كيف جبرت الشريعة بخاطر المريض؟.. دعاء الشفاء العاجل ومعنى الصلاة من الملائكة
تاريخ النشر: 18th, November 2023 GMT
كيف جبرت الشريعة الإسلامية خاطر المريض؟ وما حقيقة أن الله سبحانه وتعالى يكون عنده؟.. أسئلة أجاب عنها الأزهر الشريف من خلال المركز العالمي للفتوى.
كيف جبرت الشريعة خاطر المريض؟وقال الأزهر: حرصت شريعة الإسلام على دعم المرضى وتخفيف معاناتهم بجبر خاطرهم، ومن أهم وصايا الإسلام في هذا الشأن ما يأتي: - الترغيب في عيادة المريض ومواساته؛ لإدخال السرور عليه وتخفيف الألم عنه، ورتبت على ذلك عظيم الأجر والثواب.
واستدلت بما قاله سيدنا رسول الله ﷺ: «مَا مِنْ مُسْلِمٍ يَعُودُ مُسْلِمًا غُدْوَةً إِلَّا صَلَّى عَلَيْهِ سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ حَتَّى يُمْسِيَ، وَإِنْ عَادَهُ عَشِيَّةً إِلَّا صَلَّى عَلَيْهِ سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ حَتَّى يُصْبِحَ، وَكَانَ لَهُ خَرِيفٌ فِي الجَنَّةِ». [أخرجه الترمذي].
ومنه الدعاء له بتعجيل الشفاء وتمام العافية؛ فعَنْ أم عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ كَانَ إِذَا أَتَى مَرِيضًا أَوْ أُتِيَ بِهِ، قَالَ: «أَذْهِبِ البَاسَ رَبَّ النَّاسِ، اشْفِ وَأَنْتَ الشَّافِي، لاَ شِفَاءَ إِلَّا شِفَاؤُكَ، شِفَاءً لاَ يُغَادِرُ سَقَمًا». [أخرجه البخاري]
كذلك أمْر المريضِ بالتداوي وعدم اليأس من عافية الله سيحانه؛ فعَنْ أُسَامَةَ بْنِ شَرِيكٍ، قَالَ: قَالَتِ الأَعْرَابُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَلَا نَتَدَاوَى؟ قَالَ: «نَعَمْ، يَا عِبَادَ اللَّهِ تَدَاوَوْا، فَإِنَّ اللَّهَ لَمْ يَضَعْ دَاءً إِلَّا وَضَعَ لَهُ شِفَاءً، أَوْ قَالَ: دَوَاءً إِلَّا دَاءً وَاحِدًا» قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَمَا هُوَ؟ قَالَ: «الهَرَمُ». [أخرجه الترمذي]
ومنه أيضا مواساته بما أعده الله سبحانه له جزاء صبره ورضاه من رفع درجاته وتكفر خطاياه؛ الأمر الذي يعينه على التحمل والرضا؛ فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: عَنِ النَّبِيِّ ﷺ قَالَ: «مَا يُصِيبُ المُسْلِمَ، مِنْ نَصَبٍ وَلاَ وَصَبٍ، وَلاَ هَمٍّ وَلاَ حُزْنٍ وَلاَ أَذًى وَلاَ غَمٍّ، حَتَّى الشَّوْكَةِ يُشَاكُهَا، إِلَّا كَفَّرَ اللَّهُ بِهَا مِنْ خَطَايَاهُ».[أخرجه البخاري]
كما يقول السائل: نرجو منكم بيان فضل عيادة المريض وثوابها، لتؤكد الإفتاء أنه من المقرر شرعًا أنَّ عيادة المريض من حقوق المسلم على المسلم؛ فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: «خَمْسٌ تَجِبُ لِلْمُسْلِمِ عَلَى أَخِيهِ: رَدُّ السَّلَامِ، وَتَشْمِيتُ الْعَاطِسِ، وَإِجَابَةُ الدَّعْوَةِ، وَعِيَادَةُ الْمَرِيضِ، وَاتِّبَاعُ الْجَنَائِزِ» متفق عليه، واللفظ لمسلم.
قال القاضي عياض في "مشارق الأنوار على صحاح الآثار" (2/ 105، ط. المكتبة العتيقة): [وعيادة المريض: هِيَ زيارته وافتقاده، وَأَصله من الرُّجُوع، وَالْعود: الرُّجُوع، وَيُقَال: عدت الْمَرِيض عودًا وعيادة] اهـ.
وقد رتَّب الشرع الشريف على عيادة المريض أجرًا عظيمًا؛ لِمَا فيها من الألفةِ والشفقةِ، ولِمَا يدخلُ على المريض من الأنس بعائده والسكون إلى كلامه"؛ كما يقول القاضي ابن العربي المالكي في "القبس في شرح موطأ مالك بن أنس" (3/ 1132، ط. دار الغرب الإسلامي).
فقد أخرج مسلم في "صحيحه" عن ثوبان رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم، أنه قَالَ: «إِنَّ الْمُسْلِمَ إِذَا عَادَ أَخَاهُ الْمُسْلِمَ لَمْ يَزَلْ فِي خُرْفَةِ الْجَنَّةِ حَتَّى يَرْجِعَ».
وقد أخرج الترمذي في "سننه" عن أبي هريرة رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم، قال: «مَنْ عَادَ مَرِيضًا أَوْ زَارَ أَخًا لَهُ فِي اللهِ نَادَاهُ مُنَادٍ أَنْ طِبْتَ وَطَابَ مَمْشَاكَ وَتَبَوَّأْتَ مِنَ الجَنَّةِ مَنْزِلاً».
وقد أخرج الترمذي في "سننه" أيضًا عن أبي فَاخِتَةَ قال: أخذ عَلِيٌّ كرم الله وجهه بيدي، قال: انطلق بنا إلى الحسن رضي الله عنه نعوده، فوجدنا عنده أبا موسى رضي الله عنه، فقال علي: أَعَائِدًا جئت يا أبا موسى أم زائرًا؟ فقال: لا، بل عائدًا، فقال عليٌّ: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: «مَا مِنْ مُسْلِمٍ يَعُودُ مُسْلِمًا غُدْوَةً إِلَّا صَلَّى عَلَيْهِ سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ حَتَّى يُمْسِيَ، وَإِنْ عَادَهُ عَشِيَّةً إِلَّا صَلَّى عَلَيْهِ سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ حَتَّى يُصْبِحَ، وَكَانَ لَهُ خَرِيفٌ فِي الجَنَّةِ».
ومعنى "الصلاة من الملائكة": الدعاء للزائر؛ قال الملا علي القاري في "مرقاة المفاتيح" (3/ 1134): [الغُدْوَةُ: بضم الغين: ما بين صلاة الغدوة وطلوع الشمس.. والظاهر أن المراد به أول النهار ما قبل الزوال، (إلا صلَّى عليه) أي: دعا له بالمغفرة، (سبعون ألف ملك حتى يمسي) أي: يغرب؛ بقرينة مقابلته، وأغرب ابن حجر فقال: أي: حتى ينتهي المساء، وانتهاؤه بانتهاء نصف الليل.. (وإن عاده): نافية بدلالة إلا، ولمقابلتها ما (عشية) أي: ما بعد الزوال أو أول الليل (إلا صلى عليه سبعون ألف ملك حتى يصبح، وكان له) أي: للعائد في كلا الوقتين (خريف في الجنة) أي: بستان، وهو في الأصل الثمر المجتنى، أو مخروف من ثمر الجنة] اهـ.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: المريض الأزهر دعاء للمريض بالشفاء صلى الله علیه وآله وسلم رضی الله عنه ر المریض س ب ع ون
إقرأ أيضاً:
مرايا الوحي: المحاضرة الرمضانية (24) للسيد القائد 1446
(المحاضرة الرمضانية الـ24 )
استدراك :
ستظل شخصيات الدكتور أحمد ونجليه صلاح ومُنير تتواجد في جزئية محاضرات القصص القرآنية؛ لاتساقها مع موضوع المحاضرة وعدم تشتيت انتباه القارئ.
"الدكتور أحمد أستاذ الفقه المقارن في كلية العلوم الإسلامية بجامعة الجزائر.
أما نَجَلاه صلاح ومُنير، فيدرسان في كلية الطب بالجامعة ذاتها وكذلك حازم ابن شقيقه طالب الهندسة المعمارية وكذلك الدكتور نضال زميل الدكتور احمد وهو استاذ العقائد والاديان في كلية العلوم الاسلامية بذات الجامعة "
انها ليلة السادس والعشرين من ليالي شهر رمضان المبارك ولا تزال شخصيات سلسلة مرايا الوحي تتواجد لمتابعة محاضرات السيد القائد الرمضانية
بعد ان فرغوا من اداء صلاة العشاء توجهوا لصالة منزل الدكتور احمد لمتابعة محاضرة الليلة التي بدأت للتو :-
كنا في محاضرة الأمس، في الحديث على ضوء قول الله سبحانه وتعالى في الآية المباركة: {وَالَّذِي هُوَ يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِ}[الشعراء:79]، وهو يذكر لنا ما عرضه نبي الله إبراهيم عليه السلام من البراهين المهمة، والدلائل العظيمة، التي تشد الإنسان إلى الله سبحانه وتعالى، في دعوته لقومه إلى عبادة الله وحده، والإيمان به ورسالته، ونبذ الشرك والأنداد التي يتخذونها من دون الله.
تحدثنا بالأمس- باختصار- عن نعمة الله سبحانه وتعالى في مسألة الطعام للإنسان، وكذلك في مسألة الماء الذي يشربه الإنسان، ويحتاجه في حياته احتياجاً أساسياً، ومن الملاحظ- كما أشرنا بالأمس- أن الله سبحانه وتعالى منَّ بهذه النعمة على الإنسان في إطار التكريم للإنسان، الله رزق الإنسان من الطيبات
الله قال في القرآن الكريم: {وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا}[الإسراء:70]، الشاهد في قوله: {وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ}، فالله كرَّم الإنسان، حتى في طعامه وشرابه، فيما خلقه الله له من الطعام الطيِّب، وكذلك أيضاً في كيفية تناول الطعام، حتى هي فيها تكريمٌ للإنسان،
- يُذكرنا السيد عبدالملك بابرز نقاط محاضرة الامس عن نعمة الله للانسان في الطعام والغداء . . هكذا تحدث الدكتور احمد .
{وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ}[الشعراء:80]، نعمة الصحة والعافية هي من أهم النعم، التي يَمُنُّ الله بها على الإنسان، وعادةً ما يغفل الإنسان عن هذه النعمة حينما يكون في صحة وعافية، والأكثر إدراكاً لهذه النعمة هم المرضى .
فحالة المرض هي حالة صعبة على الإنسان، والإنسان يَمُرُّ بهذه الحالة، هي من الحالات التي يَمُرُّ بها الإنسان كثيراً في مسيرة حياته، في عمره، كم يمرض الإنسان، واثناء مرضه يدعو الله سبحانه وتعالى، ويتضرع إليه، {فَإِذَا مَسَّ الْإِنْسَانَ ضُرٌّ دَعَانَا}[الزمر:49]، في آيةٍ أخرى: {دَعَانَا لِجَنْبِهِ أَوْ قَاعِدًا أَوْ قَائِمًا}[يونس:12]، فيلتجئ إلى الله، ويدرك كم أن العافية والصحة والشفاء نعمة عظيمة، يتهنأ فيها بكل شيء: بطعامه، بشرابه، بنومه، بالحياة، يتمكن من القيام بأعماله بكل راحة .
فنعمة العافية والصحة هي من أهم النعم التي يَمُنُّ الله بها على الإنسان.
- ما اعظم نعمة العافية التي يوضحها لنا السيد عبدالملك وكيف ان اكثر من يدرك هذه النعمة هم المرضى ... هكذا تحدث الدكتور نضال .
والله سبحانه وتعالى جعل في غذاء الإنسان، وما يتناوله الإنسان من الطيبات، ما يزيد في صحته، ما يدعمه صحياً، وهذا من المميزات للطيبات: أنها في أصلها سليمةٌ من المضار، وفيها ما ينفع الإنسان، يزيده قوة، يزيده صحة، يُحسِّن من وضعه الصحي، يزوَّد جسمه بالعناصر اللازمة لصحته ونموه وطاقته، ويقيه الكثير من الأمراض.
في الإنسان أيضاً جهاز المناعة زوَّده الله به، يساعده أيضاً على الصحة، على العافية، على التشافي، والله سبحانه وتعالى مع ذلك أودع في كثيرٍ من النباتات، كثيرٍ من المواد التي أحلَّها للإنسان، أودع فيها أيضاً عناصر الشفاء فيجعل في نبتةً مُعَيَّنة شفاءً من داءٍ مُعَيَّن، أو في نَبْتَةٍ أخرى كذلك، شفاءً من داءٍ آخر، أو في تركيب أدوية من مجموعة من النباتات المُعَيَّنة كذلك شفاء من داء مُعَيَّن، كما قال عن العسل نفسه: {فِيهِ شِفَاءٌ لِلنَّاسِ}[النحل:69]، (فِيهِ شِفَاءٌ): جعل الله فيه ما يساعد الإنسان على التشافي، والتعافي، والصحة، والسلامة من المرض، والخروج من المرض أيضاً.
والله سبحانه وتعالى يَمُنُّ بالشفاء بشكلٍ مباشر، حالة الشفاء هي من الله، حتى عندما نأخذ بالأسباب، سواءً فيما يتعلق بالأدوية والطب، أو حينما يبتدئك الله بنعمة الشفاء قبل ذلك، الأسباب بنفسها الاستفادة منها متوقفةٌ على أن يُنْزِل الله لك الشفاء، وإلَّا يمكن للإنسان أن يسير في مسار العلاج والطب، وقد يُمْضِي فترةً طويلة، وقد يستهلك إمكانات كثيرة، ولا يصل إلى نتيجة، حتى يأتي الشفاء من الله سبحانه وتعالى؛ فيتشافى ويتعافى.
في مسألة الأخذ بالأسباب، مطلوبٌ منَّا أن نأخذ بالأسباب؛ لأن هناك توجيهات من الله سبحانه وتعالى، هناك أيضاً من قِبَل رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم حثٌّ على الأخذ بالأسباب، والأسباب متنوعة، منها مثلاً: تناول الأدوية المفيدة، بإرشاداتٍ طبية، من ذوي الاختصاص والمعرفة، ومنها أيضاً الدعاء، الدعاء ضروري، هو من الأسباب المهمة، مثلاً: الصدقات، هي من الأسباب المهمة، وهكذا ما ورد الحثُّ عليه، تلاوة القرآن كذلك، سماع تلاوة القرآن كذلك، مجموعة الأسباب المتنوعة هي مهمةٌ في مسألة الشفاء، والشفاء هو من الله، من الله سبحانه وتعالى، كما قلنا: حتى الانتفاع بالأسباب متوقفٌ على أن يُنْزِل الله الشفاء منه سبحانه وتعالى من عنده، الإنسان بحاجة إلى الشفاء من الأمراض بحاجة إلى الله سبحانه وتعالى، والله هو الذي هيأ لنا في مسيرة حياتنا كل الأسباب، بل حتى الهداية إلى العلوم، العلوم الطبية التي يستفيد منها الناس في مسألة مواجهة الأمراض، والعلاج من الأمراض، هذه العلوم هي بهداية من الله سبحانه وتعالى، منها: ما يتعلق- مثلاً- بجسم الإنسان، وأحواله، وأسباب عِلَلِه، ومنها: ما يتعلق بما أودع الله في الأشياء، سواء النباتات، أو المواد الأخرى، من وسائل الشفاء، ما أودع الله فيها من عناصر الشفاء، من أسباب الشفاء،
- يتحدث الدكتور احمد معقباً : يقدم لنا السيد عبدالملك جزئية هامة وهي الشفاء للانسان باعتبارها نعمة من الله عز وجل وحثنا على الاخذ بالاسباب للشفاء كما وضحها في هذه الجزئية .
الإنسان في حالة المرض، هي من الحالات التي ينبغي أن تُذَكِّره بافتقاره إلى الله، وحاجته إلى الله سبحانه وتعالى وصبوراً في نفس الوقت؛ لأنها من حالة الضراء، التي وجَّه الله فيها بالصبر، وأثنى على الصابرين فيها: {وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ}[البقرة:177]، من الضراء، ومن حالة الضراء هي: الوضع الصحي، المرض، والمعاناة من المرض، فهي من الحالة التي يكون الإنسان فيها صبوراً، وهناك نموذج عظيم في الصبر، في حالة البلية في الوضع الصحي، هو: نبي الله أيوب عليه السلام من الأنبياء، قال الله عنه: {إِنَّا وَجَدْنَاهُ صَابِرًا نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ )
فالإنسان يحتسب معاناته أيضاً، وهو يرجع إلى الله، يتوب إلى الله، يكثر من الاستغفار، أحياناً قد يكون السبب- مثلاً- ذنوب مُعَيَّنة، قد يكون السبب أحياناً ذنوباً مُعَيَّنة، أحياناً قد تكون من جانب الإنسان، يكون منه تقصير في أمور مُعَيَّنة، أو ابتلاء في أمرٍ مُعَيَّن، فالصبر، مع الرضا عن الله، مع الالتجاء إلى الله، مع الدعاء، مع الأخذ بالأسباب، كما أمر الله، وأذن الله، وهيأ الله؛ لأن هذا شيءٌ في إطار تدبير الله سبحانه وتعالى.
- ايضاً يوضح لنا السيد عبدالملك حالة المرض باعتبارها من الحالات التي ينبغي أن تُذَكِّره بافتقاره إلى الله، وحاجته إلى الله سبحانه وتعالى، وقدم لنا نموذج عظيم في الصبر وهو نبي الله ايوب عليه السلام . . هكذا تحدث الدكتور نضال .
حياة الإنسان ابتداءً بيد الله سبحانه وتعالى، هو الذي خلقك وأحياك، ما بعد ذلك أيضاً موتك، ثم حياتك في الآخرة بيد الله سبحانه وتعالى.
من أهم ما يكون مؤثِّراً على الناس، وهاجساً كبيراً لديهم هو: مسألة الرزق والأجل، وهذا بيد الله سبحانه وتعالى، ليس إلى الناس.
حياتك ورزقك بيد الله جل شأنه، أجلك بيد الله سبحانه وتعالى ليس إلى الناس؛ ولهـذا ينبغي أن يكون الإنسان مُنْشَدّاً إلى الله سبحانه وتعالى، متوجهاً إليه بالعبادة، بالطاعة.
- يوضح لنا السيد عبدالملك اهمية ان يدرك الانسان ان مسألة الرزق والاجل بيد الله لهذا عليه ان يكون منشداً لله سبحانه وتعالى بالعبادة والطاعة . . هكذا تحدث الدكتور احمد .
الموت والحياة، كلاهما قادمٌ، آتٍ بالنسبة للإنسان، كل الناس يموتون، {إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ}
الكل سيموت، والإنسان سيموت، وموته بيد الله، أجله بيد الله، ولا يمكن للإنسان أن يمتنع من ذلك، أي إنسانٍ كان، كبيراً، صغيراً، زعيماً، رئيساً، ملكاً، تاجراً..أياً كان.
الموت هو بداية الرجوع إلى الله سبحانه وتعالى، مُقَدِّمة لمستقبل الإنسان في الآخرة، وهذه هي النقطة المهمة، هو في إطار مصير الإنسان إلى الله
الموت من جانب هو نعمة من نعم الله سبحانه وتعالى؛ لأن الإنسان كلما طال عمره يهرم، ويَضْعُف، ويعجز، ويتعب، ويتحول كل شيءٍ في الحياة إلى شاقٍ عليه.
إذا طال عمر الإنسان كثيراً، يصل به الحال إلى أن يفقد قدرته الذهنية في التركيز، والحفظ، والمعرفة، فلا يستطيع أن يحافظ على المعلومات، {لِكَيْ لَا يَعْلَمَ بَعْدَ عِلْمٍ شَيْئًا} [النحل:70].
كلما طال عمر الإنسان؛ كلما عانى أكثر، كذلك ما يواجهه الإنسان من أعباء الحياة، من همومها، من مشاكلها، من ظروفها المتنوعة والمتقلبة.
الموت هو من ناحية راحةٌ للإنسان، يعني: يَتَعَمَّر فترة مُعَيَّنة ما دامت الحياة خيراً له، ثم يأتي الموت فيستريح؛ عندما يكون مؤمناً، مُتَّجِهاً اتِّجاهاً صالحاً، هذا يفيده أيضاً.
{وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ} [الأنعام:18]، لا أحد يستطيع أن يمنع عن نفسه الموت، أياً كان، لا بشكلٍ شخصي، ولا بشكلٍ جماعي."
لا تستطيع أي دولة، أو زعيم، أو قائد، أو ثريٌّ أن يمنع عن نفسه الموت، فالموت هو من مظاهر قهر الله فوق عباده.
الموت- كذلك- ينتقل جيل؛ يُتِيح المجال للجيل الذي يليه، في الاستخلاف في الأرض، في الإبداع، في الحركة في الحياة، في تَحَمُّل المسؤوليات.
الموت جزءٌ من تدبير الله الحكيم في الحياة، يهيئ الفرصة للأجيال القادمة لتستلم دورها في عمارة الأرض.
بعد الموت حياة (الحياة في الآخرة)؛ ولـذلك فأنت مُتَّجهٌ إلى الله سبحانه وتعالى للحساب والجزاء في عالم الآخرة.
- انتهت المحاضرة والجميع تظهر على وجوههم ملامح الرضا والاعجاب بما قدمه السيد القائد عن الموت كحالة ايجابية شرحها بطريقة تربوية بديعة .