْر السّابع في التقويم الهجري٬ ولأنّهُ من الأشهرُ الحُرم فهو شهرٌ كريم وعظيم عند الله٬ وهو أحد الشهور الأربعة التي خصّها اللهُ تعالى بالذّكر٬ ونهى عن الظُّلم فيها تشريفاً لها٬ ويتركُ فيه العَرب القتال إحتراماً وتعظيماً لهُ٬ وقد ذكر اللهُ في كتابِهِ العزيز: ((إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ۚ ذَٰلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ ۚ فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ ۚ وَقَاتِلُوا الْمُشْرِكِينَ كَافَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَافَّةً ۚ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ))[التوبة:36]٬ أمّا الأشهر الحُرم التّي ذُكرت في الآية فهي مُحرَّم٬ وذي الحجَّة٬ وذي القعدة.

و سُمِّيت الأشهُر الحُرم بهذا الاسم لأنّ الله سُبحانهُ وتعالى منع فيها القِتال إلّا أن يبدأ العدو٬ ولتحريم انتهاك المحارِم فيها أشدّ من غيرِهِ من الأشهر.

يُطلقُ على شهر رجب أحياناً اسم "مضر" نسبةً إلى قبيلة مضر؛ حيثُ كانت هذه القبيلة تُبقي وقتَهُ كما هو دون تغيير ولا تبديل مع الأشهر الأخرى على عكس القبائل الأُخرى من العرب الذين كانوا يغيِّرون في أوقات الأشهُر بما يتناسب مع حالات الحرب أو السّلم عندهم٬ كما اقتضت حكمةُ الله أن فضَّل بعض الأيام٬ والشهور٬ واللّيالي على بعض، و يُسمّى أيضاً رجب بالأصم لأنَّه لا يُنادى فيه إلى القتال، ولا يُسمع فيهِ صوت السِّلاح.

فضل شهر رجب

يعتبر شهر رجب من الأشهر الهجرية المحرمة التي سميت بذلك بسبب تحريم القتال فيها إلا أن يبادر العدو إليه، كما أنَّ انتهاك المحارم في هذا الشهر أشدّ من غيره من شهور السنة، لذلك نهانا الله تعالى عن الظلم وارتكاب المعاصي في هذا الشهر الفضيل، قال تعالى: (فَلا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ )، والحق والصواب أنَّ شهر رجب ليس له فضيلة أو خصوصية على غيره من الشهور باستثناء أنَّه من الأشهر الحرم، كما أنَّ الروايات التي تفيد بنزول آية الإسراء والمعراج فيه لا تبرر وإن صحّت ابتداع عبادات معينة في هذا الشهر كما يفعل بعض الناس، وذلك أنَّ مثل هذه الأفعال لم تكن على عهد النبي عليه الصلاة والسلام أو عهد الخلفاء الراشدين أو التابعين.

مقالات مشابهة

  • القطان: انتصرنا على العدو بثباتنا وصبرنا
  • بيان مدى علم النبي صلى الله عليه وآله وسلم للغيب
  • المقصود بـ"مكر الله" في القرآن الكريم
  • أكبر ذنب في شهر رجب.. علي جمعة يحذر من فعل شائع يقع فيه كثيرون
  • أسبابٌ أجبرت “إسرائيل” على الصفقة
  • لماذا زادت إسرائيل من خروقاتها؟
  • من كلّ بستان زهرة – 92-
  • آفة المقارنات
  • إسرائيل : الإفراج عن 4 معتقلات أخريات في المرحلة الثانية السبت
  • لماذا سمي رجب شهر الله؟.. اغتنم الأيام المتبقية منه لـ6 أسباب