الجزائري رمطان لعمامرة مبعوثاً أممياً جديداً في السودان
تاريخ النشر: 18th, November 2023 GMT
عيّن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الجزائري رمطان لعمامرة، مبعوثاً شخصياً للسودان، أمس الجمعة، في أعقاب طلب الخرطوم إغلاق البعثة السياسية للأمم المتحدة، في الدولة التي مزقتها الحرب.
وقال المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة ستيفان دوغاريك، إن المنظمة ستواصل التعاون مع السلطات السودانية، بعد إعلانها تلقي رسالة من المسؤولين في الخرطوم، تعلن خلالها قرار الحكومة إنهاء بعثة الأمم المتحدة المتكاملة للمساعدة الانتقالية في السودان (يونيتامس).
وقال دوغاريك، إن غوتيريش عيّن الجزائري رمطان لعمامرة كمبعوث له إلى السودان، "وهو تعيين كان يتم الإعداد له منذ بعض الوقت".
عيـّن الأمين العام للأمم المتحدة، الدبلوماسي الجزائري رمطان لعمامرة مبعوثا شخصيا له إلى #السودان.
وأفاد المتحدث باسم الأمم المتحدة باستلام خطاب من الحكومة السودانية أعلنت فيه قرارها بإنهاء عمل بعثة (يونيتامس) على الفور.https://t.co/Vps1t9KeHq https://t.co/uPa8WO7W6N
وقال المتحدث، "سنواصل التعامل بشكل وثيق مع جميع الجهات الفاعلة، بما في ذلك السلطات السودانية وأعضاء مجلس الأمن، لتوضيح الخطوات التالية.. كما تعلمون، بالطبع، إن مجلس الأمن هو الذي يعطي الأمانة العامة تفويضاً للعمل على بناء السلام والبعثات السياسية، وبعثات حفظ السلام".
وكان السودان قد دعا في رسالته إلى الأمين العام إلى الانسحاب الفوري لقوات حفظ السلام الأممية من البلاد.
وأوضحت الحكومة السودانية، أنها ملتزمة بالمشاركة البناءة مع الأمم المتحدة، رغم طلبها انسحاب البعثة.
وكان غوتيريش قد حذر في تقريره عن الحالة في السودان المقدم إلى مجلس الأمن والذي يغطي الفترة بين 21 أغسطس (آب) و31 أكتوبر (تشرين الأول)، من تعاظم خطر الانهيار الكامل للسودان، أو اندلاع حرب أهلية شاملة كلما طال أمد النزاع، "مما يسبب المزيد من الأذى للشعب السوداني وشعوب المنطقة".
ودعا الأمين العام للأمم المتحدة طرفي النزاع في السودان إلى وقف القتال فوراً، والالتزام بوقف دائم للأعمال العدائية مما يمهد الطريق لإجراء حوار شامل، واستئناف الانتقال السياسي الديمقراطي لاستعادة النظام الدستوري.
"حان الوقت لإدراك عدم جدوى القتال في #السودان وإعطاء الأولوية للحوار ووقف التصعيد.
رغم إعلان الطرفين استعدادهما للتفاوض على وقف إطلاق النار، إلا أن تصرفاتهما على الأرض تشير إلى عكس ذلك".
مسؤولة أممية تقدم إحاطة لمجلس الأمن حول السودان.https://t.co/l0svOL0KVK
وأشار التقرير إلى أن النزاع بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع تسبب في كارثة إنسانية في السودان، حيث يواصل الطرفان السعي لتحقيق نصر عسكري، ويكثفان عملياتهما ويوسعانها، دون أي إشارة تدل على وقف التصعيد.
ونبّه التقرير إلى أن المدنيين يدفعون أفدح الأثمان. ولابد من الإسراع بوضع حد لآلام الشعب السوداني ومعاناته. ورحب الأمين العام في تقريره باستئناف محادثات جدة داعياً الطرفين إلى اغتنام هذه الفرصة للاتفاق على وقف إطلاق النار، وتيسير إيصال المساعدات الإنسانية.
وأشاد غوتيريش بجميع المبادرات التي تقوم بها الجهات الفاعلة الإقليمية والدولية للمساعدة في حل النزاع. وقال إن هذه الجهود، كي تكون فعالة، يجب أن ترتكز على تنسيق واتساق قويين لتحقيق نتائج ملموسة، وتجنب احتمال حدوث استجابة دولية مجزأة.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان سلطان النيادي مانشستر سيتي غزة وإسرائيل الحرب الأوكرانية عام الاستدامة السودان أحداث السودان الأمم المتحدة الأمین العام للأمم المتحدة الأمم المتحدة فی السودان
إقرأ أيضاً:
البراءة من الدماء ورفض الوحشية- الحرب السودانية وصراع المصالح
لا شيء يمكن أن يبرر هذا السقوط المريع في مستنقع العنف، ولا شيء يمنح أحدًا الحق في العبث بأرواح الأبرياء، سواء كان ذلك باسم السلطة أو الشرعية أو حتى الدفاع عن الوطن. السودان، الذي كان يومًا موطنًا للتعايش والتسامح، أصبح اليوم ساحةً مفتوحةً لحرب لا ترحم، تحرق الأخضر واليابس، وتغرق البلاد في مستنقع الفوضى والموت.
أعلنها بوضوح أنا بريء من هذه الدماء، ولا أحمل سلاحًا غير قلمي، فهو أبلغ ما أملك للدفاع عن الحقيقة وفضح الجرائم التي ترتكب بحق الأبرياء. إن من يناصر هذه الوحشية أو يجد لها مبررًا، فهو فاجر مسرف، مجرد من الإنسانية، ولا يليق بأن يكون جزءًا من هذا الوطن العظيم، الذي لن يبنى إلا على أسس العدل والكرامة والاحترام المتبادل.
السودان بين مطرقة العنف وسندان المصالح الخارجية
مع اندلاع الحرب في 15 أبريل 2023، دخل السودان نفقًا مظلمًا من الوحشية التي لم تشهدها البلاد حتى في أسوأ مراحل تاريخها. الجيش السوداني، الذي يفترض أن يكون درعًا يحمي الوطن، وجد نفسه في مواجهة مباشرة مع قوات الدعم السريع، ليصبح المدنيون وقودًا لهذه المعركة القاتلة. الأسلحة التي تنهال على رؤوس الأبرياء ليست فقط محلية الصنع، بل هي نتاج دعم خارجي واضح، يأتي من دول مثل إيران وتركيا، اللتين ضختا صواريخ متطورة وطائرات مسيرة وأسلحة فتّاكة، دون أن تعير أي اهتمام لما تخلفه هذه الأدوات القاتلة من مآسٍ ودمار.
لكن السؤال الذي يجب أن يُطرح: هل الأمر مجرد حرب بين طرفين، أم أن السودان بات مسرحًا لصراع دولي بالوكالة؟
وحشية لا حدود لها: الأسلحة المحرّمة والمرتزقة
مع تصاعد المواجهات، لجأ الجيش السوداني إلى استخدام أسلحة محرّمة دوليًا، بينها الذخائر العنقودية والأسلحة الكيميائية، في محاولة لتعويض خسائره العسكرية. هذه التصرفات ليست مجرد انتهاك للقوانين الدولية، بل هي خيانة صريحة لأبسط المبادئ الأخلاقية. استخدام هذه الأسلحة لا يعني سوى شيء واحد: أن الهدف لم يعد فقط حسم المعركة، بل تدمير العدو بأي وسيلة، حتى ولو كان الثمن هو إبادة الأبرياء.
ولم يقتصر الأمر على الأسلحة، بل شهدت ساحات القتال دخول المرتزقة إلى المشهد لتعويض الانشقاقات والخسائر البشرية المتزايدة في صفوف الجيش. هؤلاء المقاتلون الذين جُلبوا من دول أخرى، يقاتلون لأجل المال، وليس من أجل السودان، مما يحوّل الحرب إلى سوق مفتوح للقتل والاستغلال، حيث تختلط المصالح السياسية مع الجشع الدموي.
الصمت الدولي: تواطؤ أم عجز؟
أمام كل هذه الفظائع، يقف المجتمع الدولي في موقع المتفرج. الأمم المتحدة، التي من المفترض أن تكون صوت الضمير العالمي، لا تزال عاجزة عن اتخاذ أي خطوات جادة لوقف المجازر. القوى الكبرى تتحدث عن "القلق العميق"، لكنها لا تتجاوز الإدانات الكلامية، في الوقت الذي تستمر فيه الأسلحة بالتدفق، والدعم العسكري بالتصاعد، والضحايا بالتزايد.
الأخطر من ذلك هو تجاهل ملف المحاسبة الدولية. رغم أن قادة الجيش السوداني يواجهون اتهامات بجرائم حرب، إلا أن المحكمة الجنائية الدولية لم تستطع حتى الآن التحرك بفعالية، بينما تواصل السلطات السودانية رفضها التعاون مع أي جهود للتحقيق في هذه الجرائم، مما يعزز ثقافة الإفلات من العقاب، ويؤكد أن العدالة ليست سوى وهم بالنسبة لضحايا هذه الحرب.
البراءة من الدماء موقف أخلاقي لا يحتمل المساومة
باسم الإنسانية، وباسم كل القيم التي تحفظ للإنسان كرامته، أعلن براءتي من هذه الحرب، ومن كل ما أفرزته من وحشية، ومن كل الأطراف التي أسهمت في تحويل السودان إلى ساحة قتل مفتوحة. أنا لا أملك سوى قلمي، وهو السلاح الوحيد الذي أؤمن به في مواجهة الظلم والكذب والتضليل.
إن من يبرر هذه الجرائم، أو يصمت عنها، هو شريك في سفك الدماء، وهو فاجر مسرف، منزوع الرحمة، لا يمكن أن يكون ابنًا لهذا الوطن العظيم. السودان لم يكن يومًا أرضًا للمذابح، ولن يكون كذلك. إننا نرفض أن نُختطف باسم الصراع، ونرفض أن يُزج بنا في حرب لا ناقة لنا فيها ولا جمل، سوى أننا ندفع ثمن طموحات الطغاة وأوهام المتحاربين.
السودان يستحق السلام، لا المقابر الجماعية. السودان يستحق مستقبلاً لا تلطخه الدماء، بل تبنيه العدالة والحرية والكرامة.
zuhair.osman@aol.com