إيهود باراك: أمريكا مشاركة بعمق في حرب غزة والخطر بقدرة مجتمعنا على الصمود
تاريخ النشر: 18th, November 2023 GMT
قال إيهود باراك، رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق، إن "7 أكتوبر سيذكر على أنه القصور الأخطر في تاريخ الدولة.. قصور الاستخبارات والمنظومة العملياتية وقيادة الأمن ورئيس الوزراء".
وأضاف باراك في مقالة نشرتها صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، الجمعة، إن "الجروح سترافقنا لجيل وأكثر"، مشيرا إلى "وجود خطر حقيقي بقضم قدرة صمود المجتمع الإسرائيلي".
وتابع: "تدور الحرب في ظل 4 اضطرارات، كل واحد منها من شأنه أن يحبط مجرد قدرتنا على تحقيق الأهداف، وهي تحرير المخطوفين، وردع حزب الله وايران، والإبقاء على الشرعية للعمل لزمن طويل، ومسألة (اليوم التالي).. الأمن لغلاف غزة الغلاف، وماذا وكيف سيحصل لأجل أن يتمكن سكان الشمال من العودة الى بيوتهم".
إيهود باراك: حماس عدو صعب ومقاتلوها يتطورون من خلال الاشتباك معنا
وأشار إلى أن "الولايات المتحدة مشاركة في الحدث، بشكل عميق وغير مسبوق، عبر قطار جوي يحمل أسلحة وعتادا قتاليا، أطلق في غضون 72 ساعة، مع مجموعتين من حاملات الطائرات انتشرتا وعليهما نحو 150 طائرة، وكذا غواصة نووية، وسفن أخرى مسلحة بصواريخ جوالة واعتراض، ونحو ألفي مقاتل مارينز".
واستطرد "وطائرات قصف ثقيلة دفع بها إلى الأمام نحو قاعدة الناتو في صقليا، وعلى الطريق، رزمة مساعدة لإسرائيل بمبلغ 14.3 مليار دولار، والولايات المتحدة تحمينا من قرارات معادية في مجلس الأمن، وأيضا الزيارة التي تشكل سابقة، والتي قام بها الرئيس بايدن، وخطاباته الباعثة على الأمل ولقاءاته الباعثة على الانفعال والتأثر مع عائلات المغدورين والمخطوفين".
وعمليا، يوجد هنا تغيير جوهري في الاتجاه، بحسب رئيس وزراء الاحتلال الأسبق، فالولايات المتحدة التي كانت توشك على "ترك الشرق الأوسط في صالح أولويات أخرى في المنافسة الاستراتيجية مع الصين والحرب الروسية الأوكرانية، اكتشفت بأن الشرق الأوسط لا يتركها، وهي تعود، وبقوة".
واستدرك أن "الولايات المتحدة تقف على رأس محور شرق أوسطي معتدل ومسؤول، يضم إسرائيل، ومصر، الأردن، ودول اتفاقات إبراهام، وهي تقف امام محور مضاد لدول وكيانات مارقة، مثل إيران، سوريا، حزب الله، حماس، الجهاد الإسلامي وما شابه".
تحريض إسرائيلي بقتل خصوم الحكومة وشنق باراك بسبب دعوته للعصيان
ويرى باراك أن ما وصفه بـ"محور المارقين" مسنود من روسيا وبمشاركة الصين، وبذلك ارتبط بشكل غير مباشر بالحرب في أوكرانيا وبأسواق النفط والغاز.
وأكد أنه "في أعقاب قصور 7 أكتوبر، تقف إسرائيل أمام الاختبار الأكثر تعقيدا في تاريخها، حيث يوجد احتمال حقيقي لأن نفقد جزءا من المخطوفين، وأن يتسع القتال في الشمال، حتى في الضفة، ويوجد خطر ما في أن تنشأ حرب استنزاف لعدة سنوات، بقوى تصعد وتهبط، مع ثمن عسكري سياسي واقتصادي واجتماعي جسيم للغاية".
يقال من جهة أخرى، على حسب تعبيره، إن إسرائيل ليست في خطر وجودي، وستتغلب وستنتصر عسكريا، ولو كان أمامها "نحو 30 الف مقاتل من حماس، مع نحو 10 آلاف صاروخ، وحتى إلى جانب 60 ألف مقاتل من حزب الله بحوزتهم أكثر من 150 ألف صاروخ ومقذوفة صاروخية، لا يمكنهم بأي حال أن يهزموا إسرائيل عسكريا، وإن كان يدور الحديث في حينه عن حرب طويلة أكثر بكثير مع ثمن باهظ بالخسائر، وكذلك ثمن اقتصادي باهظ للغاية".
وشدد باراك على أنه "لا يوجد خطر وجودي، لكن يوجد خطر حقيقي بقضم قدرة صمود المجتمع الإسرائيلي".
وأوضح أنه "في 7 أكتوبر انهار عقد الدولة مع مواطنيها، والذي في مركزه واجب الدولة لضمان أمنهم الجسدي.. ومن هنا عمق الصدمة ومظاهر القلق".
وقال إن "الكثير من الفرضيات التي اتخذها نتنياهو انهارت هي أيضا في 7 أكتوبر.. انهارت فرضية أنه وجد الطريق للسلام مع العالم العربي، في ظل تجاهل الفلسطينيين، وانهارت فرضية أنه يمكن الاستخفاف والخداع للولايات المتحدة مثلما فعل نتنياهو لأوباما وبايدن، وانهارت فرضية "سيد الأمن" الذي يتحدث 15 سنة عن إسقاط حماس ووجد نفسه يواجه 1.5 مليار دولار لحماس، والآن أمام أفظع النتائج.. لقد اخطأ الرجل بالسنوار، وببوتين، وبأوباما، وبترامب والآن يخطئ ببايدن".
ويرى إيهود باراك أن "الحكومة الحالية مشلولة عن العمل بمنطق، وجود سموتريتش وبن غفير في الحكومة يسد الطريق امام إمكانية البحث مع الولايات المتحدة في الحلول القابلة للتحقق، ويؤدي إلى احتكاك خطير معها وإلى خطر على عموم اتفاقات السلام والتطبيع".
وأضاف أن "سموتريتش وبن غفير في الحكومة لأن نتنياهو يُعنى ببقائه الشخصي، وبإنقاذ نفسه من محاكمته، والقرار الذي يلوح في الأفق للعمل في ظل تجاهل موقف الولايات المتحدة من شأنه أن يتبين كبقاء للأجيال ويعرض للخطر مكانة، قوة وحرية عمل إسرائيل، والوصف كله، يبدو هاذيا، لكن هذا هو الوضع. ومحظور أن يستمر".
وأكمل أن "القتال في الميدان يتقدم كما ينبغي، لكن الحكومة ورئيسها لا يكادان يؤديان مهامهما، وموضوع المخطوفين يلفه ضباب كثيف ويبعث على القلق، وموضوع الزمن والشرعية يداران دون إنصات للعقل السليم وبفائض إنصات للمظاهر، وموضوع "اليوم التالي" مدحور ويثير خطابا فارغا سيضطر لأن يتراجع أمام الواقع أو أن يؤدي بإدارة الحرب الى طريق مسدود".
وختم باراك بقوله: "رئيس الوزراء يتصرف كمن هو ليس مؤهلا للتحدي.. مشغول بـ(باليوم التالي السياسي) ويغرد في الليالي ضد قادة جهاز الأمن.. ويدور في النهار كمدمن على التقاط الصور في الوحدات العسكرية، التي لا تريد حقا أن تراه.. فهل يحتمل أن يكون هؤلاء المقاتلون، المطالبون بإعطائه الثقة لدرجة المخاطرة بحياتهم بعد ساعة من زيارته، يكتشفون بأن ليس لرئيس الوزراء حتى ولا ذرة ثقة بهم؟".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة إيهود باراك حزب الله بايدن إيران حماس الجهاد الإسلامي إيران حماس حزب الله الجهاد الإسلامي بايدن صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الولایات المتحدة إیهود باراک
إقرأ أيضاً:
باراك وقادة كبار سابقون بجيش الاحتلال ينضمون إلى عريضة صفقة مقابل إنهاء الحرب
اتسعت دائرة الموقعين على عريضة المطالبة بإبرام صفقة تبادل أسرى كاملة، مقابل إنهاء العدوان على قطاع غزة، بعد انضمام رئيس حكومة الاحتلال الأسبق إيهود باراك، ورئيس أركان جيش الأسبق دان حالوتس، مع عسكريين من سلاح المدرعات.
وقالت صحيفة "معاريف" العبرية: "عريضة موقعة من 1525 من أفراد سلاح المدرعات، من الرماة إلى الجنرالات".
وذكرت أنه "في أقل من 48 ساعة وقع 1525 جنديا من سلاح المدرعات عريضة تدعو الحكومة الإسرائيلية إلى بذل كل ما في وسعها لإطلاق سراح الرهائن، حتى لو كان ذلك على حساب وقف القتال".
وأضافت: "من بين الموقعين جنود عاديون خدموا في سلاح الدبابات وأصبحوا مواطنين دون أن يلتحقوا بكلية ضباط، وجنود قدامى، وقادة صغار، بالإضافة إلى كبار ضباط الجيش الإسرائيلي السابقين رؤساء ضباط مدرعات، وقادة فرق".
وتابعت: "جميعهم يؤكدون أن هذه ليست دعوة لرفض الخدمة العسكرية، بل هي تعبير عن موقف مدني مشروع".
وأشارت الصحيفة إلى أن من ضمن قائمة الموقعين على العريضة، القائد الأسبق للمنطقة الوسطى بالجيش عمرام ميتسناع، والقائد السابق لأركان الجيش دان حالوتس، والرئيس الأسبق لشعبة الاستخبارات العسكرية عاموس مالكا، والقائد الأسبق للمنطقة الوسطى بالجيش آفي مزراحي، والقائد الأسبق لوحدة اللواء الرابع عشر المدرعة أمنون ريشيف.
وبرزت قضية التوقيعات خلال الأيام القليلة الماضية، بعد إعلان ضباط وجنود احتياط في سلاح الجو، إلى إبرام صفقة تبادل أسرى ولو على حساب إنهاء العدوان على القطاع، وهو ما دفع الجيش، إلى إعلان التحقيق مع الموقعين، من الجنود النشطين حاليا في الخدمة وإعلان قرارات فصل من الخدمة بحقهم.
وتصاعدت أصوات في أوساط الاحتلال، تتهم صراحة بنيامين نتنياهو، بالانقلاب على اتفاق وقف إطلاق النار، والمضي قدما في العدوان على غزة بشكل سيقتل فيه الأسرى، للحفاظ على ائتلافه اليميني المتطرف.
وحذر الرئيس الأسبق لجهاز الشاباك عامي أيالون، من أن الأسرى المحتجزين بغزة لن يعودوا إذا واصل نتنياهو خرق وقف إطلاق النار المبرم مع حماس في كانون ثاني/يناير الماضي.