الجزيرة:
2024-06-29@16:35:18 GMT

نتنياهو يواجه أزمة بعد قرار إدخال وقود إلى غزة

تاريخ النشر: 18th, November 2023 GMT

نتنياهو يواجه أزمة بعد قرار إدخال وقود إلى غزة

يواجه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو اعتراضات كبيرة من اليمين المتطرف على قرار إدخال كميات من الوقود إلى قطاع غزة بطلب أميركي، في حين نقلت رويترز عن البيت الأبيض أن واشنطن تعتقد أن إرسال الوقود يجب أن يتواصل بشكل منتظم وبكميات أكبر.

وقالت إسرائيل ومسؤولون أميركيون -أمس الجمعة- إن حكومة الحرب الإسرائيلية وافقت على السماح بدخول 140 ألف لتر من الوقود كل يومين إلى غزة بعد طلب من واشنطن، وسط حالة من نقص حاد تهدد توصيل المساعدات الإنسانية والاتصالات في القطاع المحاصر.

ومنذ 6 أسابيع، فرضت إسرائيل حصارا صارما على جميع البضائع التي تدخل القطاع بالتزامن مع هجومها المستمر عليه بعد عملية "طوفان الأقصى" في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، والذي خلف حتى اليوم عشرات آلاف الشهداء والجرحى ودمارا هائلا في الأحياء السكنية والمرافق الحيوية والمستشفيات.

وبعد ضغوط ودعوات أميركية ودولية، وافقت إسرائيل على السماح بدخول شاحنات مساعدات قليلة بعد تفتيشها وسُمح بدخول كمية ضئيلة من الوقود الأربعاء الماضي، لكي تظل شاحنات توصيل المساعدات التابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) قادرة على العمل.

أهالي غزة يعانون نفاد الوقود مع القصف الإسرائيلي المستمر على القطاع (الفرنسية) "الحد الأدنى"

وقال رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي تساحي هنغبي -أمس الجمعة- إن إدخال الوقود لغزة سيبدأ من مساء اليوم، مضيفا أنهم لن يسمحوا بدخول قطرة وقود واحدة إلى شمال غزة، إلا بعد القضاء على حركة المقاومة الإسلامية (حماس).

وأضاف أن كمية الوقود التي ستدخل غزة تمثل 3% مما كان يدخل يوميا قبل الحرب.

في حين ذكر مسؤول إسرائيلي -طلب عدم نشر اسمه- أنه سيُسمح بدخول شاحنتين يوميا لتلبية احتياجات الأمم المتحدة، لكنه قال إن الكمية ستوفر "الحد الأدنى" من الدعم لشبكات المياه والصرف الصحي في غزة لمنع تفشي الأوبئة.

وقال مسؤول من وزارة الخارجية الأميركية، مقدما مزيدا من التفاصيل، إن إسرائيل التزمت بالسماح بدخول 120 ألف لتر من الوقود كل 48 ساعة لتزويد شاحنات الأونروا بالوقود ولتلبية احتياجات أخرى، مثل تحلية المياه المالحة ومضخات الصرف الصحي والمخابز والمستشفيات، في جنوب قطاع غزة.

وحسب الوعود، فسيُسمح بدخول 20 ألف لتر إضافية كل يومين لتشغيل مولدات شركة اتصالات حذرت من أن خدماتها للهواتف المحمولة أصبحت على وشك التوقف بسبب نقص الوقود.

ويضغط مسؤولون أميركيون على إسرائيل للسماح بدخول الوقود لبعض الوقت. لكن المسؤول بوزارة الخارجية قال إن وزير الخارجية أنتوني بلينكن أجرى اتصالات بأعضاء حكومة الحرب الإسرائيلية -الأربعاء الماضي- وحذر من أن نقص الوقود يهدد بخطر وقوع أزمة إنسانية بين سكان غزة البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة.

معارضة اليمين المتطرف

وأثارت الموافقة على توصيل الوقود معارضة قوية من بعض أفراد الائتلاف اليميني المتطرف في حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الذي يقود أيضا مجلس الحرب المشكل بعد حرب إسرائيل على غزة.

ودعا نتنياهو الطاقم الوزاري المصغر للشؤون الأمنية والسياسية إلى اجتماع اليوم السبت، وذلك على خلفية استياء أعضاء الائتلاف اليميني الحاكم من قرار مجلس الحرب إدخال شاحنات وقود إلى غزة.

وانتقد وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير قرار إدخال الوقود إلى غزة، قائلا -في منشور عبر منصة إكس- إن مجلس الوزراء الحربي يتخذ مرة أخرى قرارات سياسية تقود إسرائيل إلى تصور خاطئ، على حد تعبيره.

واعتبر بن غفير أن هذا القرار مثل "إصبع بعين الجيش الإسرائيلي"، وأن القرارات السياسية يجب أن تتخذ بمجلس الوزراء الموسع.

في المقابل، قال وزير المالية بتسلئيل سموتريتش -في رسالة شديدة اللهجة وجهها لنتنياهو- إن قرار السماح بدخول الوقود خطأ فادح. ويقود سموتريتش أحد الأحزاب الدينية القومية في الائتلاف الحكومي.

وأضاف في بيان "تشي الموافقة بالضعف، إنه يزود العدو بالأكسجين"، وفق تعبيره.

ونقلت هيئة البث الإسرائيلية عن سموتريتش مطالبته نتنياهو بتغيير تركيبة حكومة الحرب بعد قرار إدخال الوقود للقطاع.

في حين دعا أعضاء آخرون في الائتلاف الحاكم ومن حزب الليكود إلى مواجهة الضغط الأميركي بشأن إدخال الوقود إلى غزة، وقالوا إن من شأن ذلك إطالة حياة حركة حماس، حسب تعبيرهم.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: إدخال الوقود قرار إدخال من الوقود إلى غزة

إقرأ أيضاً:

الجنوب أسير الحل الدبلوماسي الأميركي

يقف الوضع بجنوب لبنان حالياً في منتصف الطريق بين تدحرجه نحو توسعة الحرب والسيطرة عليه، وصولاً إلى وقف المواجهة المشتعلة الدائرة على امتداد الجبهة الشمالية التي أخذت تمتد إلى العمقين اللبناني والإسرائيلي، وهذا ما يبقي الأنظار مشدودة إلى واشنطن في ضغطها المتواصل على رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو، إصراراً منها على ترجيح كفة الخيار الدبلوماسي على أي خيار يضع لبنان والمنطقة على مشارف الدخول في حرب تؤدي حكماً إلى زعزعة الاستقرار وتهديد الجهود الرامية للتوصل إلى تسوية لا يبدو، في ظل الظروف الراهنة، أنها في متناول اليد ما لم تتبدل بتغليب الحل الدبلوماسي، بدءاً بوقف النار على الجبهة الغزاوية الذي يُفترض بأن ينسحب على الجبهة اللبنانية، ويوقف مساندة «حزب الله» لـ«حماس»

وكتب محمد شقير في" الشرق الاوسط": مع أن الوضع في جنوب لبنان لا يزال يتأرجح مناصفةً بين توسعة الحرب، وبقرار إسرائيلي، فيما «حزب الله» لا يريدها لكنه يستعد لها، ونزع فتيل التفجير، فإن مصدراً سياسياً وثيق الصلة بالاتصالات الجارية على المستويين الدولي والعربي لديه انطباع بأن هناك صعوبة أمام توسعتها؛ لما في حوزته من معطيات ليست متوافرة للذين هم ليسوا في موقع القرار، وإن لم يُسقط من حسابه لجوء نتنياهو للتفلت من الضغوط الأميركية، وهذا ما يُقلق رئيس المجلس النيابي نبيه بري الذي يتولى التفاوض مع الوسيط الأميركي أموس هوكستين بتفويض من «حزب الله» للتوصل إلى تهدئة مستدامة في جنوب لبنان تبدأ بوقف النار في غزة.
ولفت المصدر السياسي لـ«الشرق الأوسط» إلى أن الاستعدادات على جانبَي الحدود بين البلدين؛ أكانت من قبل «حزب الله» أو إسرائيل، لم تبلغ حتى الساعة مرحلة الاستنفار القصوى، وما زالت في نطاقها الدفاعي، وأن ما يحجبها عن الأنظار تصاعد وتيرة تبادلهما للتهديدات التي تأتي بهدف رفع السقوف لتحسين شروطهما في التسوية التي سيعاود الوسيط الأميركي تسويقها في اليوم التالي لوقف النار في غزة؛ فهل يرى الحل الدبلوماسي الأميركي النور؟
وكشف أن لبنان يضع حالياً أوراقه السياسية في السلة الأميركية لرفع منسوب الضغوط التي تمارسها واشنطن على نتنياهو، وبدعم من دول الاتحاد الأوروبي، التي لا تنقطع، على لسان موفديها إلى بيروت وتل أبيب، عن التحذير من توسعة الحرب، خصوصاً أن قيادة القوات الدولية (يونيفيل) كانت أُعلمت من قيادة «حزب الله» بأن لا نية لديها بتوسعتها، وأنها تضطر من حين لآخر لاستهداف العمق الإسرائيلي رداً على استهداف العمق اللبناني في البقاع ومناطق جنوبية تقع خارج جنوب الليطاني.
ورأى المصدر نفسه أن واشنطن تتحسب لما تبلغته من طهران بأنها لن تقف مكتوفة اليدين، في حال أقدمت إسرائيل على توسعة الحرب، وهذا ما يكمن وراء تحذيرها نتنياهو من أنها قد تمتد إلى الإقليم، وتؤدي إلى زعزعة الاستقرار في المنطقة، وقال إن الإدارة الأميركية في استقبالها لوزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت وغيره من المسؤولين الإسرائيليين تحرص على التحذير من الانجرار إلى الحرب، لما يترتب عليها من تداعيات عسكرية تمتد إلى المنطقة.
واعتبر أن تبادل الضغوط والتهديدات بين «حزب الله» وإسرائيل يشكل حافزاً لواشنطن للتدخل سعياً وراء التوصل إلى تسوية تعيد الهدوء إلى جنوب لبنان، وحذَّر من أن تل أبيب بدأت تنفيذ خطة عسكرية متكاملة تتوخى منها تحويل منطقة جنوب الليطاني أرضاً محروقة غير مأهولة بالسكان، ويستحيل على «قوة الرضوان» التموضع فيها، وقد تضطر لأن تعيد النظر في تموضعها فيها، وهذا ما يتناقله عدد من سفراء دول الاتحاد الأوروبي.
لكن «حزب الله»، بحسب مصادره لـ«الشرق الأوسط»، يقلق من الترويج لمثل هذه المعلومات، وتحديداً بالنسبة إلى ما يتناقله بعض هؤلاء السفراء لجهة أن إسرائيل تمكَّنت من تدمير أكثر من 60 في المائة من البنى التحتية العسكرية التابعة لها، ويتعامل معها على أنها تأتي في سياق الحرب النفسية التي تلجأ لها بهدف إحباط عزيمة المقاومين.
وفي المقابل، فإن مصادر سياسية لبنانية مواكبة للاتصالات التي يتناوب عليها رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، ووزير الخارجية عبد الله بو حبيب، بالتنسيق مع الرئيس بري؛ تؤكد لـ«الشرق الأوسط» أن المهلة التي حددها هوكستين للتوصل إلى تسوية للعودة بالجنوب إلى ما كان عليه قبل أن يقرر «حزب الله» الدخول في مواجهة لمساندة «حماس»، ما زالت سارية ولم ينتهِ مفعولها حتى الساعة.
وأكدت المصادر السياسية أن هذه المهلة معطوفة على المدة الزمنية التي حددتها إسرائيل لإنهاء اجتياحها لرفح، وقالت إن الآمال ما زالت معقودة على الضغط الأميركي على إسرائيل، وتحديداً نتنياهو، بعد أن تمكنت من استمالة معظم فريق حربه؛ بترجيحهم للحل الدبلوماسي على توسعة الحرب، وسألت: هل يستبق زيارته لواشنطن بوضعها أمام أمر واقع يتمثل بتوسعتها؟ وماذا سيكون رد فعلها في ضوء إحجامها حتى الساعة عن تزويده بقنابل من العيار الثقيل التي تُستخدم لتدمير التحصينات التي أقامها «حزب الله»، أو لإحداث تفجيرات غير مسبوقة تستهدف بنيته التحتية وما لديه من منشآت حيوية؟
 

مقالات مشابهة

  • التقسيم والفقاعات.. تعرف على سيناريوهات إسرائيل لإدارة غزة بعد الحرب
  • سيناريو التقسيم والفقاعات.. هذه خطط إسرائيل لغزة بعد الحرب
  • الصراع الأمريكي على الإخلاص لإسرائيل
  • قوات الاحتلال تواصل إغلاق المعابر وتمنع إدخال المساعدات لقطاع غزة (فيديو)
  • قوات الاحتلال الإسرائيلي تواصل إغلاق المعابر وتمنع إدخال المساعدات لقطاع غزة
  • هاجم نتنياهو.. وزير إسرائيليّ سابق عن نصرالله: لا يُريد الحرب
  • الجنوب أسير الحل الدبلوماسي الأميركي
  • بحبك يا لبنان
  • ليبرمان: جالانت يتحمل مسؤولية الفشل في الحرب بعد نتنياهو
  • جنرال إسرائيلي: الحرب على غزة بلا هدف وتستنزفنا.. نتنياهو ضلّ الطريق