مقدمة نشرة اخبار تلفزيون ان بي ان
وكأن الكيان الإسرائيلي ومن كثرة ما ألقى من قنابل على غزة و من كثرة ما أبكى الأطفال الذين علا صراخهم قبل أن يقتلهم بات لا يسمع كل الأصوات التي تدعو الى لجم آلة الحرب الصهيونيةلا يلتفت الى كل التظاهرات التي عمت عواصم العالم بمن فيها الدول الحليفة لإسرائيللا يقرأ قرار مجلس الأمن الدولي المتعلق بالهدن الإنسانية الممتدة ولا يطبقه ويعتبره كأنه لم يكن
ظن العدو الإسرائيلي أن أفلامه المتعلقة بمجمع الشفاء قد تشفي غليل جبهته الداخلية و تجعله يقف أمام المستوطنين ويقول إنه حقق إنجازا ولو مزعوما وغير واقعي.
ولكن حتى هذا الأمر لم يتحققما جعله يواصل مجازره التي تمددت الى الضفة الغربية عند الجبهة الجنوبية وتستمر المواجهات بوتيرة تعنف حينا وتخف احيانا
وربطا بملف النزوح الداخلي والمواقف المرتبطة به رفض رئيس مجلس النواب نبيه بري حملات الإفتراء على مقام صاحب الغبطة البطريرك مار بشارة بطرس الراعي حيال دعوته الصادقة الى دعم النازحين اللبنانيين مستنكرا الحملة التي تعرض لها الراعي عن سوء فهم ليس إلا.
أما على ضفة ملف قيادة الجيشإنفجر سجال عنيف بين القوات والتيار الحر عندما فتح "الردة" سمير جعجع واتهم جبران باسيل بفعل المستحيل بغية التخلص من العماد جوزف عون لاعتبارات شخصية واصفا باسيل ب" عار السياسة اللبنانية" مع درجة الإمتياز
رد التيار لم يتأخر حيث اتهم جعجع بجريمة معلنة ضد الدستور بتقديمه إقتراح قانون بالتمديد لقائد الجيش معتبرا ألا هم لجعجع سوى "النكاية السياسية".
مقدمة نشرة اخبار تلفزيون ام تي في
تمديد او لا تمديد لقائد الجيش؟ إنه السؤال الأبرز المطروح لبنانيا، وقد حجب بشكل أو بآخر أخبار المناوشات العسكرية في الجنوب، والمعارك الحربية في غزة. حتى الان لا جواب قاطعا عن السؤال.
فالتجاذب قوي بين القوى السياسية الراغبة في التمديد، والقوى الرافضة له. قبل يومين كاد الامر يحسم نهائيا لمصلحة التمديد، لولا دخول الرئيس ميشال عون بقوة على الخط رافضا التمديد، ما جعل حزب الله يتريث، وبالتالي عدل جزئيا في موقف الثنائي من الموضوع موقتا على الاقل.
لهذا السبب لم يبحث مجلس الوزراء امس في الموضوع، وأجله الى الاسبوع المقبل.
وعلى خلفية الموضوع عينه ، "ولعت" كلاميا من جديد بين القوات اللبنانية والتيار الوطني الحر، في حين استمر الوضع على حاله في الجنوب بين هدوء وتصعيد. في غزة المعارك مستمرة، فيما كشف وزير خارجية ايران ان طهران أبلغت واشنطن عبر القنوات الديبلوماسية عدم رغبتها في تفاقم الصراع الاسرائيلي- الفلسطيني. ومع تواصل المعارك، تتواصل المباحثات بشأن الرهائن، لكنها حتى الان تغرق في الشروط والشروط المضادة.
مقدمة نشرة اخبار تلفزيون المنار
صواريخ تسابقها المسيرات، ورجال قابضون على الزناد وعلى رقبة الصهيوني على طول حدود فلسطين المحتلة مع لبنان. من صباح المرج والضهيرة والمالكية وراميم الى مساء برانيت والمطلة والمنارة، وغيرها الكثير من المواقع الصهيونية الواقعة تحت نار المقاومين التي تحرق المحتل الذي لم يستطع ان يتستر على كامل خسائره، فاعترف ببعضها، على ان تتكفل كاميرا الاعلام الحربي في المقاومة الاسلامية بكشف المزيد ..
كثافة نارية متزايدة ومسيرات انقضاضية ورصد لتجمعات الجنود والآليات المتخفية، تراكمت على صفحات المحللين الصهاينة ومستوطنيهم الخائفين من اللهيب الذي يحرقهم عند الشمال، متفاجئين من قدرة حزب الل على رصد تحركات جنودهم وجمع المعلومات عنهم في ذروة الحرب والاستنفار، لا سيما في النقاط الخلفية كما حصل بالامس في مستوطنة شلومي الصهيونية ..
اما ما يحصل على ارض غزة الابية، فيكذب كل العنتريات الاسرائيلية، ويكفي ما نشرته كاميرات المقاومة عن اصطياد الجنود الصهاينة في بيت حانون الواقعة اقصى الشمال، ليتأكد المستوطنون قبل غيرهم ان حكومتهم تكذب عليهم، وان جيشهم غارق في وحول غزة، يحترق بنيران رجالها الذين يكبدونه خسائر فادحة، لن يستطيع خلق توازن لها رغم كل المجازر والمذابح التي يرتكبها بحق المدنيين الابرياء ..
هي مشاهد حقيقية موثقة بالصوت والصورة وليست افلاما كرتونية عن انجازات وهمية في مستشفى الشفاء والرنتيسي وغيرهما كما مثلها الجيش المحتل، محاولا رفع معنوياته ومستوطنيه، فوقع بشؤم افعاله وزاد من خيبته في حرب الاستنزاف ..
هي حال الميدان بعد اثنين واربعين يوما من حرب الابادة التي استخدم فيها المحتل كل ترسانته، وترسانة سيده الاميركي ودمر المساجد والمدارس والمستشفيات وقتل الاطفال والشيوخ والنساء واباد عائلات بأكملها ولم يسلم منه حتى الاطفال الخدج ، ورغم كل هذا ظهرت مشاهد اليوم لتؤكد ان المقاومة بخير وان رجالها اسياد الميدان، يستنزفون جيشه عند كل نقاط وجوده في غزة، ويرسلون صواريخهم التي ما زالت تدق ابواب تل ابيب، الى ان يستسلم الصهاينة لحقيقة ان حكومتهم فاشلة وجيشهم مأزوم واوهامهم في غزة خائبة لا محالة .. مقدمة نشرة اخبار تلفزيون او تي في
في اليوم الثاني والاربعين للحرب الاسرائيلية على غزة، والاعتداءات المتواصلة على جنوب لبنان، يبدو ان مفاوضات تبادل الاسرى تترنح الى حد السقوط، بدليل تردد الرئيس الاميركي جو بايدن في الحديث عنها بوضوح في مؤتمراته الصحافية من جهة، والتصلب الذي يبديه رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو وحماس من جهة أخرى.
اما في المواقف السياسية، فالأبرز في الساعات الاخيرة ما كشفه وزير الخارجية الإيرانية حسين أمير عبد اللهيان في مقابلة مع الفايننشال تايمز، عن أن طهران أبلغت الولايات المتحدة عبر القنوات الخلفية بأنها لا تريد أن تتوسع الحرب على غزة بشكل أكبر، لكنها حذرت واشنطن في الوقت نفسه من أن الصراع الإقليمي أمر لا مفر منه إذا استمرت هجمات إسرائيل على قطاع غزة.
أما على الصعيد المحلي، فعنوان المرحلة البحث المكثف في مصير قيادة الجيش، حيث تدور الخيارات في الساعات الاخيرة بين ثلاثة احتمالات:
الاحتمال الاول، التفاهم على تعيين قائد جديد للجيش في جلسة الاثنين، مع استكمال تعيين اعضاء المجلس العسكري. غير ان ربط التعيين بجلسة ملتبسة لحكومة تصريف الاعمال بدل المرسوم الجوال بتواقيع جميع الوزراء قد يشكل عقبة على هذا المسار.
والاحتمال الثاني، العودة الى الخيارات اللادستورية واللاقانونية التي تدور حول التمديد، والتي يعتبرها التيار الوطني الحر ذات خلفية سياسية مرتبطة بالاستحقاق الرئاسي.
أما الاحتمال الثالثة، فاعتماد الأصول القانونية التي يعرفها الجميع، وحتى الذين يجهدون للتنصل منها.
واليوم، شن سمير جعجع هجوما عنيفا على التيار الوطني الحر ورئيسه جبران باسيل، ليرد التيار فورا، بالإشارة إلى أنه مرة بعد مرة، يتضح ألا هم لرئيس القوات سوى “النكاية السياسية” والقيام تماما بعكس ما يقوم به باسيل، ولو ضرب عرض الحائط كل مواقفه ومبادئه، لكن مع فارق بسيط وهو أنه لم يفهم يوما ما يقوم به رئيس التيار، والأيام الآتية ستكشف مجددا من يصيب ويخطىء ومن هو المبدئي ومن العامل بالأجرة لدى الخارج بالمال والأمن. واعتبر التيار أنه بعد ارتكابه مجددا جريمة معلنة ومثبتة ضد الدستور والمبادىء بتقديمه إقتراح قانون بالتمديد لقائد الجيش، يقوم جعجع بعملية إعلامية مفضوحة لتغطيتها، وذلك بتوجيه تهمة إفتراضية ومختلقة لرئيس التيار الوطني الحر وبما يشبه الأحكام المسبقة على النوايا فيما لم يقم رئيس التيار بأي عمل ولم يعلن ما هو موافق عليه وما هو مرفوض منه. وختم التيار بالقول: حقا، لقد صح في جعجع القول: إن لم تستح، فاصنع ما شئت.
مقدمة نشرة اخبار تلفزيون ال بي سي
في اليوم الثاني والأربعين للحرب ، يمكن إيجاز الوضع على الشكل التالي:
العمليات العسكرية مستمرة في القطاع بما فيها استهداف المستشفيات وتحديدا مجمع الشفاء ، بعدما تبين أن اسرائيل تحوز ضؤا أخضر أميركيا ، وقد عكس ذلك تصريحات مسؤولين أميركيين في تقارير عن استعمال حماس المستشفيات .
واليوم ، أعلنت وزارة الصحة في غزة عن وفاة 24 شخصا في مجمع الشفاء, في يومين، بسبب انقطاع الكهرباء .
المعطى الثاني تصاعد وتيرة التصعيد في الضفة ، ويتخذ أحيانا شكل المواجهة بين أبناء الضفة والمستوطنين . واليوم ارتفعت حصيلة القتلى الفلسطينيين, فبلغت سبعة في جنين والخليل. فهل تكون الضفة الجبهة الثانية ؟
على مستوى المساعدات ، تطوران: الأول موافقة إسرائيل على دخول شاحنتي وقود يوميا ، والأولوية في استخدامها لمؤسسات الأمم المتحدة . والثاني إعلان قبرص أنها تقترب من التوصل إلى اتفاق مع إسرائيل يتيح إقامة ممر بحري من الجزيرة إلى غزة...
وبموجب الخطة تجمع المساعدات وتفحص، على أن تنقلها سفن وتفحصها لجنة مشتركة تضم في عضويتها إسرائيل.
على الجبهة مع جنوب لبنان ، تواصل تل أبيب التشاور مع واشنطن في كيفية التعاطي مع هذا التصعيد ، ووفق أي سقف ستواجهه .
مقدمة نشرة اخبار تلفزيون الجديد
إذا أرادها العدو معركة طويلة فنفسنا أطول. هي معركة الأنفاس، بسلاح الصبر وطول البال طرحتها حماس بالتزامن مع انتصاف الشهر الثاني من الحرب على غزة وفي مجرياته إمعان الاحتلال بقطع أوصال القطاع واتصالاته وعزله عن العالم،
والتعمية على حرب الإبادة التي تجلت في استهداف المزيد من مدارس الإيواء حيث سقط مئة وأربعون شهيدا في قصف مدرسة الفلاح بحي الزيتون، بالتزامن مع الإطباق التام على ما تبقى من أنفاس لا أمل بتماثلها للشفاء في مجمع طبي يغص بالمصابين وبالجثث وروائح الموت.
ما كان العدو الإسرائيلي ليتمادى في جرائمه ضد الشفاء لو لم يستحصل على براءة ذمة من الولايات المتحدة الأميركية، الدولة الوحيدة من بين كل دول العالم التي جارت إسرائيل بكذبتها فأعربت واشنطن عن ثقتها باستخدام الشفاء كمركز لقيادة حماس ما دفع بالحركة إلى تحميل جو بايدن وإدارته المسؤولية المباشرة عن جريمة التطهير العرقي في مجمع الشفاء الطبي.
والمسؤولية موصولة بقرار مجلس الأمن الأخير عن هدن إنسانية جرى تبنيها لإضافة مسحة من الإنسانية على وجه إسرائيل الملطخ بالدم ومعه حفظ ماء الوجه الأميركي في عدم استخدامه الفيتو...
والقرار الأممي بعدم ذكره حصار المستشفيات وقتل المدنيين إنما هو أطلق يد إسرائيل في ارتكاب المزيد من المجازر وإن حاولت اصطناع صورة انسانية مزيفة، مغلفة بقرار السماح بإدخال الوقود إلى غزة وفي قرارها فصلت إسرائيل جنوب القطاع عن شماله بخرطوم المادة الحارقة اذ يقول ما يسمى مجلس الأمن القومي إننا لن نسمح بدخول قطرة واحدة من الوقود إلى شمال غزة إلا بعد القضاء على حماس...
وعليه، فقد أصدرت إسرائيل حكما بالإعدام على كل مستشفيات الشمال بحرمانها من الوقود وأمام القتل وحرب التجويع وحرمان سكان القطاع من قطرة ماء فإن كمية الوقود المسموح بإدخالها لا تتعدى نسبة الثلاثة بالمئة مما كان يدخل يوميا قبل الحرب ومع نفي مجلس الحرب الإسرائيلي أي صفقة لتبادل الأسرى وإعلانه عدم وقف إطلاق النار قبل تحرير المخطوفين بحسب قوله فإن اللعب بالنار أحرق أصابع نتنياهو ومجلس حربه في استطلاع للرأي نشرته صحيفة معاريف أظهر تراجع قوة حزب الليكود الحاكم بزعامة بنيامين نتانياهو في الكنيست، وسط اتهامه بالفشل والدعوة للاستقالة من منصبه.
وإلى أن تتحقق نبوءة نهاية نتنياهو فإن نيران الحرب على غزة أصابت المسؤول السابق للشؤون العسكرية في الخارجية الأميركية جوش بول والذي كان مكلفا الإشراف على عمليات تصدير الأسلحة لحلفاء الولايات المتحدة ومنهم إسرائيل فالقصف الإسرائيلي على قطاع غزة دفعه للاستقالة لانه ضبط الأسلحة الأميريكية تستخدم في قتل المدنيين ومن لم يقبل أن يكون شاهد زور على المعركة اتخذ الطريق الأقصر لنفض يديه من الجريمة قبل أن يصل الموسى إلى رقبته في المحكمة الجنائية الدولية...
ومن مواقف الأفراد إلى دول امتلكت جرأة لم تمتلكها أي دولة عربية في قطع علاقاتها مع إسرائيل وبعدما تقدمت لوكسمبورغ بدعوى ضد إسرائيل في الجنائية الدولية أيد الحزب الحاكم في جنوب أفريقيا اقتراحا لقطع العلاقات مع إسرائيل وعلى الخطى ذاتها سارت دولة بنين غرب أفريقيا ودولة بيليز في أميركا الوسطى لتبقى هذه الخطوات مقتصرة على الغرب.
لم تنته الحرب فأخذت الضفة على عاتقها إسناد القطاع بعمليات نوعية واشتباكات مباشرة مع جنود الاحتلال في مخيم جنين وباقي المحافظات فيما الجبهة الجنوبية واصلت حرب استنزاف العدو وسجلت المقاومة الإسلامية اليوم سلسلة عمليات استهدفت مواقع الاحتلال وتجمعات جنوده وحققت فيها إصابات مباشرة.
وفيما صوت الجنوب محكوم بعوامل الرد الممسوك فإن مواقف الثنائي المسيحي: جعجع باسيل احدثت جدار صوت من معراب الى اصقاع ميرنا الشالوحي وتبادلت الجبهتان الرشقات النارية على ملف الشغور في القيادة العسكرية. فرئيس حزب القوات وصف ما يقوم به رئيس التيار بالعار ما دفع التيار الى تهديد جعجع بأن الايام ستكشف من هو المبدئي ومن العامل بالأجرة لدى الخارج بالمال والأمن".
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: التیار الوطنی الحر رئیس التیار مجمع الشفاء على غزة فی غزة
إقرأ أيضاً:
كيف ستنهزم إسرائيل بفعل الجغرافيا؟
جغرافية إسرائيل وصغر حجمها سلاح ذو حدين، فبالرغم من أنها تمتلك قواعد عسكرية وصواريخ جاهزة للانطلاق في أي لحظة، فإن المواطن الإسرائيلي، حينما تنطلق صفارات الإنذار، ليس لديه سوى من 12 إلى 15 ثانية للاختباء في ملجأ. فإسرائيل بلد تفتقد العمق الإستراتيجي؛ فالصواريخ على بابها.
فالجغرافيا عامل مهيمن في الأمن القومي لإسرائيل، حيث يقيم معظم سكانها والبنى التحتية الحيوية داخل الشريط الضيق من السهل الساحلي، وهذا هو الجزء الأكثر أهمية، الذي أصبح في الحرب الأخيرة يتعرض لتهديد دائم بصواريخ وطائرات مسيرة. وهذا ما شلّ الحياة وألحق أضرارًا بالغة بالمنشآت والاقتصاد الإسرائيلي.
حاولت إسرائيل أن تتكيف مع موقعها بإستراتيجيات الدفاع الجوي، مثل القبة الحديدية ومقلاع داود والحرب الإلكترونية، لكن الطرف الآخر وضع تل أبيب، وحيفا، وعسقلان، وغيرها تحت القصف المستمر.
وهذا ما جعل الشرق الأوسط مع طول أمد الحرب الأخيرة بؤرة ساخنة في منطقة بها تقاطعات معقدة، قد تقود إلى مشكلات طويلة الأمد، أبرزها قلق إسرائيلي مستديم حول مستقبل أمنها في ظل افتقادها العمق الجغرافي الذي لن يصمد أمام التطور السريع للطائرات المسيرة، والصواريخ فائقة السرعة.
تعتمد إسرائيل على التفوق النوعي عسكريًا، وهذا التفوق كفل لها ضمان وجود الدولة إلى الآن، في ظل إستراتيجية قامت على إحباط التهديدات وتأجيلها؛ لخلق فترة طويلة من الهدوء بالتزامن مع الجهود العسكرية والسياسية الاستباقية. لكن ما حدث في 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 كسر هذه الإستراتيجية.
والآن، تسعى إسرائيل لمحو قوة حماس العسكرية، وتدمير غزة بصورة غير مسبوقة حتى لا تقوم قائمة للمقاومة مرة أخرى في المدى القريب، بل ستحتاج حماس لعقود للعودة إلى ذات القوة. لذا فإن طول أمد الحرب في غزة هدفه واضح، خلق فترة طويلة من الهدوء.
فواضعو الإستراتيجيات في إسرائيل باتوا على قناعة بأن حماس فكرة، والأفكار لا تموت، ومع تصاعد شعبيتها في الضفة الغربية، فإن إسرائيل تحت تهديد الديمغرافيا الفلسطينية على حدودها وداخلها، مما يجعل الجغرافيا الإسرائيلية مهددة، وعليه، عكست شراسة الحرب الأخيرة هذا التهديد.
كل ما سبق يعتمد على إستراتيجية الأمن القومي المبنية على مفهوم "الجدار الحديدي" لزئيف جابوتنسكي. فإسرائيل ترى أنه لا يمكن تحقيق السلام إلا بعد أن يستنتج أعداؤها أن جهودهم غير فعالة، وأن معاناتهم ستزداد. فمن وجهة نظر إسرائيل، يجب أن يكون أعداؤها مقتنعين بأنهم سيحققون أكثر بكثير من خلال الحوار، مقارنة بما سيحققونه بالعنف، وعليه يجب عليهم قبول ما ستطرحه إسرائيل عليهم.
لذا فإن مواجهة إسرائيل لا بدّ أن تعتمد على ضغط معرفي مستمر حول وجودها، واعتباره شاذًا، وهذا ما ترد عليه بسياسات تكرس يهودية الدولة، وهي تعلم أن هذا مستحيل. في الوقت الذي يبدو فيه قلق إسرائيل من صغر حجمها مستمرًا، فقد كانت تواجه سابقًا جيوشًا تقليدية، لكن الجماعات المسلحة غير الحكومية التي تواجهها حاليًا تجعل إسرائيل تحت ضغط الحوادث المتكررة.
هذا ما يؤدي إلى استنزافها بصورة مستمرة، ويبقى التساؤل: هل وفّر العنف المفرط والمتجاوز لكل ما هو متخيل الأمن للمواطن الإسرائيلي؟
في حقيقة الأمر، بات عمق إسرائيل مهددًا، مما يدفع المواطن الذي يدرك أن إسرائيل دولة وظيفية إلى الهرب، أو الهجرة خارج إسرائيل. بات هذا واقعًا مع الحرب الأخيرة، خاصة من مزدوجي الجنسية، حيث لم تعد إسرائيل بيئة آمنة للاستثمارات، ولأول مرة يتم تجميد استثمارات كانت مقررة في حيفا، وتل أبيب، والمنطقة الساحلية.
تكمن أهمية إسرائيل في كونها تمنع انفراد قوة بشرق المتوسط، والبحر الأحمر، وهو مصدر أهم طرق التجارة الدولية والطاقة والعديد من المواد الأولية. فهي أشبه ببوليصة تأمين توفر متطلبات الهيمنة الغربية على الاقتصاد العالمي، ومقدرات العالم، وتضع المنطقة العربية تحت الضغط المستمر بلا سلام دائم، وتستنزف في شراء السلاح الغربي، وتدخل في حروب مستمرة.
وعلينا أن ندرك أن إيران تعتبر أن أمنها يبدأ من شرق المتوسط، وهذا ما دفع الفرس قديمًا إلى احتلال شرق المتوسط في إطار الصراع مع الإمبراطورية البيزنطية. كما أن انفراد تركيا بشرق المتوسط سيشكل قوة كبرى منافسة، وكذلك الحال مع دول جنوب المتوسط. لذا فإن وظيفة إسرائيل هي الحد من نمو قوة سياسية أو عسكرية أو اقتصادية في شرق المتوسط أو في دائرته.
لكن على الجانب الآخر، فإن وجود روسيا في سوريا، وتغلغل الصين في المنطقة عبر قاعدة عسكرية في جيبوتي، وشراكات اقتصادية، يضعان الغرب في ضائقة إستراتيجية. وهي أزمة لم يُعثر لها على حل إلى الآن، بل إن الحرب الأخيرة جعلت الجغرافيا في مأزق، حيث لم يعد هناك مجال للحلول الجيوسياسية.
فتوسع إسرائيل جغرافيًا لم يعد ممكنًا كما كان سابقًا، في ظل وهن أوروبا واستنزافها في حرب روسيا وأوكرانيا. فضلًا عن أن الدعم الأميركي لن يستمر طويلًا في ظل المعارضة الداخلية في الولايات المتحدة؛ نتيجة تكاليف دعم إسرائيل، ومشاكل الاقتصاد الأميركي.
يبقى السؤال: هل تفقد إسرائيل وظيفتها كحاملة طائرات، أو كـ "فتوّة" يمثل أميركا في المنطقة؟ هذا كله يتوقف على الوعي العربي بأن إسرائيل لديها مشكلة جيوسياسية كبيرة، وأنها إستراتيجيًا باتت مهددة.
ولعلّ هذا ما شكل رؤية غربية مفادها أن إسرائيل ستنتصر في الحرب، لكنها ستُهزم إستراتيجيًا على المدى البعيد.
الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة الجزيرة.
aj-logoaj-logoaj-logo إعلان من نحناعرض المزيدمن نحنالأحكام والشروطسياسة الخصوصيةسياسة ملفات تعريف الارتباطتفضيلات ملفات تعريف الارتباطخريطة الموقعتواصل معنااعرض المزيدتواصل معنااحصل على المساعدةأعلن معناالنشرات البريديةرابط بديلترددات البثبيانات صحفيةشبكتنااعرض المزيدمركز الجزيرة للدراساتمعهد الجزيرة للإعلامتعلم العربيةمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسانقنواتنااعرض المزيدالجزيرة الإخباريةالجزيرة الإنجليزيالجزيرة مباشرالجزيرة الوثائقيةالجزيرة البلقانعربي AJ+تابع الجزيرة نت على:
facebooktwitteryoutubeinstagram-colored-outlinersswhatsapptelegramtiktok-colored-outlineجميع الحقوق محفوظة © 2024 شبكة الجزيرة الاعلامية