كتاب "الحسابات الخاطئة" يرصد خطايا "الإخوان الإرهابية"
تاريخ النشر: 18th, November 2023 GMT
كتاب «الحسابات الخاطئة» الصادر عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية للدكتور جمال سند السويدي، الخبير الاستراتيجي ونائب رئيس مجلس أمناء المركز، يرصد مخاطر جماعة الإخوان، ويتتبع نشأة جماعة الإخوان وتاريخها فى دولة الإمارات، موضحًا فيه كيف انعكس فكر الجماعة الأم على الإخوان بدولة الإمارات، لنجدهم قد انقسموا إلى تيارين، الأول متشدد قطبي، ويمثله حسن الدقى، الذى يعتقد أن أفكار سيد قطب هى الصحيحة، ويجب اتباعه، والثانى هوتيار حسن البنا ويمثله الدكتور محمد الركن، وقد يكون الفرق بين الاتجاهين ليس بين تطرف واعتدال، إنما هو اختلاف تكتيكى، بين من يريد أن يتمهل فى السيطرة على المجتمع، ويتكيف معه، ومن يريد القفز على السلطة، وينظر إلى المجتمع على أنه جاهلى أو كافر.
يستهدف الكتاب دراسة ممارسات جماعة الإخوان، وتشريح سلوكياتها ورؤاها الفكرية والسياسية، منطلقًا من أن أفكار جماعة الإخوان المسلمين لا تعبّر عن الإسلام.
ويهدف الكتاب إلى إثبات أن أحد أهم أسباب تدهور جماعة الإخوان المسلمين في العالم العربي هو حساباتهم الخاطئة، وعدم امتلاكهم رُّؤى سياسية واقعية للتعامل مع متطلَّبات القيادة والحكم.
ويستعرض السويدي، في الفصل الأول من الكتاب، تاريخ جماعة الإخوان المسلمين من حيث النشأة والتأسيس والانتشار، كما يناقش أهداف الجماعة، ووسائلها لتحقيق هذه الأهداف، وفكرها، ومنهجها، ورؤيتها لنظام الحكم بشكل عام، وموقفها تجاه الأحزاب والشورى والديمقراطية، وصولًا إلى مشاركة الإخوان المسلمين في السياسة، وانخراطهم في مؤسسات سياسيَّة مثل المجالس النيابية والتشريعية والتنفيذية. كما يستعرض الفصل التجربة السياسية لجماعة الإخوان المسلمين في دول عربية وإسلامية عدَّة، ليختبر صحة الافتراض القائل إن «جماعة الإخوان المسلمين قد أثبتت فشلها في الحكم».
ويخلُص الفصل إلى أن تاريخ جماعة الإخوان المسلمين يتضمَّن بونًا شاسعًا بين المبادئ والتطبيق، وبين المثاليَّة الخطابيَّة والانتهازيَّة التنفيذيَّة، فالجماعة لم تتوانَ عن استغلال معطيات الواقع للسعي وراء أهدافها من دون أيّ قراءة حصيفة للمتغيرات المحيطة بها، وتُراهِن على المهارات الخطابية لرموزها وقياداتها في اللعب على المشاعر من دون عمل جادّ واقعي.
أما فيما يتعلَّق بالتجارب السياسيَّة للجماعة، فيخلص الفصل إلى وجود تباينات في أدائها السياسي بحسب ظروف كل دولة، ومتغيرات البيئتين الداخلية والخارجية.
ولكنَّ حكمَ جماعة الإخوان المسلمين في مصر انطوى على فشل جليّ، وهو التجربة السياسيَّة الوحيدة للجماعة التي أُسدِل الستار عليها نهائيًّا عقب ثورة الشعب المصري عليها في الثلاثين من يونيو ٢٠١٣، وإطاحة حكم محمد مرسي. وستفرز تجربة حكم جماعة الإخوان المسلمين في مصر تحديدًا، وما آلت إليه الأمور، نتائج بعيدة المدى بالنسبة إلى مسيرة الجماعة، كونها حدثت في الدولة التي شهدت تأسيس الجماعة الأم وتمدُّدها، فضلًا عن كونها تجربة ذات بعد استثنائي قياسًا على أنها جرت في أكبر بلد عربي من حيث تعداد السكان.
وقد انطوت التجربة السياسيَّة المصريَّة لجماعة الإخوان المسلمين على براهين واضحة تعكس تدنّي قدرات الجماعة، ليس على مستوى القيادة والتخطيط وإدارة شؤون الدول فقط، بل افتقارها إلى الكفاءات التي يمكن إسناد المناصب إليها من دون قلق على مصائر الدول.
وفي الفصل الثاني من الكتاب يعود السويدي إلى فترة الستينيات والسبعينيات من القرن الماضي، ليتتبَّع الإرهاصات الأولى لنشأة جماعة الإخوان المسلمين في دولة الإمارات، وشَهْرِها رسميًّا في عام ١٩٧٤ باسم جمعية الإصلاح والتوجيه الاجتماعي في إمارة دبي، وإنشاء فروع لها في إمارَتَي رأس الخيمة وعجمان تحت شعار العمل الخيري الاجتماعي، في حين لم يُسمَح لها بإنشاء فروع في إمارتي الشارقة وأبوظبي.
ويورِد المؤلف أسماء أهم مَن أسهموا في نشأة الجماعة وتعزيز حضورها في دولة الإمارات، والذين كانوا في معظمهم من خارج الدولة. أمَّا الدعم المالي لجماعة الإخوان المسلمين، فجاء في البداية من الحكومة، ومن رجال الأعمال، ووجهاء المجتمع، ومن شيوخ الدين، وقدَّمت جمعية الإصلاح الكويتية الدعمين المادي والمعنوي.
وفي الفصل الثالث يبيّن المؤلف كيف حاولت جماعة الإخوان المسلمين إطاحة حكومة دولة الإمارات، مستغلَّة أحداث الربيع العربي، وعريضة مارس ٢٠١١، حيث اعتقدت الجماعة أنه حان الوقت لإطاحة حكومة دولة الإمارات، والاستيلاء على السلطة والحكم، مقتديةً بجماعة الإخوان المسلمين في مصر وتونس، وهو ما اتضح لاحقًا أنه اعتقاد واهِمٌ، فقد راهن الإخوان المسلمون على الضغط على أبناء الشعوب العربية والإسلامية من خلال حاجاتهم الأساسية ومشكلاتهم المتمثلة في الغذاء والفقر والمرض والجهل، وقد نجح ذلك في دول نامية، ولكنه لم ينجح في مجتمعات دول الخليج العربية، التي تتميز بالوفرة المالية، ونظام الرعاية الاجتماعية.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: الحسابات الخاطئة الاخوان جماعة الإخوان دولة الإمارات
إقرأ أيضاً:
الإمارات: حكام سوريا الجدد مرتبطون بالقاعدة والإخوان المسلمين
أعرب مسؤول إماراتي رفيع المستوى السبت عن "القلق" بشأن الانتماءات الإسلامية للفصائل السورية المعارضة التي أسقطت الرئيس المخلوع بشار الأسد وتولت السلطة في دمشق.
وقال أنور قرقاش المستشار الدبلوماسي للرئيس الإماراتي خلال كلمة في "مؤتمر السياسات العالمية" في أبوظبي "نسمع تصريحات معقولة وعقلانية حول الوحدة، وعدم فرض نظام على جميع السوريين، لكن من ناحية أخرى، أعتقد أن طبيعة القوى الجديدة، ارتباطها بالإخوان، وارتباطها بالقاعدة، كلها مؤشرات مقلقة للغاية".
وأضاف قرقاش "يتعين علينا أن نكون متفائلين من ناحية وأن نساعد السوريين في المهمة الصعبة اليوم، ولكن في الوقت نفسه لا يمكننا تجاهل أن المنطقة شهدت حلقات مشابهة سابقا، لذا يتعين علينا أن نكون حذرين".
وأعلنت هيئة تحرير الشام بقيادة أبو محمد الجولاني أنها أنهت ارتباطها مع تنظيم القاعدة عام 2016. لكن الهيئة لا تزال مصنفة "منظمة إرهابية" في العديد من الدول الغربية، وأبرزها الولايات المتحدة.
ووعد محمد البشير الذي كلف رئاسة الحكومة المسؤولة عن الفترة الانتقالية حتى الأول من آذار/مارس، بأن تكون سوريا "دولة قانون" وضمان "حقوق كل الناس وكل الطوائف"، في ظل مخاوف أعرب عنها المجتمع الدولي.
واختتم المستشار الدبلوماسي للرئيس الإماراتي محمد بن زايد آل نهيان كلمته قائلا "علينا مسؤولية العمل على عدم تكرار أخطاء الماضي".
كما انتقد أنور قرقاش السبت الضربات الإسرائيلية على سوريا منذ سقوط بشار الأسد والهادفة إلى تدمير الترسانة العسكرية للجيش السوري.
وقال المسؤول الإماراتي إن "الاستفادة من الأزمة في سوريا لتقليص القدرات السورية هيكليا قد يبدو الشيء السليم الذي ينبغي عمله من وجهة نظر إسرائيلية، لكنني أعتقد أنها سياسة غبية".
وأضاف أن "سوريا جديدة يتم إنشاؤها، كان ينبغي عليهم توجيه رسالة مختلفة، أنا لا أقول رسالة سلام لأننا لم نصل إلى هناك بعد، ولكن رسالة مختلفة".
وقد طبعت الإمارات علاقاتها مع إسرائيل عام 2020.
وكانت الخارجية الإماراتية قالت بعد يومين من سقوط نظام الأسد ودخول المعارضة المسلحة إلى دمشق والسيطرة عليها، إنها تؤكد "حرصها على وحدة وسلامة سوريا، وضمان الأمن والاستقرار للشعب السوري".
ودعت الخارجية الإماراتية كافة الأطراف السورية إلى "تغليب الحكمة في هذه المرحلة الحرجة من تاريخ سوريا للخروج منها بما يلبي طموحات وتطلعات السوريين بكافة أطيافهم".
وشدد البيان على ضرورة "حماية الدولة الوطنية السورية بكافة مؤسساتها، وعدم الانزلاق نحو الفوضى وعدم الاستقرار".