قوات الأحتلال تتوسع في إرهاب المستشفيات ليصل إلى الضفة.. الصحة العالمية: تحذر من تفاقم الوضع وإغلاق المستشفيات في غزة
تاريخ النشر: 18th, November 2023 GMT
منذ بداية الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة في 7 أكتوبر الماضي وبهد مضي 42 يومًا، جعلت قوات الأحتلال من المستشفيات هدفا للقصف والحصار والاقتحام، بزعم أنها تخفي مراكز قيادة وسيطرة لحركة حماس، لكنها لم تقدم دليلا على ذلك حتى بعد اقتحام مجمع الشفاء الطبي، الأكبر من نوعه في غزة، لكن الفلسطينييون يقولون إن الهدف من وراء ذلك هو القضاء على مقومات الحياة وإجبار السكان على الرحيل.
ووسط هذا المشهد القاسى تصر القوات الإسرائيلية على استهداف المؤسسات الطبية، فبعد مضى ساعات قليلة على قصف المستشفى الميدانى الأردني وإصابة 7 من طاقمه الطبي، وهى الجريمة التي قوبلت بوابل من الإدانات العربية والدولية، دمرت آليات الاحتلال الإسرائيلي 3 أبنية تابعة لمستشفى الشفاء بغزة، وفق وكالة "وفا" الفلسطينية.
كما حاصرت قوات الجيش الإسرائيلي، فجر اليوم الجمعة، مستشفى بمدينة جنين شمالي الضفة الغربية المحتلة، قبل أن تستجوب عددا من المسعفين فيه، في إجراء مماثل لما يقوم به الجيش في قطاع غزة.
وذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية "وفا" أن القوات الإسرائيلية حاصرت مستشفى ابن سينا في مدينة جنين من جميع الجهات.
كما فتشت القوات الإسرائيلية، وفقا لـ"وفا"، مركبات الإسعاف في محيطه، وطالبت عبر مكبرات الصوت بإخلائه، كما أظهر شريط فيديو تداوله رواد مواقع التواصل ونشرته وسائل إعلام فلسطينية.
وأجبرت القوات عددا من المسعفين على إخلاء المستشفى رافعين أيديهم، وقامت بتفتيشهم في ساحة المستشفى، واستجوبت عددا منهم.
بدوره، أكد مدير عام وزارة الصحة في جنين الدكتور وسام صبيحات، "أن قوات الاحتلال حاصرت مستشفى ابن سينا ومنعت مركبات الإسعاف، وحتى الحالات المرضية، من الوصول إليه"، وتقوم بتفتيش سيارات الإسعاف في محيطه، وطالبت عبر مكبرات الصوت بإخلاء المستشفى، فيما أكد الهلال الأحمر الفلسطيني "أن قوات الاحتلال احتجزت طواقمه أمام مستشفى ابن سينا".
وكانت قوات الاحتلال قد اقتحمت مدينة ومخيم جنين من عدة محاور، ما أدى إلى سقوط 3 شهداء ووقوع 9 إصابات واعتقال 7 أشخاص، إضافة إلى تفجير عدد من السيارات.
يأتي هذا بالتزامن مع حملة اعتقالات شنتها قوات الاحتلال بحق أكثر من 1750 فلسطينيا منذ بداية الحرب.
الوضع اليائس.. تفاقم الوضع وإغلاق المستشفيات في غزةأصدرت منظمة الصحة العالمية، اليوم الجمعة، تحذيرا جديدا بشأن الوضع اليائس الذي يعيشه الناس في غزة مع عدم كفاية المرافق الطبية العاملة بشكل واضح في "دعم الاحتياجات التي لا نهاية لها" الناجمة عن أكثر من خمسة أسابيع من الأعمال العدائية.
وقال الدكتور ريتشارد بيبركورن، ممثل منظمة الصحة العالمية في الأراضي الفلسطينية المحتلة: "ما نعرفه هو أن النظام الصحي يلفظ أنفاسه الأخيرة". وفي حديثه من القدس للصحفيين في جنيف عبر تطبيق زووم، أوضح بيبركورن - وفقا لبيان على موقع الأمم المتحدة الإلكتروني - أن 47 من أصل 72 مركزا للرعاية الصحية الأولية لم تعد تعمل وأن هناك بعض المراكز الأخرى التي تعمل بشكل جزئي فقط، وتوقف ما يقرب من 75 في المائة من المستشفيات (35 إلى 36) عن العمل.
ويأتي هذا التطور بعد أن أبلغت وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) عن انقطاع الاتصالات في غزة، يوم أمس الخميس، مع نفاد الوقود اللازم لتشغيل مولدات الكهرباء لدى شركات الاتصالات، لافتة إلى أن الإغلاق يهدد بتعطيل تنسيق قوافل المساعدات الإنسانية.
وأضاف بيبيركورن أنه قبل اندلاع الصراع، كان بإمكان سكان غزة الوصول إلى حوالي 3500 سرير في المستشفيات، واليوم لا يتوفر سوى ما يقدر بنحو 1400 سرير، على الرغم من أن الاحتياجات الفعلية من المرجح أن تكون أقرب إلى 5000 سرير، وفي مدينة غزة، أدت "العمليات البرية النشطة بالإضافة إلى نقص الوقود، إلى وقف حركة فرق الإنقاذ وسيارات الإسعاف في العديد من المناطق".
ولا يزال هناك حوالي 807 آلاف فلسطيني في شمال القطاع، وهو ما يمثل حوالي ثلثي السكان هناك قبل التصعيد الأخير، وفقا لمكتب تنسيق الشؤون الإنسانية، ومن المرجح أن الثلث الآخر من السكان، حوالي 400 ألف نسمة، قد نزحوا إلى الجنوب.
ويلجأ الآن "مئات الآلاف" ممن بقوا في الشمال إلى المرافق العامة، بما في ذلك المدارس والمستشفيات والعائلات المضيفة.
ومع تزايد الاحتياجات الصحية، قال بيبركورن إن نقص الوقود والمياه والغذاء والإمدادات الطبية جعل من الصعب على المستشفيات والمرافق الصحية التي لا تزال "تعمل جزئيا" مساعدتهم.
وقال: "تشعر منظمة الصحة العالمية بقلق بالغ إزاء انتشار الأمراض مع حلول موسم الأمطار والشتاء. وأن الاكتظاظ في الملاجئ والنقص العام في المياه والصرف الصحي في جميع أنحاء غزة يمكن أن يزيد من خطر انتقال العدوى".
وأضاف نقلا عن بيانات من وزارة الصحة في غزة والأونروا ومنظمة الصحة العالمية، أنه تم تسجيل 71،224 حالة إصابة بالتهابات الجهاز التنفسي الحادة، و44،202 حالة إسهال (22،554 حالة لدى الأطفال دون سن الخامسة)، و808 حالات جدري الماء، وأكثر من 14،195 حالة طفح جلدي و10،952 حالة جرب وقمل.
وفي تطور ذي صلة، حث خبير حقوقي مستقل عينته الأمم المتحدة يوم الجمعة إسرائيل على التوقف عن استخدام المياه كسلاح في الحرب.
وقال بيدرو أروجو أجودو، مقرر الأمم المتحدة الخاص المعني بحقوق الإنسان، عن الحصول على مياه الشرب المأمونة وخدمات الصرف الصحي، إنه يجب السماح بدخول المياه النظيفة والوقود إلى غزة لتفعيل شبكة إمدادات المياه ومحطات تحلية المياه في القطاع المحاصر "قبل فوات الأوان".
وأضاف: "كل ساعة تمر مع قيام إسرائيل بمنع توفير مياه الشرب الآمنة في قطاع غزة، في انتهاك صارخ للقانون الدولي، تعرض سكان غزة لخطر الموت من العطش والأمراض المرتبطة بنقص مياه الشرب الآمنة".
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: قوات الاحتلال المستشفيات مستشفى ابن سينا غزة منظمة الصحة العالمية الحرب الصحة العالمیة قوات الاحتلال الأمم المتحدة فی غزة
إقرأ أيضاً:
الاحتلال يكثف اقتحاماته الليلية لبلدات الضفة ويعتدي على طفلين في رام الله
كثفت قوات الاحتلال الإسرائيلي اقتحاماتها لمختلف مدن وبلدات الضفة الغربية المحتلة فجر اليوم الجمعة، في حين أصيب طفلان فلسطينيان برضوض وكسور مساء أمس الخميس إثر اعتداء قوات الاحتلال عليهما بالضرب في بلدة سنجل شمال شرقي رام الله وسط الضفة.
وأفادت مصادر محلية للجزيرة بأن قوات الاحتلال اقتحمت مدينة قلقيلية وبلاطة البلد شرقي نابلس وبلدة برقة شمال غربي نابلس وبلدة اليامون غربي جنين.
واقتحمت قوات الاحتلال كذلك مدينة الخليل جنوبي الضفة وقرية المغير شمال شرقي رام الله وبلدة بير نبالا شمالي القدس.
كما اقتحمت قوات من الشرطة الإسرائيلية قرية أم الحيران في النقب داخل الخط الأخضر، وهدمت جرافات تابعة لها مسجدا داخل القرية التي لا تعترف السلطات الإسرائيلية بوجودها.
واعتدى مستوطنون متطرفون على مزارعين فلسطينيين أثناء قطفهم ثمار الزيتون في أنحاء متفرقة من الضفة الغربية.
الاعتداء على طفلين في رام اللهواعتدت قوات الاحتلال الإسرائيلي مساء أمس الخميس على طفلين في بلدة سنجل شمال شرقي رام الله مما تسبب في إصابتهما برضوض وكسور.
ونقلت وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية (وفا) عن مصادر محلية -لم تسمها- أن قوات الاحتلال اعتدت بالضرب المبرح على الطفل علاء (11 عاما) أمام منزل عائلته في بلدة سنجل، مما أدى إلى إصابته برضوض وكدمات، ونقل للعلاج في مركز صحي بالبلدة.
كما ذكرت المصادر للوكالة أن جيش الاحتلال اعتدى على طفل آخر (17 عاما) في البلدة، واستولى على هاتفه وأرسل الجنود رسالة عبر مجموعة واتساب تخص أهالي البلدة تتضمن تهديدات لهم.
وأفاد شهود عيان للأناضول بأن الجنود كتبوا في الرسالة "لقد وصل الجيش إلى القرية وسوف يقتل كل من يسبب المشاكل، من الأفضل أن تختبئ في الوقت الحالي لأننا جئنا للقتال وليس للعب، توقفنا عن أن نكون لطفاء، الآن هي الحرب".
شهيدان واعتداءات للمستوطنينوفي وقت سابق أمس الخميس، استشهد فلسطينيان وأصيب طفلان برصاص الاحتلال الذي اعتقل 6 فلسطينيين، في حين هاجم مستوطنون مزارعين بالضفة الغربية.
وأعلن الجيش الإسرائيلي أن قواته الخاصة "قتلت فلسطينيين اثنين مطلوبين" في غارة شنتها على الضفة الغربية، في حين نقلت وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية (وفا) عن الهلال الأحمر قوله إن طفلا تعرض أيضا لإصابة في رأسه بشظايا رصاصة، وبحسب التقرير فإن الصبي المصاب هو ابن أحد الشهيدين.
وبموازاة الإبادة المستمرة على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 وسّع الجيش الإسرائيلي عملياته في الضفة، في حين صعّد المستوطنون اعتداءاتهم على الفلسطينيين وممتلكاتهم ومصادر رزقهم، مما أدى إلى استشهاد 783 فلسطينيا وإصابة نحو 6300 واعتقال نحو 11 ألفا، وفق مصادر رسمية فلسطينية.
وبدعم أميركي مطلق تشن إسرائيل إبادة متواصلة في غزة خلفت أكثر من 147 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح -معظمهم أطفال ونساء- وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.