السفير الرويعي: العدوان على غزة دليل على ضرورة إصلاح مجلس الأمن
تاريخ النشر: 18th, November 2023 GMT
ألقى السفير جمال فارس الرويعي المندوب الدائم لمملكة البحرين لدى الأمم المتحدة في نيويورك، بصفته منسق المجموعة العربية في نيويورك لمسألة إصلاح مجلس الأمن، كلمة المجموعة في جلسة الجمعية العامة للأمم المتحدة بشأن مسألة التمثيل العادل في مجلس الأمن، وزيادة عدد أعضائه، والمسائل الأخرى المتصلة بمجلس الأمن.
وقال المندوب الدائم إنه في ظل ما شهده العالم خلال الأعوام الماضية من عدم قدرة المجلس على الاضطلاع بمسؤولياته في صون الأمن والسلم الدوليين، خاصةً في وقف الحرب والعدوان على غزة وحماية الشعب الفلسطيني في كافة الأرض الفلسطينية المحتلة، وفي هذه المرحلة المفصلية من تاريخ الأمم المتحدة، التي تأتي على خلفية أزمات متعددة مستمرة يواجهها العالم، باتت بشكل واضح الحاجة الملحة إلى إصلاح حقيقي وشامل، بما في ذلك إدخال إصلاحات على أجهزة الأمم المتحدة، وخاصة مجلس الأمن، بما يرسخ مبادئ ومقاصد المنظمة على النحو المنصوص عليه في الميثاق.
ونوّه السفير إلى أنه في ضوء التحضيرات الجارية لمؤتمر القمة المعني بالمستقبل في عام 2024م، لابد من تكثيف الجهود الرامية إلى تحقيق إصلاح حقيقي وشامل لمجلس الأمن، الجهة المسؤولة عن صيانة السلم والأمن الدوليين بموجب ميثاق الأمم المتحدة، ليصبح المجلس أكثر قدرةً وفعاليةً على مواجهة التحديات الراهنة والتهديدات الناشئة وضمان منع نشوب النزاعات، في إطار أكثر تمثيلاً وشفافيةً وحيادية ومصداقيةً.
وأكد المندوب الدائم أن المفاوضات الحكومية في إطار الجمعية العامة هي المحفل الوحيد للتوصل إلى اتفاق حول توسيع وإصلاح مجلس الأمن وفقاً لقرار الجمعية العامة 557/62 الذي تم اعتماده بتوافق الآراء ووضع أُسس عملية للمفاوضات.
وجدد التأكيد على المطالبة بتمثيل عربي دائم بكامل الصلاحيات في فئة المقاعد الدائمة في حال أي توسع مستقبلي للمجلس، وبالإضافة إلى ذلك، فإن عدالة التمثيل تتطلب تمثيلاً عربيًا متناسبًا في فئة المقاعد غير الدائمة في مجلس الأمن الموسع.
كما لفت المندوب الدائم إلى التحديات الخاصة بمسألة إصلاح المجلس، ومن أبرزها حق النقض «الفيتو»، الذي أسهم التعسف في استخدامه في حالات عديدة في النيل من مصداقية عملية اتخاذ القرار في مجلس الأمن، كما أدى في بعض الحالات إلى عجز مجلس الأمن عن الاضطلاع بمسؤولياته واتخاذ التدابير اللازمة لحفظ السلم والأمن الدوليين، موضحًا أن الغالبية العظمى من حالات استخدام «الفيتو»، لا سيما خلال العقود الثلاثة الأخيرة، كانت في قضايا تخص المنطقة العربية.
وأكد أن المجموعة العربية تستحق في ضوء خصوصيتها السياسية والثقافية والتراثية الحصول، كمجموعة قائمة بذاتها، على تمثيل دائم ومناسب في مجلس الأمن الموسع.
وأضاف المندوب الدائم أن الأحداث الجارية في المنطقة العربية في الوقت الراهن خاصةً ما يشهده قطاع غزة منذ الأسابيع المنصرمة من العدوان الإسرائيلي الغاشم على المدنيين الفلسطينيين لدليل واضح على الأهمية القصوى لإصلاح مجلس الأمن وضمان التمثيل العربي الدائم فيه، لما للقرارات التي يتخذها المجلس من تأثير على أمن وسلام المنطقة العربية، بما يجعل من الضرورة تمكين المجموعة العربية متمثلةً بالعضو العربي من المشاركة في اتخاذ قرارات المجلس التي تمس أمن واستقرار المنطقة والعالم.
وأعرب السفير عن عزم المجموعة العربية على مواصلة المشاركة بفعالية وإيجابية خلال الجولة القادمة للمفاوضات الحكومية الدولية، وانفتاحها على التشاور مع جميع المجموعات التفاوضية الأخرى بهدف التوصل إلى إصلاح حقيقي وشامل لمجلس الأمن في إطار الشفافية والروح البناءة.
المصدر: صحيفة الأيام البحرينية
كلمات دلالية: فيروس كورونا فيروس كورونا فيروس كورونا المجموعة العربیة إصلاح مجلس الأمن المندوب الدائم الأمم المتحدة فی مجلس الأمن
إقرأ أيضاً:
عطوان: الأولوية في القمة العربية يجب أن تكون مقاومة العدوان وليس إعادة الإعمار
يمانيون../
انتقد الكاتب عبد الباري عطوان البيان الختامي للقمة العربية الطارئة المنعقدة في القاهرة، معتبراً أن التركيز على إعادة إعمار قطاع غزة و إجراء مؤتمر دولي لتوفير التمويل له، يعد انقلاباً على أولويات القضية الفلسطينية، ويغفل القضايا المصيرية والملحة التي تتعرض لها المنطقة.
عطوان أشار إلى أن إهانة الاحتلال الإسرائيلي للقمة، ممثلة في فرض حصار تجويعي على القطاع، و وقف دخول المساعدات الإنسانية قبل القمة بيومين، يظهر استخفاف العدو بأمن العرب وكرامتهم، محذراً من مغبة السكوت على هذه التصرفات التي تزداد استفزازاً ضد الشعوب العربية.
وأوضح عطوان أن موقف القادة العرب يجب أن يكون أكثر حزمًا في مواجهة غطرسة الاحتلال الإسرائيلي، داعيًا إلى اتخاذ إجراءات عملية لدعم المقاومة في غزة والتصدي للحرب الإبادة التي تُنفذ بحق المدنيين. وأضاف أنه إذا لم تتخذ القمة قرارات جادة، مثل وقف الوساطات التي تساند الاحتلال، و قطع العلاقات مع إسرائيل، فإن ذلك سيكون وصمة عار في تاريخها.
كما شدد على ضرورة أن تظل المقاومة الفلسطينية في غزة قوية، وأن لا تُسلّم سلاحها تحت أي ضغوط، محذرًا من أن التخلي عن السلاح سيؤدي إلى خدمة الاحتلال، كما حصل مع منظمة التحرير الفلسطينية في السابق.
عطوان اختتم مقاله بمطالبة القادة العرب بأن يثبتوا الجدية في اتخاذ خطوات ملموسة، متمنياً أن لا يتم خذلان شعوبهم مجددًا.