مددت إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن في ١٤ نوفمبر الجاري الإعفاء من العقوبات المفروضة على إيران، للسماح لها بالوصول إلى ما يزيد على ١٠ مليارات دولار من عائدات الكهرباء التي كانت محتجزة في العراق، حيث يسمح الإعفاء لبغداد بمواصلة شراء الكهرباء من طهران، وفي تغيير عن السياسة السابقة، يسمح لإيران بتحويل إيراداتها إلى اليورو والسحب من الأموال اللازمة لواردات الميزانية من العراق وسلطنة عمان.

 

ونقلت وكالة "رويترز" عن مسؤولين أمريكيين قولهم إن الولايات المتحدة أصدرت إعفاءً جديدًا مدته ١٢٠ يومًا يسمح للعراق بدفع ثمن الكهرباء لإيران، مشيرين إلى أن هذا التنازل مطابق للإعفاء الذي تم منحه في يوليو الماضي، والذي سمح لأول مرة للعراق ليس فقط بدفع مدفوعات إلى حسابات إيرانية مقيدة في العراق، ولكن أيضًا بإرسال الأموال إلى حسابات مقيدة مماثلة في دول ثالثة، بما في ذلك إلى عمان أو عدد من الدول الأوروبية.

كما شددوا على أنه لا يمكن استخدام الأموال إلا في "معاملات غير خاضعة للعقوبات" مثل شراء السلع الإنسانية مثل المواد الغذائية والمنتجات الزراعية. 

وتجنب المسئولون الأمريكيون الانتقادات، لا سيما من الجمهوريين في الكونجرس، بأن منح إيران إمكانية الوصول بشكل أكبر إلى هذه المبالغ يحرر الأموال التي يمكن لطهران إنفاقها على الميليشيات التي تهاجم القوات الأمريكية، أو بشأن برنامجها النووي. 

 

تبريرات أمريكية 

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية ماثيو ميلر، إن الإعفاءات الخاصة بالعقوبات الأمريكية على إيران تم إقرارها لأغراض إنسانية، مضيفًا نريد أن نضمن أن أموال الإعفاءات التي تحصل عليها إيران لا تستخدم تمويل الأنشطة المزعزعة للاستقرار. 

وعلّق مسئول في وزارة الخارجية على قرار تجديد الإعفاء لمدة ١٢٠ يومًا إضافية، قائلًا: "للأسف، لن يفطم العراق نفسه عن واردات الغاز الإيراني بين عشية وضحاها"، بحسب موقع "واشنطن فري بيكون" الأمريكي. 

وأضاف: "من مصلحة الولايات المتحدة أن تغادر هذه الأموال العراق وأن يتم إنفاقها من حسابات إيران الموجودة في الخارج". 

 

مكافأة لإيران 

واعتبر نقّاد تحدثوا لموقع "أورينت" أن التنازل عن العقوبات، دليل على أن الإدارة الأمريكية تحافظ على القنوات المالية لطهران، رغم اتهامها بالتخطيط للهجوم الذي نفذته الفصائل الفلسطينية على غلاف قطاع غزة في ٧ أكتوبر الماضي، والذي أسفر عن مقتل مئات الإسرائيليين وأسر آخرين بينهم أمريكيون. فيما خلّف القصف الصهيوني المتواصل على غزة أكثر من ٤٠ ألف قتيل وجريح مدني، معظمهم من الأطفال والنساء. 

واعتبر ريتشارد جولدبرج، أحد كبار المستشارين في مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات وخبير العقوبات الذي عمل في مجلس الأمن القومي الأمريكي خلال فترة رئاسة دونالد ترامب، أن البيت الأبيض استجاب للتو لحادثة ٧ أكتوبر بمكافأة قدرها ١٠ مليارات دولار". 

وأكد جولدبرج أن هناك حاجة إلى تحرك الكونجرس بسرعة لمنع وصول إيران إلى كل قرش من تلك الأموال. 

وأوضح أن إدارة الرئيس الأمريكي السابق ترامب منحت إعفاءً من العقوبات للعراق فيما يتعلق بمدفوعات الكهرباء لإيران، إلا أنها أعطت الإذن فقط بشرط الاحتفاظ بالمدفوعات في حساب خاص في العاصمة العراقية بغداد. فيما تسمح إدارة بايدن بنقل الأموال إلى خارج البلاد، ما يسهل على طهران الوصول إلى الأموال. 

ونقلت وسائل إعلام إيرانية خبر الإفراج عن الأموال المجمدة وتمديد الإعفاء الأمريكي من العقوبات، وقالت وكالة "مهر" الإيرانية إن رئيس البنك المركزي الإيراني ناقش أواخر أكتوبر الماضي مع نظيره العماني مسألة تسريع حصول إيران على هذه المبالغ.

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: إيران العقوبات الامريكية الرئيس الأمريكي جو بايدن من العقوبات

إقرأ أيضاً:

العقوبات الأمريكية على قائد الجيش لماذا؟

زين العابدين صالح عبد الرحمن

أن فرض عقوبات أمريكية من قبل إدارة بايدن قبل أيام قليلية على رحيلها، كانت متوقعة كردف فعل سالبة من وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن الذي رفض البرهان دعوته لحضور مفاوضات جنيف حيث كان يريد أن يحضرها شخصيا، واعتبر ذلك أكبر تحدي من قائد عسكري بلده تخوض حربا تتعدد فيها الدول المشاركة و قوات عسكرية استجلب لها مرتزقة من دول الحوار و غيرها حتى قوات عابرة للقارات.. أن الذين كانوا يحلمون بأنه سوف يرجعون للسلطة باعتبار أن أقوى دولة في العالم تقف معهم قد تحطمت أحلامهم أمام أعينهم..
أن إدارة بايدن و وزيير خارجيتها لم تكن مفاوضات جنيف هي الصفعة الأولى التي يتلقها و تفشل كل مخططاته، بل أن أمريكا هي صاحبة فكرة " الإتفاق الإطاري" التي جاءت بها مساعدة وزير الخارجية الأمريكي " مولي في" و هي أيضا صاحبة توسيع قاعدة "الاتفاق الإطاري" عندما عجزت القيادات السياسية الي كانت تعتمد عليها أن تحركها قيد أنملة، لذلك قدمت " مولي في" فكرة ورشة لجنة التسيير لنقابة المحاميين التي كان يترأسها عضوا من حزب الأمة، و أيضا فشلت القوى السياسية إدارتها و توسيع المشاركة و تمسكت بمقولة " لا للإغراق السياسي" كانت القيادات السياسية " لقحت المركزي" تعتقد إنها سوف تقود الفترة الانتقالية بمعاونة ما يسمى " الرباعية و الثلاثية" التي تقودها الولايات المتحدة، و لكن خاب فألها و عجزت أن تتقدم خطوة واحدة إلي الامام.. كل ذلك كان بلينكن يشعر بخيبة الأمل..
تم تغيير الفريق الذي قاد مرحلة الاتفاق الإطاري " مولي في و السفيري الأمريكي في الخرطوم جون غودفري" و تم تعين توم برييلو الذي بدأ زيارات متعددة إلي أماكن تواجد قيادات تحالف " تقدم" و محاولة إلي ممارسة الضغط على القيادة العسكرية و السياسية في بورتسودان، و هو يطوف على عواصم الدول التي كانت تشارك في المؤامرة مع ألامارات إلي جانب الذين توظفهم من أجل نجاح مشروعها، و بدأ يلوح بالعصى...! و عندما أكتشف أنها غير فاعلة، تراجع و بدأ يرفع الأثنين معا العصى و الجزرة و لكن لم يجد إية رضوخ.. ثم طلب زيارة بورتسودان وفق شروط و رفضت تماما، و طلب لقاء في جدة ثم أخرى في القاهرة في محاولة إلي للإقناع بحضور مفاوضات " جنيف" و تم الرفض لوجود الأمارات دولة مراقبة، أتصل وزير الخارجية شخصيا أنتوني بلينكن بالبرهان، في اعتقاد أن اتصاله و القول أنه سوف يحضر مداولات " جنيف" سوف ترهب القيادة العسكرية و تسرع بالحضور، و لكن لم يجد الإجابة كما يريدها.. هذه كلها كانت وراء غضبه، لذلك انتظر حتى قريب من نهاية فترته، و أخرج هذه العقوبات..
الغريب في الأمر؛ رغم ديمقراطية أمريكا، و تاريخها في إدارة الأزمات، لكنها لم تستفيد من كل ذلك، فقط تريد أن تملي شروطا على الآخرين.. و تعرف من تجربتها في فيتنام و في أفغانستان و شيلي و غيرها أن القيادات التي تقف معها شعوب لا تقهر و لا ترضخ.. و كما قال الرئيس التركي في اللقاء الذي أجري معه و سألته المذيعة عن المبادرة التركية لمفاوضات بين " السودان و الأمارات" قال اردوغان (أن موقف الشعب الرافض للمفاوضات لا تستطيع الإدارة في السودان أن تتجاوزها) و أغلبية الشعب في السودان يريد سودان دون مشاركة ميليشيا سياسيا أو عسكريا.. و لكن الإدارة الأمريكية قد صرفت أموال طائلة في ورش و سمنارات و ندوات لمجموعة قليلة ليس لها أية قاعدة اجتماعية تدعمها، تريد فقط أن تنصبها فوق الكل تحت دعاوي " المدنية" و من الذي قال أن الشعب السوداني رافض المدنية، لكن مدنية تأتي بأختيار الشعب عبر صناديق الاقتراع و ليس مثيلا للمدنية التي كانت قد جأت بها أمريكا في شيلي، عندما خططت لانقلاب ضد حكم سلفادور أليندي و جاءت بأوغستو بينوشيه، حيث أعترفت إدارة الرئيس نيكسون في ذلك الوقت أنها هي التي خططت للانقلاب.. الآن تريد أن تصعد عدد من الناشطين السياسيين على قمة الهرم بدعم أمريكي بريطاني أماراتي.. و الشعب السوداني واعي لهذا المخطط تماما.. أن العقوبات الأمريكية التي فرضتها على القائد العام للجيش لا تزيد الشعب إلا صلابة، و تمسكا بقرار هزيمة الميليشيا و معاونيها و جناحها السياسي، أو استسلامها و تسليم كل اسلحتها.. و حدوث ذلك سوف يؤدي إلي تغيير كامل في المسرح السياسي في البلاد.. أن هزيمة الميليشيا و الذين اقنعوها بعمل انقلاب هي هزيمة مشروع سياسي خططت له "الرباعية و الثلاثية" تحت رعاية أمريكية بريطانية،، الغريب في الأمر أنهم حشدوا له تيارات من اشباه اليسار و ناشطين سياسين و آخرين.. لم يكن حلمهم الوصول للسلطة، أنما مجموعات ضغط تمارس نشاطات مدعومة من منظمات غربية تستخدم حسب الحاجة لها.. نسأل الله حسن البصيرة..

zainsalih@hotmail.com  

مقالات مشابهة

  • 10 مليارات دولار تكلفة إعادة تأهيل النظام الصحي في غزة
  • ارتفاع أسعار النفط بفعل العقوبات الأمريكية وزيادة الطلب المتوقع
  • الذهب يتجه لتحقيق مكاسب للأسبوع الثالث على التوالي بفضل توقعات خفض الفائدة الأمريكية
  • العقوبات الأمريكية على قائد الجيش لماذا؟
  • أسعار نفط الشرق الأوسط تصعد بفضل طلب قوي من الصين والهند
  • دوري نجوم العراق.. فوز الكهرباء على زاخو والكرمة يتخطى النجف
  • إيكونوميست: إيران تواجه تهديدا اقتصاديا مع إدارة ترامب
  • سفن "أسطول الظل" تتحدى العقوبات الغربية وتحافظ على تدفق الأموال من النفط الروسي
  • وزير الكهرباء السابق: العراق بلا رواتب في السنوات المقبلة بسبب الفشل والفساد والتبعية
  • مستشار الأمن القومي الأمريكي: ضعف إيران «مصدر قلق»