يا أيها اليمنيون.. من نحن بدونكم؟
تاريخ النشر: 18th, November 2023 GMT
لا أزال أذكر تلك اللحظة التي حلق فيها صاروخ يمني في سماء أبوظبي، في حين كان رئيس كيان العدو الصهيوني يدنس لأول مرة علانية أرض جزيرة العرب. لم تكن المسألة مجرّد شعور عاطفي ومعنوي، بل ومنذ تلك اللحظة حق القول أن الجزيرة العربية قد عادت للتاريخ.
مئات السنين مرّت، عدة قرون، على تحول هذه البقعة الجغرافية التي انبثقت منها الرسالة المحمدية، إلى بقعة يكتب فيها الآخرون تاريخهم فيها وعبرها، الأتراك والبرتغاليون والإنكليز والأمريكيون، أصبح تراب جزيرة العرب عبارة عن مدن ودول ساقطة بالمعنى العسكري والثقافي والاقتصادي لخدمة قوى أجنبية.
حتى أن قامت حركة اجتماعية سياسية أشبه بالأساطير، تخال من الخرافة وهي صدق، بتعبير أحمد شوقي، جعلت من سبتمبر سبتمبرين، نفضت الغبار عن ستة، وكيد سحرته، فأعادت سيرته الأولى فكان واحداً. لعل هول ما نعيشه اليوم من الإجرام الصهيوني في شعبنا الفلسطيني يحاول عبر الصهاينة والأمريكيين توهين ما حدث ويحدث. لكن هذه القصة يجب أن تروى، رجل أسمر السحنة نائب في برلمان اليمن يدعى حسين، رأى من داخل البرلمان تكالب وحوش وضباع لا تنهش في جسد وطنه بل أمته، ليقوم من داخل مسجد صغير وتارة خيمة وتارة كهفاً فهو ابن الأرض، جلس وقرأ الذكر الحكيم، ورمى ببصره على أوضاع العرب والمسلمين كافة، لا نعلم كيف أفرغ الله عليه الصبر وآتاه الحكمة، لكننا نعلم أنه سبق ببصيرته الجميع، ليصرخ أمام جمع من العشرات من الفقراء بصرخة: الله أكبر الموت لأمريكا الموت لإسرائيل اللعنة على اليهود النصر للإسلام. قالها لوجه الله، خاطب فيها التاريخ، لا نستطيع أن نقول أنه لم يكن يعلم، فمن نظر إلى عينيه رأى ذلك اليقين، بأن هذه الصرخة بعد مجرّد عقدين من الزمن ستنتج قوات مسلحة، يخرج ناطقها مخاطباً العالم فيسمعه: «أطلقت قواتنا المسلحة دفعة من الصواريخ البالستية على أهداف مختلفة للعدو الإسرائيلي».
في خطابه التاريخي الأخير، وتحديداً حين قال السيد عبدالملك بدر الدين «عيوننا مفتوحة للرصد الدائم»، ترى ذات اليقين في ذات عين الشهيد القائد حسين الحوثي. كثيرٌ ما يمكن أن يقال، لكن أقصر القول وما يختصر الحكاية والمسيرة هو القائد.
لأي عربي، صدقاً، فقط شاهد خطاب الرابع عشر من نوفمبر، لغة الجسد، لغة الكلمات، المفردات، كل غضبنا، رغبتنا في النيل من الصهاينة، الانتقام، نفض العار، تراه فيما يقوله هذا الرجل، سنظفر بكم! سننكل بكم! ليس في اللغة العربية مفردات تعبر عن ما في كينونتنا العربية تجاه العدو الصهيوني كهذه. والله، لم يكن في خاطري وأنا أشاهد الخطاب سوى القول: يا ليتني في جامع الشعب بصنعاء، بين تلك الجموع ونحن نرى ضمير العروبة والشرف ينطق على لسان بشر.
وكأحد ربي صباه في ظل ذل أمراء آل سعود وتحت مملكتهم، فلربما يحق لي القول أنني عشت في الجزيرة العربية في جزئها الخارج عن التاريخ، الخارج عن أي منظومة أخلاقية وقيمية، المقطوعة الصلة عن امتدادها العربي والإسلامي، وأفكر في الأسى كيف أن هنالك مسجداً جميلاً صغيراً في المدينة المنورة يسمى القبلتين، حيث وليّ أبا القاسم روحي فداه قبلة يرضاها في مكة، وأن هذا المسجد شاهد على الترابط والتواصل حتى العمراني بيننا وبين قبلتنا الأولى في القدس، في المسجد الأقصى. لكن، خروج البقعة المنتهكة اسمها بالسعودية عن امتدادها الحضاري، صور لنا وكأننا قطعنا عن تاريخنا، حتى رأيت الجمع في جامع الشعب فرأيت القبلتين في مسجد، يصلى فيه لله في مكة، ويقام من الجهاد للأقصى، وحين سقطت سماء جزيرة العرب لطائرات العدو وأرضها لقواعدهم وبحرها لسفنهم، كان لنا اليمن جميعاً ركناً شديداً، حفظتم كرامتنا وعزتنا أيها اليمنيون، فمن نحن بدونكم؟.
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
“ريليف ويب” : اليمنيون قادرون على استهداف منشأت عسكرية اسرائيلية ذات قيمة عالية
الثورة نت/..
قال موقع “ريليف ويب” التابع للأمم المتحدة ان الأشهر الأخيرة شهدت تحولًا ملحوظًا في تكتيكات “اليمنيين” حيث تطورت من التركيز السائد على العمليات البحرية، إلى حملة مكثفة من الضربات الصاروخية والطائرات المسيّرة في عمق “إسرائيل”
وقال الموقع ” عمليات اليمنيين الأخيرة تشير إلى تحول استراتيجي، فهم يسعون بشكل متزايد إلى فرض قوتهم بشكل مباشر ضد البر الرئيسي لـ”إسرائيل”.
واضاف .. أظهر “اليمنيون ” القدرة والاستعداد لتهديد السفن المرتبطة بأسرائيل و التي تحمل العلم الأمريكي.
وتابع ..التطور المهم من اليمن يشير إلى أنهم لم يعودوا راضين عن مجرد تشكيل بيئة الأمن البحري الإقليمي، بل إنهم يهدفون إلى تحقيق تأثيرات نفسية وعملياتية مباشرة داخل “إسرائيل”.
واشار موقع ريليف الى ان زيادة الهجمات البعيدة المدى من اليمن بشكل كبير على “إسرائيل”، تُظهر قدرات اليمنيين المُحسنة في الاستهداف، ومدى وصولهم الموسع، وعزيمتهم.
واوضح الموقع ان عدة هجمات بالصواريخ الباليستية من اليمن على “إسرائيل” أظهرت نية “اليمنيين ” وقدرتهم على الوصول إلى عمق كبير داخل “إسرائيل”، واستهداف المنشآت العسكرية ذات القيمة العالية.
وقال .. ” الهجمات من اليمن على”إسرائيل” تسلط الضوء على قدرة “اليمنيين ” على التسلل عبر حواجز الاعتراض، وتظهر تعقيدًا أكبر في التخطيط العملياتي لـ”اليمنيين”
واختتم .. رغم توجيه ” اليمنيين ” ضربات على عمق “إسرائيل”، إلا أنهم لم يتخلوا عن العمليات البحرية، ونشاطهم البحري مستمر ضد السفن الأمريكي.