يسأل الكثير من الناس عن معنى حديث: «مَنْ عَادَى لِي وَلِيًّا فَقَدْ آذَنْتُهُ بِالْحَرْبِ» اجابت دار الافتاء المصرية وقالت في هذا الحديث تحذير من الوقيعة في أولياء الله تعالى ومعاداتهم والخوض في أعراضهم وأنسابهم؛ لأنَّ فيها تعرُّضًا لحرب الله تعالى ومعاداته، ولا طاقة لمخلوق بذلك، وكل امرئٍ حسيبُ نفسِه.

وقد قال الإمام أبو القاسم البكري الصّقلي [ت: 380هـ] في كتابه "الدلالة على الله" (ص: 31، ط. دار الكتب العلمية): [وإن الله عز وجل لَيَنتَقمُ لأوليائِهِ ممَّن آذاهم، ويعاقب مَن لم ينصرهم، فإياي وإياهم إلا بخير؛ فإنهم حِمَى الله في أرضه، وخزيُ الله واقع بمَن آذاهم، وإن الله ليغضبُ لغضبهم ويرضى لرضاهم، وإن الله إذا أراد بقومٍ خيرًا وفقهم للسُّنّة وحبب إليهم أولياءه، وإذا أراد بقومٍ شرًّا أخذهم في طريق البدعة وحبب إليهم أعداءه] اهـ.

وقال الحافظ ابن حجر العسقلاني في "فتح الباري" (10/ 470، ط. دار المعرفة): [فمَن اغتاب وليًّا لله أو عالمًا ليس كمن اغتاب مجهول الحالة مثلًا، وقد قالوا ضابطها: ذكر الشخص بما يكره، وهذا يختلف باختلاف ما يقال فيه، وقد يشتد تأذيه بذلك، وأذى المسلم مُحَرَّمٌ] اهـ.

والأولياء هم أهل القرب من الله تعالى؛ بأصل الوضع اللغوي لكلمة "ولي"؛ فالواو واللام والياء أصلٌ صحيحٌ يدل على القرب والدنو؛ كما قال العلامة ابن فارس في "مقاييس اللغة" (6/ 141، ط. دار الفكر)، ولذلك يُذكَرُ الله تعالى بذكرهم؛ كما جاء في الحديث القدسي: «إِنَّ أَوْلِيَائِي مِنْ عِبَادِي وَأَحِبَّائِي مِنْ خَلْقِي: الَّذِينَ يُذْكَرُونَ بِذِكْرِي، وَأُذْكَرُ بِذِكْرِهِمْ» أخرجه أحمد في "المسند"، وابن أبي الدنيا في "الأولياء"، والحكيم الترمذي في "نوادر الأصول" من حديث عمرو بن الجَمُوح رضي الله عنه.

قال الإمام القُشَيْري [ت: 465هـ] في "الرسالة" (2/ 416، ط. دار المعارف): [الولي له معنيان: إحداهما: فعيل بمعنى مفعول، وهو من يتولى اللهُ سبحانه أمره؛ قال الله تعالى: ﴿وَهُوَ يَتَوَلَّى الصَّالِحِينَ﴾ [الأعراف: 196]؛ فلا يكله إلى نفسه لحظة، بل يتولى الحقُّ سبحانه رعايتَه. والثاني: فعيل مبالغة من الفاعل؛ وهو الذي يتولى عبادة الله تعالى وطاعته فعبادته تجرى على التوالي] اهـ. وممَّا ذُكِر يُعلَم الجواب عن السؤال.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الله تعالى

إقرأ أيضاً:

دعاء الرسول عند الضيق.. ردده الله يشرح الله صدرك

دعاء الرسول عند الضيق ..  يتعرض الكثير من الناس لمشقة وصعوبات فى الحياء ، ولا يجدون ملجئ سوى التوجه إلى الله ليخلصهم من مخاوفهم ويشرح صدورهم ويطمئن قلوبهم.

لذلك سنذكر في السطور التالية دعاء الرسول عند الضيق لترددوه فيشرح الله صدوركم ويفرج همومكم.

دعاء لكشف الهم والغم.. مكتوب ومجربدعاء الفرج وتيسير الأمور.. ردده بيقين وسترى العجبدعاء فك السحر.. كيف تبطل الأذى وتحصن نفسك من شياطين الإنس والجندعاء التحصين .. أقوى كلمات للنبي ضد العين والحسد والسحردعاء الرسول عند الضيق

كان يدعو رسول الله عند الضيق والحزن بـ: "اللهم إني عبدك ابن عبدك ابن أمتك ناصيتي بيدك، ماضِ في حكمك، عدل في قضاؤك، أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك أو أنزلته في كتابك، أو علمته أحدًا من خلقك أو استأثرت به في علم الغيب عندك أن تجعل القرآن ربيع قلبي، ونور صدري وجلاء حزني وذهاب همي".

وعن ابن عباس رضي الله عنه قال كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول عند الكرب « لا إله إلا الله الحليم الكريم سبحان الله رب العرش العظيم سبحان الله رب السموات السبع ورب العرش الكريم ».

اللهم إني أشكو إليك ضعف قوتي، وقلة حيلتي، وهواني على الناس، يا ارحم الراحمين أنت رب المستضعفين، وأنت ربى، إلي من تكلني، إلي غريب يتجهمني؟، أم إلي قريب ملكته أمري، إن لم يكن بك غضب عليا فلا أبالى، ولكن رحمتك هي أوسع لي”.


” اللهم فارج الهم وكاشف الغم مجيب دعوة المضطرين، رحمان الدنيا والأخرة ورحيمهما، أن ترحمني فارحمني رحمة تغني بها عن رحمة من سواك”

وأيضا "اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن، و العجز والكسل والبخل والجبن، وغلبة الدين وقهر الرجال".

وقول النبي صلى الله عليه وسلم حين خرج إلى الطائف «اللهم إليك أشكو ضعف قوتي، وقلة حيلتي، وهواني على الناس، يا أرحم الراحمين، أنت رب المستضعفين، وأنت ربي، إلى من تكلني؟ إلى بعيد يتجهمني؟ أم إلى عدو ملكته أمري؟ إن لم يكن بك عليّ غضب فلا أبالي، ولكن عافيتك هي أوسع لي، أعوذ بنور وجهك الذي أشرقت له الظلمات، وصلح عليه أمر الدنيا والآخرة من أن تنزل بي غضبك، أو يحل عليّ سخطك، لك العُتبى حتى ترضى، ولا حول ولا قوة إلا بك».

معنى حديث اللهم إنى عبدك

معنى قوله صلى الله عليه وسلم "اللهم إني عبدك ابن عبدك ابن أمتك ناصيتي بيدك، ماضِ في حكمك، عدل في قضاؤك، أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك أو أنزلته في كتابك، أو علمته أحدًا من خلقك أو استأثرت به في علم الغيب عندك أن تجعل القرآن ربيع قلبي، ونور صدري وجلاء حزني وذهاب همي".

“اللَّهم إني عبدك ابن عبدك ابن أمتك”: هذا اعتراف العبد بأنه مخلوق ومملوك لله تبارك وتعالى، هو وآباؤه وأمهاته، ابتداءً من أبويه المقربين، وانتهاء إلى آدم وحواء، فالكل عباد للَّه عز وجل، ولا غنى لهم عنه عز وجل طرفة عين، وليس لهم من يلجأون إليه ويعوذون به سواه.

وهذا فيه كمال التذلّل والخضوع والاعتراف بالعبودية للَّه عز وجل.

“ناصيتي بيدك” أي مقدمة رأسي بيد اللَّه تعالى، يتصرف فيها كيف يشاء، ويحكم فيها بما يريد، لا معقب لحكمه، ولا رادّ لقضائه.

“ماض فيَّ حكمك” أي الحكم الديني الشرعي والقدري الكوني، فالحكم الكوني لا يمكن مخالفته، وأما الحكم الشرعي “الأوامر والمنهيات” فقد يخالفه العبد، ويكون متعرضا للعقوبة.

“عدلٌ فيَّ قضاؤك” هذا إقرار من العبد بأن جميع أقضيته الله عليه، من كل الوجوه “صحة وسقم، وغنى وفقر، ولذة وألم، وحياة وموت، وعقوبة وتجاوز، وغير ذلك” عدل لا ظلم فيه بأى وجه من الوجوه.

“أسألك بكل اسم هو لك” أي أتوسل إليك بكل اسم من أسمائك الحسنى، وهذا هو أعظم أنواع التوسّل إلى اللَّه تعالى بالدعاء.

“سمَّيت به نفسك أو أنزلته في كتابك”: أي اخترته لنفسك الذي يليق بكمالك وجلالك، أو أنزلته فى كتبك التى أنزلتها على رسلك.

“أو علمته أحداً من خلقك” من الأنبياء والملائكة، ومنهم محمّد صلى الله عليه وسلم.

“أو استأثرت به في علم الغيب عندك” أي خصصت به نفسك في علم الغيب، فلم يطّلع عليه أحد.

وهذا يدلّ على أن أسماء الله الحسنى تعالى الحسنى غير محصورة في عدد معين، فجعل أسماءه تعالى ثلاثة أقسام:

قسم سمَّى به نفسه، فأظهره لمن شاء من أنبيائه ورسوله، وملائكته أو غيرهم، ولم يُنزله في كتابه.

وقسم أنزله في كتابه، فتعرَّف به إلى عباده.

وقسم استأثر به في علم الغيب عنده لا يطّلع عليه أحد، فتضمّن هذا الدعاء المبارك التوسّل إليه تعالى بأسمائه الحسنى كلّها، ما علم العبد منها، وما لم يعلم.

“أن تجعل القرآن ربيع قلبي”: أي: فرح قلبي وسروره، وخُصَّ ((الربيع)) دون فصول السنة؛ لأن الإنسان يرتاح قلبه في الربيع من الزمان، ويميل إليه ويخرج من الهم والغم، ويحصل له النشاط والابتهاج.

“ونور صدري” أي يشرق في قلبي أنوار المعرفة، فأميّز الحق والباطل.

“وجلاء حزني، وذهاب همّي”: الجلاء هو: الانكشاف، أي انكشاف حزني وهمّي؛ لأن القرآن شفاء، كما قال تعالى: ﴿وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ﴾؛ لأنه كلام اللَّه تعالى الذي ليس كمثله شيء، وأي شيءٍ يقف أمام هذا الكلام العظيم، فالقرآن الذي هو أفضل الذكر، كاشف للحزن، ومُذهب للهمّ لمن يتلوه بالليل والنهار بتدبّر وتفكّر.

مقالات مشابهة

  • عبادة إذا فعلتها يديم الله عليك نعمه.. الإفتاء توضحها
  • حكم الاستمناء باليد وعمل العادة السرية خوفًا من الزنا
  • يتأخر عن عمله نصف ساعة فهل لراتبه تأثير في الشرع الشريف
  • هل السعي لفك السحر حرام؟.. احذر 3 أخطاء يقع فيها الكثيرون
  • حكم قطع صلة الرحم مع الأقارب الذين يكثرون من الإساءة إلي ولأسرتي؟.. الأزهر يجيب
  • دينا أبو الخير تفسر معنى «إن كيدكن عظيم».. فيديو
  • علي جمعة يكشف عن اسم الله الأعظم الذي إذا دعى به أجاب
  • دعاء الرسول عند الضيق.. ردده الله يشرح الله صدرك
  • مجمع البحوث الإسلامية: لا تقل هذه الكلم .. تطردك من رحمة الله
  • من ضاقت به الدنيا ماذا يفعل؟.. الإفتاء: هذا الذكر يفرِج كل ضيق