في توقيت حساس وخطير، وفي ظل ما تشهده المنطقة من أحداث، وتأكيدًا على استمرار مليشيا الحوثي المدعومة إيرانيًا في استثمار التعاطف الشعبي مع مأساة الفلسطينيين في قطاع غزة والضفة المحتلة لحشد المقاتلين وجمع الأموال والتبرعات، وتوجيه تلك الإمكانات لقصف المدن والأحياء السكنية، وقتل اليمنيين باسم الدفاع عن الأقصى وفلسطين.

 

وأكدت الحكومة اليمنية على أن المعتقدات والقيم والمبادئ لا تتجزأ، فمن يتجرأ على إرسال الصواريخ لقصف مكة المكرمة لا يمكن أن يحمي المسجد الاقصى، ومن يسفك الدم اليمني وينكل ويهجر وينهب، لا يمكن أن ينتصر لدماء الفلسطينيين، ومن ينقلب على الإجماع الوطني، لا يمكن أن ينتصر للقضايا العادلة وعلى رأسها القضية الفلسطينية، ومن لا يصدق مع وطنه لا يمكن أن يصدق مع قضايا أمته، أو أن يكون عمله خالص لوجه الله والقضية، بل لرفع الحرج والتغطية على تخاذل ما يسمى "محور الممانعة". 

جاء ذلك على لسان وزير الإعلام معمر الإرياني حيث قال إن "أكبر دعم تقدمه مليشيا الحوثي الإرهابية التابعة لايران، لفلسطين، هو وقف أعمال القتل اليومي لليمنيين، وقصف المدن والأحياء السكنية ومنازل المواطنين ومخيمات النزوح في (عدن، مأرب، تعز، الحديدة، شبوة، الضالع) وغيرها من المناطق المحررة التي خرج أبنائها بمظاهرات ضخمة للتضامن مع غزة، وإطلاق قرابة ثلاثين ألف مختطف في معتقلاتها، وتوضيح مصير الآلاف المخفيين قسرًا، وفك الحصار فورا عن تعز، والتعاطي المسؤول مع جهود التهدئة وإنهاء الحرب وإحلال السلام في اليمن. 

وأضاف الإرياني في تغريدة له على موقع إكس "تويتر سابقا" أن "موقف اليمن قيادة وحكومة وشعب كان ولازال وسيظل مع القضية الفلسطينية ودعم نضال الشعب الفلسطيني لتحقيق تطلعاته المشروعة في استعادة أرضه وإعلان دولته الحرة والمستقلة وعاصمتها القدس الشريف، وهو موقف ثابت وراسخ ومبدئي، لم يتغير رغم الظروف الصعبة التي يعيشها اليمنيون، كما أنه لا يقبل المزايدة والانتقاص والتشكيك، فقد قدمت الحكومة والشعب اليمني طيلة مراحل الصراع أوجه الدعم والتضامن مع حركات المقاومة والشعب الفلسطيني باعتبارها قضيتهم الأولى والمركزية، وقبل عقود من الثورة الخمينية، وظهور الميليشيا الحوثية. 

ولفت الإرياني إلى أن ما تقوم به ميليشيا الحوثي من معارك وهمية وحركات بهلوانية واستعراضات كلامية، لا تقدم أي دعم حقيقي لفلسطين، ولا تشكل أي تهديد حقيقي للعدو، أو فارق في موازين المعركة، فقد بات القاصي والداني يدرك أنها امتداد لنهجها في المتاجرة بفلسطين ومأساة أبنائها، وهروب من الضغوط الشعبية الذي أنتجتها الهدنة، والمطالب المتصاعدة في مناطق سيطرتها بالمرتبات والخدمات والحياة الحرة الكريمة، وأن الميليشيا مجرد أداة إيرانية لا تمتلك القرار ولا الإرادة، وتُدار بالريموت كنترول من غرفة عمليات في الضاحية الجنوبية بلبنان لتنفيذ الأجندة الإيرانية. 

وأوضح الإرياني أن الأحداث الأخيرة في قطاع غزة والضفة الغربية وباقي الأراضي المحتلة أسقطت القناع عن النظام الإيراني وأذرعه الطائفية في المنطقة، بما فيها ميليشيا الحوثي، وكشفت متاجرتهم طيلة عقود بالشعارات والخطب والعنتريات الفارغة عن فلسطين والقدس والأقصى، وكيف أنه عندما حانت ساعة الحقيقة تركوا أهل فلسطين وغزة يواجهون مصيرهم منفردين أمام آلة البطش الإسرائيلية، وذهبوا للتخطيط لكيفية استثمار تلك الأحداث وتوظيفها لاستهداف الأنظمة العربية وتهديد الأمن القومي العربي وخدمة الأجندة الإيرانية وسياساتها التوسعية في المنطقة. 

يأتي هذا في وقت واصلت فيه ميليشيا الحوثي انتهاكاتها وأعمالها العدائية ضد المدنيين في اليمن، إلى جانب تصعيدها العسكري في عدد من الجبهات في محافظات تعز والضالع ومأرب، رغم الهدنة والجهود الإقليمية والدولية من أجل التوصل إلى السلام في اليمن، وراح ضحية تلك الأعمال عدد من المدنيين. 

وقالت مصادر حقوقية إن طائرة مُسيَّرة تابعة لمليشيا الحوثي الإيرانية قصفت خلال الساعات القليلة الماضية، منزل مواطن في قرية الذراع بمنطقة المدارين غرب مديرية حريب جنوب محافظة مأرب، ما أسفر عن تعرض أحد أفراد المنزل لإصابة بليغة وإعطاب سيارته وإلحاق أضرار بالغة بمنزله. من ناحية أخرى، وجهت الولايات المتحدة الأمريكية، مساء الأربعاء، أول ضربة عسكرية، لمليشيا الحوثي الإيرانية، بعد ٢٤ ساعة من تهديدات زعيم العصابة عبدالملك الحوثي، بإغلاق مضيق باب المندب. 

وأكد مسؤول في وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) أن سفينة حربية تابعة للبحرية الأمريكية، أسقطت طائرة مسيرة أطلقتها ميليشيا الحوثي من اليمن، في البحر الأحمر. 

ونقلت قناة الحرة عن المسئول قوله إن "المدمرة "يو إس إس توماس هودنر"، أسقطت مسيرة انطلقت من اليمن، كانت تتجه نحوها". 

وأوضح المسئول بأن الحادثة وقعت أثناء عبور المدمرة المياه الدولية للبحر الأحمر، مؤكدا عدم وقوع إصابات في صفوف القوات الأمريكية أو أضرار بالسفينة الحربية. 

وتعد الحادثة هذه، هي المرة الثانية التي تسقط فيها الولايات المتحدة مقذوفات بالقرب من سفنها الحربية منذ السابع من أكتوبر، إذ اعترضت سفينة حربية أمريكية أخرى الشهر الماضي أربعة صواريخ كروز و١٥ طائرة مسيرة أطلقها الحوثيون من اليمن باتجاه إسرائيل. 

وكان زعيم العصابة عبدالملك الحوثي، قد أعلن، عن مواصلة مليشياته هجماتها على إسرائيل وإنها قد تستهدف السفن الإسرائيلية في البحر الأحمر ومضيق باب المندب.

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: الحكومة اليمنية فلسطين غزة ميلشيا الحوثي إيران میلیشیا الحوثی لا یمکن أن

إقرأ أيضاً:

اليمن.. «الحوثي» يهجر أهالي 5 قرى في الحديدة

أحمد شعبان (عدن، القاهرة)

أخبار ذات صلة 48 وفاة و8 آلاف إصابة بـ«الكوليرا» في تعز اليمنية اليمن.. الفيضانات تفاقم معاناة المدنيين وتضاعف الأزمات

أفادت السلطة المحلية في مدينة الحديدة بأن جماعة «الحوثي» كثفت في الآونة الأخيرة من عمليات فرض الإخلاء التعسفي للقرى بغية حفر الأنفاق والخنادق، لا سيما في مديرية الدريهمي إلى الجنوب من المدينة الساحلية الواقعة في غرب اليمن.
وجاء في بيان للسلطة المحلية بالحديدة أن «الحوثيين» أجبروا 350 أسرة من سكان 5 قرى في مديرية الجراحي على إخلاء منازلها، وذلك تحت تهديد السلاح، لإفساح المجال أمام أعمال حفر الأنفاق وبناء التحصينات التي بدأت الجماعة القيام بها خلال الأيام الأخيرة. 
ووفقاً للبيان فإن سكان تلك القرى أصبحوا يعيشون في العراء بعد أن هُجّروا بالقوة من منازلهم، كما مُنعوا من الوصول إلى مزارعهم التي تمثل مصدر الدخل الرئيس بالنسبة لهم.
وأدانت السلطة المحلية عمليات التهجير القسري التي تمارسها جماعة الحوثي منذ نهاية شهر أكتوبر الماضي، وذلك «ضمن مسلسل انتهاكاتها اليومية الجسيمة لحقوق الإنسان». 
وكانت مصادر محلية في منطقة المنظر الساحلية بمديرية الحوك قد تحدثت قبل بضعة أيام من الآن عن إنذارات إخلاء وجهتها جماعة «الحوثي» لسكان المنطقة تأمرهم فيها بإخلاء مساكنهم خلال 5 أيام فقط. 
كما أفاد مكتب حقوق الإنسان في محافظة الحديدة بأن الجماعة عمدت إلى تهجير سكان قرى في مديرية باجل، وحولت ميناء «الخوبة السمكي» بمديرية اللُحية إلى منطقة عسكرية مغلقة ومنعت الصيادين من ممارسة نشاطهم المعتاد في الميناء ومحيطه.
وفي الأثناء شدد محللون سياسيون يمنيون على ضرورة تحرك المجتمع الدولي بفاعلية أكثر لدعم الحكومة الشرعية في تنفيذ الاستراتيجية الجديدة لردع جماعة «الحوثي» ووقف استهدافها الملاحةَ الدولية وتهديدها أمنَ واستقرار المنطقة والعالم. 
وتتضمن الاستراتيجية الجديدة رفعَ مستوى التنسيق مع التحالف الدولي لحماية الملاحة، وحشد الدعم للتضييق على «الحوثي» عسكرياً واقتصادياً، وتحرير محافظة الحديدة، واستعادة السواحل اليمنية على البحر الأحمر.
وشدد المحلل السياسي اليمني، عادل الأحمدي، على ضرورة العمل المستمر وحشد الطاقات وإطلاق الاستراتيجيات لاستعادة اليمن من «الحوثيين» ومواجهة انقلابهم على الشرعية.
وأشار الأحمدي، في تصريح لـ«الاتحاد»، إلى أن هذه الجهود التي تبذلها الحكومة اليمنية محورية في ظل الظروف والمعطيات المحلية والإقليمية، لكنها تظل بحاجة إلى دعم دولي وإقليمي بغية استعادة الدولة وإنهاء تعسف الجماعة التي تمارس شتى صنوف التجويع والإذلال والحرب ضد الشعب اليمني في مناطق سيطرتها، وصولاً إلى إكمال مهمتها متمثلةً في إقلاق الإقليم والعالَم.
واعتبر الأحمدي أن الاستراتيجية اليمنية الجديدة، التي أعلنت الحكومة اليمنية عن وضعها لردع «الحوثي» وتحقيق السلام الإقليمي، خطوة مهمة تعطي بصيص أمل لليمنيين، مشيراً إلى أن مفتاح الحلول للأزمات التي يعيشها اليمن هو استكمال تحرير البلاد بكل الوسائل من جماعة «الحوثي»، ومطالباً بضرورة تحرك دولي فاعل، وباتخاذ خطوات تُصحح الأخطاء الإستراتيجية التي وقع فيها المجتمع الدولي سابقاً. 
ومن جهته، شدد المحلل السياسي اليمني، محمود الطاهر، على وجوب طرد «الحوثي» من السواحل اليمنية وخاصة من محافظة وميناء الحديدة، وذلك بمساعدة قوات دولية وبالتعاون مع الحكومة الشرعية. 
وقال الطاهر لـ«الاتحاد» إن المخاطر التي تتسبب فيها جماعة «الحوثي» جرّاء استهدافها للملاحة الدولية، تهدد بشل قطاع الصيد وحرمان أكثر من 300 ألف صياد يمني من أرزاقهم، فضلاً عن تهديد السفن العابرة، وما يترتب على ذلك من ارتفاع في أسعار الشحن عالمياً.
وشدد الطاهر على ضرورة قيام تعاون دولي لمواجهة هذه الجماعة، ولمساعدة الحكومة اليمنية في تنفيذ استراتيجيتها الجديدة.
وطالب الطاهر المجتمعَ الدولي باتخاذ مواقف حازمة لردع «الحوثي»، ومساعدة الحكومة الشرعية في استعادة الدولة وبسط نفوذها على سائر أرجاء اليمن.

مقالات مشابهة

  • اليمن.. «الحوثي» يهجر أهالي 5 قرى في الحديدة
  • واشنطن تفرض عقوبات على 26 كياناً وفرداً يمولون قوة القدس الإيرانية والحوثيين في اليمن
  • قائد الثورة: استمرار الأمريكي في مؤامراته على اليمن لن يؤثر على موقفنا المناصر لفلسطين ولبنان
  • الحكومة اليمنية توقف نشاط نقابة الصحفيين اليمنيين في عدن
  • بعد أيام من مناشدته الحكومة اليمنية.. مقتل شاب من إب في جبهات القتال الروسية - الأوكرانية
  • رئيس الوزراء يترأس اجتماع الحكومة.. ويؤكد دعم مصر لفلسطين ويعزز شراكات استراتيجية مع ماليزيا وأذربيجان (تفاصيل)
  • تحذيرات من الصقيع في عدد من مناطق اليمن الاسبوع القادم حذر أحد الفلكيين المزارعين في الجمهورية اليمنية من موجة الصقيع خلال الأسبوع القادم .
  • الحوثي يتحدى الولايات المتحدة: دعوة للبث المباشر من حاملة الطائرات التي استهدفتها القوة الصاروخية اليمنية
  • الخزانة الأمريكية تفرض عقوبات على قيادي في ميليشيا الدعم السريع
  • بقيادة ”الشامي”.. ميليشيا الحوثي تقتحم سكن طالبات جامعة العلوم والتكنولوجيا في صنعاء وتتعرض لهن بالضرب والطرد