الحلّ الشامل أو المواجهة الشاملة
تاريخ النشر: 18th, November 2023 GMT
بكلمة واحدة نقول كفى .. يجب التدخل اليوم قبل الغد لوقف المقتلة الجارية على يد الزمرة الفاشية المجرمة لحكومة الاحتلال. يجب وقف اسرائيل عند حدها. يجب على الدول العربية ان تعلن نتنياهو واركان حكومته مجرمي حرب وانهم سيتدخلون بأي طريقة ضرورية لمنع استمرار الابادة الجماعية الجارية للشعب الفلسطيني كما ستفعل اي دول مجاورة لمكان ترتكب فيه ابادة جماعية.
القمة العربية اخذت قرارا (رقم 3) بكسر الحصار على غزة. لاحظوا .. ليس طلب «السماح» بمرور المساعدات بل كسر الحصار والبند التالي مباشرة (رقم 4 ) دعم مصر للقيام بما يلزم لمساعدة الشعب الفلسطيني وهذين البندين معا يعنيان شيئا محددا هو تدخل مصر مباشرة والدول العربية خلفها لكسر الحصار. اذن لننفذ القرار. وكما هو معلوم ليس هناك قوات ولا حواجز اسرائيلية على الحدود بين القطاع ومصر. والشاحنات يتم ارسالها من معبر رفح الى المعبر الاسرائيلي الوحيد على الزاوية الجنوبية الشرقيىة للتفتيش ثم تعود الى معبر رفح للدخول للقطاع. والآن يجب التوقف عن هذا الانصياع الذليل وان تباشر مصر ادخال القوافل مباشرة واذ لزم الأمر بحماية مسلحة. وليتحمل الاحتلال المجرم مسؤولية اي مواجهة تنجم عن ذلك وهذا يؤدي الى تفعيل اتفاقية الدفاع العربي المشترك. كل الدول العربية هي طرف في اي مواجهة يفرضها الاحتلال. والغرب المنافق الذي بدأ يتحرج من استمرار الجريمة ولا يتجرأ بعد على طلب وقف الحرب سيتحرك عندما تظهر جديّة العرب وان الكيل قد فاض وان حربا اقليمية ستنشب اذا لم يتم التدخل فورا لوقف اسرائيل عند حدها.
ليس معقولا ان نستمر بموقف المتفرج العاجز على نكبة ثانية للشعب الفلسطيني! ان نتخاذل عن استخدام كل اوراق الضغط الممكنة والمتوفرة. ليس معقولا ان ترضى القيادات العربية بهذه الوصمة في عيون شعوبها فليس هناك خطر اعظم من هذه الوصمة التي تفوق وصمة النكبة التي زلزلت المنطقة. ونشير على سبيل المثال وبصراحة الى دول عربية كان التطبيع معها الجائزة الكبرى والاختراق التاريخي الذي حققه وتباهى به مجرم الحرب القذر نتنياهو. فهل أقل من اعادته الى نقطة الصفر وسلبه سلفا النصر الذي يسعى للعودة به لانقاذ نفسه من السقوط الذي ينتظره.
الرأي العام العالمي يقف مع الفلسطينيين بصورة لم يسبق لها مثيل. وقد اصبحت اكاذيب العدو السخيفة مكشوفة وموضع تندر وسائل التواصل وهي تحاول بيأس تقديم براهين ملفقة على الادعاءات التي برر بها العدو جرائم الحرب والاعمال الوحشية التي لا يطيقها ضمير. أي إجراءات لوقف جرائم الحرب والابادة الجماعية ستحظى بالتقدير والتأييد وسيكون معنا العالم الاسلامي وكل احرار العالم وقد رأينا مظاهرات مليونية في العواصم وقد بادر قادة شجعان لعدة دول بطرد سفراء دولة الاحتلال. وقادة الدول الغربية اليوم هم في الحضيض اخلاقيا ولا يكادون يجدون ورقة التوت لتغطية عورتهم. وقد عادوا للأعتراف بأنهم تغيبوا طويلا وبضرورة العودة لحل الدولتين ولسان حالهم يقرّ بالحقيقة كما اختصرها وزير خارجيتنا بعبارة واحدة .. حماس لم تخلق الصراع بل الصراع هو الذي خلق حماس. لكن هذا الموقف الاوروبي سيكون عابرا اذا حقق الاحتلال النصر الذي يريد. واذا لم تظهر وقفة عربية تضعهم وكل العالم امام أحد مسارين لهذه الحرب الاجرامية على الشعب الفلسطيني .. اما العودة الى حل سياسي شامل أو الذهاب الى مواجهة شاملة.
(الدستور الأردنية)
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه الفلسطيني غزة الاردن فلسطين غزة طوفان الاقصي مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة مقالات سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة
إقرأ أيضاً:
اعتراف إسرائيلي: العمليات في الضفة تتصاعد أمام فشل الجيش بإيقافها
ما زالت عملية المقاومة في مستوطنة كدوميم بالضفة الغربية تترك آثارها على أمن الاحتلال، مما دفع قادته لتقديم مقترحات دموية أهمها ما طالب به وزير المالية والوزير بوزارة الحرب بيتسلئيل سموتريتش بتحويل التعامل مع نابلس وجنين إلى ما يتم العمل به في غزة.
نحاما دوك الكاتب في صحيفة إسرائيل اليوم، أكد أن "بنيامين نتنياهو سيكون راضياً حقاً لو كانت كل أراضي الضفة الغربية وقطاع غزة، خالية من التجمعات السكانية العربية دون أن يضطر الاحتلال لبذل الكثير من الجهد، وهذا هو الموقف الذي يتبناه بعض وزرائه، وكثيرون من أنصارهم، وازدادت شهيتهم بعد تدمير أجزاء كبيرة من قطاع غزة، ومحو قرى بأكملها في جنوب لبنان".
وأضاف في مقال ترجمته "عربي21" أنه "من خلال تجربة سموتريتش في وزارة الحرب، ونظراً للوضع الذي تستمر فيه عمليات إطلاق الصواريخ على مستوطنات الاحتلال، حتى بعد تدمير أجزاء كبيرة من غزة، فقد كان ينبغي له أن يفهم أن هذا ليس هو الحل، مع العلم أنه في 2014، أعلنت ميري ريغيف وزيرة المواصلات المقربة من نتنياهو، بشكل لا لبس فيه، أنها لا تعتقد إمكانية الإطاحة بحماس أو حزب الله، واليوم مرّت عشر سنوات، والمزيد من الجولات العسكرية، والمزيد من الخسائر من الجانب الإسرائيلي، وما زلنا لم نتمكن من هزيمة حماس أو حزب الله".
وأشارت إلى أن "حماس وحزب الله تراجعا تكتيكيا، لكنهم سرعان ما سيعودون للهجوم علينا، ولذلك يجب على الوزراء أن يعودوا ويشاهدوا شريط الفيديو الخاص بالفتاة المخطوفة "ليري إلباغ"، التي ظلّت في الأسر القاسي لدى حماس لأكثر من 460 يوماً، وما أحاط بها من يأس وخوف وخيبة أمل من الدولة، وهو ما وجد ترجمته في أن تعيش الدولة بأكملها في حالة من الصدمة".
ونقل نتائج دراسة شاملة أجراها المركز الأكاديمي روبين، أنه "بعد مرور عام وربع على هجوم حماس في السابع من أكتوبر، يواجه الإسرائيليون صعوبات نفسية كبيرة، وأكد 82 بالمئة منهم قلقهم بشأن حالة الدولة، وأكثر من 50 بالمئة أفادوا بقلّة النوم، وأكثر من 25 بالمئة لديهم أفكار انتحارية، ويعاني 29 بالمئة منهم من شعور بالاكتئاب، ويعاني 25 بالمئة من المشاركين من القلق، ويعاني 50 بالمئة من انخفاض في القدرة على التركيز، وزيادة في الصداع، وآلام المعدة أو الظهر، والإغماء، وضيق التنفس، وسرعة ضربات القلب".
وأشار أن "الدراسة لم تفحص الاستطلاع فقط للمواقف الشخصية، بل المواقف القومية، حيث أعرب 86 بالمئة عن شعورهم بالقلق إزاء الانقسام في المجتمع، و84 بالمئة يشعرون بالقلق إزاء الوضع الأمني، و67 بالمئة يشعرون بالقلق إزاء العمليات التي من شأنها أن تؤدي للإضرار بالنظام السياسي، و25 بالمئة يفكرون أو فكروا في الماضي بمغادرة الدولة".
وأوضح أن "جميع استطلاعات الرأي الإسرائيلية تشير لانخفاض في المشاعر العامة مقارنة بالأشهر القليلة الأولى من الحرب، لكن من الواضح أنهم يتعاملون مع مستوى أعلى من القلق مقارنة بدول أخرى في العالم، بعبارة أخرى فإن الإسرائيليين جميعا في حالة صدمة، وبالتالي فإن تدمير نابلس وجنين ليس الحلّ، ولذلك فإن الخطوة الأولى للحل هي إعادة جميع المختطفين، حينها فقط ستبدأ عملية تعافي الدولة، وسيفهمون أن الحل في التحدث، ومحاولة الوصول للتفاهم، فما يبدو مستحيلا اليوم قد يكون الحل الوحيد في المستقبل".
وأوضح ان "عملية كدوميم كشفت أن جيش الاحتلال عالق في حيرة من أمره، لأنها أثبتت أن مفاهيمه القديمة وأنماط عمله التقليدية غير كافية، ويعاني من اضطراب في توزيع الاستماع والتركيز، فيما أكدت العملية أن الضفة الغربية تضم خلايا جهادية من أذرع حماس وفتح ومنظمات أخرى، كما تم اختراق حدود الأردن من خلال تدفق أسلحة متطورة وخطيرة، فيما يتجمع المسلحون الملثمون في وضح النهار في شوارع طوباس ونابلس وطولكرم وجنين، يهتفون بشعارات القتل ضد الاحتلال، ويطلقون النار بلا انقطاع".
وأضاف في مقال نشرته صحيفة إسرائيل اليوم، وترجمته "عربي21" أن "القيادة الوسطى للجيش اكتفت بإخلاء المستوطنين من أماكن عمليات المقاومة، بدلاً من استثمار 100 بالمئة من الجهد في محاربتها، ورغم معاناة المستوطنين من إلقاء الحجارة والصواريخ وإطلاق النار والعبوات الناسفة، لكن الجيش لا يحني رأسه خجلاً من فشله في حمايتهم، دون اتخاذ الجهود والتدابير اللازمة لحماية أرواحهم، وقد باتوا أهدافاً للعبة "الروليت" الروسي".