ذكرى عيد الاستقلال .. تجسيد لانتصار إرادة العرش والشعب دفاعا عن وحدة الوطن
تاريخ النشر: 18th, November 2023 GMT
يخلد الشعب المغربي، غدا السبت، بكل فخر واعتزاز، الذكرى الثامنة والستين لعيد الاستقلال المجيد الذي جسد انتصار إرادة العرش والشعب والتحامهما الوثيق للذود عن وحدة الوطن وسيادته ومقدساته.
وتعد هذه الذكرى المجيدة (18 نونبر من كل سنة) من أبرز المنعطفات التاريخية التي طبعت مسار المملكة، ومن أغلى الملاحم الوطنية الراسخة في قلوب المغاربة، لما تحمله من دلالات عميقة ودروس بليغة وبطولات عظيمة وتضحيات جسام وأمجاد تاريخية خالدة.
وتحل ذكرى عيد الاستقلال، كلحظة تاريخية للتأمل والتدبر في مسلسل الكفاح الوطني من أجل الحرية والاستقلال وتحقيق الوحدة الترابية، في سياق نضالي شامل ومتكامل يشج أواصر العروة الوثقى بين العرش والشعب، ويعزز العهد الوثيق القائم بينهما، للمضي قدما على درب تحقيق النمو والازدهار في كل المجالات وبلوغ المملكة المكانة التي تستحقها بين دول العالم.
وكثيرة هي المعارك البطولية والانتفاضات الشعبية التي خاضها أبناء الشعب المغربي بكافة ربوع المملكة في مواجهة الوجود الأجنبي والتسلط الاستعماري. ومن تلك البطولات، معارك الهري وأنوال وبوغافر وجبل بادو وسيدي بوعثمان وانتفاضة قبائل آيت باعمران والأقاليم الجنوبية وغيرها من المحطات التاريخية التي لقن فيها المقاومون للقوات الاستعمارية دروسا رائعة في الصمود والتضحية.
ومن أبرز المحطات التاريخية التي طبعت مسار الكفاح الوطني الزيارة التاريخية التي قام بها بطل التحرير جلالة المغفور له محمد الخامس إلى طنجة يوم 9 أبريل 1947، تأكيدا على تشبث المغرب، ملكا وشعبا، بحرية الوطن ووحدته الترابية وتمسكه بمقوماته وهويته.
وبعد تلك الزيارة الحبلى بقيم التحرر والانعتاق من ربقة الاستعمار، اشتد تكالب سلطات الحماية، لاسيما أن جلالة المغفور له محمد الخامس لم يخضع لضغوطها، فكانت مواقفه الرافضة لكل مساومة سببا في شروع المستعمر في تدبير مؤامرة النفي.
وفي لحظة التحام للأمة، تعكس ذكرى كفاح شعب توحد وراء ملكه، انطلقت شرارة ثورة الملك والشعب يوم 20 غشت 1953، التي يعد الاحتفاء بها مناسبة للأجيال الصاعدة لإدراك حجم التضحيات التي بذلها أجدادهم للتحرر من جور الاستعمار واسترجاع المغرب لاستقلاله.
وانتصرت الإرادة القوية للأمة، بتناغم مع العرش للدفاع عن القيم الوطنية المقدسة، ضدا على مخططات المستعمر الذي لم يدرك أنه بإقدامه على نفي رمز الأمة، جلالة المغفور له محمد الخامس وأسرته الشريفة، لم يقم سوى بتأجيج وطنية المغاربة والتعجيل بنهاية عهد الحجر والحماية.
ولم يهدأ بال المغاربة في كافة ربوع المملكة إلا بعودة جلالة المغفور له محمد الخامس في 16 نونبر 1955، حاملا معه لواء الحرية والاستقلال ومعلنا عن الانتقال من الجهاد الأصغر إلى الجهاد الأكبر، من أجل بناء مغرب الاستقلال.
وفي الـ18 من نونبر، أعلن جلالة المغفور له الملك محمد الخامس، وإلى جانبه رفيقه في الكفاح جلالة المغفور له الحسن الثاني، "انتهاء ربقة الاحتلال وبزوغ عهد الحرية والاستقلال".
وبعد تحقيق الاستقلال، دخلت المملكة المغربية في حقبة جديدة، تمثلت في المقولة الشهيرة لجلالة المغفور له الملك محمد الخامس: "لقد خرجنا من الجهاد الأصغر إلى الجهاد الأكبر"، حيث انخرطت المملكة في العديد من الإصلاحات التي همت كل القطاعات الحيوية من أجل بناء المغرب الجديد ومواصلة ملحمة تحقيق الوحدة الترابية.
وسيرا على نهج والده المنعم، خاض جلالة المغفور له الملك الحسن الثاني معركة استكمال الوحدة الترابية، فتم في عهده استرجاع مدينة سيدي إفني في 30 يونيو 1969، كما تحقق استرجاع الأقاليم الجنوبية بفضل المسيرة الخضراء التي انطلقت يوم 6 نونبر 1975. وفضلا عن ذلك حرص جلالة المغفور له الحسن الثاني على بناء دولة القانون والمؤسسات الحديثة، وإرساء نظام سياسي وديموقراطي ي حتذى به.
وترسيخا لمسيرة البناء، التي نهجها جلالة المغفور له محمد الخامس ومن بعده جلالة المغفور له الحسن الثاني، يشهد المغرب تحت القيادة الرشيدة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس العديد من الأوراش التنموية العملاقة والإصلاحات الكبرى التي تهم مختلف المجالات، لاسيما من خلال إطلاق النموذج التنموي الجديد، وورش تعميم الحماية الاجتماعية، مما يعكس العناية التي يوليها جلالته للعنصر البشري، وذلك منذ اعتلائه عرش أسلافه الميامين.
ومن المؤكد أن الاحتفال بعيد الاستقلال يمثل لحظة للقيام بوقفة تأملية تستحضر تاريخ المغرب الغني بالأمجاد وبالمحطات المشرقة من أجل الذود عن مقدسات البلاد، ومناسبة لاستلهام ما تزخر به هذه الذكرى من قيم سامية وغايات نبيلة، لإذكاء التعبئة الشاملة، وزرع روح المواطنة، وتحصين المكاسب الديمقراطية، ومواصلة مسيرة الجهاد الأكبر، وتثبيت وصيانة الوحدة الترابية للمغرب، وربط الماضي التليد بالحاضر المجيد والمستقبل الواعد.
المصدر: أخبارنا
كلمات دلالية: الوحدة الترابیة التاریخیة التی الحسن الثانی من أجل
إقرأ أيضاً:
اختتام دورة الشيخ محمد حسين عامر (الموسم الخامس)
الثورة نت/..
احتفل مركز النور للمكفوفين في صنعاء اليوم، باختتام دورة الشيخ محمد حسين عامر الرمضانية لحفظ القرآن الكريم للطلاب المكفوفين (الموسم الخامس).
وفي الحفل، عبَّر وكيل أمانة العاصمة المساعد، أحسن القاضي، عن سعادته بحضور هذه المناسبة لتكريم حُفاظ القرآن لدورة الشيخ محمد حسين عامر (الموسم الخامس).
وبارك للطلاب هذه المشاركة الطيبة، منوها بجهود قيادة المركز وجميع العاملين في إنجاح أنشطة المركز.
من جانبه، أوضح مدير المركز، حسن إسماعيل، أن اختتام هذه الدورة، في شهر رمضان، جسَّد إحياء المركز للذكر الحكيم في الشهر الكريم الذي أنزل فيه القرآن الكريم.
وأشار إلى أن المركز، الذي يضم 300 منتسب، يسعى إلى زيادة عدد الحفاظ ليصل في الفترة القادمة إلى 200 حافظ، خصوصا مع رغبة واندفاع طلاب المركز لحفظ القرآن، والالتحاق بدورة الشيخ محمد حسين عامر.
وعبَّر إسماعيل عن الشكر لكل الداعمين لهذه الأنشطة الدينية، مشير إلى التحديات التي يواجهها المركز بسبب الإمكانات.. منوها بالجهود المبذولة من قِبل كوادر المركز في رعاية وتأهيل المكفوفين، وكذا دعم وزارة الشؤون الاجتماعية وصندوق رعاية وتأهيل المعاقين.
واستمع الحضور إلى عدد من حفاظ القرآن من خريجي الدورة، وتكريم الطلاب من حفظة القرآن الكريم كاملا، وكذا الطلاب الأوائل على مستوى كل حلقة في حفظ أجزاء من القرآن بشهادات وجوائز نقدية.
تخلل الحفل، الذي حضره مدير الجمعيات، نبيل راجح، ورئيس اتحاد المعاقين، عبدربه ناصر، وعدد من قيادات الجمعيات والمهتمين بقضايا المجتمع، ربورتاج قصير حول دورة الشيخ محمد حسين عامر.