قال السفير فيصل بن حارب بن حمد البوسعيدي سفير سلطنة عُمان لدى مملكة البحرين إن العلاقات البحرينية - العُمانية تشهد تطورًا مستمرًا، من خلال عمل قيادتي البلدين وتواصلهما المستمر لتحقيق المزيد من الإنجازات والعمل المشترك على الأصعدة كافة، ما يعكس العلاقات المتينة التي تدفعها قيادة البلدين إلى مستويات أكثر تكاملًا لخدمة المصالح المشتركة بينهما.


وأكد في حوار مع «الأيام»، بمناسبة الاحتفاء باليوم الوطني العُماني الـ53، أن العلاقات بين البلدين تمثّل نموذجًا فريدًا من الروابط الأخوية العميقة التي تجمع بين الدول، حيث تجمع البلدين أواصر متينة وأهداف وطموحات وأولويات مشتركة تدعمها قيادة البلدين.
وأشار في هذا السياق إلى تأسيس الشركة البحرينية - العُمانية للاستثمار، والمزمع أن تكون نواة للاستثمار وللمستثمرين يتم البناء عليها في مختلف المجالات تحقيقا لمزيد من الشراكة والأعمال المثمرة بين مؤسسات القطاع الخاص، موضحًا أن من أولويات الشركة هو مجال الأمن الغذائي بما ينسجم مع «رؤية عُمان 2040» ورؤية البحرين 2030.
كما أشار إلى إنشاء اللجنة الوزارية المشتركة والتي أكدت على العلاقات العُمانية البحرينية المتميزة، إضافة إلى تأسيس مجلس الأعمال المشترك من غرفتي تجارة البلدين، وصولًا إلى التوقيع على اتفاقيات ومذكرات تفاهم تهدف إلى تنظيم وتعزيز التعاون المشترك في كل المجالات، بالإضافة إلى تعزيز التعاون في المجال المالي والمصرفي والتعدين والخدمات اللوجستية والنقل والسياحة.
وفيما يلي نص اللقاء:
تحتفل سلطنة عُمان اليوم السبت 18 نوفمبر بالعيد الوطني الثالث والخمسين المجيد، ماذا تجسد هذه المناسبة الوطنية العزيزة تحت قيادة جلالة السلطان هيثم بن طارق حفظه الله؟
- يعد العيد الوطني مناسبة خالدة في وجداننا وذاكرتنا، حيث يجسد مسيرة رائدة من النهضة المباركة والإنجازات الوطنية الشاملة، التي انطلقت على يد المغفور له السلطان قابوس بن سعيد طيب الله ثراه، في إرساء بنيان الدولة لتصبح عُمان اليوم في مصاف أرقى البلدان المتقدمة، ليسير على نهجه حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم حفظه الله ورعاه الذي قدّم للعالم نموذجًا متفردًا في النهضة والعطاء والوحدة لبناء مجتمع متزن ومستقبل مشرق، استنادًا إلى قيم العدل والتسامح والاحترام والتآخي، وروح الوحدة الوطنية والتلاحم بين أبناء الشعب العُماني، كما أخذ جلالته أيده الله على عاتقه مواصلة مسيرة البناء والتقدم في نهضة متجددة طموحة تشمل مختلف نواحي الحياة، حيث رسم خريطة طريق نحو تنمية وطنية مستقبلية شاملة ومتكاملة.
كيف تنظرون إلى علاقاتكم مع مملكة البحرين؟
- تتمتع سلطنة عُمان ومملكة البحرين بعلاقات أخوة تاريخية ثابتة، تمتد جذورها لعقود طويلة، حيث شهدت العلاقات العُمانية البحرينية محطات بارزة بالتميز أسهمت بصورة مباشرة في ترسيخ هذا الترابط والمضي بها قدما، سواء على المستوى الثنائي أو من خلال مسيرة مجلس التعاون، بما ينعكس على تحقيق مصالح البلدين الشقيقين.
ودلت نتائج الحفريات الأثرية وما أظهرته تقاريرها العلمية على وجود هذه الصلات الحضارية والتعاون التجاري بين البلدين، وأكدت عمقها ورسوخها منذ قديم الزمان مرورًا بحقب تاريخية مختلفة، واستمرت هذه العلاقات متواصلة إلى عصرنا الحاضر.
وتُمثل هذه العلاقة نموذجًا فريدًا للعلاقات والروابط الأخوية العميقة التي تجمع بين الدول، حيث يجمع البلدين أواصر متينة وأهداف وطموحات وأولويات مشتركة تدعمها قيادة البلدين في ظل القيادة الحكيمة لحضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم «حفظه الله»، وأخيه حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك مملكة البحرين المعظم «حفظه الله»، والتي تعد مثالًا للروابط القوية المتأصلة في وجدان البلدين وتاريخهما المشترك، وتشهد تطورًا مستمرًا، من خلال عمل قيادتي البلدين وتواصلهما المستمر لتحقيق المزيد من الإنجازات والعمل المشترك على كافة الأصعدة، ما يعكس العلاقات المتينة التي تدفعها قيادة البلدين إلى مستويات أكثر تكاملًا لخدمة المصالح المشتركة بينهما.
وتكريسًا لمتانة العلاقات بين البلدين والرغبة نحو آفاق واسعة من التعاون والتنسيق، فقد تم إنشاء اللجنة الوزارية المشتركة والتي أكدت على العلاقات العُمانية البحرينية المتميزة، إضافة إلى تأسيس مجلس الأعمال المشترك من غرفتي تجارة البلدين، وصولًا إلى التوقيع على اتفاقيات ومذكرات تفاهم تهدف إلى تنظيم وتعزيز التعاون المشترك في كل المجالات، بالإضافة إلى تعزيز التعاون في المجال المالي والمصرفي والتعدين والخدمات اللوجستية والنقل والسياحة.
كما أن هنالك مشاركات متبادلة بين البلدين منها مشاركة الجمعية العُمانية لهواة العود في مهرجان البحرين الدولي للفنون، ومشاركة وفد بحريني في المؤتمر العام للاتحاد الدولي للصحفيين (الكونغرس31) الذي أقيم بسلطنة عُمان في مايو 2022، بالإضافة إلى التعاون والتبادل في المنح الدراسية بين البلدين الشقيقين، إضافة إلى أنه تم خلال العام الماضية إشهار جمعية الصداقة العُمانية البحرينية، والتي نظمت عدد من المعارض المشتركة في سلطنة عُمان ومملكة البحرين، ما يسهم في تعزيز العلاقات بين الشعبين الشقيقين في المجالات الاقتصادية والثقافية الاجتماعية، والترويج للأنشطة السياحية في سلطنة عُمان ومملكة البحرين.
تتمتع سلطنة عُمان بعلاقات طيبة قائمة على التعاون الإيجابي مع جميع الدول وفي شتى المجالات، وقد قام صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق بعدة زيارات إلى دول صديقة وشقيقة من بينها مملكة البحرين في أكتوبر من العام الماضي. ما أهم نتائج هذه الزيارة ؟
- تعد الزيارة السامية هي الزيارة الأولى لحضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم إلى بلده الثاني مملكة البحرين، بدعوة كريمة من أخيه حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك مملكة البحرين الشقيقة في أكتوبر من العام 2022، وشكلت جسرًا جديدًا من جسور المحبة والأخوة، وبنت مسارًا جديدًا من مسارات تطوير العلاقات الثنائية بين البلدين خلال الفترة المقبلة في كل المجالات، وتأتي استمرارًا لسلسلة من الزيارات المتبادلة بين القيادات المتعاقبة على البلدين منذ القرن الماضي وصولًا إلى يومنا هذا.
وقد شهدت هذه الزيارة الزيارة التوقيع على عدد 24 اتفاقية ومذكرة تفاهم وبرنامج تنفيذي بهدف تعزيز العلاقات الثنائية في العديد من المجالات السياسية والأمنية والاقتصادية والتجارية والاستثمارية والبلدية والثقافية والتعليمية والبحثية والبيئية والسياحية والشبابية.
كما تم التوقيع بين غرفة تجارة وصناعة البحرين وغرفة تجارة وصناعة عُمان على تأسيس الشركة البحرينية - العُمانية للاستثمار لتكون نواة للاستثمار وللمستثمرين يتم البناء عليها في مختلف المجالات تحقيقًا لمزيد من الشراكة والأعمال المثمرة بين مؤسسات القطاع الخاص.
البحرين ضمن أبرز 10 دول تستثمر في عُمان بـ1.38 مليار دولار.. كان ذلك في 2022، فما أحدث المعلومات المتعلقة بحجم التبادل التجاري والاستثماري بين البلدين؟ وكم عدد الشركات الموجودة في كلا البلدين؟
- تعمل سلطنة عُمان ومملكة البحرين على استقطاب وتسهيل عمل المستثمرين في كلا البلدين وذلك في قطاعات الصناعات الغذائية والاستزراع السمكي، إذ يشكل الأمن الغذائي من أهم أولويات الجانبين.
كما نتج عن هذا التعاون التجاري بين البلدين الشقيقين وجود حوالي 490 شراكة بحرينية عُمانية في مختلف المجالات وما يقرب من 900 مؤسسة تجارية بحرينية عاملة في سلطنة عُمان أغلبيتها من المؤسسات الصغيرة والمتوسطة بحسب احصائيات العام 2022، إذ تسهم تلك المؤسسات في تنمية الناتج المحلي وتعزز التكامل التجاري بين الاقتصاد العُماني والبحريني وتزيد من حجم الفرص الاستثمارية والاقتصادية المتبادلة.
تأسيس الشركة البحرينية العُمانية للاستثمار القابضة يأتي في إطار العمل على زيادة حجم الاستثمارات وستسهم في نمو حجم التبادل التجاري، ودعم اقتصاد البلدين.. كيف تسير أعمال هذه الشركة وما نتائجها؟
- لقد تأسست الشركة العُمانية البحرينية للاستثمار القابضة برأس مال يقدر 10 ملايين ريال عُماني وتتخذ من مسقط مركزا لها مع إمكانية فتح فروع لها خارج سلطنة عُمان لتسهيل مزاولة عملها، إذ تم التوقيع على اتفاقية التأسيس في أكتوبر 2022 بين غرفة تجارة وصناعة عُمان وغرفة تجارة وصناعة البحرين على هامش الزيارة السامية لجلالة السلطان المعظم.
وستعمل الشركة على الاستثمار في مجال الأمن الغذائي وغيرها من القطاعات التي تركز عليها «رؤية عُمان 2040» ورؤية البحرين 2030، ولقد شهد التبادل التجاري بين البلدين استمرارية في النمو، إذ يصل عدد الشراكات التجارية إلى نحو 490 شراكة عُمانية بحرينية.

المصدر: صحيفة الأيام البحرينية

كلمات دلالية: فيروس كورونا فيروس كورونا فيروس كورونا مملکة البحرین تعزیز التعاون قیادة البلدین تجارة وصناعة التوقیع على بین البلدین التجاری بین حفظه الله الع مانی ع مانی

إقرأ أيضاً:

حكايات شعبية عُمانية لأطفال أسوان ضمن مهرجان طيبة الدولي للفنون التلقائية

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

 

يُقدم مهرجان طيبة الدولي للفنون التلقائية ومسرح الطفل، ضمن فعاليات  الدورة الثامنة، المقامة بمدينة أسوان خلال الفترة من 10 وحتى 15 من شهر نوفمبر الجاري، ورشة حكي تُقدمها الحكواتية العُمانية ميثاء المندرية، والحكواتي العُماني راشد الغافري.

وقالت الدكتورة هنا مكرم، رئيسة المهرجان، إن أطفال أسوان، سيكونون على موعد مع الحكايات الشعبية العُمانية التي تُحيي القيم النبيلة في الإنسان، والتي تتلاقى في أفكارها ومواضيعها مع الحكايات الشعبية المصرية، إضافة إلى نشاطات فنية أخرى يشارك فيها أعضاء وفد سلطنة عمان بالمهرجان.

فعاليات مهرجان طيبة الدولي للفنون التلقائية ومسرح الطفل، للعام الثامن على التوالي

يُذكر أن فعاليات مهرجان طيبة الدولي للفنون التلقائية ومسرح الطفل، للعام الثامن على التوالي، برعاية وزارة الثقافة ومحافظة أسوان، والهيئة المصرية العامة لتنشيط السياحة، تستقطب العشرات من الفنانين المصريين والعرب والأجانب، وتتوزّع فعاليات المهرجان من بين عروض مسرحية، وفلكلورية، وتشكيلية، وندوات وورش عمل، تقام داخل قصور الثقافة والمدارس التابعة لمحافظة أسوان.

ويُعد المهرجان مناسبة يلتقي فيها فنانون من ثقافات ومدارس مختلفة، ويتبادلون الأفكار والرؤى، ويتعرفون على تجارب فنية جديدة، ويوظفون خبراتهم في مجالات الفنون المسرحية والتشكيلية في اكتشاف المواهب وتنمية مهارات المبدعين من طلاب المدارس في أسوان.

1000133713 1000133698 1000133710 1000133728 1000133725 1000133701 1000133731 1000133695

مقالات مشابهة

  • غباش يستقبل رئيس لجنة شنغهاي للمؤتمر الاستشاري السياسي للشعب الصيني
  • سلطنة عُمان والبحرين تستعرضان فرص التعاون المثمر في مختلف المجالات
  • غباش ورئيس لجنة شنغهاي للمؤتمر الاستشاري الصيني يؤكدان عمق العلاقات
  • غباش: الزيارات المتبادلة بين قادة الإمارات والصين تعزز العلاقات الراسخة
  • انطلاق الملتقى المصرى السودانى الأول لتعزيز العلاقات الاقتصادية بين البلدين
  • سفارة الإمارات في صوفيا تحتفي بمرور 33 عاماً على العلاقات الدبلوماسية بين البلدين
  • حكايات شعبية عُمانية لأطفال أسوان ضمن مهرجان طيبة الدولي للفنون التلقائية
  • المرأة العُمانية.. محور جوهري في التنمية
  • السيسي ونظيره الكونغولي يؤكدان التزامهما بدفع العلاقات في مختلف المجالات
  • استعراض العلاقات التاريخية والثقافية بين عمان والجزائر