موسى الفرعي يكتب: العيد الوطني المجيد معنى وجود
تاريخ النشر: 18th, November 2023 GMT
أثير – موسى الفرعي
الأرقام أداة إقناع بأمر ما أو محاولة لإشباع فكرة ما، واليوم ونحن نحتفل بعيدنا الوطني الثالث والخمسين المجيد، نقف بامتنان تام لأسلافنا الذين كانوا مشتركين في بناء الحضارة الإنسانية، انفعالًا وتفاعلًا معها مما يحتم وجود العديد من الأصفار إن كان لا بد منها على يمين الأرقام التي تعد بها أعيادنا الوطنية.
عمان بحاضرها الفارق المبني على تراكم تاريخي عميق لا تحتاج إلى لغة الأرقام في تعداد أعيادها، كما لا تحتاج إليها لإشباع رغبة ناجمة عن فكرة سياسية مستحدثة، لا تحتاج إلى برهان عددي في ظل هذا الوجود الحقيقي علوما وإنسانية ودينا وسياسة، وجود يلاحقنا ظله دائما، لا ليحبسنا بداخله، بل ليدفعنا إلى الوصول إلى ما هو لائق بتاريخنا ومعنى وجودنا، الذي يثبّت الحقيقة في مكانها ويدافع عنها من المتربصين بها.
العيد الوطني استعادة دائمة للفرح والفخر بمنجزات أشبه ما تكون في الماضي القريب مستحيلة، وارتقاء إنساني لا مثيل له، وحضور سياسي فارق على كافة المستويات،على الرغم من تحديات وانعطافات الحياة، استطاعت السفينة العمانية تجاوز كل ذلك بحكمة قيادية بالغة وإنسان مؤمن بها، فكيف لا يشكل ذلك عيدا يوميا لا يقاس بالأعوام، وكيف لا نكون وحدة وطنية ثابتة ونحن نرى البشائر قوية التراكيب تجيء على يد فارس عمان وسيدها، جلالة السلطان هيثم بن طارق -أبقاه الله-.
علينا إذاً أن نهنئ أنفسنا باحتفال دائم بعمان تاريخا وحاضرا ومصيرا واحدا، فعمان أكبر وأسمى من أن تحصرها الأرقام، وعيدنا الثالث والخمسون المجيد يحمل في جوهره ملايين الأعوام، وجلالة القائد يحمل تاريخا كبيرا ينير له حاضره ويكشف له مواطن الآتي، والإنسان هو يدرك هذا وذاك، لذلك هو الواثق والعارف.
كل عام وعمان مجرى حياة يتدفق دائما، وسلطاننا المفدى فارسنا الأمين وقلبنا السخي الدفاق بالمحبة أبدا، والعمانيون جوهر أصيل لا تغيرهم مسارات الحياة ولا تبدلهم الأيام.
المصدر: صحيفة أثير
إقرأ أيضاً:
رمز لخدمة الناس والقرب منهم.. حذاء البابا فرنسيس يروي حكاية عظيمة
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
في لحظة مؤثرة، يودّع العالم اليوم البابا فرنسيس، الرجل الذي جسّد التواضع والإيمان في أبسط صورهما. انتشرت صورة لحذائه الأسود البسيط والمستهلك، لكنها كانت أبلغ من أي كلمات، فهي تحكي قصة رجل اختار أن يسير إلى جانب الناس لا أمامهم.
رمز للخدمة الصامتة والقرب من الناسلم تكن خطوات البابا فرنسيس مجرد انتقال جسدي، بل كانت رحلة مليئة بالعطاء والخدمة الصامتة. لقد عبّر حذاؤه المتآكل عن سنوات من المشي بجانب الفقراء، والمرضى، والمهمّشين. كانت رسالته دائمًا واضحة: المحبة والرحمة فوق كل شيء.
اليوم، تتوقف خطوات البابا، لكن أثره سيبقى حيًّا. لقد زرع في قلوب الملايين معنى البساطة الحقيقية، وأكد أن العظمة لا تقاس بالمظاهر أو السلطة، بل بالقرب من الناس وبصدق النية.
في زمن يعجّ بالمظاهر والبهرجة، أعاد البابا فرنسيس تعريف معنى القيادة الروحية والإنسانية. ترك البابا إرثًا غنيًا من التواضع والعمل الصامت، ذكرنا فيه أن الإنسان يمكن أن يكون عظيمًا فقط حين يكون بسيطًا.
بمشاعر مختلطة من الحزن والامتنان، يودّع العالم البابا فرنسيس، حاملين معه رسالته الخالدة: “العظمة تكمن في البساطة.”