كيف يؤثر غضب العرب والمسلمين بأمريكا من بايدن على حظوظه بالانتخابات؟
تاريخ النشر: 18th, November 2023 GMT
يتزايد غضب العرب والمسلمين في أمريكا تجاه إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن بسبب الدعم المطلق للاحتلال الإسرائيلي في حربه على غزة مع زيادة الدعم العسكري، ورفضها الدعوة لوقف إطلاق النار، وهو ما طرح تساؤلات عن تأثير ذلك على فرص فوز بايدن بولاية ثانية؛ نظرا لوجود أعداد كبيرة من الناخبين المسلمين في ولايات حاسمة مثل ميتشيغان.
وفي هذا السياق، نظم مسلمون تجمعا أمام المقر الفيدرالي في ديترويت بولاية ميتشيغان، في 9 تشرين الثاني/ نوفمبر، أعلنوا فيه التخلي عن التصويت لبايدن، بسبب دعمه "الإبادة الجماعية" ضد الفلسطينيين، علما أن غالبية المسلمين يصوتون للحزب الديمقراطي عادة. وقد تم إطلاق حملة التخلي عن بايدن (AbandonBiden#)، للترويج لعدم التصويت له مجددا.
وفاز بايدن في ولاية ميتشيغان التي تقطنها نسبة كبيرة من المسلمين في الانتخابات الأخيرة بفارق 154 ألف صوت فقط، ما ساعده على الفوز بالرئاسة، علما أن هناك نحو 200 ألف ناخب مسلم في الولاية، إضافة إلى نحو 300 ألف ناخب من أصول شرق أوسطية وشمال أفريقية.
وبشكل عام صوت 64 في المئة من المسلمين لبايدن في الانتخابات الأخيرة (2020)، مقابل 35 في المئة للرئيس السابق دونالد ترامب. لكن في الدوائر التي يشكل العرب أغلبية فيها في ولاية ميتشيغان، حصل بايدن على نحو 70 في المئة من الأصوات.
وتمثل ولاية ميتشيغان مركز تجمع رئيس للعرب في أمريكا، وقد بدأ وصول العرب، من مسلمين ومسيحيين، تاريخيا إلى الولاية منذ القرن التاسع عشر.
وفي إحدى الكلمات التي ألقيت في التجمع، قال الإمام عمران صالح إن "جو النعسان قاتل، وهذه إبادة جماعية وتطهير عرقي، ويداه ملطختان بالدم". ووصف "جو النعسان" أطلقه ترامب على منافسه بايدن.
وقال الإمام داود وليد، من منظمة كير، خلال التجمع تعليقا على حديث الإدارة الأمريكية عن سعيها لزيادة المساعدات التي تدخل إلى غزة، ووقف إطلاق النار لفترات قصير: "أعطوا الفلسطينيين بعض الخبز والماء، ثم أعطوا الإسرائيليين الضوء الأخضر لقتل المدنيين".
وقالت الناشطة منى مواري في كلمة لها خلال التجمع: "لن تصوت للذين يدعمون الإبادة الجماعية".
وهذا التجمع هو أوضح رسالة من المجتمعات العربية والمسلمة في الولايات المتحدة تجاه بايدن، بعد مظاهرات حاشدة في مختلف المدن الأمريكية؛ مؤيدة للفلسطينيين ورافضة للدعم الأمريكي لإسرائيل.
ويتهم المتظاهرون بدعم الإبادة الجماعية، وفي أحد الهتافات خلال مظاهرة سابقة في ديترويت، ردد المتظاهرون: بايدن بايدن لا تختبئ.. نحن نتهمك بالإبادة الجماعية".
من جهتها، قالت شبكة "إن بي آر" الإذاعية الأمريكية إن دعم العرب والمسلمين لبايدن في الانتخابات المقررة العام القدم بات الآن موضع شك.
وفي إحدى المظاهرات، قال زعيم الأغلبية في مجلس النواب في الولاية، إبراهيم عيّاش، إن "الدعم الأمريكي لإسرائيل يمثل تجاهلا لأرواح الفلسطينيين، وبطريقة تتعارض بشكل مباشر مع المبادئ الأساسية" لأمريكا، مضيفا: "أمريكا التي قدمت للعالم أن كل الرجال والنساء خُلقوا متساويين.. لكن بطريقة ما نجد أن هناك مليارات الدولارات لنزع الإنسانية عن الفلسطينيين".
وتنقل الشبكة عن الناشط ناصر بيضون الذي كان قد تحول من الحزب الجمهوري إلى الحزب الديمقراطي ودعم بايدن في 2020، وهو كان يستعد لخوض الانتخابات لمجلس شيوخ الولاية عن الحزب الديمقراطي، أنه الآن لن يفعل ذلك. وهو يقول إنه يشعر أن بايدن والديمقراطيين قد خيبوا أمل العرب الأمريكيين، وهذا ما قد يكون له ثمن سياسي.
ويتساءل بيضون: "أين الإنسانية؟.. هل هو صهيوني إلى الحد الذي يجعله لا يهتم بأروح الفلسطينيين؟".
ويرى بيضون أن بايدن "خسر دائرة انتخابية صوتت له بكثافة في ميتشيغان"، ويضيف: "إذا كان يسعى لإعادة انتخابه فهو يحتاج ميتشيغان، والآن هو لا يحوزها، ولا أعتقد أنه سيتعافى من ذلك أبدا".
وتقول "إن بي آر" إن دعوات صدرت من قادة في المجتمعات المسلمة بعدم التصويت لبايدن في الانتخابات القادمة بسبب الدعم المطلق لإسرائيل.
وتقول نازيتا لاجيفاردي، الباحثة في العلوم السياسية بجامعة ولاية ميتشيغان وتهتم بدراسة توجهات المسلمين في الولايات المتحدة، إن العرب والمسلمين الأمريكيين يرون أن بايدن هو المشكلة وأن يداه ملطختان بالدماء، وأن الرسالة التي تنتشر بينهم هي أن "الطريقة للتخلص من هذه الوحشية هي بالتصويت ضده".
وبحسب لاجيفاردي، فإن استطلاعات الرأي التي تجريها بين قادة المجتمع المسلم والمساجد تظهر تصاعدا سريعا في الاختلاف مع إدارة بايدن منذ بداية الحرب، فيما تتزايد نسبة الذي يعتقدون أنه لم يعد مجديا التصويت لأي من الحزبين الديمقراطي أو الجمهوري.
وتشير لاجيفاردي إلى أسئلة يطرحها المسلمون الأمريكيون عن طريقة تمثيلهم أو ما إذا كان الديمقراطيون يهتمون فعلا بمصالحهم، في حين أن القناعة الرائجة الآن هي أن "عدم التصويت للديمقراطيين في 2024 لن يكون مكلفا كما يفترض البعض بالنسبة للمسلمين".
لكن عياش يحاول استخدام خبرته التي كوّنها من خلال العمل في حملة الرئيس الأسبق باراك أوباما عام 2008، لدفع بايدن للتحرك، ويسعى لتشجيع العرب الأمريكيين على فعل الشيء نفسه.
ويخاطب الجمهور خلال تظاهرة: "نحن نمتلك قوة سياسية"، مضيفا: "نحن نملك القدرة على التأثير على الانتخابات".
كما توجه بالحديث إلى بايدن والديمقراطيين قائلا: "إذا كنتم لن تأخذوا هذا بعين الاعتبار، وأنكم ببساطة ستكررون نفس العبارات بينما سياساتكم تبقي العنف والأذى، فإننا لن ندعم ذلك".
وكان المجلس الوطني الديمقراطي الإسلامي، الذي يضم زعماء للحزب الديمقراطي من ولايات أمريكية، قد طالبوا بايدن بالعمل على وقف إطلاق النار.
وقال المجلس في رسالة مُعنونة "إنذار لوقف إطلاق النار 2023"، بأن هؤلاء الزعماء سيقومون بتحشيد أصوات المسلمين "لمنع التأييد أو الدعم أو التصويت لأي مرشح يؤيد الهجوم الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني".
وجاء في الرسالة: "لعب دعم إدارتكم غير المشروط، بما يشمل التمويل والتسليح، دورا مهما في مواصلة العنف الذي يسقط ضحايا من المدنيين، كما أدى إلى تآكل ثقة الناخبين الذين وضعوا ثقتهم فيكم من قبل".
وتأسس المجلس على يد النائب أندريه كارسون عن ولاية إنديانا والنائب الأمريكي السابق كيث إليسون، وهو المحامي العام لولاية مينيسوتا وأول عضو مسلم ينتخب في الكونغرس.
أما بايدن فقد التقى مع قيادات من المجتمع المسلم، وتعهد بمواجهة ظاهرة الإسلاموفبيا وتزايد الكراهية ضد المسلمين، دون أن يغير موقفه بشأن الحرب على غزة.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية بايدن غزة المسلمين الانتخابات امريكا غزة انتخابات المسلمين بايدن سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة العرب والمسلمین فی الانتخابات المسلمین فی إطلاق النار بایدن فی
إقرأ أيضاً:
علماء المسلمين: الصمت الدولي على حرب الإبادة ضد الفلسطينيين لم يعد مقبولا
دعا الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين المجتمع الدولي إلى التحرك بشكل عاجل لوضع حد لحرب الإبادة التي تنفذها قوات الاحتلال الإسرائيلي بحق الشعب الفلسطيني منذ السابع من أكتوبر / تشرين الأول من العام الماضي.
وأوضح الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين علي محمد الصلابي في تصريحات خاصة لـ "عربي21"، أن "المجازر التي يرتكبها الاحتلال الصهيوني بحق الشعب الفلسطيني لا يمكنها احتمالها بالنظر إلى وحشيتها وبشاعتها".
وقال: "لقد قارب عدد الشهداء نحو الخمسين ألف شهيد وفاق عدد الجرحى والمصابين المائة ألف، ولم يعد في غزة أي مكان آمن يمكن للفلسطينيين اللجوء إليه، وهو أمر لا يمكن تصديقه في عالم تدعو قواه الرئيسية إلى السلام والاستقرار واحترام حقوق الشعوب في تقرير مصيرها".
وأضاف: "ما لا يمكن تصديقه فعلا أن الشعب الفلسطيني الأعزل المحاصر في قطاع غزة منذ نحو عقدين من الزمن، وهو يواجه حرب إبادة للشهر الخامس عشر على التوالي، هو الآن يواجه جوعا قاتلا بسبب نقص الغذاء، وبردا قاتلا بسبب نقص الغطاء، وهذه جرائم أخرى لا يرتكبها الاحتلال وحلفاؤه ممن يمدونه بالمال والسلاح ويقدمون له الغطاء السياسي والقانوني للاستمرار في هذه الحرب فحسب، وإنما أيضا ترتكبها كل الدول العربية والإسلامية التي تقف عاجزة عن إطعام الفلسطينيين ونجدتهم في هذه الأوقات العصيبة".
وحذّر الصلابي من "أن الاستمرار في هذه الحرب العبثية التي لم تحقق غير الخراب والإبادة ورسخت مظالم أقر بها المجتمع الدولي بحق الفلسطينيين، لا يمكن إلا أن يؤدي إلى مزيد من الفوضى وعدم الاستقرار في المنطقة والعالم".
وقال: "لقد تابع العالم كيف انهار نظام بشار الأسد في ساعات قليلة، وأمسى أثرا بعد عين، بينما لا يزال الشعب الفلسطيني على أرضه يقاوم في مظاهر أقرب إلى الكرامات منها إلى العقل، بالنظر إلى الفارق الكبير بين إمكانيات الاحتلال وأعوانه وبين شعب محاصر لا يملك من أدوات المقاومة غير الإرادة والتمسك بالحق في تقرير المصير.. وانهيار نظام الأسد في سوريا هو مثال لانهيار أنظمة إقليمية أخرى إذا لم تبادر من أجل إنهاء الإبادة بحق الشعب الفلسطيني، وفق سنن الله سبحانه وتعالى في الانتقام ممن له القدرة على حماية الضعفاء ولكنه يتركهم فريسة سهلة للظالمين ".
وأضاف: "لقد كرم الله ابن آدم، وجعل من هدم الكعبة المشرفة أقل شأنا من قتل النفس البشرية، فكيف بنا ونحن نتابع هذا القتل الهمجي لآلاف الأطفال والنساء والرجال الفلسطينيين على مرأى ومسمع العالم كله، حتى لغدا الموت الفلسطيني بالنسبة لنا جزءا من حياتنا اليومية، وهذا أمر خطير للغاية ويناقض كل الشرائع السماوية والقوانين الإنسانية".
وناشد الصلابي قادة العالمين العربي والإسلامي وأحرار العالم إلى تكثيف جهودهم من أجل وضع حد لحرب الإبادة بحق الشعب الفلسطيني، والضغط على العالم من أجل إنصاف الفلسطينيين وتمكينهم من حقهم في تقرير مصيرهم وإقامة دولتهم المستقلة وعاصمتها القدس الشريف، وفق تعبيره.
وأعلنت وزارة الصحة في قطاع غزة، اليوم الخميس، ارتفاع حصيلة حرب الإبادة الإسرائيلية إلى 45 ألفا و399 قتيلا و107 آلاف و940 مصابا، منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023.
وقالت الوزارة، في بيانها الإحصائي اليومي، إن الجيش الإسرائيلي "ارتكب 3 مجازر ضد العائلات في قطاع غزة، وصل منها للمستشفيات 38 شهيدا و137 إصابة خلال الـ24 ساعة الماضية".
وأفادت بـ"ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي إلى 45399 شهيدا و107940 مصابا منذ السابع من أكتوبر للعام 2023".
وأشارت الوزارة إلى وجود عدد من الضحايا تحت ركام المنازل المدمرة وفي الطرقات، لافتة إلى عجز طواقم الدفاع المدني والإسعاف عن الوصول إليهم بسبب الاستهداف الإسرائيلي المتكرر لهم.
وبدعم أمريكي ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر 2023، إبادة جماعية في غزة خلّفت إضافة إلى الشهداء والجرحى، ما يزيد عن 11 ألف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين.
وتواصل إسرائيل مجازرها متجاهلة مذكرتي اعتقال أصدرتهما المحكمة الجنائية الدولية في 21 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، بحق رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع السابق يوآف غالانت، لارتكابهما جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية بحق الفلسطينيين في غزة.
إقرأ أيضا: كاتس من محور صلاح الدين: سنسيطر على غزة أمنيا وعسكريا.. ما مصير الصفقة؟