الولادات السوريّة... دمشق اقترحت وبيروت رفضت
تاريخ النشر: 18th, November 2023 GMT
كتب ميشال نصر في "الديار": بعيدا عن سيناريوهات وافلام الادوار السياسية والامنية التي يمكن للنازحين السوريين ان يؤدوها، والتي تذكر كثيرا بما حصل ابان اللجوء الفلسطيني الى لبنان، والذي بات مسالة توطين بهدف التغيير الديموغرافي في البلد، ورسم توازن اسلامي – اسلامي، فان جزءا كبيرا من الملف الشائك يعود الى اشكالايات يفرضها القانون الدولي، وفي مقدمتها عدم قيد الولادات.
مصادر مواكبة للملف اشارت الى ان ازمة النزوح تتخطى بكثير مسالة تسليم "داتا" النازحين السوريين، اولا ،لان الاعداد الموجودة غي مطابقة فعليا لتلك الموجودة على الارض، وهو امر تسبب في الهوة القائمة في توزيع المساعدات الدولية، والتي تكلفت الدولة اللبنانية بطريقة غير مباشرة كلفة الفارق، والثاني، ان اعداد الولادات والتي تخطت عشرات الآلاف منذ عام 2014، وهي ولادات غير مسجلة تعتبر المشكلة الكبرى والابرز.
وتتابع المصادر ان عملية عدم قيد الولادات، بموجب القانون الدولي، تجعل من هؤلاء لاحقا من اصحاب الحق في الحصول على الجنسية اللبنانية، وعدم الزامية قيدهم كسوريين، وبالتالي ما يعتبر توطينا مبطنا، اضف الى ذلك امكانية تامين الحجج القانونية لاهلهم للبقاء في لبنان، من خلال اكثر من طريقة ، من لم شمل الى غيره.
وتشير المصادر ان المصيبة الاكبر تبقى، بانه بامكان اي شخص الادعاء بان طفله ولد في لبنان، في وقت قد يكون ولد في سوريا، في ظل عدم وجود آلية للتسجيل، ما سيتسبب بمضلة اجتماعية كبيرة لا قدرة للبنان على تحملها مستقبلا، وهي مشروع انفجار اجتماعي سيقود الى تفجير الصيغة والكيان اللبنانيين.
وتؤكد المصادر على هذا الصعيد ان الاجهزة الامنية، على اختلافها، وفي مقدمتها مديرية المخابرات في الجيش اللبناني، قد نجحت في تشكيل "داتا" ضخمة امنية-اجتماعية حول مخيمات اللاجئين السوريين والموجودون فيها، الا ان المعضلة بقيت في ان اعدادا لا باس بها تتوزع خارج المخيمات، وبالتالي يتطلب ذلك تعاونا كبيرا مع المجتمعات المحلية ومؤسساتها.
اوساط دبلوماسية سورية، كشفت ان دمشق عرضت ردا على المخاوف اللبنانية، في هذا الخصوص، عرضت على الحكومة اللبنانية،ان تفتح في السفارة سجلا للولادات السورية، بموجب مستندات رسمية صادرة عن الدولة اللبنانية، الا ان الحكومة اللبنانية لم تبدي اي اهتمام وتغاضت عن الطرح، كذلك فان الجهات الدولية عرضت على وزارة الداخلية اللبنانية بدورها، فتح سجل خاص غير رسمي بهذه الولادات، الا ان الاخيرة رفضت متذرعة بمواد قانونية.
المصدر: لبنان ٢٤
إقرأ أيضاً:
وفد لبناني رسمي إلى سوريا غدا لبحث 3 ملفات
لبنان – في ظل التوترات الأمنية التي شهدتها الحدود اللبنانية السورية في الآونة الأخيرة، تتجه الأنظار إلى الجهود الدبلوماسية والأمنية المبذولة لضبط الأوضاع وتعزيز التعاون بين بيروت ودمشق.
وفي هذا السياق، يعتزم وفد أمني لبناني رفيع المستوى التوجه إلى سوريا يوم غد الأربعاء، لبحث الملفات الأمنية المشتركة، وفي مقدمتها مكافحة التهريب، ضبط المعابر غير الشرعية، وترسيم الحدود بين البلدين.
تأتي هذه التحركات بعد لقاء جمع رئيس الجمهورية اللبنانية جوزيف عون ونظيره السوري أحمد الشرع في القاهرة، حيث اتفقا على أهمية معالجة القضايا الحدودية لتعزيز الاستقرار.
لكن قبل أن ينطلق هذا المسار، اشتعلت مواجهات في بلدة حوش السيد علي الحدودية كادت تتطور إلى ما هو أخطر.
هذه التطورات سرعت في عملية التواصل اللبناني السوري، بحسب مصادر سياسية مطلعة لـ”المركزية”، بحيث تنطلق غدا.
وذكرت المصادر أن الملف الحدودي متشعب وله جوانب عدة يفترض أن تتم مناقشتها ومعالجتها. أولا، سيكون الوضع في منطقة الهرمل تحت المجهر لأنه طارئ وملح، حيث سيتم تثبيت الاتفاق الذي تم التوصل إليه بين وزيري الدفاع، وتعزيزه بتفاهم على ضرورة معالجة أي خروقات عبر القنوات الرسمية من خلال تواصل سريع بين الدولتين. كما سيتم التطرق أيضا إلى مسألة ضبط المعابر غير الشرعية واقفالها باحكام.
الملف الثالث، ترسيم الحدود المشتركة بشكل واضح ونهائي بما يساهم في حمايتها وتعزيز الأمن والاستقرار على طولها. وسيشمل هذا المسار ربما في مرحلة لاحقة، قضية مزارع شبعا أيضا، للانتهاء منها وإثبات لبنانيتها بتعاون من سوريا، تمهيدا لتحريرها.
وقالت المصادر إن هذه العملية قد تستغرق وقتا، ولن يتم إنجازها بين ليلة وضحاها، لكن الأهم أنها انطلقت بعد سنوات من التجاهل الرسمي.
المصدر: “المركزية”