المسجد النبوي.. الاكثر بحثًا على مواقع التواصل الاجتماعي وموقع البحث جوجل بالمملكة العربية السعودية، حيث تداول النشطاء مقاطع من خطبة الجمعة اليوم التي ألقاها خطيب المسجد النبوي فضيلة الشيخ الدكتور صلاح بن محمد البدير .

وتطرق خطيب المسجد النبوي للأزمة الإنسانية وحرب الإبادة الجماعية التي تتعرض لها غزة على يد جيش الاحتلال الإسرائيلي الصهيوني، ونستعرض في السطور التالية خطبة الجمعة -مكتوبة- من المسجد النبوي الشريف:

قال الشيخ الدكتور صلاح بن محمد البدير:"بعد أن حمد الله تعالى بدأ خطبته بقوله: الزمان صروف تجول ومصائب تصول سلم وحرب، وأجاج وعذب، ورخاء وجدب والمؤمن مهما تفاقمت الشرور والبلايا وحلت المحن والرزايا فإنه يعلم أنه لا راد للقضاء المسطور ولا مانع للقدر المقدور ما قضي كائن، وما قدر واجب، وما سُطر منتظر.

واستكمل قائلًا:"مهما يشأ الله يكن، وما يحكم به الله يحق، لا رافع لما وضع، ولا واضع لما رفع، ولا مانع لما أعطى، ولا معطي لما منع، وما شاء ربنا صنع، فلا جزع ولا هلع، وإنما صبر ومصابرة، وتفاؤل بأن النصر والظفر لأهل الإسلام والإيمان والذل والصغار والخسار لأهل الظلم والعدوان والطغيان، (وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَىٰ أَمْرِهِ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ).

وتابع:" أيها المسلمون: إن القلب ليعتصر ألمًا وحسرة لما حل بأهلنا في غزة من كربة ونكبة، لقد بلغ السيل زباه، والكيد مداه، والظلم منتهاه، والظلم لا يدوم ولا يطول، وسيضمحل ويزول، والدهر ذو صرف يدور، وسيعلم الظالمون عاقبة الغرور؛ فعن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: (إِنَّ اللَّه لَيُمْلِي لِلظَّالِمِ فَإِذَا أَخَذَهُ لَمْ يُفْلِتْهُ، ثُمَّ قَرَأَ: وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ).

واستكمل:"أيها المسلمون: كم شحن الظالمون المعتدون من الشوكة الرادعة والشكة القاطعة والقوة الجامعة لكنهم غفلوا عما أجراه الله لعباده المظلومين من منح الصبر وعوائد النصر ومهما بلغت قوة الظلوم وضعف المظلوم فإن الظالم مقهور مخذول، مصفد مغلول، وأقرب الأشياء صرعة الظلوم، وأنفذ السهام دعوة المظلوم، يرفعها الحي القيوم فوق الغيوم فعن أي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ثلاثةٌ لا تُردُّ دعوتُهم الصَّائمُ حتَّى يُفطرَ والإمامُ العادلُ ودعوةُ المظلومِ يرفعُها اللهُ فوق الغمامِ وتُفتَّحُ لها أبوابَ السَّماءِ ويقولُ الرَّبُّ وعزَّتي لأنصُرنَّك ولو بعد حين).

وقال خطيب المسجد النبوي خلال خطبة الجمعة:" فسبحان من سمع أنين المضطهد المهموم، وسمع نداء المكروب المغموم، فرفع للمظلوم مكاناً، ودمغ الظالم فعاد بعد العز مهاناً"ـ أيها المسلمون: إن الظالم الجائر سيظل محاطاً بكل مشاعر الكراهية والعداء والحقد والبغضاء، لا يعيش في أمان، ولا ينعم بسلام، حياته في قلق، وعيشه في أخطار وأرق مهما تدرع بالأكاذيب وتلبس بالمكر وتظاهر بأنه المظلوم المهضوم المعتدى عليه لأن الظلم جالب الإحن ومسبب المحن، والجور مسلبة للنعم مجلبة للنقمـ موضحًا أنه قد ينعم الله على الكافر نعم نفع أو نعم دفع او نعم رفع، ولكنه استدراج وإملاء في صورة إنعام وإعطاء.

واستشهد بقول الله تعالى: (وَلَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ خَيْرٌ لِّأَنفُسِهِمْ ۚ إِنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ لِيَزْدَادُوا إِثْمًا ۚ وَلَهُمْ عَذَابٌ مُّهِينٌ)؛ وقال تعالى: (وَأُمْلِي لَهُمْ ۚ إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ)؛ وقال: (أَيَحۡسَبُونَ أَنَّمَا نُمِدُّهُم بِهِۦ مِن مَّالٖ وَبَنِينَ (55) نُسَارِعُ لَهُمۡ فِي ٱلۡخَيۡرَٰتِۚ بَل لَّا يَشۡعُرُونَ)، إنه إغناء مشوب بالمصائب والأرزاء، منغص بالأمراض واللأواء، مكدر بالخوف والرعب وعدم الهناء، لا يغرنك ما هم فيه من الاستعداد والإمداد، لا يغرك ما هم فيه من التعالي والاستبداد، لا يغرنك ما يملكون من القوة والعدة والعتاد، قال تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّوا عَن سَبِيلِ اللَّهِ ۚ فَسَيُنفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ ۗ وَالَّذِينَ كَفَرُوا إِلَىٰ جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ).

ودعا المسلمون، لتقوى الله وقال:" أيها المسلمون اتقوا الله فإن تقواه أقوى ظهير وأوف نصير، كل أمر عليه يسير، وكل شيء إليه فقير، والأمور إليه تصير، وهو السميع البصير، لا يخفى عليه ما وقع على أهل الإسلام من الظلم الكثير والجور الكبير، وإن الله على نصرهم لقدير؛ وللدهر طعمان حلو ومر، وللأيام صرفان عسر ويسر، وكل شدة فإلى رخاء، وكل غمرة فإلى انجلاء، وإن بعد الكدر صفواً، وبعد المطر صحواً، والشمس تغيب ثم تشرق، والروض يذبل ثم يورق، ولله أيام تنتصر من الباغي وتنتقم من العاتي".

عدد من صور الدمار الذي خلفها قصف إسرائيل لغزة

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: المسجد النبوي السعودية المملكة العربية السعودية إسرائيل المسجد النبوی

إقرأ أيضاً:

دعاء الجمعة الأولى من شهر شعبان: فرصة للتقرب والاستعداد لرمضان

يستقبل المسلمون اليوم الجمعة الأولى من شهر شعبان، وهو يوم يحمل خصوصية روحية، حيث يتقرب فيه المسلمون إلى الله بالدعاء والعبادات، استعدادًا لاستقبال شهر رمضان المبارك.

أهمية الدعاء في أول جمعة من شعبان

يُعتبر يوم الجمعة من الأيام المباركة في الإسلام، ومع اقتراب رمضان، يحرص المسلمون على الإكثار من الدعاء في شهر شعبان، راجين من الله أن يبارك لهم في أيامه ولياليه، ويبلغهم شهر الصيام وهم في أفضل حال.

أدعية مستحبة في أول جمعة من شعبان

لا توجد صيغة محددة لدعاء الجمعة الأولى من شهر شعبان، لكن يمكن للمسلمين التضرع إلى الله بما شاءوا من الدعوات، ومن الأدعية المستحبة:

اللهم بارك لنا في شعبان، وبلغنا رمضان، واجعلنا من عتقائك من النار.اللهم اجعل هذا الشهر بداية خير، واغفر لنا ذنوبنا، ووفقنا لما تحب وترضى.اللهم ارزقنا في شعبان العمل الصالح، وتقبل منا دعاءنا، وبلغنا رمضان لا فاقدين ولا مفقودين.أدعية الجمعة الأولى من شعبان 

اللهم بارك لنا في شعبان، وبلغنا رمضان، وأعنا على الصيام والقيام، وتقبل منا صالح الأعمال، واغفر لنا ذنوبنا، إنك أنت الغفور الرحيم.

اللهم في هذه الجمعة المباركة، اجعلنا من الذين رضيت عنهم، وكتبت لهم الخير في الدنيا والآخرة، واغفر لنا ما تقدم من ذنوبنا وما تأخر.

اللهم اجعل هذا الشهر بداية خير وسعادة، وارزقنا فيه التوبة الصادقة، والقلب الخاشع، والعمل الصالح، واجعلنا من عتقائك من النار.

اللهم اكتب لنا في هذه الجمعة نورًا في وجوهنا، وسعة في أرزاقنا، وصلاحًا في قلوبنا، وتوفيقًا في أمورنا، وسعادةً تغمر حياتنا.

اللهم اجعلنا من الذين يستعدون لرمضان بالإيمان والطاعة، وطهر قلوبنا من كل سوء، واملأها بحبك، وارزقنا القرب منك في كل لحظة.

 

الجمعة الأولى من شعبان: استعداد روحي لشهر رمضان

يأتي شهر شعبان كمقدمة لشهر رمضان، فيكثُر فيه الصيام والعبادة، ويحرص المسلمون على تصفية نفوسهم وتجديد نواياهم لاستقبال شهر الرحمة والمغفرة. ويُستحب استغلال هذا اليوم المبارك في الذكر، والدعاء، والاستغفار، طلبًا للتوفيق في الأيام القادمة.

فضل الدعاء يوم الجمعة

تُعتبر الجمعة من الأيام التي يُستجاب فيها الدعاء، فقد ورد عن النبي ﷺ أنه قال: "إن في الجمعة ساعة لا يوافقها عبد مسلم يسأل الله فيها خيرًا إلا أعطاه إياه" (رواه مسلم). لذا، يُستحب الإلحاح في الدعاء، خاصة مع اقتراب رمضان، ليكون بدايةً جديدة مليئة بالخير والبركة.

مقالات مشابهة

  • خطيب المسجد الأقصى يُشيد بدعم الجزائريين لأهل القدس
  • خطيب المسجد النبوي يحذر من هذه الواسطة بينك وبين الله في الدعاء
  • خطيب المسجد النبوي: ملك الله لا يزيد بطاعة الطائعين ولا ينقص بمعصية العاصين
  • أول الدين وآخره.. خطيب المسجد النبوي: الله خلق الخلق لعبادته وحده
  • خطيب المسجد الحرام: لو كشف الله لنا الغطاء عن ألطافه بنا لذابت قلوبنا
  • خطيب المسجد الحرام: أحبُّ الخلق إلى الله من يشكره على النعم
  • خطيب المسجد النبوي: توسط الأموات والأولياء بين المسلم وربه في الدعاء يضيع معنى العبودية
  • دعاء الجمعة الأولى من شهر شعبان: فرصة للتقرب والاستعداد لرمضان
  • امام وخطيب المسجد النبوي: عبادة غيرِ اللَّه مبنيَّة على الجهلِ
  • خطبتا الجمعة من المسجد الحرام والمسجد النبوي