القرى المسيحيّة الحدوديّة منسيّة وخطة مساعدات شاملة ستنفذ لدعم صمودها
تاريخ النشر: 18th, November 2023 GMT
كتبت صونيا رزق في "الديار": رميش، ابل، عين ابل، عيتا الشعب، رامية، مارون الراس، عيترون، القوزح، القليعة، برج الملوك، جديدة مرجعيون، دير ميماس، راشيا الفخار، وكوكبا... هي قرى حدودية مسيحية صامدة كغيرها من البلدات الجنوبية، وهي بالطبع لا تهوى الحرب، بل تؤمن بالحياة والسلام وراحة البال، لكن وبسبب الاعتداءات والقصف الاسرائيلي اليومي عليها، نزح اغلبية سكانها كما البلدات الجنوبية، خصوصاً العائلات التي تحوي اطفالاً، لإبعادهم عن سماع اصوات الطيران والقنابل الفوسفورية ورؤية الضحايا والجرحى، وهذا المشهد لم يقتصر على المناطق الحدودية فقط، بل شمل أبعد منها على الخط الجنوبي، اذ وصل في بعض الاحيان الى الزهراني والنبطية.
كما انّ البعض بقي في ارضه ولم ينزح الى بيروت والمناطق الآمنة، على الرغم من الظروف الخطرة التي تخيّم عليه، من دون ان يلقى الدعم المطلوب من الدولة الغائبة كليّاً عن ابنائها في تلك المناطق، الامر الذي أوجد عتباً ولوماً لدى الاهالي، الذي تحدث بعضهم لـ" الديار" ، خصوصاً بعض سكان عين إبل والجوار، الذين أكدوا انّ الدولة تناستهم كلياً، كذلك خطة المساندة من قبل الكنيسة التي كانت غائبة، الى ان تلقوا مساعدات مالية منها، لكن الحاجة ملحّة في هذه الظروف والاوضاع الصعبة، لانّ الخطر يطوقهم والاعمال متوقفة، فلا انتاج ولا عمل ولا مدارس، والوضع ينذر بالاسوأ يوماً بعد يوم، وهنالك خطر كبير من دخول مناطقنا بالحرب الواسعة .
يشير مدير المركز الكاثوليكي للاعلام المونسنيور عبدو ابو كسم لـ" الديار" الى انّ الكنيسة تقف الى جانب رعاياها في القرى الحدودية، وتتفهّم مصاعبهم في هذه المرحلة، وتشدّد على بقائهم في ارضهم وتجذرهم فيها، وتعمل على تقديم المساعدات لهم، ومنذ فترة وجيزة تفقد السفير البابوي باولو بورجيا تلك المناطق، وقدّم المساعدات وتضمّنت المواد الغذائية والادوية، كما تقوم الكنيسة بحملات رعوية تضامنية، إضافة الى زيارات تفقدية يقوم بها راعي ابرشية صور المطران شربل عبدالله والآباء في المنطقة، حيث يجولون ويستمعون الى مطالب الاهالي. وقال: "اليوم نحن بصدد التحضير لخطة مساعدات تشمل المواد الغذائية والادوية والمازوت، والتقديمات المالية للمساهمة في الاقساط المدرسية، لكن لا بدّ من الاشارة الى انّ الكنيسة لا يمكن ان تقوم مكان الدولة، وبالتأكيد لا تنسى رعاياها، وخطة المساعدات هذه ستظهر قريباً.
المصدر: لبنان ٢٤
إقرأ أيضاً:
دبلوماسي تركي: مستعدون لدعم العملية السياسية في السودان
أكد الممثل الدائم لتركيا لدى الأمم المتحدة أحمد يلدز، أن أنقرة مستعدة لدعم العملية السياسية في السودان، ودعا المجتمع الدولي لتعزيز جهوده في مجال الوساطة إلى جانب المساعدات الإنسانية لهذا البلد، جاء ذلك في جلسة رفيعة المستوى عقدت بمجلس الأمن الدولي برئاسة وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن لمناقشة التطورات في السودان.
وفي كلمته خلال الجلسة، أشار يلدز إلى أن الصراع في السودان، الذي دخل عامه الثاني، قد تحول إلى كارثة إنسانية.
وأوضح يلدز أن "أكثر من 11 مليون شخص في السودان اضطروا للنزوح، وأن مئات الآلاف فقدوا حياتهم".
وقال: "الصراع تسبب في تدمير مرافق البنية التحتية الحيوية، بما في ذلك المرافق الصحية. وتشعر تركيا بقلق بالغ إزاء استمرار الأزمة الإنسانية والصراع".
وتابع "باعتبارها تتمتع بعلاقات طويلة وعميقة مع السودان وشعبه، تولي تركيا أهمية كبيرة لوحدة السودان وسلامة أراضيه وسيادته واستقلاله عن أي تدخلات خارجية".
**تركيا تواصل تقديم المساعدات الإنسانية
وأشار يلدز أن تركيا تدعم جميع الجهود التي يبذلها المجتمع الدولي لتخفيف معاناة الشعب السوداني وزيادة المساعدات الإنسانية.
وفي هذا السياق، أشار يلدز إلى أن تركيا تواصل تقديم المساعدات الإنسانية للشعب السوداني، لافتاً إلى أن ثلاث سفن مساعدات تركية وصلت مؤخراً إلى ميناء السودان، محملة بـ 8 آلاف طن من المواد الإغاثية.
وأضاف يلدز أن مستشفى نيالا السوداني التركي للتعليم والبحث العلمي يواصل تقديم خدماته رغم الظروف الصعبة التي يواجهها.
ولفت يلدز إلى أن مواصلة السفارة التركية في السودان عملها من مدينة بورتسودان الساحلية، دليل واضح على التزام أنقرة بالوقوف إلى جانب حكومة وشعب السودان.
وأوضح أنّ أمن واستقرار ورفاهية القارة الإفريقية أصبحت أكثر هشاشة بسبب التأثيرات الأزمات العالمية.
ودعا إلى إيجاد حلول دائمة من خلال معالجة الأسباب الداخلية والخارجية بشكل صحيح.
وأكد السفير يلدز على ضرورة وقف النزاع في السودان بشكل فوري.
وصرّح يلدز بأن تركيا تعتقد أن العناصر الواردة في إعلان جدة تشكل مرجعًا أساسيًا لإنهاء هذا النزاع.
وتحت رعاية السعودية والولايات المتحدة استضافت مدينة جدة غربي المملكة محادثات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في 11 مايو/ أيار عام 2023.
وتوصل الطرفان إلى "إعلان جدة"، وينص على التزامهما بـ"الامتناع عن أي هجوم عسكري قد يسبب أضرارا للمدنيين"، و"التأكيد على حماية المدنيين"، و"احترام القانون الإنساني والدولي لحقوق الإنسان".
ولفت يلدز إلى أن تركيا تربطها علاقات قائمة على الثقة المتبادلة مع الدول الإفريقية.
وذكر أن الرئيس رجب طيب أردوغان أبلغ رئيس مجلس السيادة الانتقالي السوداني عبد الفتاح البرهان أن تركيا عازمة وجاهزة للقيام بدورها في المشاركة بعمليات سياسية من أجل استقرار السودان. .
وجدد يلدز دعوته للطرفين في السودان لضبط النفس لمنع أي أضرار تلحق المدنيين، داعيًا المجتمع الدولي إلى تكثيف جهوده ليس فقط بمجال المساعدات الإنسانية فحسب بل من أجل مواجهة التحديات السياسية
واختتم السفير حديثه قائلاً: "يستحق الشعب السوداني أن يتم إنقاذه من دوامة العنف والموت (...) تؤكد تركيا مرة أخرى دعمها القوي للشعب السوداني، وتدعو المجتمع الدولي إلى تعزيز جهوده في مجال الوساطة السياسية إلى جانب المساعدات الإنسانية".
ومنذ منتصف أبريل/ نيسان 2023، يخوض الجيش السوداني وقوات الدعم السريع حربا خلّفت أكثر من 20 ألف قتيل وما يزيد على 14 مليون نازح ولاجئ، وفق تقديرات الأمم المتحدة والسلطات المحلية.
وتتصاعد دعوات أممية ودولية لإنهاء الحرب بما يجنب السودان كارثة إنسانية بدأت تدفع ملايين إلى المجاعة والموت جراء نقص الغذاء بسبب القتال الذي امتد إلى 13 ولاية من أصل 18.
نيويورك/الأناضول