قواسم تاريخية مشتركة تربط البحرين وعُمان
تاريخ النشر: 18th, November 2023 GMT
تحتفل سلطنة عُمان في الثامن عشر من نوفمبر الجاري بالذكرى الثالثة والخمسين لعيدها الوطني، وسط منجزات تنموية متسارعة بقيادة حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم سلطان عُمان الشقيقة، الذي أخذ على عاتقه استكمال مسيرة البناء وتحقيق أهداف النهضة المتجددة للمواطن العُماني في مختلف مجالات الحياة التي تأسست في عهد جلالة السلطان قابوس بن سعيد طيب الله ثراه قبل خمسين عامًا.
وعلى مدى السنوات الثلاث الماضية، ومنذ أن تولي جلالة السلطان هيثم بن طارق مقاليد الحكم، حققت السلطنة قفزات نوعية في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والعسكرية، إذ أطلقت السلطنة مشروع رؤية «عُمان 2040»، في يناير 2021، تمهيدًا لتنفيذها على مدى 4 خطط تنموية متتالية استهلتها بانطلاق خطّة التنمية الخمسية العاشرة (2021-2025)، التي تحقق تطلعات البلاد التنموية، الأمر الذي عزز من إمكانات الدولة العُمانية، وترسيخ مكانتها دولة عصرية تتمتع بالاستقرار والنمو داخليًا، والتوازن والاعتدال في سياساتها الخارجية والدبلوماسية إقليميًا ودوليًا.
وتتميز العلاقات الثنائية التي تربط مملكة البحرين وسلطنة عُمان على مر العصور والأزمنة بخصوصية كبيرة تعود إلى مهد الحضارات الإنسانية القديمة التي نشأت في منطقة الخليج العربي، حيث حضارتي دلمون في البحرين ومجان في عُمان العريقتين.
وتطورت هذه العلاقات بشكلها الحديث وصولًا إلى أوجها في العهد الزاهر لحضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم، وجلالة السلطان جلالة السلطان هيثم بن طارق سلطان عُمان، على المستويين الرسمي والشعبي، عززتها القواسم التاريخية المشتركة من وحدة الدين واللغة والعادات والتقاليد الأصيلة، إضافة إلى الشراكات المتبادلة بين البلدين في مختلف المجالات.
وشكلت الزيارة الرسمية الأولى التي قام بها صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق إلى مملكة البحرين في أكتوبر من العام الماضي تجسيدًا لهذه العلاقات المتميزة، إذ شهدت الزيارة التوقيع على (6) اتفاقيات و(18) مذكرة تفاهم وبرنامج تنفيذي مشترك شمل التعاون بين حكومتي البلدين في مختلف المجالات.
وجاءت هذه الشراكات الثنائية بين البلدين الشقيقين في إطار التنسيق الرفيع والمتواصل بين الجانبين من خلال أعمال «اللجنة البحرينية العُمانية المشتركة» التي تأسست عام 1992 تنفيذًا للتوجيهات السامية لقيادتي البلدين، بهدف توسيع آفاق التعاون الثنائي في المجالات كافة للوصول بها إلى أعلى درجات التنسيق والتعاون والشراكة.
كما جاء تأسيس مجلس الأعمال المُشترك بين غرفتي تجارة وصناعة البلدين، استكمالًا للجهود السياسية والدبلوماسية لدفع علاقات التعاون الثنائي بين قطاعات الأعمال البحرينية والعُمانية، للترويج للفرص الاستثمارية لدى الجانبين.
وقد واصل التبادل التجاري بين البلدين نموه خلال النصف الأول من العام الجاري 2023 بنسبة 10% عن العام الماضي، إذ ارتفعت نسبة حجم التبادل ما بين 900 مليون ومليار دولار.
ونجحت سلطنة عُمان خلال مسيرة نهضتها على مدار خمسة عقود في تقديم نفسها من خلال تجربة اقتصادية فريدة ورشيدة اعتمدت على تنويع مصادر الدخل، محققة إنجازات اقتصادية وضعتها في المرتبة 64 من بين أكبر اقتصادات العالم، باعتبارها اقتصادًا ذا دخل مرتفع.
كما نجحت السلطنة في عهد السلطان هيثم بن طارق وبفضل السياسات الاقتصادية للحكومة في تحسين مؤشرات الاقتصاد الكلي، إذ تمكنت عُمان على مدى الأعوام الثلاثة الماضية من تحقيق نتائج إيجابية في عدد من المؤشرات المالية والاقتصادية والنقدية، حيث سجّل الأداء المالي لموازنة 2022 تحقيق فائض مالي يقدر بنحو مليار و146 مليون ريال عُماني (3 مليارات دولار).
وتشير وكالة الأنباء العُمانية إلى أن السلطنة أحرزت تقدّمًا في عدة مؤشرات فرعية بمجال التنافسية، مثل مؤشر الابتكار، والمؤشرات المرتبطة بتقنية المعلومات، إذ جاءت عُمان في المركز 15 عالميًا وقفزت بترتيبها في ركيزة التعليم بمؤشر الابتكار العالمي إلى ما بين أفضل 10 دول في العالم، بالإضافة إلى تقدمها الملحوظ في بعض المؤشرات الدولية الأخرى، مثل مؤشرات الأمن الغذائي، وجودة وسلامة الغذاء، والوفرة الغذائية، والاستدامة والتكيف، وغيرها.
وقد وضعت الحكومة العُمانية في أولوياتها الاقتصادية خفض الدين العام، وتعزيز الإنفاق الإنمائي وزيادة وتيرته، والدفع ببيئة الاستثمار الجاذبة لتحفيز أداء الاقتصاد الوطني، إضافة إلى إعادة ترتيب أولويات الاستدامة والتوازن في المالية العامة للدولة، ومكّنت هذه السياسات من الاستفادة المباشرة من حالة التحسّن في أسعار الطاقة عالميًا.
كما نجحت السلطنة في تغيير النظرة المستقبلية لها اقتصاديًا في النصف الأول من عام 2023 إلى «مستقرة» بعد رفع وكالة فيتش الدولية تصنيفها الائتماني إلى «BB»، بما يعكس نجاح سياسة الإصلاحات الاقتصادية وضبط الإنفاق للحد من المخاطر الخارجية.
المصدر: صحيفة الأيام البحرينية
كلمات دلالية: فيروس كورونا فيروس كورونا فيروس كورونا السلطان هیثم بن طارق الع مانیة فی مختلف
إقرأ أيضاً:
4 لقاءات تدشن دوري قدم الشاطئية 21 نوفمبر
ينطلق دوري كرة القدم الشاطئية 2024-2025، يوم 21 نوفمبر الجاري بمشاركة 10 أندية مقسمة على مجموعتين قويتين، تضم كل مجموعة خمسة فرق، لتحتدم المنافسة بين أندية ذات خبرة وطموح في تقديم أفضل ما لديها، وتكتسي المجموعة الأولى بأسماء قوية من أندية مصيرة وصحم والشباب والعروبة والسويق، أما المجموعة الثانية، فتضم أندية العامرات وصلالة والنصر وطاقة ومرباط، وهي فرق لا تقل شراسة وتستعد للانقضاض على منافسيها لتحقيق اللقب. ويجمع الدوري بين نخبة من اللاعبين المحترفين والهواة، مما يضفي عليها جوًا من المنافسة الشديدة والحماس، وتُقام مباريات الدوري في الملعب الرملي بمجمع السلطان قابوس الرياضي ببوشر والملعب الرملي بمجمع السلطان قابوس الشبابي للثقافة والترفيه بصلالة.
وتنطلق أولى جولات البطولة يوم الخميس، 21 نوفمبر الجاري، حيث تستضيف أرضية ملعب مجمع السلطان قابوس الرياضي ببوشر مواجهات قوية ستحدد ملامح البطولة منذ البداية. تُفتتح البطولة بمباراة مثيرة بين مصيرة وصحم ضمن منافسات المجموعة الأولى في تمام الساعة 3:30 مساءً، ليبدأ الفريقان رحلتهما في البطولة بمباراة حماسية تعكس حجم التحدي والروح القتالية لكل منهما. وتستمر المباريات في اليوم ذاته بمواجهات قوية تجمع بين الشباب والعروبة الساعة الخامسة مساءً، تليها منافسات المجموعة الثانية حين يلعب طاقة مع النصر على رملية صلالة في الساعة 4 مساء، وتختتم الجولة الأولى بلقاء بين العامرات وصلالة في تمام الساعة السادسة مساءً. وتعد هذه المباريات اختبارًا حقيقيًا لكل فريق، حيث يسعى الجميع للظهور بأفضل مستوى وتسجيل بداية قوية تضمن لهم التفوق في المراحل المقبلة.
وستنطلق الجولة الثانية من الدوري يوم 25 نوفمبر الجاري بأربع مواجهات، حيث يشهد الملعب الرملي بمجمع السلطان قابوس الرياضي ببوشر مواجهتين الأولى بين السويق والعروبة في الساعة 3:30 مساءً، والأخرى يلتقيا فيها ناديا الشباب وصحم في الساعة الخامسة مساء، فيما سيشهد الملعب الرملي بمجمع السلطان قابوس الشبابي للثقافة والترفيه بصلالة إقامة مواجهتين أيضا الأولى بين مرباط وطاقة في الساعة السادسة مساءً، وتختم الجولة الثانية الساعة السابعة مساء حين يلتحم ناديا النصر وصلالة في مباراة فنية عالية وقوية بينهما.
الطريق إلى الأدوار النهائية
ومع توالي الجولات ومباريات الدور الأول، ستتضح ملامح الفرق التي تمتلك القوة والعزيمة للوصول إلى نصف النهائي، المقرر عقده في 31 ديسمبر المقبل. حيثُ إن الفرق التي ستنجح في حصد النقاط وتحقيق الانتصارات ستتقدم نحو المرحلة الحاسمة، حيث يلتقي متصدر المجموعة الأولى مع وصيف المجموعة الثانية، ومتصدر المجموعة الثانية مع وصيف المجموعة الأولى، في مواجهات ستكون قمة في التشويق والندية. وبالتأكيد كل فريق سيدخل اللقاءات وهو يدرك أن أي هفوة قد تكلفه فرصة بلوغ النهائي المنشود. وستكون هذه المباريات معركة تكتيكية وبدنية، حيث سيسعى كل فريق لإثبات جدارته والتأهل إلى النهائي الحلم.
وسيلعب النهائي المرتقب يوم الأحد، 5 يناير 2025، حيث سيشهد مجمع السلطان قابوس الرياضي ببوشر تتويج بطل دوري كرة القدم الشاطئية لموسم 2024-2025. هذا اليوم الذي ينتظره عاشقو الكرة الشاطئية سيكون تتويجًا لمجهود الفرق التي أظهرت مهاراتها وتفوقت في هذه المنافسات الشرسة. وفي أجواء احتفالية، سيكون النهائي فرصة لأفضل اللاعبين لإظهار مواهبهم وللجماهير للتمتع بمباراة قد تكون من بين الأفضل في الدوري. وسيكون هذا النهائي بمثابة حفل رياضي رائع، يحمل بين طياته فرحة التتويج ودموع الخسارة، ويقدم للجماهير متعة مشاهدة كرة القدم الشاطئية بأفضل حلة.