أبرز لاعبي الذكاء الاصطناعي الذي طُرد من الشركة التي أسّسها.. من هو سام ألتمان؟
تاريخ النشر: 18th, November 2023 GMT
بشكل مفاجئ، صعد سام ألتمان (38 عاما)، إلى واجهة عالم التكنولوجيا، محدثا هزة تتعلق بالذكاء الاصطناعي، فهو الشريك المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة "OpenAI" التي أنشأت برنامج "تشات جي بي تي" (ChatGPT( الشهير، وذلك قبل أن تتم إقالته من قبل مجلس الإدارة، الذي أعلن أنه "لم يعد يثق به".
ووفقا لتقرير نشرته شبكة "سكاي نيوز" البريطانةي، فإن ألتمان كان قد نشأ وترعرع في ولاية ميسوري الأميركية، حيث حصل عندما كان في الثامنة من عمره على أول جهاز كمبيوتر خاص به.
ولم يكتف الطفل حينها بتعلم كيفية استخدام الكمبيوتر، بل أتقن الكثير من علوم البرمجة من خلاله.
والتحق ألتمان بمدرسة جون بوروز في مدينة سانت لويس. وبعد الانتهاءمن الدارسة الثانوية التحق بجامعة ستانفورد الشهيرة، لكنه ترك مقاعد الدراسة هناك بعد عامين، متبعًا خطى بيل غيتس ومارك زوكربيرغ، اللذين لم يكملا الدراسة في جامعة هارفارد ليصبحا لاحقا من أكثر الرؤساء التنفيذيين تأثيراً في التاريخ.
وكان أول مشروع لألتمان بعدمغادرة الجامعة هو تطبيق للهواتف الذكية يسمى "Loopt"، الذي يتيح للمستخدمين مشاركة موقعهم في الوقت الفعلي، بشكل انتقائي، مع أشخاص آخرين.
وكان قد تم جمع حوالي 30 مليون دولار، بمساعدة تمويل من شركة تدعم الأعمال الناشئة تدعى "Y Combinator"، والتي أضحى ألتمان رئيسا لها عام 2014، بعد أن باع تطبيقه مقابل 44 مليون دولار في سنة 2012.
كما أسس صندوق رأس المال الاستثماري الخاص به، المسمى Hydrazine Capital، حيث اجتذب استثمارات كافية ليتم إدراجه في قائمة "فوربس" لرجال الأعمال تحت سن الثلاثين عاما.
وكما لو أنه لم يكن مشغولاً بما فيه الكفاية، أدار ألتمان أيضًا منصة "ريديت" (Reddit) لمدة 8 أيام، عقب تغيير قادتها في عام 2014، واصفًا فترة ولايته القصيرة بأنها كانت "من باب الطرافة والمرح".
صعود الشركةفي حين أن الفترة التي قضاها على رأس موقع ريديت استمرت 8 أيام فقط، فإن إشرافه على شركة "أوبن إيه آي" (OpenAI) استمر 8 سنوات. وقال في تغريدة له في فبراير الماضي، إنه كان "يعمل بشكل جيد".
أطلق ألتمان تلك الشركة بالتعاون مع الملياردير الأميركي، إيلون ماسك (الذي كان يدير شركتي سبيس إكس SpaceX وتسلا فقط في ذلك الوقت) عام 2015، حيث مول الرجلان الشركة إلى جانب شركات مثل أمازون ومايكروسوفت، برأسمال وصل إلى مليار دولار.
وجرى تشغيل الشركة الناشئة كمؤسسة غير ربحية بهدف تطوير الذكاء الاصطناعي، "مع التأكد من أنه لن يكون هناك آثار سلبية على البشرية".
لكن تلك الشركة لم تعد مؤسسة غير ربحية، إذ نمت بقيمة تقديرية تصل إلى 29 مليار دولار، وكل ذلك بفضل النجاح الملحوظ الذي حققته أدوات الذكاء الاصطناعي التوليدية" ChatGPT للنصوص و"DALL-E" للصور.
ووصف الرئيس التنفيذي لشركة "مايكروسوفت"، ساتيا ناديلا، ألتمان بأنه "رجل أعمال مبهر، يملك إمكانيات هائلة للنجاح".
"فقدنا ثقتنا بقدرته القيادية".. إقالة الشريك المؤسس لـ "أوبن إيه آي" من منصبه أعلنت شركة "أوبن إيه آي" (OpenAI)، الجمعة، رحيل الشريك المؤسس لها، سام ألتمان، لأن مجلس الإدارة أكد أنه لم يكن "صريحا دوما في تواصله".وحصد تطبيق ChatGPT عشرات الملايين من المستخدمين في غضون أسابيع من إطلاقه أواخر عام 2022، مما أذهل الخبراء والمراقبين العاديين على حدٍ سواء، لقدرته على اجتياز أصعب الاختبارات في العالم، واجتياز مسابقات التوظيف، وتأليف أي شيء بدءًا من الخطب السياسية وحتى الواجبات المنزلية للأطفال، وكتابة أكواد برامج حاسوبية، وغير ذلك.
وفجأة، أصبح مفهوم "نموذج اللغة الكبير" (LLM) (نماذج تعليم عميق، كبيرة جدًا، مدرّبة مسبقًا على كميات هائلة من البيانات) مصطلحًا سائدًا، وقد جعلت شعبيته مايكروسوفت تستثمر أموالًا إضافية في شركته، وتنقل تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي إلى محرك البحث "بينغ" وتطبيقات "أوفس".
ودخلت شركة غوغل أيضًا في ذلك السباق، من خلال برنامج الدردشة الخاص بها Bard، وذلك قبل أن تسير بعض أكبر شركات التكنولوجيا في الصين على نفس النهج.
وفي وقت لاحق، قال ماسك - الذي ترك شركة "OpenAI" في عام 2018 - إنه يريد إطلاق منصة ذكاء اصطناعي خاصة به.
وفي الوقت نفسه، فإن شركة "أوبن إيه آي"، واصلت تطوير أدواتها، إذ أظهرت ترقية أطلق عليها اسم "GPT-4" في غضون أشهر من إصدار "ChatGPT"، مدى السرعة التي يمكن أن تتطور بها هذه النماذج.
"أسوأ مخاوفي"ومع الإمكانيات المذهلة التي قدمتها برامج وأدوات الذكاء الاصطناعي، فإنها أثارت في الوقت نفسه الكثير من المخاوف من نشر معلومات مضللة أو الاستغناء عن الوظائف، مما جعل حكومات الدول الكبرى تسعى جاهدة إلى صياغة طريقة فعالة لتنظيم التكنولوجيا، التي يبدو أنها متجهة إلى تغيير العالم إلى الأبد.
"يدك شاشته".. جهاز يعمل بالذكاء الاصطناعي قد يحل محل الهواتف الذكية أطلقت شركة جديدة أسسها مجموعة من المديرين التنفيذين السابقين في شركة "آبل" جهازا مبتكرا جديدا يعمل بالذكاء الاصطناعي.وفي هذا الصدد، قال ألتمان أمام مجلس الشيوخ الأميركي: "إن أسوأ مخاوفي هي أن نتسبب في ضرر كبير للعالم".
وفي غضون أسابيع قليلة، التقى ألتمان بنائبة الرئيس الأميركي كامالا هاريس، والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، ورئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك، وجميعهم من السياسيين الذين يتشاركون نفس الآمال والمخاوف بشأن الفوائد والمخاطر المحتملة للذكاء الاصطناعي.
وعند إعلانها عن استقالة ألتمان من منصب الرئيس التنفيذي لشركة "OpenAI"، اتهمه مجلس إدارة الشركة بـ"الكذب"، وأنه "لم يكن صريحًا باستمرار، في اتصالاته مع مجلس الإدارة".
وأضافت الشركة في بيان: "نحن ممتنون لمساهمات سام العديدة في تأسيس (أوبن إيه آي) ونموها. وفي الوقت نفسه، نعتقد أن القيادة الجديدة ضرورية، ونحن نمضي قدمًا".
من جانبه، نشر ألتمان تدوينة على وسائل التواصل الاجتماعي بعد الإعلان عن إقالته، قائلاً: "لقد أحببت الوقت الذي أمضيته في (أوبن إيه آي).. لقد كان الأمر بمثابة نقلة بالنسبة لي شخصيًا".
وختم بالقول: "الأهم من ذلك كله أنني أحببت العمل مع هؤلاء الأشخاص الموهوبين.. وسيكون لدي المزيد لأقوله بشأن خطواتي التالية في وقت لاحق".
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: الذکاء الاصطناعی أوبن إیه آی فی الوقت
إقرأ أيضاً:
مع الذكاء الاصطناعي.. كُن مستعدًا لوظائف المستقبل
مؤيد الزعبي
تخيل عزيزي القارئ أن تصبح جاهلًا في وظيفتك وبأدوارك الوظيفية لسبب بسيط أنك لا تملك المعرفة ولا القدرة ولا المهارة لاستخدام أنظمة الذكاء الاصطناعي الخاصة بوظيفتك، أعتقد بأنك لا تريد أن تكون بهذا الوضع أبدًا؛ لذلك عليك أن تبدأ من الآن في أن تتأقلم وتستعد بما هو قادم حتى يكون مكانك محفوظًا في شركتك أو حتى تترقى لمكان أفضل طالما أن الإنتاجية لديك باتت مضاعفة، فأنت ماهر بمهامك الوظيفية وماهر في توظيف الذكاء الاصطناعي لخدمة إنتاجيتك العملية بل أنه لديك الفرصة لأن تصبح أمهر المهرة إذا توقعت ما هي وظائف المستقبل التي ستستحدث للذكاء الاصطناعي نفسه في شركتك أو مجالك، لذلك أريد أن ادردش معك هنا في هذا الطرح حول هذه الفرص المستقبلية.
طالما أن الذكاء الاصطناعي سيدخل بيئة العمل في جميع الشركات والوظائف فأصبح لا بد وحتمًا أن يتواجد من يعمل على صيانة هذه الأنظمة أو يجعلها تعمل بالكفاءة المطلوبة فموظف صيانة أنظمة الذكاء الاصطناعي إحدى الوظائف القادمة بقوة في معظم الشركات، أيضًا هناك وظائف متعلقة بأمن هذه الأنظمة وربما تحدثت عنها سابقًا في الكثير من الأطروحات، وما أريد إضافته هنا أن وظائف أمن أنظمة الذكاء الاصطناعي لن تقتصر عن حماية بيانات مستخدميك أو عملائك بل حتى أمن شركاتك وأسرارها، وأيضًا سيصبح جزءًا من وظيفة هذا الفريق أو هذا القسم هو حماية أساليب العمل المتبعة داخل الشركة والتي تعمل بالذكاء الاصطناعي، فلا يمكن لأي شركة من أن تترك نتاج خبراتها في توظيف الذكاء الاصطناعي لزيادة الإنتاجية مثلًا هكذا دون حماية، فتوقع أن تكون مسؤولًا عن حماية هذا النوع من الخبرات في قادم الأيام، ولا تتعجب أن تكون هذه المهمة هي جزء من مهام قسم الموارد البشرية.
وبما أننا نتحدث عن قسم الموارد البشرية فهناك تغييرات جذرية ستدخل بيئة العمل في هذا القسم، فمن المهم أن تتغير طرق تقييم لمهارات الموظفين وقدراتهم الوظيفية بناء على قدرتهم في استخدام أنظمة الذكاء الاصطناعي، وأجد أنه يقع على عاتق قسم الموارد البشرية في أن يبدأ من الآن في تطوير مهارات الموظفين في كيفية استخدام الذكاء الاصطناعي، والبحث عن موظفين كفؤ لإدارة ما يستحدث في قادم الوقت من تغييرات في بيئة العمل داخل جميع أقسام الشركة، وسيضاف لهم موظف جديد بمسمى " خبير تحولات سوق العمل" سيساعدهم في التكيف على المتغيرات الناتجة من خلال تطوير المهارات وإعادة تأهيلها.
هناك شبه إجماع على أن هناك وظيفة ستدخل عالمنا متعلقة بأخلاقيات الذكاء الاصطناعي، وستكون مهمة هؤلاء ضمان الاستخدام العادل وعدم التحيز في أنظمة الذكاء الاصطناعي. تخيل، عزيزي القارئ، أن شركة كبرى تُريد إدراج نظام ذكاء اصطناعي داخل بيئة عملها؛ فمن المهم أن يكون هناك مراقب أخلاقيات أو مهندس أخلاقيات ذكاء اصطناعي يراقب كيف يكون لهذا النظام أن يعمل بشكل عادل وغير منحاز لأي طرف على حساب طرف آخر، وألا يظهر أي عنصرية تجاه عرق أو دين أو لون، أو حتى تحيزًا للموظف على حساب العمل أو العكس.
وفي حال استخدام أنظمة ذكاء اصطناعي مختصة بالتوظيف، يجب ضمان أن يكون التوظيف غير منحاز وخاليًا من أي نوع من العنصرية. وعلى هذا الأساس، يمكنك قياس هذه المهمة على بقية الأعمال. أيضًا، سيكون هناك حاجة لمن يصمم واجهات العمل أو تلك الخاصة بالعملاء والتي تعتمد على الذكاء الاصطناعي. وبالمثل، سنحتاج إلى متخصصين لتقييم تجربة العملاء التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي.
بوجهة نظري، هناك مرحلتان لدخول الذكاء الاصطناعي إلى بيئة العمل. الأولى: مرحلة إدخال أنظمة الذكاء الاصطناعي إلى بيئة العمل، والثانية: مرحلة الاعتماد الكامل على الذكاء الاصطناعي. ولهذا، سنجد وظائف مرحلية مثل محلل بيانات الذكاء الاصطناعي. ففي المرحلة الأولى، سنحتاج إلى من ينقح البيانات ويضمن دقة وفعالية النموذج. أما في المرحلة الثانية، فسيكون الذكاء الاصطناعي قد تعلم وبات ينقح بياناته بنفسه.
وأيضًا، في المرحلة الأولى، سنحتاج إلى مدرب أنظمة ذكاء اصطناعي، تكون مهمته تدريب الأنظمة على التعرف على الأنماط واتخاذ القرارات من خلال إدخال البيانات وتصحيح الأخطاء إن وجدت. أما في المرحلة الثانية، فسيصبح الذكاء الاصطناعي قادرًا على تدريب نفسه بنفسه.
أيضًا، في أقسام التسويق، ستتغير بيئة العمل كثيرًا؛ حيث سيدخل الذكاء الاصطناعي في تصميم وتنفيذ الحملات التسويقية. لذا، يجب أن تكون مُستعدًا لكيفية الاستعانة بالذكاء الاصطناعي لإطلاق حملة تسويقية مناسبة لشركتك وميزانيتك. ومن الوظائف التي ستُستحدث، مثلًا، مؤلف محتوى للذكاء الاصطناعي. فليس من المعقول أن هناك مئات المنصات التي تنتج محتوى بالذكاء الاصطناعي دون أن تستفيد الشركات من هذا التطور بتوظيف أفراد قادرين على استخدام هذه الأدوات لإنتاج محتوى متميز، سريع، متنوع، واحترافي.
أيضًا، من المجالات التي ستشهد توسعًا كبيرًا، الوظائف المتعلقة بمصممي الواقع الافتراضي أو الواقع المعزز؛ فهناك تجارب تعليمية، سواء في المدارس أو الجامعات، ستكون بحاجة لمثل هذا النوع من التصميم. وأيضًا، ستُقدِم المراكز التجارية ومواقع التسوق الإلكترونية على تجارب تسوق جديدة تعتمد على هذه التقنيات، إضافة إلى تجارب العملاء المبنية على الذكاء الاصطناعي أو حتى التجارب السياحية المستندة إلى هذه التكنولوجيا.
لذا، سنجد سوقًا كبيرًا لمصممي الواقع الافتراضي، خصوصًا أصحاب الإبداع والخيال القادرين على خلق بيئة افتراضية مناسبة للمستخدمين.
وبما أن الذكاء الاصطناعي سيدخل حياتنا من أوسع أبوابها، فلا عجب أن نجد مستشارين يعززون حياتنا باستخدام الذكاء الاصطناعي ويقدمون لنا أفضل الحلول لتحسين حياتنا الأسرية، المالية، والصحية. بل إن هناك وظائف ستأخذ منحى آخر، وهي الوظائف المتعلقة باستكشاف استخدامات الذكاء الاصطناعي. أجد هذه الوظيفة ملفتة للنظر، لأن الكثير من الأعمال ستتطلب مستشارًا يستكشف ما هو المناسب لها من الأنظمة المستحدثة في عالم الذكاء الاصطناعي. ولهذا، لن نجد فقط أفرادًا متخصصين في هذا المجال، بل أيضًا شركات تقدم استشارات خاصة لتختار لشركتك ما يناسبها.
المتغيرات كثيرة، والمستحدث من الوظائف والأدوار لا حصر له، ولا يمكنني أن أجمع كل هذه المستجدات في طرح واحد، ولكن ما أريده حقًا هو أن تجعل هذا الطرح بوابة للبحث، وأن تسأل نفسك سؤالًا مهمًا: كيف يمكنني تطوير مهاراتي وزيادة إنتاجيتي باستخدام الذكاء الاصطناعي؟ تخيَّل مع نفسك شكل وظيفتك المستقبلية، وعندها ستعرف طريقك إلى مستقبل أفضل. ويُمكنك أن تبدأ من الآن في تطوير مهاراتك من خلال دورات متخصصة.